الرسالة الثانية
{تَوَقَّعْ أمرْ صاحِبِك
لَيْلَكَ ونَهارَك} ([1])
وهنا عدة مسائل
المسألة
الاولى : في بيان المبادئ التصورية :
قال الإمام جعفر الصادق عليه
السلام: {تَوَقَّعْ أمرْ صاحِبِك لَيْلَكَ ونَهارَك}([2]).
التوقع من وقع وهو أصل واحد يرجع إليه فروعه، يدل على سقوط شي
ء يقال: وقع الشي ء وقوعا فهو واقع و توقّعت الأمر أي انتظرته.
وإنما تستخدم هذه المادة في الأمور المحقّقة الثابتة الحقّة التي لا بدّ
لنا من التوجّه و الاعتقاد بها.
(إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ لَيْسَ لِوَقْعَتِها
كاذِبَةٌ)([3]).
(سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ
لِلْكافِرينَ)([4])
ومنها حديث الرسالة {تَوَقَّعْ أمرْ
صاحِبِك لَيْلَكَ ونَهارَك}
التوقّع و الترقّب: انتظار لحصول
الشي ء عن قريب، و النظر في التوقّع إلى جهة
الانتظار توقّع لحصول الشي ء و نظر
إليه خيرا كان أو شرّا.
ومقتضى ما تقدم من المعاني التي يحملها التوقع هو المساهمة والمشاركة والاستعداد المؤكد بحسب مايقتضيه ذلك الشيء المنتظر علميا وعمليا وبكل المستويات فإنها أمور محققة وثابتة وسيأتيك في إبعاد الرسالة إن شالله .
المتتبع للفظ الأمر في الرويات
يجده انه أطلق على أمور عديدة و منها
أولا: الأمر التّشريعي( إن ا لله يَأْمُرُكُمْ أَنْ تؤدوا الأَمَانَاتِ إِلَى
أَهْلِهَا)([5]).
ثانيا: الأمر التكويني (إِنَّما
أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)([6]).
ثالثا: العلم (إنّ أمر آل محمّد
عليهم السلام أمر جسيم مقنّع لا يستطاع ذكره، ولو قد قام قائمنا لتكلّم به وصدّقه
القرآن)([7]).
رابعا: السر (إن أمرنا مستور مقنع بالميثاق فمن هتك علينا أذله الله)([8]).
خامسا:الإمامة (من لم يعرف أمرنا
من القرآن لم يتنكب الفتن)([9]).
سادسا: الدين (إن تلك المجالس
أحبها فأحيوا أمرنا يا فضيل! فرحم الله من أحيى أمرنا)([10]).
سابعا :الفرج (كل امرؤ منكم بما
يقربه من محبّتنا وليجتنب ما يدنيه من كراهتنا وسخطنا فانّ أمرنا يبعثه فجائة ) ([11]).
واطلاقات أخرى كثيرة اعرضنا عنا
تجنبا للاطالة .
معنى الصاحب من صحب وكلّ شي ء لازم
شيئا فقد استصحبه ويطلق على من حصل له رؤية ومجالسة وقيل يدلّ على مقارنة شي ء و
مقاربته
وقيل الصاحب: الملازم إنسانا كان
أو حيوانا أو مكانا أو زمانا، و لا فرق بين أن تكون مصاحبته بالبدن، و هو الأصل و
الأكثر، أو بالعناية و الهمّة. و لا يقال في العرف إلّا لمن كثرت ملازمته، و يقال
للمالك للشي ء هو صاحبه، و كذلك لمن يملك التصرّف فيه.
والتحقيق: هو العشرة و إدامتها في
طريق الحياة، في برنامج ظاهريّ أو باطنيّ، مع شخص أو أمر آخر.يطلق على الإمام
المهدي عجل الله فرجه بالصاحب بعدة أطلاقات منها
الصاحب
صاحب الغيبة
صاحب الرجعة
صاحب الدار
صاحب العصر
صاحب الزمان
صاحب الكرة البيضاء
صاحب الدولة الزهراء
صاحب الأمر
وكل إطلاق له ابحاث وإبعاد ونحن
لسنا بصدد التوسع هنا ومن الاطلاقات كما في هذه الرواية المروية عن الإمام الصادق
عليه السلام {تَوَقَّعْ أمرْ صاحِبِك لَيْلَكَ ونَهارَك} صاحبك ويصدق على كل
المعاني التي أوردناها وغيرها .
الليل والنهار عبارة عن اليوم الذي
هو قطعة من الزمان
والمراد منه هنا جميع أوقاتك
والديمومة وهذا ليس جديدا في توصيات أهل البيت عليهم السلام ففي الكافي عن محمد بن عيسى بن عبيد بإسناده عن الصالحين
عليهم السلام قال:كرر في ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان قائماً وقاعداً، وعلى كل
حال، والشهر كلّه، وكيف أمكنك ومتى حضرك في دهرك تقول بعد تمجيد الله تعالى،
والصلاة على النبي وآله عليهم السلام:" اللهم كن لوليك القائم بأمرك الحجة بن
الحسن المهدي عليه وعلى آبائه أفضل الصلوة والسلام في هذه الساعة وفي كل ساعة
وليّاً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلا ومريداً([12]).
والشاهد (كرر في ليلة ثلاث وعشرين
من شهر رمضان قائماً وقاعداً، وعلى كل حال، والشهر كلّه، وكيف أمكنك ومتى حضرك في
دهرك)
المسألة الثانية :من أهداف الرسالة
الهدف لاول : كون وقت ظهوره من الأمور البدائية
والمقصود من توقع الفرج صباحا ومساء
هو الانتظار للفرج الموعود في كل وقت يمكن فيه وقوع هذا الأمر المسعود، ولا ريب في
إمكان وقوع ذلك في جميع الشهور والأعوام، بمقتضى أمر المدبر العلام فيجب الانتظار
له على الخاص والعام ومنها الأحاديث المستفيضة الناهية عن التوقيت للظهور وسنذكرها
في طي تلك الأمور لأن مقتضى نفي الظهور في مدة معينة من الأعوام والشهور هو
التوقيت بمضي هذا المقدار من الدهور، وهو محرم بنص الأخبار الواردة عن الأئمة
الصدور.
ويشهد لما ذكرناه ويؤيده طوائف من
الأخبار، المروية عن الصادقين الأطهار.
منها: ما دل على كون وقت ظهوره من
الأمور البدائية القابلة للتقديم والتأخير بمقتضى حكمة العالم الخبير كما أشار
إليه مولانا الصادق عليه الصلاة والسلام في رواية حماد بن عثمان السابقة وقد مر ما
يدل على ذلك من الأحاديث اللائقة.
ومنها: الأحاديث الآمرة بإعداد
السلاح، والمرابطة الدائمة بحسب الحكمة اللازمة إذ الأمر بذلك مع اليأس عن الظهور
في مدة معينة لغو لأن ذلك ونحوه من آثار الانتظار المأمور به في الأخبار.
ومنها ما في أصول الكافي بإسناده في حديث أنه قال يقطين لابنه علي بن
يقطين ما بالنا قيل لنا فكان، وقيل لكم فلم يكن قال فقال له: على أن الذي قيل لنا
ولكم كان من مخرج واحد، غير أن أمركم حضر فأعطيتم محضة فكان كما قيل لكم، وأن
أمرنا لم يحضر فعللنا بالأماني، فلو قيل لنا إن هذا الأمر لا يكون إلى مأتي سنة،
أو ثلاثمائة سنة لقست القلوب، ولرجع عامة الناس عن الإسلام، ولكن قالوا ما أسرعه،
وما أقربه تألفا لقلوب الناس، وتقريبا للفرج([13]).
في رواية شريفة تنقل عن الرسول الأكرم
':{الْمَهْدِي مِنَّا أهْلِ الْبَيْتِ، يُصْلِح اللهُ أمْرَهُ فِي لَيْلَةٍ}([14]).
يعني أن الله تعالى ليس محتاجاً
لكي يؤخر الفرج ألف سنة، أو ألفي سنة لكي يظهر الإمام المهدي عجل الله فرجه ، بل يظهره
في ليلة واحدةٍ.
أولياء الله تعالى لديهم حالة هكذا، لأجل فرج الإمام ولي العصر عجل الله فرجه يعدون لحظة بلحظة، ودقيقة بدقيقة!
الهدف الثاني:وجوب الانتظار الفوري
الانتظار وتوقّع الظهور الفوري
إضافة إلى تصريحهم بوجوب انتظار الإمام المهديfفي غيبته استناداً إلى كثرة النصوص
الشرعية الآمرة بذلك على نحو الفرج الإلهي العام أو الفرج المهدوي على نحو الخصوص،
فقد صرحوا بوجوب توقع ظهور الإمام في كل حين استناداً إلى النصوص الشرعية أيضاً،
يقول السيد الشهيد محمد الصدر : (من الأخبار
الدالة على التكليف في عصر الغيبة ما دل على وجوب الانتظار الفوري وتوقع الظهور
الفوري في كل وقت بالمعنى الذي سبق أن حققناه)، ويقول السيد محمد تقي الإصفهاني
بعد نقله لمجموعة من الأحاديث الدالة على وجوب الانتظار الفوري: (المقصود من توقع
الفرج صباحا ومساء هو الانتظار للفرج الموعود في كل وقت يمكن وقوع هذا الأمر
المسعود ولا ريب في إمكان وقوع ذلك في جميع الشهور والأعوام بمقتضى أمر المدبّر
العلام، فيجب الانتظار له على الخاص والعام. أعلام
الهداية المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام
الهدف
الثالث الانتظار أعلى وسيلة لتهذيب النفس
{يقول الإمام جعفر الصادق عليه السلام :{تَوَقَّعْ أمرْ صاحِبِك لَيْلَكَ
ونَهارَك}
يعني كن في انتظار ظهور الإمام صاحب الزمان عجل الله فرجه ليلاً ونهاراً، إذا كان هناك إنسان له هذه الحالة من الانتظار، هل سيلتصق هكذا إنسان بالدنيا؟ لا، هل ستكون لديه آمال وأمنيات؟ لا، يصبح خالٍ من غير الإمام صاحب الزمان عجل الله فرجه فقط يفكرِّ في أمرٍ واحدٍ، وهو مجيء الإمام صاحب الزمان عجل الله فرجه أعلى وسيلة لتهذيب النفس، وأكمل وسيلة للسير والسلوك إلى الله، هي أن نقوِّي رابطتنا بوليِّ الله المطلق، بوسيلة الفيض، بالسبب المتَّصل بين السماء والأرض وأهل الأرض: لابد استخدام أيَّة حيلة لأجل إيجاد الطريق إلى قلب المحبوب.}([15]).
الهدف
الرابع: التوقع مشاركة ومساهمة
لا يكون المنتظر منتظراً بدون أن
يكون متوقّعاً، أي مشاركاً ومساهماً في وقوع هذه الحدث والوعد الإلهي العظيم، كما
يبيّن لنا القرآن الكريم في هذه الظاهرة السابعة من هجرات الأنبياء أنَّ المهاجرين
من المخلصين ممَّن احتفَّ بالنبيّ صلى
الله عليه واله ، المؤمن منهم والذي كانت
هجرته لله ولرسوله لا للأثرة والأموال وطمع الدنيا، يخصُّ القرآن الكريم المديح
بالصافي النيّة منهم بقوله تعالى: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ
عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ
الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ لَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى
لَهُمْ وَ لَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا
يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً) ، فالمؤمن منهم ممَّن كان صحيح النيّة في برنامج الهجرة
هو أيضاً كان مساهماً في وقوع الإصلاح. فالمتوقِّع إذن صفة للمؤمن تجاه العقيدة
بالإمام المهدي نستخلصها من هجرات الأنبياء ومن كان معهم من المخلصين، المتوقّعين،
المنتظرين، والانتظار بلا توقّع يعني انتظاراً بلا مشاركة وإسهام، وهذا انتظار
سلبي، والمترقّب في الحقيقة هو الذي يكون له نوع من الرقابة، وهو عبارة عن تحمّل
المسؤولية أيضاً، وهو ضمانة وحراسة لمسيرة الإصلاح، وهذا أيضاً بُعد آخر في سيرة
الأنبياء ومن معهم من المخلصين، أنَّ المؤمن يجب أن يتَّعظ في هذا الجانب، أن يكون
منتظراً، ومتوقّعاً مساهماً في الواقع، ومترقّباً، أي يحافظ على حراسة وسلامة واستدامة
واستمرار مسيرة الإصلاح، وهذه أيضاً نوع من المساهمة.} ([16]).
ليس فقط في السنة مرةَّ واحدة
تنتظر مجيء الإمام صاحب الزمان ?، لا كل أسبوع مرة واحدة، لا كل يوم مرة واحدة، بل
لابد أن أكون في انتظار فرج الإمام ? كل لحظة، وكل آنِ ـ الآن أقل زمان يُحتسب ـ
يأتي هذا السؤال: كيف أنتظر فرج
الإمام عجل الله فرجه كل لحظة وكل آن؟
الروايات بينت إن فرج الإمام عجل
الله فرجه قد يكون بغتة ومفاجئ
{لا يأتيكم إلا بغتة}، فجأة يحدث الظهور، ليس أن نجلس وننتظر ليأتي شهر
رمضان، ويأتي الإمام فيه، ولذلك قالوا: {توَّقع أمر صاحبك ليلك ونهارك}.
وفي دعاء {اللهم عظم البلاء} نقرؤه
ونصل إلى أن نطلب فرج الإمام ? {وعجِّل اللهم فرجهم بقائمهم} متى؟ هل في شهر رمضان
وبعد الصيحة؟ لا {كلمح البصر أو هو أقرب من ذلك}، عجِّل فرج الإمام بأسرع من حركة
العين! لمح: يعني النظرة السريعة الخاطفة، ـ والحركة سواء كانت بجفن العين أم
بدونه ـ، ما هو الزمان الذي تستغرقه هذه الحركة؟
هكذا لابد للإنسان أن ينتظر في كل
آنٍ ظهور الإمام ?! لا ينتظر مرة واحدة في السنة! لا مرة واحدة في الأسبوع! لا مرة
واحدة في اليوم!
أحد أقاربنا يقول: "ذهبت إلى
مجلس من مجالس الإمام الحسين عليه السلام المشهورة، كان كل الحاضرين في حالة بكاء
وعويل، وفي حالة خاصة، حضر في ليلة من الليالي العشر التي يقام فيها هذا المجلس
الحسيني، آية الله العظمى الشيخ بهجت عليه السلام ، وبعد أن انتهت مراسم العزاء على
الإمام الحسين عليه السلام ، أراد آية الله العظمى الشيخ بهجت ? الخروج: قلت مرَّة
واحدة: افتحوا الطريق، الآقا يريد الخروج (آقا يعني السيد المحترم، والناس إذا
قالوا آقا بدون اسم بعدها يتبادر إلى الأذهان الإمام عليه السلام وكنت أقصد بهذا
الكلام الشيخ بهجت ?، وإذا بالشيخ بهجت رضوان الله عليه اهتزَّ مرة واحدة؛ وقال: أين آقا؟ أين الإمام
?؟ بمعني أنه أصلاً لم يعتبر نفسه هو السيد المحترم؛ لأنه لا يرى أنه يوجد في
العالم مثل مقام الإمام ?، وفي نظره كل أهل العالم هم خدَّام الإمام المهدي ?، آية
الله العظمى الشيخ بهجت ? هكذا ربَّى نفسه في مدرسة الإمامة على الانتظار، بحيث ما
إن سمع كلمة السيد (الإمام المهدي ?) اهتزَّ من كل وجوده وقال: أين هو السيد؟ (أين
الإمام المهدي؟).
المرحوم السيد عباس حسيني الطهراني
ينقل: "عندما ذهبت إلى زيارة الشيخ رجب علي الخياط ?، وما إن وصلت ابتدأني الشيخ
رجب علي?، سيد عباس! ما خبر الإمام صاحب الزمان ?؟ هل مجيء الإمام المهدي قريب؟
(هذا الأمر يسمى انتظارا).
الهدف
السادس: أكمل وسيلة للسير والسلوك إلى
الله
{تَوَقَّعْ أمرْ صاحِبِك لَيْلَكَ
ونَهارَك}
يعني كن في انتظار ظهور الإمام
صاحب الزمان عجل الله فرجه ليلاً ونهاراً، إذا كان هناك إنسان له هذه الحالة من
الانتظار، هل سيلتصق هكذا إنسان بالدنيا؟ لا، هل ستكون لديه آمال وأمنيات؟ لا،
يصبح خالٍ من غير الإمام صاحب الزمان عجل الله فرجه فقط يفكرِّ في أمرٍ واحدٍ، وهو مجيء الإمام
صاحب الزمان عجل الله فرجه أعلى وسيلة
لتهذيب النفس، وأكمل وسيلة للسير والسلوك إلى الله، هي أن نقوِّي رابطتنا بوليِّ
الله المطلق، بوسيلة الفيض، بالسبب المتَّصل بين السماء والأرض وأهل الأرض
إذاً الانتظار هو التزكية للنفس.
على ذلك سيكون المنتظر متوجهاً
دائما إلى طريق الإمام الحجة (عجل الله فرجه ) كحال انسان ينتظر ضيف عزيز على قلبه
- ثانية ثانية – وكيف يتهيئ أليه من شرح صدره واستعداده التام له حيث يحسن
له الضيافة بكل معانيها .
وهو تهيئة البيت من نظافة ومأكل
ومشرب فعلى الإنسان المنتظِر للحجة (عجل الله فرجه ) يقوم أيضاً بتنظيف روحه من أدران
الذنوب.
الهدف
السابع: : التجافي نصف جلسة
المنتظِر هو الإنسان المتجافي:
نضرب مثالاً لكي يتَّضح معنى "الانتظار" أكثر.
تُوجَد مسألة فقهية في الصلاة في
حال الاقتداء باسم "التجافي"، وهي عندما يكون الإمام في الركعة الثانية
قبل الركوع، أو في الركوع، ودخل المصلي في صلاة الجماعة، وظيفة المصلي في حالة
التشهد هو أن يتجافى؛ أي يجلس مثل مَن يريد القيام، وإذا أتمّ الإمام التشهد يقوم
مع الإمام للإكمال، هذا يسمى "التجافي"، بمعنى: إخلاء الأرض من البدن.
لماذا يجلس المصلي هذه الجلسة؟ لأجل أن يكون متهيّئاً للقيام لكي إذا قال إمام الجماعة "بحول الله
... " يطير إلى الأعلى، ويقوم من على الأرض بسرعة! هذه الحالة يُقال لها
الانتظار.
المأموم في حالة انتظار أن يتشَّهد
إمام الجماعة، حتى ينهض بسرعة من على الأرض؛ لأنه فعلاً مأموم، وليس له عمل على
الأرض، ليس مطالباً بالجلوس على الأرض.
الإنسان المنتظر لديه حالة تجافٍ
وانقطاع عن عالم الطبيعة والدنيا، بمعنى أنه في الدنيا جالس نصف جلسة -أي
التجافي-، وفي الوقت نفسه حين يسمع نداء السماء ويصل إلى أذنه: {يا أَهْلَ
الْهُدى! اِجْتَمِعُوا}
الهدف
الثامن :تربية المؤمنين
الثمرة واضحة وهي تربیة المومنین علی الاستعداد الدائم
لاستقبال الصاحب روحی فداه واعداد النفس بکل معانی الاعداد لشرف خدمته
قال الإمام علي عليه السلام ( توقع الفرج إحدى الراحتين)
ان الانسان المنتظر المتوقع فرج امام زماننه يكون دائما في
استعداد فان فاز بفرجه عجل الله فرجه فهو الفوز الاعظم والسعادة والراحة المرجوة
وان تأخر فرجه فانه فاز بالكمالات والفضائل المكتسبة من طريق الانتظار .
[1]/ بحار الأنوار، ج 95 ص 159
[2]/ بحار الأنوار،
العلامة ألمجلسي 95 ص 159
[3]/ الواقعة (1)
[4]/ المعارج (1)
[5]/ النساء (58)
[6]/ يس (82)
[7]/ بحار الأنوار
/ جزء 2 / صفحة [ 196 ]
[8]/ الكافي ج 2 ص
226.
[9]/ تفسير العياشي
ج 1 ص 13.
[10]/ بحار الأنوار
/ جزء 44 / صفحة [ 282]
[11]/ احتجاج
الطبرسي: 2 / 495.
[12]/ الكافي ج 4 ص 162
[13]/ بحار الأنوار
/ جزء 4 / صفحة [ 132 ]
[14]/ بحار الانوار
/جزء 36 / صفحة [301]
[15]/ استعدوا أنصار
الإمام صاحب الزمان للشيخ حسين كنجي
[16]/ الإمام المهدى «عليه السلام» و الظواهر
القرآنية، ص: 325
تعليقات
إرسال تعليق