القائمة الرئيسية

الصفحات

 



 


هل الإنتظار واجب على كل احد؟

 

    لا يخفى على المتأمل في هذا الحشد الواسع من روايات أهل بيت العصمةbالخاصّة في الانتظار، يجد أنّها تولي الانتظار اهمية متميزة و تشدد على ضرورة الالتزام به، و ترفعه الى درجة الوجوب على كل أحد و تعده من الركائز الاساسية في حياة المؤمن في عصر الغيبة. و نكتفي بالإشارة المفهمة لذلك من خلال ذكر بعض الروايات في هذا الباب، مضافاً إلى ما ذكرنا من روايت في هذا الجانب.

ومن الرويات: عن أبي جعفر gمخاطباً ابي أبي الجارود، قال : (( والله لأعطينك ديني و دين آبائيي الذي تدين الله عزّوجل به : شهادة أن لا إله إلا الله . و أنّ محمد رسول الله aو الإقرار بما جاء به من عند الله، و الولاية لولينا، و البراءة من عدونا و التسليم لأمرنا، و انتظار قائمنا و الاجتهاد و الورع )) ﴾([1])




([1])عصر الغيبة الوظائف و الواجبات . الشيخ علي الشطري العبادي .

وجوب الإنتظار عقلي وشرعي نفسي عيني تعيني

 

﴿ ان انتظار الفرج من الاصول التي يقوم عليها تدين العبد وهذا التدين هو من صميم دين الائمة الطاهرين bفهو يقع في مصاف الشهادة لله بالوحدانية وللنبي بالنبوة وللائمة بالولاية فيكون واجبا وجوبا نفسيا عينيا تعيينيا على جميع العباد فكما لايمكن ان يكون المومن مومنا وهو منكر شاك في النبوة او الامامة كذالك اذا شك في ظهور القائم وانتظاره .......

ان وجوب الانتظار عقلي وشرعي نفسي عيني تعيني لا يستثنى منه احد وهو واجب على الصغير والكبير والمريض والسليم والمراة والرجل كالتوحيد والنبوة والامامة وقد دل عليه لفظ الدين الذي هو دين الائمة الظاهر في انه الاصل الذي يقوم عليه الدين وجعله من شرائط الايمان وقبول العمل ومادة الامر الواردة في رواية عبد العظيم الحسني عن الجوادg وهي قوله الذي يجب ان ينتظر  فانها ظاهرة في الوجوب ﴾([1])



([1]) الحقائق والدقائق اية الله الشيخ فاضل الصفار .

وجوب الإنتظار الفوري

 

﴿ الانتظار وتوقّع الظهور الفوري إضافة الى تصريحهم بوجوب إنتظار الامام المهديfفي غيبته استناداً الى كثرة النصوص الشرعية الآمرة بذلك على نحو الفرج الإلهي العام أو الفرج المهدوي على نحو الخصوص، فقد صرحوا بوجوب توقع ظهور الإمام في كل حين استناداً الى النصوص الشرعية أيضاً، يقول السيد الشهيد محمد الصدرe: (من الأخبار الدالة على التكليف في عصر الغيبة ما دل على وجوب الانتظار الفوري وتوقع الظهور الفوري في كل وقت بالمعنى الذي سبق أن حققناه)، ويقول السيد محمد تقي الإصفهاني بعد نقله لمجموعة من الأحاديث الدالة على وجوب الانتظار الفوري: (المقصود من توقع الفرج صباحا ومساء هو الانتظار للفرج الموعود في كل وقت يمكن وقوع هذا الأمر المسعود ولا ريب في إمكان وقوع ذلك في جميع الشهور والأعوام بمقتضى أمر المدبّر العلام، فيجب الانتظار له على الخاص والعام) ﴾([1])



([1])  أعلام الهداية المجمع العالمي لأهل البيت b .

الإنتظار واجب في الروية القرانية

 

﴿ طبقت الاحاديث الشريفة ثلاث ايات كريمة على القضية المهدوية يستفاد منها الامر بواجب الانتظار في عصر الانحراف عن خط الولاية الالهية واقصائها وغيبة الامام

﴿ وَيَقُولُونَ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلّهِ فَانْتَظِرُواْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ .... ﴾

{ فَانتَظِرُواْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ ...... }

﴿ وَيَا قَوْمِ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ وَارْتَقِبُواْ إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ ...﴾

يستفاد من التدبرفي الايات الكريمة المتقدمة وفي الاحاديث المطابقة لها على القضية المهدوية عدة امور فيما يرتبط بواجب الانتظار للفرج وظهور المهدي المنتظر f ابرزها :

1:ان الامر بالانتظار موجه لطرف المومنين كما هو موجه لاعدائه وان كان بالنسبة للاعداء يتظمن انذارا وتهديدا يالعذاب الاليم فيما يتظمن بشرى مفعمة بالامل للمومنين بالفتح .

2:بما ان توقيت تحقق هذا الوعد المنتظر هو من الغيب الذي اختص به الله تبارك وتعالى لذالك يلزم المومنين ان يكونوا في حالة من التوقع الدائم لحصوله في كل حين

3:وهذا الترقب الدائم يستلزم ان يكون المنتظر في حالة استعداد دائمة لو قوع ما ينتظره  والا فلن يكون صادقا ادعاء الانتظار حقيقة وحيث ان الوعد يتظمن عذابا مخزيا لغير المومنين لذا فان حالة الاستعداد المطلوبة تعني ان يكون المومن في حالة يتأهل معها اذا تحقق الوعد بان لايكون في صف المعذبين ويكون قادرا للمساهمة في تحقيق الفتح الموعود بالجهاد الدؤوب فيكون من اصحاب الفتح .

4:لذالك فان معنى الانتظار يتظمن شرط اقتران الترقب لتحقق الوعد بالعمل في سبيل تحقق ما ينتظره والا فلن يكون صادقا قي دعواه الانتظار للفرج...

5:كما ينبغي ان يقترن بالصبر على مشاق الانتظار وصعاب العمل لتحقق الوعد ...

6:كما ينبغي ان يكون مقترنا بالايمان الراسخ والثقة من تحقق الوعد.﴾([1])



([1])الروية القرانية للقضية المهدوية ج 1 .

أكثر من سبعين رواية تدل على وجوب الإنتظار

 

﴿ عن الإمام الصادق gأنه قال: (من مات على هذا الأمر منتظراً له هو بمنزلة من كان مع الإمام القائم في فسطاطه ثم سكت هنيئة ثم قال: هو كمن كان مع رسول اللهaوعن الإمام موسى الكاظم سلام الله عليه عن آبائه عن رسول الله a(أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج من الله عز وجل)، وعن الإمام الرضا سلام الله عليه وقد سئل عن شيء من الفرج فقال: (أليس انتظار الفرج من الفرْج) فقد روي أكثر من سبعين رواية تدل على وجوب الانتظار.﴾ ([1])



([1])ولادة الإمام المهدي عليه السلام الشيخ بشير النجفي .

تعليقات