من كتاب سيدة العقائل زينب عليها السلام
السيدة زينب عليها السلام في عمق اهل البيت عليهم السلام
نجد في
كلام الائمة
المعصومين عليهم السلام وكلام العقيلة عليها السلام تصريح واضح الى حقيقة مهمة
في مباني الدين وهي ان السيدة زينب عليها السلام من صميم اهل البيت ^ وهذه الحقيقة واضحة جدا
وقد تخفى بعض لوازم هذه الحقيقة ونحن هنا نريد ان نذكر الشواهد على ذلك من خلال
كلام السيدة العقيلة زينب ÷.
قالت
السيدة زينب ÷ ((اللهمّ تقبّل منّا هذا القربان)).
ذكرنا
في ما تقدم في هذه المقولة منية السيدة زينب ÷وتكلمنا في ماهي دلالة قولها
(منّا)وبعبارة اخرى الحسين عليه السلام هو القربان كيف نسبته زينب عليها السلام
لنفسها التضحية الحقيقيّة والألم الحقيقي لم يتحمّله غيره ولم يشعر به غيره، فما
تفسير كلامها (سلام الله عليها)؟
وذكرنا
مراتب الانتساب وان له مراتب والسيدة في اعلى مراتب الانتساب لأهل البيت ^ .
ثانيا: لا تمحو
ذِكْرَنا، ولا تُميت وحيَنا
قالت
السيدة زينب ÷"فكِدْ كيدَك، واسْعَ سعيَك، وناصِبْ جهدك، فوَ اللهِ لا تمحو
ذِكْرَنا، ولا تُميت وحيَنا، ولا تُدرِكُ أمَدَنا، ولا تَرحضُ عنك عارها"([1]).
السيّدة
زينب ÷كانت تعلم عندما خاطبت يزيد بأنّ ذكرهم سيبقى خالدًا، وأنّ يزيد الظالم
سيكون هو ومن والاه في مجاهل النسيان، فتخليد ذكر الحسين وأهل بيته ^ هو تدبير إلهيّ ورحمة من الله عزّ وجلّ بأن
يبقى ذكر شهادة الحسين ومظلوميّة الحسين وعطش الحسين (× ) محفورة في تاريخ
البشريّة تتناقلها الأجيال جيلًا بعد جيل وعلى مرّ العصور والدهور. وفي هذا الصدد،
أيضًا، يقول الرسول الأكرم | : إنّ لقتل الحسين (× ) حرارة لن تبرد أبدًا.
فلهذا
تسطر العقيلة ÷ ملحمة معرفية وغيبية وسياسية وبيانا لأهداف بني امية من قتل سيد
الشهداء × وهو محو ذكر اهل البيت ^ ومحو القران والعترة والسيدة زينب ÷اخبرت يزيد
لعين الله والملائكة ان ذكرهم ووحيهم خالد وحي.
والشاهد فيما نحن فيه نسبت السيدة زينب ÷ذكر اهل البيت ^ لها ÷ وهذا الخطاب كان بمحظر امامين الامام السجاد
والباقر ^ وهذا كاشف عن ان زينب ÷ هي من خاصة اهل البيت ^ .
بعض
اثار ذكر اهل البيت ^
عن علي
بن أبي حمزة قال: سمعت أبا عبدالله (× ) يقول: شيعتنا الرحماء بينهم، الذين إذا
خلوا ذكروا الله، إنا إذا ذكرنا ذكر الله، وإذا ذكر عدونا ذكر الشيطان([2]).
وفي الخصال
:
((انَّ
ذِكْرَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ شِفَاءٌ مِنَ الْعِلَلِ وَ الأَسْقَامِ وَ وَسْوَاسِ
الرَّيبِ))([3]).
ثالثا: الْحَمْدُ
للهِ الَّذِي أَكْرَمَنَا بِنَبِيِّهِ، وَطَهَّرَنَا مِنَ الرِّجْسِ تَطْهِيراً.
وهنا
مولاتنا العقيلة ÷نسبت نفسها لاية التطهير وما اعظمها من نسبة .
ينبغي
التدبر في كلّ كلمة من كلمات هذه الآية الشريفة مورد البحث لاستجلاء المراد
الحقيقي منها:
1- كلمة
«إنّما» تستعمل للحصر في اللغة العربية و يتّضح من هذه الكلمة أن المضمون الوارد
في هذه الآية الشريفة لا يتعلق بجميع المسلمين و إلّا لا معنى لاستخدام هذه
الكلمة.
«الرجس»
الذي تحدّثت عنه هذه الآية لم يرفع من الجميع بل أراد اللَّه رفعه من بعض الأفراد
بخصوصهم، مضافاً إلى أن «الرجس» يراد به رجس خاصّ، و قد أراد اللَّه إزالته عن
أفراد معينين و تطهيرهم منه.
و بما
أن التقوى العادية تستوعب جميع المسلمين و الواجب على جميع المسلمين تطهير أنفسهم
من الرذائل و الذنوب، فإنّ المراد من هذه الآية و ما يختصّ بهؤلاء الأفراد
المعينين يجب أن يكون أعلى ممّا يراد من الأشخاص العاديين في تقواهم و حركتهم في
خط الطاعة و الإيمان.
2-
«يُرِيدُ اللَّهُ».*
فما هو
المراد من إرادة اللَّه؟ هل هي الإرادة التشريعية أو الإرادة التكوينية؟
الجواب:
للإجابة على هذا السؤال يلزمنا بعض التوضيح حول مفهوم الإرادة التكوينية و
التشريعية:
الإرادة
التشريعية: هي الإرادة التي تعني أوامر اللَّه تعالى و دستوراته من الواجبات و
المحرمات الواردة في الشريعة المقدّسة، و الآية 185 من سورة البقرة هي أحد الآيات
التي وردت فيها الإرادة الإلهية بمعناها التشريعي حيث ذكر اللَّه تعالى في هذه
الآية الشريفة بعد بيان وجوب صوم شهر رمضان المبارك و استثناء هذا الحكم بالنسبة
إلى المسافر و المريض يقول:
«يُرِيدُ
اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَ لا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ».
فالمقصود
من الإرادة الإلهية هنا هي الإرادة التشريعية، أي أن أحكام اللَّه تعالى في شهر
رمضان سهلة و يسيرة للإنسان المؤمن بل إن جميع أحكام الإسلام هي كذلك، و لذلك قال
رسول اللَّه صلى الله عليه و آله:
«بُعِثْتُ
إلَيْكُمْ بِالْحَنَفِيَّةِ السَّمْحَةِ السَّهْلَةِ». [[4]]
«الإرادة
التكوينية» هي الإرادة التي تستخدم في مقام الخلق و التكوين فقد أراد اللَّه تعالى
خلق العالم و خلق سائر الكائنات و المخلوقات.
و كمثال
على هذه الإرادة الإلهية ما ورد في الآية 82 من سورة يس حيث يقول تبارك و تعالى في
هذه الآية:
«إِنَّما
أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ».
فالمقصود
من هذه الإرادة في الآية الشريفة هي الإرادة التكوينية، و في الحقيقة أن قدرة
اللَّه تعالى على هذا الكون و سلطته على الكائنات إلى درجة من الشدّة و الاستحكام
بحيث إنه إذا أراد أن يخلق مثل هذا العالم الذي نعيش فيه فيكفي أن يصدر أمره بذلك،
و طبقاً للأقوال العلماء أن الشمس أكبر من الأرض بمليون و مائتين ألف مرّة و يحتوي
على مائة ميليارد نجم في المنظومة الشمسية في مجرتنا لوحدها و حجم كلُّ واحد منهما
بحجم الشمس بالمقدار المتوسط، فلو أراد اللَّه أن يخلق مثل هذا العالم لكفى أن
يأمر و يقول: كن فيكون «الْعَظَمَةُ للَّهِ الْواحِدِ الْقَهّارِ».
3-
المراد من «الرِّجس»
الرجس
بمعنى القبيح، فتارةً يطلق على الامور المادية القبيحة، و اخرى على الامور
المعنوية القبيحة، و ثالثة قد يطلق و يستعمل على كلا الأمرين كما ذكر ذلك الراغب
في مفرداته. و لكلِّ مورد من هذه الموارد الثلاثة في استعمال كلمة «الرجس» هناك
شاهد من القرآن الكريم:
ألف-
الرجس المعنوي: و هو ما ورد في الآية 125 من سورة التوبة.
«وَ
أَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ
وَ ماتُوا وَ هُمْ كافِرُونَ».
فإنّ
عبارة «في قلوبهم مرض» تطلق غالباً على المنافقين و من كانوا يعيشون المرض القلبي
حقيقةً في نفاقهم، و إلّا فإنّ الإنسان السليم إمّا أن يقبل الأوامر الإلهية و
يكون مسلماً أو يردّها و يكون كافراً، و لكن أن يقبلها في الظاهر و في عالم العمل
و الممارسة و لكنه لا يعتقد بها في قلبه، فهذا هو النفاق و هو نوع من المرض
القلبي.
و على
أيّة حال فإنّ كلمة «الرجس» في هذه الآية الشريفة وردت بمعنى القبح المعنوي فإنّ
النفاق نوع من القبح المعنوي لا القبح المادي الظاهري.
ب-
الرجس الظاهري و المادي: و هو ما ورد في الآية 145 من سورة الأنعام:
«قُلْ
لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلى طاعِمٍ يَطْعَمُهُ
إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ
فَإِنَّهُ رِجْسٌ ...».
و من
الواضح أن الرجس استخدم في هذه الآية الشريفة بمعنى القبح المادي و الظاهري.
ج-
الرجس المعنوي و المادي: و نقرأ في الآية 90 من سورة المائدة أن «الرجس» استخدم
بكلا المعنيين:
«يا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَ الْمَيْسِرُ وَ الْأَنْصابُ وَ
الْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ
تُفْلِحُونَ».
و هنا
نجد أن «الرجس» في هذه الآية الشريفة استخدم في كلا المعنيين المادي و
المعنوي لأن الخمر له حكم النجاسة المادية، و لكن القمار و الأزلام ليست كذلك بل
هي من الرجس المعنوي.
و
النتيجة هي أن كلمة «الرجس» في الآيات الشريفة لها معنى عام و تشمل
جميع القبائح الظاهرية و المعنوية و الأخلاقية و العقائدية و الجسمية و الروحية، و
عليه فإنّ اللَّه تعالى في آية التطهير و بإرادته التكوينية قد طهّر أهل البيت
عليهم السلام من جميع أنواع الرجس بمعناه الواسع. و الدليل على أن الرجس استخدم في
هذه الآية الشريفة في جميع أنواع الرجس المادي و المعنوي هو إطلاق هذه الكلمة، أي
أن هذه الكلمة لم ترد بالآية الشريفة مقيّدة بقيد أو مشروطة بشرط بل وردت بصورة
مطلقة و بدون قيد أو شرط، فلذلك تستوعب في مضمونها جميع أنواع الرجس.
«وَ
يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً» هذه الجملة في الواقع تأكيد و تفسير للجملة السابقة
«لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ» فطبقاً لهذه الآية فإن «أهل البيت» طاهرون من الرجس و كلُّ عمل قبيح بالإرادة الإلهية التكوينية،
فهم يتمتعون بمقام العصمة المطلقة.
من هم أهل البيت ^ ؟
يستفاد
من الآية الشريفة محل البحث أن «أهل البيت» يتمتعون بخصوصية تميّزهم عن سائر
المسلمين و هي مقام الطهارة و العصمة المطلقة،.
أن
المراد من «أهل البيت» في هذه الآية هم أشخاص معينون من أهل البيت، أي الإمام عليّ
و فاطمة و الحسن و الحسين ^ و على رأسهم
النبي الأكرم | .
والأدلة
كثيرة جدا في كتب التفسير والكلام ولسنا بصدد ذكرها هنا فلها محلها
و الروايات كثيرة في ذلك حيث يقول العلّامة
الطباطبائي في «الميزان» بأن عدد هذه الروايات يبلغ أكثر من سبعين رواية [[5]]،و
الملفت للنظر أن أكثر هذه الروايات مذكورة في مصادر أهل السنّة المعتبرة و منها:
1- صحيح
مسلم [[6]] الذي
هو من أهم الكتب الحديثية المعتبرة لديهم.
2- صحيح
الترمذي [[7]] و
هو أحد الصحاح الستة لدى أهل السنّة.
3-
المستدرك على الصحيحين [[8]].
4-
السنن الكبرى للبيهقي [[9]] هذا
الكتاب رغم أنه يحوي غالباً الروايات الفقهية إلّا أنه يتضمن روايات غير فقهية.
5-
الدرّ المنثور للسيوطي. [[10]]
6-
شواهد التنزيل [[11]] للحاكم
الحسكاني النيشابوري.
7- مسند
أحمد [[12]].
و على
هذا الأساس فإن الروايات التي تفسر «أهل البيت» بالخمسة من آل الكساء هي من جهة
أكثر عدداً، و من جهة اخرى مذكورة في الكتب المعتبرة جداً لدى أهل السنّة.
الفخر
الرازي يتحدّث عن هذه الروايات و مقدارها و ميزان اعتبارها و يعترف بهذه الحقيقة و
يقول في ذيل تفسير آية المباهلة «الآية 61 من آل عمران»:
و اعلم
أن هذه الرواية كالمتفق على صحتها بين أهل التفسير و الحديث [[13]].
وعليه
ان السيدة زينب ÷حينما تنسب نفسها الى مرتبة اهل البيت ^ في هذه الاية المباركة
بحظور الامامين السجاد والباقر ^ فهي تريد ان هذه الحقيقة العظيمة وهي ان ما ثبت
لهم ^ ثبت لها ÷ الى ما خرج بدليل.
وقد يستبعد البعض ذلك ولكن يهون
الخطب من يطالع المنظومة العقائدي المروية عن اهل البيت ^ في احاديثهم وزيارتهم وادعيتهم ولنأخذ مثال على
ذلك
ففي زيارة علي الأكبر × في اوّل رجب و النّصف منه ومن
شعبان
السلام عليك أيها الصديق الطيب
الطاهر و الزكي الحبيب المقرب، وابن ريحانة رسول الله صلى الله عليه واله، السلام
عليك من شهيد محتسب، ورحمة الله وبركاته، ما أكرم مقامك، وأشرف منقلبك، أشهد لقد
شكر الله سعيك، وأجزل ثوابك، وألحقك بالذروة العالية حيث الشرف كل الشرف، في الغرف
السامية في الجنة فوق الغرف، كما من عليك من قبل، وجعلك من أهل البيت الذين أذهب
الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا "، والله ما ضرك القوم بما نالوا منك ومن أبيك
الطاهر صلوات الله عليكما، ولا ثلموا منزلتكما من - البيت المقدس..([14]).
والشاهد
((وجعلك من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا )) فتجد تصريح بان
علي الأكبر × من اهل البيت × المطهرون تطهيرا .
فاذا
كان علي الأكبر من اهل البيت ^ فمن باب أولى ان السيدة زينب ÷ في عمق اهل البيت ^
.
رابعا: خُذْ
بحقّنا، وانتقم ممّن ظلمنا سفك دماءنا
(اللّهم
خُذْ بحقّنا، وانتقم ممّن ظلمنا، وأحلل غضبك على مَن سفك دماءنا، ونقض ذمارنا)([15]).
أقول
وانت هنا طبق ما ورد في احاديثهم عنهم ^ ما ورد في هذا النص الوارد عنها ÷فانه ملئ
بالمعارف.
ذكرت
انها داخلة في حق اهل البيت ^ وهو من اعظم الحقوق الذي لا يقاس به حق.
وذكرت ÷
ان ظلمها هو بعينه ظلم اهل البيت ^ وكما يعلم ان ظلم اهل البيت ^ هو ظلم الله
عزوجل ففي الحديث
عن ابي الحسن
الماضي × في قوله تعالى: (وما ظلمونا ولكن
كانواأنفسهم يظلمون) إن الله أعز وأمنع من أن يظلم، وأن ينسب نفسه إلى ظلم، و لكن
الله خلطنا بنفسه فجعل ظلمنا ظلمه، وولايتنا ولايته ([16]).
وقد ذكر
الشيخ المجلسي قدس سره بابا كاملا في انهم المظلومون والحديث واسع جدا في ذلك.
[1] / بحار الأنوار - العلامة
المجلسي - ج ٤٥ - الصفحة ١٣٥.
[2] / الكافي 2: 149 ص 1.
[3] / الخصال ج ٢ ص ١٦٤.
[4] / بحار الأنوار: ج 65، ص
346.
[5] / الميزان مترجم: ج 32، ص
178.
[6] / صحيح مسلم: ج 4، ص 1883،
ح 2424 (نقلًا عن نفحات القرآن: ج 9، ص 143).
[7] / احقاق الحقّ: ج 2، ص
503.
[8] / المستدرك على الصحيحين:
ج 2، ص 416 (نقلًا عن احقاق الحقّ: ج 2 ص 504).
[9] / السنن الكبرى: ج 2 ص 149.
[10] / الدرّ المنثور: ج 5، ص
198.
[11] / شواهد التنزيل: ج 2، ص
10- 92.
[12] / مسند أحمد: ج 1، ص 330،
و ج 4، ص 107 و ج 6، ص 292 (نقلًا عن نفحات القرآن: ج 9، ص 144).
[13] / تفسير الفخر الرازي: ج
8، ص 80.
[14] / مصباح الزائر ص 124 – 125.
[15] / الطبرسي، أحمد بن علي،
الاحتجاج: ج2، ص31.
[16] / بحار الأنوار ج 24، ص
221
تعليقات
إرسال تعليق