في
سماء الأسماء المهدوية
المسألة
الأولى
* إنّ للتسمية دلالاتها الخاصّة، وتأخذ بُعدها بحسب شخصيّة من أطلق هذا الاسم أو ذاك، وللإمام الحجّة العديد من التسميات التي أطلقت عليه في نصوص شرعيّة، سواء في القرآن الكريم أو في الروايات، عن النبيّ صلى الله عليه واله ، أو عن آبائه المعصومين عليهم السلام، ولا شكّ أنّ لهذه الأسماء دلالاتها الواقعيَّة والحقيقيَّة، وتحمل في طيّاتها رسائل ومفاهيم يجب أن تصل إلى عقل وقلب أتباعه وأنصاره ومحبّيه. فما هي هذه الأسماء، وما تحمله في طياتها من رسائل؟
المسألة
الثانية
* الله تعالى وأولياءه لا يضعون اسماً ما لم يصدق
معنى ذلك الاسم على مسمّاه، وتُلاحَظ معان وصفات متعددة في اسم شريف واحد، ولذلك
يمنح له ذلك الاسم، ولهذا السبب قد بيّنوا، في الأخبار المكررة في مقام جواب
السائل علةَ الأسماء.
المسألة
الثالثة
* ولا يخفى انّ اكثر هذه الأسماء
والألقاب والكنى التي ذكرت انّما هي من الذات المقدسة للباري تعالى، والأنبياء
والأوصياء عليهم السلام، وإنَّ جعلَ اللهِ تعالى وخلفائه اسماً لأحد ليس هو كالجعل
للأسماء المتعارف بين الخلائق حيث لم يراعوا معنى ذلك الاسم ولم يلاحظوا وجوده
وعدم وجوده في ذلك الشخص، وكثيراً ما يُسمّى وضيعوا المنزلة والفطرة ومذمومو
الخلقة والخصال بأسماء شريفة.
المسألة
الرابعة
* انّ كثرة الأسماء والألقاب الالهية كاشفة عن
كثرة الصفات والمقامات العالية، حيث يدل كلّ واحد منها على خلق وصفة وفضل ومقام،
بل انّ بعضها تدل على جملة مجموعة منها.ومنها يترقى الى تلك المقامات بمقدار ما
يتحمله اللفظ ويوسعه الفهم، وقد ظهر ايضاً انّ ادراك أدنى مقام من مقامات الامام
صاحب الزمان عليه السلام خارج عن قوة البشر.
المسألة
الخامسة
*لماذا للامام اسم يشتهر به
يُسمّى الإمام باسم أبرز الأدوار
التي علم الله من الأوّل أنَّ الإمام سيقوم بها لمساهمة الظروف في ذلك، فإنَّ كلّ
إمام من الأئمّة أحاطت به ظروف ولأجل تلك الظروف كلّف بدور ينسجم مع تلك الظروف
فيسمّى باسم الدور الذي كلّف به وبرز به أيضاً.
مثلاً: في زمن الإمام الحسين (عليه السلام )
هبطت إرادة الأمّة الإسلاميّة وتقهقرت عزيمتها إلى حدًّ أصبحت الأمّة الإسلاميّة
محتاجة إلى دم يراق على الأرض حتَّى يحرّك إرادتها ويبعث عزيمتها ويوقظها من
سباتها، فجاء دور الحسين(× ) فكان هو دور الشهادة، فبما أنَّ دوره دور الشهادة
سُمّي باسم الشهيد وهو حيّ، يعني أنَّ الحسين منذ صغره كان يلقَّب بالشهيد، لأنَّ
دوره الذي أنيط به هو الشهادة التي ستغيّر الواقع الموضوعي الذي أحاط به.
وفي عصر الإمام الصادق تعدَّدت
المدارس الفكرية، على مستوى الفقه هناك مدرسة أبي حنيفة، وهناك مدرسة مالك بن أنس،
وعلى مستوى علم الكلام هناك الجهمية، هناك القدرية، هناك المرجئة، هذه المدارس
مدارس اجتهادية، يعني قد تخطئ وقد تصيب، فلا نستطيع أن نسمّي مدرسة الشافعي مدرسة
صادقة وهي قد تخطئ وقد تصيب، ولا نستطيع أن نسمّي مدرسة مالك مدرسة صادقة لأنَّها
قد تخطئ.
إذن من بين هذه المدارس الفكرية وضع
الله مدرسة صادقة لا تخضع للاجتهاد، ولا تخضع إلاَّ للكشف عن الواقع وللرواية عن
النبيّ محمّد (صلى الله عليه واله )، ومن هنا جاء دور الإمام الصادق وهو أن يؤسّس مدرسة صادقة لا تعتمد
على الاجتهاد، مدرسة تعتمد على (حديثي حديث أبي، وحديث أبي حديث جدّي، وحديث جدّي
حديث الحسين، وحديث الحسين حديث الحسن، وحديث الحسن حديث أمير المؤمنين (عليه السلام)،
وحديث أمير المؤمنين حديث رسول الله(d )، وحديث رسول الله قول الله عز وجل) أي ليس عندنا اجتهاد حتَّى نخطئ
أو نصيب، بل مدرستنا صادقة لأنَّها انكشاف للواقع ورواية مباشرة عن النبيّ محمّد (صلى الله عليه واله )، بل عن الله تعالى.
ونأتي للمهدي، لماذا سُمّي المهدي
مهدياً؟
لأنَّ دور آبائه (عليه السلام ) وإن كان هو
الهداية لكن دورهم هو الهداية الخاصّة، أمَّا دوره (عليه السلام) فهو الهداية العامّة، حيث
لا يبقى جزء من الأرض إلاَّ وتغمره الهداية، ولا يبقى إنسان إلاَّ وتشرف عليه
الهداية، لذلك سُمّي بالمهدي.
وفي الرواية عن الإمام الباقر (عليه السلام )،
قال: (إنَّما سُمّي المهدي مهدياً لأنَّه يهدي لأمر خفي) وهو أمر لا تعرفه الناس
وستهتدي له عند ظهور الإمام، وخصوصاً تأويل القرآن الكريم وبيان مغازي آياته
ومضامين متشابهاته وبروز إمامة أهل البيت وأسرار مقاماتهم اللدنّية والملكوتية،
فكلّها تظهر على يد المهدي (عجل الله فرجه ).
احسنتم
ردحذف