القائمة الرئيسية

الصفحات

كَمْ مِنْ مُؤْمِنٍ وَ مُؤْمِنَةٍ مُتَأَسِّفٍ مُتَلَهِّفٍ حَيْرَانَ حَزِينٍ لِفَقْدِهِ‌

 




كَمْ مِنْ مُؤْمِنٍ وَ مُؤْمِنَةٍ مُتَأَسِّفٍ مُتَلَهِّفٍ حَيْرَانَ حَزِينٍ لِفَقْدِهِ

في كتاب الغيبة للنعماني صفحه : 180

قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مَحْبُوبٍ الزَّرَّادُ قَالَ: قَالَ لِيَ الرِّضَا ع إِنَّهُ يَا حَسَنُ سَيَكُونُ فِتْنَةٌ صَمَّاءُ صَيْلَمٌ[1] يَذْهَبُ فِيهَا كُلُّ وَلِيجَةٍ وَ بِطَانَةٍ(2) وَ فِي رِوَايَةٍ يَسْقُطُ فِيهَا كُلُّ وَلِيجَةٍ وَ بِطَانَةٍ وَ ذَلِكَ عِنْدَ فِقْدَانِ الشِّيعَةِ الثَّالِثَ مِنْ وُلْدِي يَحْزَنُ لِفَقْدِهِ أَهْلُ الْأَرْضِ وَ السَّمَاءِ كَمْ مِنْ مُؤْمِنٍ وَ مُؤْمِنَةٍ مُتَأَسِّفٍ مُتَلَهِّفٍ حَيْرَانَ حَزِينٍ لِفَقْدِهِ ثُمَّ أَطْرَقَ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَ قَالَ بِأَبِي وَ أُمِّي سَمِيُّ جَدِّي وَ شَبِيهِي وَ شَبِيهُ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ عَلَيْهِ جُيُوبُ النُّورِ[3] يَتَوَقَّدُمِنْ شُعَاعِ ضِيَاءِ الْقُدْسِ كَأَنِّي بِهِ آيَسَ مَا كَانُوا قَدْ نُودُوا نِدَاءً يَسْمَعُهُ مَنْ بِالْبُعْدِ كَمَا يَسْمَعُهُ مَنْ بِالْقُرْبِ يَكُونُ رَحْمَةً عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَ عَذَاباً عَلَى الْكَافِرِينَ فَقُلْتُ بِأَبِي وَ أُمِّي أَنْتَ وَ مَا ذَلِكَ النِّدَاءُ قَالَ ثَلَاثَةُ أَصْوَاتٍ فِي رَجَبٍ أَوَّلُهَا أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ وَ الثَّانِي أَزِفَتِ الْآزِفَةُ يَا مَعْشَرَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الثَّالِثُ يَرَوْنَ يَداً بَارِزاً مَعَ قَرْنِ الشَّمْسِ يُنَادِي أَلَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ فُلَاناً عَلَى هَلَاكِ الظَّالِمِينَ فَعِنْدَ ذَلِكَ يَأْتِي الْمُؤْمِنِينَ الْفَرَجُ وَ يَشْفِي اللَّهُ صُدُورَهُمْ- وَ يُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ.

 

أقول

 يقول الامام ((كَمْ مِنْ مُؤْمِنٍ وَ مُؤْمِنَةٍ مُتَأَسِّفٍ مُتَلَهِّفٍ حَيْرَانَ حَزِينٍ لِفَقْدِهِ))

التأسف والتلهف والحيرة والحزن لفقدة جعلها الامام × ميزان للايمان

فهل نحن متأسفون متلهفون حيارى لفقده ؟

1: الفتنة الصماء هي التي لا سبيل الى تسكينها لتناهيها في دهائها لان الأصمّ لا يسمع الاستغاثة. و الصيلم: الداهية.

 

2:وليجة الرجل: دخلاؤه و خاصته، و بطانة الرجل: الذي هو صاحب سره.

 

3:لعل المعنى أن جيوب الاشخاص النورانية من كمّل المؤمنين و الملائكة المقربين و أرواح المرسلين تشتعل للحزن على غيبته و حيرة الناس فيه، و انما ذلك لنور ايمانهم الساطع-- من شموس عوالم القدس، و يحتمل أن يكون المراد بجيوب النور الجيوب المنسوبة الى النور و التي يسطع منها أنوار فيضه و فضله تعالى، و الحاصل أن عليه صلوات اللّه عليه أثواب قدسية و خلع ربانية تتقد من جيوبها أنوار فضله و هدايته تعالى، و يؤيده ما ورد في خبر آخر عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله« جلابيب النور» و يحتمل أن يكون« على» تعليلية، أي ببركة هدايته و فيضه عليه السلام يسطع من جيوب القابلين أنوار القدس من العلوم و المعارف الربانية كذا قاله العلّامة المجلسيّ رحمه اللّه.


تعليقات