القائمة الرئيسية

الصفحات

 






 

قصص

مرتبطة بدعاء الندبة

 عليك أن تقول للشيعة  أن يقرؤوا دعاء الندبة

قال السيد الأبطحي ذكر لي يوماً والدي المرحوم الحاج السيد رضا ابطحي (رضوان الله عليه) أن سبب قراءة دعاء الندبة في مشهد وكيف أصبح سنة للجميع هو الحكاية التالية.

يحكي أن أحد تجار مدينة أصفهان الثقات، نقل حكاية عن نفسه فقال: كنت منذ مدة قد خصصت غرفة كبيرة في داري لإقامة مراسم العزاء الحسيني، وفي إحدي الليالي رأيت في المنام وكأني خرجت من الدار قاصداً السوق، وفي الطريق شاهدت مجموعة من علماء أصفهان وهم يتقدمون إلي ويقولون: أين أنت ذاهب يا شيخ؟ ألا تعلم بأن مراسم العزاء الحسيني قد أقيمت في منزلك؟ فقلت لهم: كلا ليس هناك عزاء في منزلي. فقالوا: أجل هناك مراسم للعزاء وإن بقية الله في أرضه (عجّل الله تعالي فرجه الشريف) سيحضر إلي المجلس.

ثم أردت أن أرجع إلي المنزل بسرعة فقالوا لي: ادخل البيت بكل أدب ورصانة. وعندما دخلت الدار وجدت مجموعة من العلماء وقد توسطهم الحجة بن الحسن (عجّل الله تعالي فرجه الشريف).

فدققت في سيمائه الشريف فبدأ لي وكأني رأيته في مكان ما فقلت له:

سيدي ألم أرك سابقا؟.

فقال - روحي له الفداء -: نعم في هذه السنة وأثناء الحج حيث كنتَ في المسجد الحرام وأردت الوضوء فتركت ملابسك عندي وحينها قلت لك: ضع المفاتيح تحت الملابس.

ولما قال هذا الكلام، تذكرت فعلاً أنني في موسم الحج في هذا العام أصبت في إحدي الليالي بالأرق فقلت في نفسي: الأفضل أن أقضي هذه الليلة في المسجد الحرام، وعندما دخلت أردت الوضوء فبحثت عن شخص أترك عنده ملابسي فشاهدت ذلك السيد الشريف فتركتها عنده، وعندما أردت أن أضع مفاتيح حجرتي فوق ملابسي قال: ضع المفاتيح تحت الملابس! علي أية حال ثم سألته: يا سيدي ومولاي: متي الفرج؟

فقال: قريباً إن شاء الله وعليك أن تقول لشيعة علي (عليه السلام) أن يقرؤوا دعاء الندبة في يوم الجمعة.

وهكذا أصبحت قراءة الدعاء في مشهد سنة يقتدي بها المؤمنون.

 

 

رائحة المسك في السرداب

قال الطبرسي النوري حدثني العدل الأمين آغا محمد المجاور لمشهد العسكريين (عليه السّلام) المتولي الأمر الشموعات لتلك البقعة العالية فيما ينيف علي أربعين سنة، وهو أمين السيد الأجل الأستاذ (دام عزه) ، عن أمه وهي من الصالحات قالت: كنت يوماً في السرداب الشريف، مع أهل بيت العالم الرباني والمؤيد السبحاني المولي زين العابدين السلماسي المتقدم ذكره (رحمه الله) وكان حين مجاورته في هذه البلدة الشريفة لبناء سورها.

قالت: وكان يوم الجمعة، والمولي المذكور يقرأ دعاء الندبة، وكنا نقرؤه بقراءته، وكان يبكي بكاء الواله الحزين، ويضج ضجيج المستصرخين، وكنا نبكي ببكائه، ولم يكن معنا فيه غيرنا.

فبينما نحن في هذه الحالة، وإذا بشرق مسك ونفحته قد انتشر في السرداب وملأ فضاءه، وأخذ هواءه واشتد نُفاحه، بحيث ذهبت عن جميعنا تلك الحالة فسكتنا كأن علي رؤوسنا الطير، ولم نقدر علي حركة و كلام، فبقينا متحيرين إلي أن مضي زمن قليل، فذهب ما كنا نشمّه من تلك الرائحة الطيبة ورجعنا إلي ما كنا فيه من قراءة الدعاء، فلما رجعنا إلي البيت سألت الآقا الآخوند الملا زين العابدين (رحمه الله) عن سبب ذلك الطيب، فقال: ما لك والسؤال عن هذا؟ وأعرض عن جوابي.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

التجلّي في سرداب الغيبة

 

نقل لنا أحد علماء قم المعمّرين وكان قد رأى والدنا  وعاشره: بأنّ المرحوم والدنا قد تشرّف بلقاء الإمام الحجّة (عجّل اللّه تعالى فرجه الشريف) مرّتين:

 

مرّةً: في سرداب الغيبة، والثانية: في هور صالح في النجف الأشرف. ولكن لم ينقل لنا والدنا المرحوم من ذلك شيئاً.

 

قال المتحدّث المذكور في تفصيل قصّة تشرّف والدنا بلقاء الإمام الحجّة (ع) في سرداب الغيبة:

إنّ والدنا (أيّام تشرّفه في سامراء) كان يذهب في الليل لزيارة السرداب المقدّس ويبيت فيه إلى الصباح مشتغلاً بالعبادة وقراءة الأدعية وتلاوة القرآن، وفي أيّام الجمعة كان يبقى لقراءة دعاء الندبة ثمّ ينصرف بعدها إلى منزله، وحيث كانت سامراء خالية من الزوّار في أكثر أوقاتها، ولم يكن هناك من يأتي لزيارة السرداب المقدّس قال المتحدّث المذكور نقلاً عن والدنا أنه قال له:

كنت مطمئنّاً بعدم مجيء أحد لزيارة السرداب المقدّس، ولذلك كنتُ عند تشرّفي للزيارة أغلق الباب على نفسي من الخلف لأكون فارغ البال كامل التوجّه إلى اللّه تعالى في دعائي وتوسّلي بوليّه صاحب العصر والزمان (عجّل اللّه تعالى فرجه الشريف).

 

وفي صباح يوم جمعة وأنا مشتغل بقراءة دعاء الندبة وقد أغلقتُ الباب على نفسي، وصلتُ في الدعاء إلى هذه الفقرة: (وعرجت بروحه إلى سمائك) وإذا أنا بسيّد جليل وهو جالس إلى جنبي يشير إليّ بيده ويقول: (وعرجت به إلى سمائك) مكان: (وعرجت بروحه إلى سمائك).

فأعدتُ الفقرة كما أشار عليّ السيد الجليل وواصلتُ قراءتي للدعاء وأنا غافل تماماً عن عمق الواقع، وعن الحقيقة التي اتّفقت لي، وعن إشارة السيّد في تبديل الفقرة، وعن شخصيّة السيّد نفسه، حتّى إذا مضيتُ في مواصلة الدعاء، وانقضت مدّة يسيرة، وإذا بي ألتفتُ إلى نفسي متسائلاً: يا ترى من كان هذا السيّد الجليل؟ ومن أين دخل السرداب المقدّس؟ ألستُ قد أغلقتُ الباب على نفسي بحيث لا يستطيع أحد الدخول إليه؟ ألم أطمئنّ بعدم وجود أحد في السرداب المقدّس؟

وأخذت هذه الأفكار تساورني وتدور في رأسي وتقودني إلى معرفة الواقع وكشف الحقيقة، هذا وقد أخذت مني القشعريرة كل مأخذ وتركت أعضائي ومفاصلي ترتجف بشدّة، وقلبي يدقّ باضطراب وقوّة، وما إن استطعتُ أن اُحوّل وجهي إلى المكان الذي كان السيّد الجليل يجلس فيه لأرى محيّاه، لم أرَ أحداً، وكلما فتشتُ عنه لم أجد في السرداب المقدّس لأحد شخصاً، فاطمأننتُ إلى أنه لم يكن إلاّ سيّدي ومولاي صاحب العصر والزمان (أرواحنا له الفداء).

 

هذا ولا يخفى أن الفقرة في دعاء الندبة منقولة بالوجهين: (وعرجت بروحه) ... و (وعرجت به ... ).

 

أمّا وجه: (وعرجت به ... ) فواضح وعليه اتّفاق الإماميّة، إضافة إلى اعتراف العلم الحديث به وإثبات وقوعه، لأن اللّه تعالى عرج بنبيّه روحاً وجسماً إلى سمائه، إذ المعراج كان معراجاً جسمانيّاً وروحياً وليس معراجاً روحيّاً فقط كما يتّفق للنائم الذي يرى الأحلام في منامه.

وأمّا وجه: (وعرجت بروحه) ـ لو كان النقل صحيحاً ـ فليس معناه: العروج بالروح دون الجسم، بل معناه: العروج بالجسم والروح معاً، لكن تلك الروح الخاصّة التي خصّها اللّه تعالى بنبيّه والمعصومين من أهل بيته (صلوات اللّه عليهم أجمعين) وبتلك الروح القدسيّة استطاع رسول اللّه (ص) أن يعرج بجسمه إلى السماء وأن يرى ملكوت السماوات والأرض.

هذا إضافة إلى أنّ المتعارف عند أهل اللغة العربية أنهم أحياناً يطلقون كلمة (الروح) ويريدون بها الجسم والروح معاً، كما ويطلقون (الجسم) ويريدون به الجسم والروح معاً أيضاً، فمثلاً لو اتكأ شخص على أخر يقول له: لا تجعل روحك عليّ، أو يقولون: أنا جئت بروحي، أو: ذهبتُ بروحي وهكذا.

تعليقات