القائمة الرئيسية

الصفحات

الرسالة الخامسة من رسائل الامام الصادق عليه السلام الى المنتظرين

 

الرسالة الخامسة

أن من صحب مؤمناً أربعين خطوة سأله الله عنه يوم القيامة؟»([1])


حُسنُ الصُّحْبَةِ

عن امير المؤمنين عليه السلام : حُسنُ الصُّحْبَةِ يَزيدُ في مَحَبَّةِ القُلُوبِ([2]).

حسن الصحبة تصيرها اخوة

لاشك ولاريب ان حسن الصحبة تودد وازدياد في المحبة ويصل الحال بحسن الصحبة ان يرى الانسان  في صاحبه اخا له   لكثرة صفائه وصدقه ومن هولاء وقد عبر اممير المؤمنين عليه السلام في عمار بن ياسر في ((  فنعم الأخ كنت و نعم الصّاحب ))

 

فعن أبى المفضل الشيباني في حديث طويل مسندا عن النبي صلّى اللّه عليه و آله قال : يا عمّار ستكون بعدي فتنة فاذا كان ذلك فاتّبع عليّا و حزبه فانّه مع الحقّ و الحقّ معه ، يا عمار إنّك ستقاتل بعدي مع عليّ صنفين : النّاكثين و القاسطين ، ثمّ يقتلك الفئة الباغية ، قلت : يا رسول اللّه أ ليس ذلك على رضا اللّه و رضاك ؟ قال : نعم ، على رضا اللّه و رضاى و يكون آخر ذلك « زادك » شربة من لبن تشربه . لما كان يوم صفين خرج عمار بن ياسر إلى أمير المؤمنين عليه السّلام فقال له : يا أخا رسول اللّه أتأذن لي في القتال ؟ قال : مهلا رحمك اللّه ، فلمّا كان بعد ساعة أعاد عليه الكلام فأجابه بمثله ، فأعاده ثالثا فبكى أمير المؤمنين عليه السّلام فنظر إليه عمّار فقال : يا أمير المؤمنين إنّه اليوم الذي وصف لي رسول اللّه .

فنزل أمير المؤمنين عليه السّلام عن بغلته و عانق عمارا و ودعه ثمّ قال : يا أبا اليقظان جزاك اللّه عن اللّه و عن نبيك خيرا فنعم الأخ كنت و نعم الصّاحب كنت ثمّ قال : و اللّه يا أمير المؤمنين ما تبعتك إلاّ ببصيرة فانّى سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول : يا عمار ستكون بعدي فتنة فاذا كان ذلك فاتبع عليّا و حزبه فانّه مع الحقّ و الحقّ معه ،

و ستقاتل بعدى الناكثين و القاسطين ، فجزاك اللّه يا أمير المؤمنين عن الاسلام أفضل الجزاء ، فلقد أدّيت و بلغت و نصحت ثمّ ركب و ركب أمير المؤمنين عليه السّلام ، ثمّ برز إلى القتال ثمّ دعا بشربة من ماء فقيل ما معنا ماء فقام إليه رجل من الأنصار فاسقاه شربة من لبن ، ثمّ قال : هكذا عهد إلىّ رسول اللّه أن يكون آخر زادى من الدّنيا شربة من اللبن .

ثمّ حمل على القوم فقتل ثمانية عشر نفسا فخرج إليه رجلان من أهل الشّام فطعنا فقتل رحمه اللّه ، فلما كان الليل طاف أمير المؤمنين عليه السّلام في القتلى فوجد عمارا ملقى ، فجعل رأسه على فخذه ثمّ بكى عليه السّلام و أنشأ يقول :

ايا موت كم هذا التفرق عنوة

فلست تبقى لى خليل خليل

اراك بصيرا بالذين احبّهم

كأنك تمضى نحوهم بدليل

قال المجلسى : في الديوان هكذا :

ألا ايّها الموت الذي ليس تاركى

أرحنى فقد أفنيت كلّ خليل

أراك بصيرا بالذين أحبّهم

كأنك تنحو نحوهم بدليل([3]).

 

حسن الصحبة دليل على صحة الدين

روى مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام): «أنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) صاحب رجلاً ذمّياً، فقال له الذمّىُّ: أين تريد يا عبد الله؟ فقال: أُريد الكوفة، فلمّا عدل الطريق بالذميّ عدل معه أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال له الذمّي: ألست زعمت أنّك تريد الكوفة؟ فقال له: بلى، فقال له الذمّيّ: فقد تركت الطريق؟ فقال له: قد علمتُ، قال: فلم عدلتَ معي وقد علمت ذلك؟ فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): «هذا من تمام حسن الصحبة أن يشيّع الرجل صاحبه هنيئة إذا فارقه، وكذلك أمرنا نبينا (صلى الله عليه وآله)» فقال له الذمّي: هكذا قال؟ قال: نعم، قال الذميّ: لا جرم إنّما تبعه من تبعه لأفعاله الكريمة، فأنا أُشهدك أنّي على دينك. ورجع الذمّىّ مع أمير المؤمنين (عليه السلام) فلمّا عرفه أسلم» ([4]).

 

اقول وتميز الإئمة عليهم السلام بمجموعة من الاصحاب المخلصين المتفانين في حبهم واخلاصهم بحيث كل واحد منهم يعد مدرسة متكاملة يستفيد منها الذي يأتي بعدهم والاطلاع على سيرتهم  وحركاتهم مع ائمة أهل البيت عليهم تعد منارا للسائرين ونحن نحاول ان نستعرض شيئا يسيرا من سيرة بعض اصحاب الإمام الصادق عليهم السلام واقواله فيهم كي نستفيد ونشحذ الهمم إلى حسن الصحبة مع امام زماننا عجل الله فرجه .

 

أبو حمزة الثمالي، ثابت بن دينار

 

ذكره الشيخ عباس القمي رحمه الله فقال: "الثقة الجليل، أبو حمزة الثمالي، ثابت بن دينار، صاحب الدعاء المعروف في أسحار شهر رمضان، كان من زهّاد أهل الكوفة ومشايخها وكان عربياً أَزْدِيّاً"([5]). وكان له ثلاثة من الذكور وهم: نوح ومنصور وحمزة قتلوا مع زيد([6]).

 

اقول ان زيد رضوان الله عليه ممدوح غاية المدح وثورته كذلك وكان دعوته إلى الرضا من آل محمّد  ولانريد التحدث عنه رضوان الله عليه ولا عن ثورته المرضية عند أهل البيت عليهم السلام ولكن هنا مسالة مهمة وهو ان اولاد ابي حمزة قتلوا مع زيد رضوان الله عليه وهذا يعزز موقف ابي حمزة في توجهه وتربيته لاولاده وهذا يدفعنا إلى تربية اولادنا في سبيل خدمة امام زماننا عجل الله فرجه .

 

ولقد تشرّف أبو حمزة الثمالي بصحبة أربعة من الأئمة عليهم السلام وهم الإمام علي بن الحسين والإمام محمد الباقر والإمام جعفر الصادق وفترة وجيزة مع الإمام موسى بن جعفر عليهم السلام. ولقد وفّرت له هذه الصحبة الشريفة جواً عابقاً من العلم والمعرفة والتقوى والزهد فحمل الكثير من الروايات والأدعية، ثم نقلها إلى الأجيال، ولا زالت مستمرّة إلى زماننا الحاضر عبر الرواة والمحدّثين. قال أبو عمرو الكشي: "سألت أبا الحسن حمدويه بن نصير عن علي بن أبي حمزة الثمالي والحسين بن أبي حمزة الثمالي ومحمد أخويه وأبيه فقال: كلهم ثقاة فاضلون"([7]).

 

*كسلمان في زمانه

لقد نقل في حقه أنه كسلمان في زمانه. وفي كتب أُخر كلقمان، وكلاهما على خير. وبطبيعة الحال أنّ من يوفّق لخدمة أربعة من أئمة أهل البيت عليهم السلام يكن معهم ومنهم. وقد قال فيه ابن شهر آشوب إنّه من خواصّ أصحاب الصادق عليه السلام([8])، وبعد أن ترجم له الشيخ الطوسي في رجاله ذكره في أصحاب السجاد والباقر والصادق عليهم السلام. وقد اختلف على بقائه إلى زمن الكاظم عليه السلام([9]). وأما الكشي فقال: "وجدت بخطّ أبي عبد الله محمد بن أحمد بن نعيم الشاذاني قال: سمعت الفضل بن شاذان قال: سمعت الثّقة يقول سمعت الرضا عليه السلام يقول: أبو حمزة الثمالي في زمانه كلقمان (كسلمان) في زمانه وذلك أنه خدم أربعة منّا: علي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد عليهم السلام وبرهة في عصر موسى بن جعفر عليه السلام"([10]).

 

*كتبه ورواياته

ذكر له ثلاثة كتب وهي النوادر والزهد وتفسير القرآن، وقد تناقلها العلماء أمثال: الشيخ الطوسي، والصدوق وغيرهما بطرق معلومة، منها ضعيفة ومنها صحيحة. وقد نقل عنه العامة كما نقل عنه الخاصّة، ومن أهمّ ما نُقل عنه الدعاء الذي يُقرأ في أسحار شهر رمضان والذي اشتهر باسمه أي "دعاء أبي حمزة الثمالي"، وكذلك وصلنا من طريقه الرسالة القانونية الموسومة برسالة الحقوق للإمام زين العابدين عليه السلام.


*صاحب كرامة

ليس غريباً عن أمثال أبي حمزة أن تجري له أو على يديه بعض الكرامات، منها ما نقله الكشّي عن هشام بن الحكم عن أبي حمزة قال: "كانت صبيّة لي، سقطت فانكسرت يدها فأتيت بها التميمي، فأخذها، فنظر إلى يدها فقال: منكسرة، فدخل يخرج الجبائر، وأنا على الباب، فدخلتني رقّة على الصبية، فبكيت ودعوت، فخرج بالجبائر فتناول بيد الصبيّة، فلم ير بها شيئاً، ثم نظر إلى الأخرى، فقال: ما بها شيء. قال أبو حمزة: فذكرت ذلك لأبي عبد الله عليه السلام، فقال: يا أبا حمزة وافق الدعاء الرضا فاستُجيب لك في أسرع من طرفة عين"([11]).

 

*عالم بزمان موته

ليس كل إنسان يعلم بزمان موته، ومن يعلم بذلك فمن الله سبحانه وتعالى، وباعتبار أنّ الأئمة المعصومين عليهم السلاممطّلعون على علم المنايا والبلايا، فقد أطلعوا بعض مواليهم على زمان موتهم ومن جملة أولئك "أبو حمزة الثمالي" الذي عرّفه الإمام الصادق عليه السلام بتاريخ رحيله؛ فقد نقل الكشي عن أبي بصير، "قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقال: ما فعل أبو حمزة الثمالي؟ قلت: خلفته عليلاً، قال: إذا رجعت إليه فأقرئه مني السلام، وأعلمه أنه يموت في شهر كذا في يوم كذا قال أبو بصير: قلت: جعلت فداك، والله لقد كان لكم فيه أُنس، وكان لكم شيعة، قال عليه السلام: صدقت، ما عندنا خير له. قلت: شيعتكم معكم؟ قال: نعم إن هو خاف الله وراقب نبيّه وتوقّى الذنوب، فإذا هو فعل كان معنا في درجاتنا، قال: فرجعنا تلك السنة فما لبث أبو حمزة إلا يسيراً حتى توفي"([12]) واتفقت الروايات على أن وفاته كانت عام 150 للهجرة.

 

*تراثان ضخمان

لقد وصلنا تراثان ضخمان عن الإمام السجاد عليه السلام عن أبي حمزة الثمالي وهما: رسالة الحقوق، والدعاء الذي يقرأ في أسحار شهر رمضان. جاء في مطلع رسالة الحقوق، قوله عليه السلام: "اعلم رحمك الله، أن لله عليك حقوقاً محيطة بك في كل حركة تحرّكتها أو سكنة سكنتها أو منزلة نزلتها أو جارحة قلبتها، وآلة تصرّفت بها بعضها أكبر من بعض، وأكبر حقوق الله عليك ما أوجبه لنفسه".

وأما الدعاء "دعاء أبي حمزة الثمالي" فقد تضمّن الكثير من المفاهيم العقلية والمعاني الروحية، وبيان الطريق للسلوكيات العملية.

 

 

والدرس المستفاد :

 " إني لأستريح إذا رأيتك ... "

روى الكشي عن حسين بن أبي حمزة، عن أبيه أبي حمزة قال والله إني لعلى ظهر بعيري إذ جائني رسول فقال أجب يا أبا حمزة فجئت وأبو عبد الله (عليه السلام) جالس فقال " إني لأستريح إذا رأيتك ... " ([13]).

ما اعزها من كلمة لاتوزن بوزن فهي فوق الحد والعد ان استرحة امام الزمان يعني استراحة قلب الوجود يعني انساط الخلق يعني استراحة العالم العلوي من الملائكة وسكان السموات .

 ومن جهة اخرى ان مايتحمله الإمام عليه السلام الذي يعد الاب الحقيقي والواقعي من هموم العائلة البشرية من الكفار والمشركين والمنافقين وهموم  المسلمين وما يعرض عليه من الذنوب والمعاصي كل يوم و ما اصاب أهل بيته من قتل وسبي واصاب خواصه واصحابه ومع هذا كله واذا بالامام يقول  ((إني لأستريح إذا رأيتك))

وبا استراحة الإمام تكون  استراحة رسول الله واستراحة علي وفاطمة واستراحة الائمة عليهم السلام اجمعين واستراحة الملائكة ورضا الله عزوجل .

فهل فكرنا في ذلك هل حاولنا ان ان نكون استراحة امام زماننا في رؤيتنا ولو ليوم واحد او ساعة هذا الكنز وهذه الغنيمة تحتاج إلى بصيرة وتتبع لسيرة الاصحاب والعمل الجاد والدؤب .


أبان بن تغلب رضوان الله عليه

 

عن أبان بن تغلب، عن أبي عبد الله الصادق عليهالسلام قال: نفس المهموم لظلمنا تسبيح، وهمهّ لنا عبادة، وكتمان سرّنا جهاد في سبيل الله([14]).

 

من هو أبان

 

ابوسعيد البكري الكوفي قال الشيخ: ثقة جليل القدر، عظيم المنزلة، لقي ابا محمد السجاد، وابا جعفر الباقر، وابا عبد اللّه الصادق (ع) وروى عنهم وكانت له عندهم خطوة وقدم ([15]).

وكان إذا قدم المدينة تقوضت له الحلق واخليت له سارية النبى (ع) ([16]) وكان ذلك بامر من الإمام أبي جعفرالباقر(ع)، قال له: ﴿اجلس في مسجد المدينة وافت للناس، فاني احب ان يرى في شيعتي مثلك﴾ ([17]) وهكذاروى الكشي عن الإمام أبي عبد اللّه الصادق (ع) كان يقول له: ﴿جالس اهل المدينة، فاني احب ان يروا في شيعتنا مثلك﴾ وقد استجاز الإمام ان يفتيهم حسبما يرون، قال: اني اقعد في المسجد، فيجيئني الناس فيسالوني، فان لم اجبهم لم يقبلوا مني، واكره ان اجيبهم بقولكم وما جا منكم فاجازه الإمام ان يفتي للناس حسبما علم انه من قولهم قال: ﴿انظر ما علمت انه من قولهم فاخبرهم بذلك﴾ ([18]).

قال الشيخ: وكان ابان بن تغلب قارئا فقيها لغويا نبيلا، وسمع العرب وحكى عنهم وصنف كتاب ﴿الغريب في القرآن﴾، وذكر شواهده من الشعر قال: فجا فيما بعد عبد الرحمان بن محمد الازدي الكوفي، فجمع من كتاب ابان، ومحمد ابن السائب الكلبي، وابي روق ابن عطية بن الحرث، فجعله كتابا واحدا، فيما اختلفوا فيه ومااتفقوا عليه فتارة يجي كتاب ابان مفردا، وتارة يجي مشتركا، على ما عمله عبد الرحمان.

قال: ولابان - رحمة اللّه عليه - قراة مفردة ورفع اسناده إلى محمد بن موسى بن أبي مريم صاحب اللؤلؤ، قال:سمعت ابان بن تغلب، وما احد اقرا منه، يقرا القرآن من أوله إلى آخره، وذكر القراة.

قال: ولابان كتاب الفضائل - ثم ذكر طريقه اليه - كما ان له اصلا قال: ومات ابان سنة -141- في حياة الإمام الصادق (ع) ولما بلغه نعيه، قال: ﴿اما واللّه، لقد أوجع قلبي موت ابان﴾ ([19]).

واخرج النجاشي باسناده إلى الحسين بن سعيد بن أبي الجهم، قال: حدثني أبي عن ابان بن تغلب، في قوله تعالى: ﴿مالك يوم الدين﴾ وذكر التفسير إلى آخره قال: ولابان قراة مفردة مشهو رة عند القرا وعن محمد بن موسى بن أبي مريم، قال: سمعت ابان بن تغلب، وما رايت احدا اقرا منه قط، يقول: ﴿انما الهمز رياضة﴾ ([20]) وذكر قراته إلى آخرها قال: وله كتاب الفضائل، وكتاب صفين، وكتاب تفسير غريب القرآن.

 

 

قال ابراهيم النخعي: كان ابان ﴿ره﴾ مقدما في كل فن من العلم، في القرآن، والفقه، والحديث، والادب، واللغة، والنحو.

 

وعن ابان بن محمد بن ابان بن تغلب، قال: سمعت أبي يقول: دخلت مع أبي إلى أبي عبد اللّه (ع) فلما بصر به امر بوسادة فالقيت له، وصافحه واعتنقه وساله ورحب به قال: وكان ابان إذاقدم المدينة تقوضت اليه الحلق واخليت له سارية النبى (ع) (7).

 

وعن عبد الرحمان بن الحجاج، قال: كنا في مجلس ابان بن تغلب، فجاه شاب فقال: يا ابا سعيد، اخبرني كم شهد مع على بن أبي طالب (ع) من اصحاب النبى (ع)؟ فقال له ابان: كانك تريد ان تعرف فضل علي بمن تبعه من اصحاب رسول اللّه؟ فقال الرجل: هو ذاك فقال: واللّه ما عرفنا فضلهم الا باتباعهم اياه.

 

وقال ابان لابي البلاد: تدري من الشيعة؟ الشيعة الذين إذا اختلف الناس عن رسول اللّه، اخذوا بقول على وإذا اختلف الناس عن على، اخذوا بقول جعفر بن محمد.

قال النجاشي: وجمع محمد بن عبد الرحمان بين كتاب التفسير لابان وبين كتاب أبي روق عطية بن الحرث ومحمد بن السائب، وجعلها كتابا واحدا.

 

وعن عبد اللّه بن خفقة، قال: قال لي ابان بن تغلب: مررت بقوم يعيبون على روايتي عن جعفر كيف تلوموني في روايتي عن رجل ما سالته عن شي الا قال: قال رسول اللّه([21]).

 

 وعن سليم بن أبي حية، قال: كنت عند أبي عبد اللّه، فلما اردت ان افارقه ودعته، وقلت: احب ان تزودني فقال: ائت ابان بن تغلب، فانه قد سمع مني حديثا كثيرا، فما روى لك فاروه عني([22]).

 

 وقال ابن حجر: قال احمد، ويحيى، وابوحاتم، والنسائي: ثقة وقال ابن عدي: له نسخ عامتها مستقيمة، إذاروي عنه ثقة، وهو من اهل الصدق في الروايات وان كان مذهبه مذهب الشيعة، وهو في الرواية صالح لاباس به قال ابن حجر: هذا قول منصف، وقد تقدم ذكره.

وقال ابن عجلان: حدثنا ابان بن تغلب، رجل من اهل العراق، من النساك، ثقة ومدحه ابن عيينة بالفصاحة والبيان قال أبونعيم: وكان غاية من الغايات وقال العقيلي: سمعت ابا عبد اللّه يذكر عنه عقلا وادبا وصحة حديث وقال ابن سعد: كان ثقة وذكره ابن حبان في الثقات ([23]).

 

 وقال الحافظ شمس الدين الدأودي: صنف كتاب ﴿معاني القرآن﴾ لطيف، ﴿القراات﴾ روى له مسلم والاربعة ([24]).

 

الدرس المستفاد : لقد أوجع قلبي موت أبان

قال أبو عبد الله الصادق (عليه السلام) لما أتاه نعيه: (أما والله، لقد أوجع قلبي موت أبان)([25]).

ان الإمام عليه السلام دليل ارادة رب العالمين وحقيقة الاسماء الحسنى والميزان في رضا الله وغضبه وحينما يكشف الإمام عن حقيقة في قلبه فهو قد كشف عن المرادات الالهية وهنا التعبير دقيق منه صلوات الله عليه حيث يؤكد عليه السلام بالقسم وبالام وقد (والله لقد) وياتي بالفعل المضارع ولفظ الوجع وليس كل وجع وانما وجع يصيب القلب فما اعظمها من كلمة بحق عظيم من اصحابه لاشك ولاريب ان صحبته وولائه وعلمه واخلاصه كلها روافد مهمة كانت في حياة الإمام الصادق عليه السلام حيث صرح بهذه العبارة .

اقول هل لنا دور في حياة امامنا صاحب العصر عجل الله فرجه هل اقتبسنا من حياة ((ابان )معلما  يكون لنا بها حظوة عند امامنا هل يتوجع لفقدنا ام نكون بالعكس نوجع قلبه بالذنوب والمعاصي .



[1] ) أمالى الطوسى ج 2 ص 27

[2]/  غرر الحكم حديث 9951

[3]/  الاحتجاج - الجزء1 - الصفحة181

[4]/ أُصول الكافي:2/ 670، كتاب العشرة.

[5]/  الكنى والألقاب، عباس القمي، ج2، ص132.

[6]/  تاريخ الكوفة، السيد البراقي، ص451.

[7]/  رجال الكشي، ترجمة أبي حمزة الثمالي.

[8]/ المناقب، ابن شهر آشوب: ج4، ترجمة أبي حمزة.

[9]/  رجال الطوسي، أصحاب الأئمة الأربعة عليهم السلام.

[10]/  رجال الكشي، أبو عمرو الكشي، ترجمة أبي حمزة الثمالي

[11]/  رجال الكشي، أبو عمرو الكشي، ترجمة أبي حمزة الثمالي

[12]/  رجال الكشي، ترجمة أبي حمزة الثمالي؛ وخلاصة الأقوال، الحلّي، ص86.

[13]/  اختيار معرفة الرجال ج 1 ص 141

[14]/ مجالس المفيد، ص 338 وأمالي الطوسي 1/ 115 والبحار 44/ 278)

[15]/  الكافي الشريف، ج7، ص 428، رقم12 وتهذيب الاحكام، ج6، ص 290، رقم 804/11.

[16]/  فهرست الشيخ، ص 5  6 .

[17]/ رجال النجاشي، ص 8  9

[18]/  رجال النجاشي، ص 7

[19]/ رجال الكشي، ص 280

[20]/  الفهرست، ص 6  7.

 

[21]/  رجال النجاشي - ص ١٢

[22]/ وسائل الشيعة جزء 27 / صفحة ( 147 )

[23]/ رجال النجاشي، ص 7  10.

[24]/  تهذيب التهذيب، ج1، ص 93  94 وميزان الاعتدال، ج1، ص 5.

[25]/  انظر مشيخة الفقيه: 23، ورجال النجاشي: 10 / 7، وفهرست الشيخ: 17 / 51، ومعجم رجال الحديث 1: 150 - 151. 3 - رجال النجاشي: 10، فهرست الشيخ: 17، وسائل الشيعة 20: 116، مستدرك الوسائل 17: 315،

تعليقات