القائمة الرئيسية

الصفحات

أَيْنَ بابُ اللهِ الَّذى مِنْهُ يُؤْتى

 


 حَتَّى يَأْتِيَنِي مِنَ الْبَابِ الَّذِي أَمَرْتُه

روي عن الإمام الصادق (عليه السلام): «مَرَّ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ عليه السلام  بِرَجُلٍ وَ هُوَ رَافِعٌ يَدَهُ إِلَى السَّمَاءِ يَدْعُو اللَّهَ فَانْطَلَقَ مُوسَى فِي حَاجَتِهِ فَبَاتَ سَبْعَةَ أَيَّامٍ ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهِ وَ هُوَ رَافِعٌ يَدَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ يَا رَبِّ هَذَا عَبْدُكَ رَافِعٌ يَدَيْهِ إِلَيْكَ يَسْأَلُكَ حَاجَتَهُ وَ يَسْأَلُكَ الْمَغْفِرَةَ مُنْذُ سَبْعَةِ أَيَّامٍ لَا تَسْتَجِيبُ لَهُ قَالَ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ يَا مُوسَى لَوْ دَعَانِي حَتَّى يَسْقُطَ يَدَاهُ أَوْ يَنْقَطِعَ لِسَانُهُ مَا اسْتَجَبْتُ لَهُ حَتَّى يَأْتِيَنِي مِنَ الْبَابِ الَّذِي أَمَرْتُه» [المحاسن/ج 1/ص 224].

أقول وفي الحديث

أولا: النبي موسى عليه السلام كليم الله صاحب المناجات والدعوات الطويلة  لايلتفت الى كل شيءوانما يلتفت الى الأمور الملفتة ومنها حال هذا الرجل .

ثانيا: عادة العبادة تكون في المساجد والبيوت والمحاريب ولكن هذا الرجل يتعبد في الصحراء وهي ماتزيد العبادة علوا وارتفاعا وقيمة.

ثالثا: العبادة أحيانا توقت بجزء من النهار والليل ولكن هذا سبعة أيام على حاله من الدعاء ويحتمل اكثر من ذلك لانه قيل ان يمر به النبي عليه السلام  من المحتمل كان موجودا وحينما جاوزه يبقى على حاله وتكملة الحديث (لَوْ دَعَانِي حَتَّى يَسْقُطَ يَدَاهُ أَوْ يَنْقَطِعَ لِسَانُهُ ).

تدل على انه لوبقي الى اخر عمره على هذا الحال لم يقبل منه.

رابعا: الدعاء مخ العبادة (قال النبي صلى الله عليه وآله: الدعاء مخ العبادة).

وهذا يكشف ان الدعاء جوهر العبادة وحينما يرد الجوهر فكل ما حوله مردود.

خامسا: الذي يطالع ايات  الدعاء يجد( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) غافر - الآية 60. و {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ..} البقرة -  186.ومع هذا لايسجاب الدعاء ولاينفع القرب الإلهي من عباده الاعن طريق الباب الذي امرنا باتيانه.

 

فما هذا الباب الذي يجب أن نعبد الله عن طريقه، وإلا فلن تجدي عبادتنا نفعا مهما تعبّدنا؟ وليت شعري ماذا وأين هذا الباب الذي مهما عملتَ واستغفرت لن ينظر إليك أحد، ولكنك إن جئت من هذا الباب سوف يغفر الله لك بأدنى عمل؟!

قال السيد الجزائري رحمة االله عليه

أقول هذا يكشف لك عن أمور كثيرة منها بطلان عبادة المخالفين و ذلك أنهم و إن صاموا و صلوا و حجوا و زكوا و أتوا من العبادات و الطاعات و زادوا على غيرهم إلا أنهم أتوا إلى الله تعالى من غير الأبواب التي أمر بالدخول منها فإنه سبحانه و تعالى قال وَ أْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها. و قد صح عن المسلمين قَوْلُهُ (صلى الله عليه واله  أَنَا مَدِينَةُ الْعِلْمِ وَ عَلِيٌّ بَابُهَا). وَ قَوْلُهُ (أَهْلُ بَيْتِي كَسَفِينَةِ نُوحٍ مَنْ رَكِبَ فِيهَا نَجَا وَ مَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا غَرِقَ)

و قد جعلوا المذاهب الأربعة وسائط و أبوابا بينهم و بين ربهم و أخذوا الأحكام عنهم و هم أخذوها عن القياسات و الاستنباطات و الآراء و الاجتهاد الذي نهى الله سبحانه عن أخذ الأحكام عنها و طعن عليهن من دخل في الدين منها. و كذلك عبادات الصوفية و أصولهم الفاسدة فإنهم أخذوها عن مشايخهم و أخذها مشايخهم عن أسلافهم و كلما تنتهي إلى الصوفية من أهل الخلاف فمن زعم أنه من الشيعة و هو من الصوفية فهو عندنا من المبتدعين و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة سبيلها إلى النار. النور المبين في قصص الأنبياء و المرسلين، ص: 307.

قال الإمام الصادق (عليه السلام): «إِنَّ حَبْراً مِنْ أَحْبَارِ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَبَدَ اللَّهَ حَتَّى صَارَ مِثْلَ الْخِلَالِ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى نَبِيٍّ مِنْ أَنْبِيَائِهِ فِي زَمَانِهِ قُلْ لَهُ وَ عِزَّتي وَ جَلَالِي وَ جَبَرُوتِي لَوْ أَنَّكَ عَبَدْتَنِي حَتَّى تَذُوبَ کَمَا تَذُوبُ الْأَلْيَةُ فِي الْقِدْرِ مَا قَبِلْتُ مِنْكَ حَتَّى تَأْتِيَنِي مِنَ الْبَابِ الَّذِي أَمَرْتُكَ» [ثواب الأعمال وعقاب الأعمال/ ص 203].

اللهم عجل لوليك الفرج

تعليقات