الضيافة هي الوصف الأهم لشهر رمضان
فماذا نفهم من الضيافة؟
دعاء الإمام السجاد(عليه السلام) في أول شهر رمضان المبارك:
"اللهم أعِنّا على صيامه بكفّ الجوارح عن معاصيك، واستعمالها فيه بما يرضيك،
حتى لا نصغي بأسماعنا إلى لغو، ولا نسرع بأبصارنا إلى لهو، و حتى لا نبسط أيدينا
إلى محظور، ولا نخطو بأقدامنا إلى محجور"
روى أبو الصلت الهروي، قال: دخلت على أبي الحسن علي بن موسى الرضا(ع) في آخر جمعة من شعبان، فقال لي: يا أبا الصلت، إن شعبان قد مضى أكثره، وهذا آخر جمعة منه، فتدارك فيما بقي منه تقصيرك فيما مضى منه، وعليك بالإقبال على ما يعنيك وترك ما لا يعنيك، وأكثر من الدعاء والاستغفار وتلاوة القرآن، وتب إلى الله من ذنوبك، ليقبل شهر الله إليك وأنت مخلص لله عز وجل، ولا تدعن أمانة في عنقك إلا أديتها، ولا في قلبك حقداً على مؤمن إلا نزعته، ولا ذنباً أنت مرتكبه إلا أقلعت عنه، واتق الله وتوكل عليه في سر أمرك وعلانيتك(ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد عل الله لكل شيء قدراً)وأكثر من أن تقول فيما بقي من هذا الشهر: اللهم إن لم تكن قد غفرت لنا فيما مضى من شعبان فاغفر لنا فيما بقي منه. فإن الله تبارك وتعالى، يعتق في هذا الشهر رقاباً من النار لحرمة شهر رمضان . عيون أخبار الرضا ج 2 ص 51 ح 198
الضيافة خلق من أخلاق الله تعالى
الضيافة في الدين الإسلامي هي خلق من أخلاق الله تعالى ، فقد استضاف
جميع مخلوقاته في عالم الوجود بالمعنى الواسع للكلمة ، وقد اخرجهم الله
سبحانه من العدم الى الوجود ، وقد البسهم
لباس الإمكان
ما معنى ضيافة الله سبحانه؟
إن الضيافة تعني وجود ضيف ومضيّف، ومائدة ضيافة، هذا هو
المعنى المتبادر والمتصور في معنى الضيافة.
مضافاً إلى أن قوام الضيافة إنما هو بما يقدمه المضيف من
طعام وشراب مختلفة الأنواع للضيف.
فهل أن ضيافة الله سبحانه وتعالى من هذا النوع، بمعنى أن
هناك ضيفاً، ومضيّفاً، ومائدة ضيافة؟…أم أن
ضيافة الله تعالى من نوع آخر تغاير النوع المألوف والمتعارف عندنا.
الضيافة العامة
نحن في الدنيا والآخرة ضيوف الله،
ولابد نراعي أدب الضيافة، لابد نلاقي في بداية الدخول صاحب المنزل، وبعد ذلك،
أينما قال اجلس يجلس، وكل شيء قدمه على سفرته، يتناوله، لا يأمر صاحب المنزل، لم
يطلب شيئاً غير الاستعداد، وعدم تعلق القلب بوسائل وصاحب المنزل وأن لا يتمنى أن
يملكه هذه الأشياء.
أن الإنسان مخلوق ذو بعدين وعنصرين
لا يخفى أن الإنسان مخلوق ذو بعدين وعنصرين، وهما:
الأول: العنصر المادي، وهو عبارة عن الجسم الخارجي المتمثل
في الهيكل البدني له، وهذا هو الجانب الحيواني في الإنسان، ولا نعني بالجسم هذا
الهيكل الخارجي بما هو، بل بما هو مجموعة من الغرائز والميول.
الثاني: العنصر الروحاني، وهو عبارة عن الروح، ويعدّ هذا
البعد الجانب الملكوتي في الإنسان.
وكل من هذين العنصرين بحاجة إلى ما يقوّم وجوده وبقائه، كما أن لكل واحد
منهما لذاته الخاصة به. فالجانب الملكوتي، أو الروحاني للإنسان له لذات، يعبر عنها
باللذات الروحية، كلذة العبادة، ولذة مساعدة الآخرين، وغير ذلك من الأعمال
الخيّرة. بل هو يلتذ أيضاً متى حصل على معرفة حقيقية، أو حصل علماً.
أن الضيافة الإلهية غير منطبقة على البعد المادي
للإنسان
أن الضيافة الإلهية المعنية في
الخطبة المباركة، غير منطبقة على البعد المادي للإنسان، ضرورة أن الإنسان بهذا
البعد في ضيافة الله سبحانه وتعالى دائماً، مثله مثل بقية المخلوقات التي تكون في
ضيافة الباري سبحانه وتعالى دائماً وأبداً من دون استـثناء بين المؤمن منهم
والكافر. إذ أن الإنسان على سبيل المثال يعيش في هذا العالم، وكل ما فيه من نعم
عطاء إلهي، فهو ضيف على الله سبحانه وتعالى، يأكل من عطائه وكرمه، فلا معنى لأن
يقول(ص) أنكم ضيوف على الله، لأن الإنسان متى انقطع عطاء الله عنه، حتى يستضيفه
فيكرمه بضيافته.
وعلى هذا فسوف تكون الضيافة
الإلهية موجهة للروح وليست للجسد، فيكون المدعو هو البعد الروحاني، وليس البعد
المادي.
تعليقات
إرسال تعليق