اقوال العلماء في رؤية الامام المهدي عجل الله فرجه
اقول من الامور التي تقوي الجانب الروحي والاعلاقة بامام الزمان عجل الله فرجه البحث في رؤية الامام عليه السلام وقد جمعت بعض اقوال العلماء لتكون محفز في طلب لقياه ورضاه عجل الله فرجه
اقوال العلماء في رؤية الامام
المهدي عجل الله فرجه
قال السيّد المرتضي في کتابه «تنزيه الأنبياء:
235»
- في جواب من قال: «فإذا کان الإمام
عجّل اللّه فرجه غائباً بحيث لا يصل إليه أحد من الخلق ولا ينتفع به فما الفرق بين
وجوده وعدمه؟» -: أوّل ما نقوله إنّا غير قاطعين علي أنّ الإمام لا يصل إليه أحد
ولا يلقاه بشر، فهذا أمر غير معلوم ولا سبيل إلي القطع عليه ...
وأيضاً - في جواب من قال: «إذا کانت
العلّه في استتار الإمام خوفه من الظالمين واتّقاءه من المعاندين فهذه العلّه
زائله في أوليائه وشيعته، فيجب أن يکون ظاهراً لهم» - قال رحمه الله في ص 237: ...
وقلنا أيضاً: إنّه غير ممتنع أن يکون الإمام يظهر لبعض أوليائه ممّن لا يخشي من
جهته شيئاً من أسباب الخوف، وإنّ هذا ممّا
لا يمکن القطع علي ارتفاعه وامتناعه،
وإنّما يعلم کلّ واحدٍ من شيعته حال نفسه، ولا سبيل له إلي العلم بحال غيره.
وقال الشيخ الطوسي في «کتاب الغيبه: 99»
مجيباً عن مثل هذا السؤال: إنّا
أوّلاً لا نقطع علي استتاره عن جميع أوليائه، بل يجوز أن يبرز لأکثرهم، ولا يعلم
کلّ إنسان إلّاحال نفسه، فإن کان ظاهراً له فعلّته مُزاحه؛ وإن لم يکن ظاهراً علم
أنّه إنّما لم يظهر له لأمر يرجع إليه، وإن لم يعلمه مفصّلاً لتقصير من جهته.
للسيد عليّ بن طاووس تناسب المقام خصوصا
قوله مع أنه عليه السلام حاضر مع
الله جل جلاله على اليقين وإنما غاب من لم يلقه عنهم، لغيبته عن حضرة المتابعة له،
ولرب العالمين
وقال العلّامه المجلسي في «بحار الأنوار: 151/ 52»
في بيان ما ورد في التوقيع الشريف:
لعلّه محمول علي من يدّعي المشاهده مع النيابه وإيصال الأخبار من جانبه عليه
السلام إلي الشيعه علي مثال السفراء، لئلّا ينافي الأخبار التي مضت وسيأتي فيمن
رآه، واللّاه يعلم.
وقال السيّد عبداللّه شبّر في کتابه «الأنوار
اللامعه في شرح الزياره الجامعه: 35»:
لا يقال: کيف يمکن ادّعاء رؤيته عليه
السلام في غير المنام وقد ورد عنه في التوقيع لعليّ بن محمّد السمري علي ما في
الاحتجاج والإکمال: «وسيأتي من شيعتي من يدّعي المشاهده، ألا فمن ادّعي المشاهده
قبل خروج السفياني والصيحه فهو کذّاب مفتر» لأنّا نقول: إنّ ذلک محمول علي من
يدّعي المشاهده مع النيابه وإيصال الأخبار من جانبه عليه السلام إلي الشيعه
الأبرار علي نحو السفراء والنوّاب، وإلّا فقد استفاضت الأخبار وتظافرت الآثار عن
جمع کثير من الثقات الأبرار من المتقدّمين والمتأخّرين ممّن رأوه وشاهدوه في
الغيبه الکبري، وقد عقد لها المحدّثون في کتبهم أبواباً علي حده، وسيّما العلّامه
المجلسي رضي الله عنه في البحار، وصرّح بحمل هذا الخبر ونحوه علي ذلک، لئلّا ينافي
سائر الأخبار.
وقال السيّد الأمين في «أعيان الشيعه: 71/ 3»:
قد جاءت أحاديث دالّه علي عدم إمکان الرؤيه في
الغيبه الکبري، وحُکيت رؤيته عليه السلام عن کثيرين في الغيبه الکبري، ويمکن الجمع
بحمل نفي الرؤيه علي رؤيه من يدّعي المشاهده مع النيابه وإيصال الأخبار من جانبه
علي مثال السفراء، أو بغير ذلک.
و لآيه اللّه التبريزي نقلاً عن آيه اللّه الخوئي في
«صراط النجاه: 499/ 2» في جواب هذا السؤال
: ما تفسير هذا الحديث: «من ادّعي
الرؤيه فکذّبوه»، وهل يختلف تفسيره بالنسبه للغيبه الصغري والکبري، وهل صحيح أنّه
ينسب للإمام الحجّه عجّل اللّاه فرجه؟ قال: التکذيب راجع إلي من يدّعي النيابه عنه
عليه السلام نيابه خاصّه في الغيبه الکبري، ولا يکون راجعاً إلي من يدّعي الرؤيه
بدون دعوي، واللّاه العالم.
وقال آيه اللّه السيستاني في «الاستفتاءات: 392»
في الجواب عن السؤال المذکور: وردت
هذه الجمله في آخر توقيع للحجّه سلام اللّاه عليه إلي آخر نائب له عليّ بن محمّد
السمري، وقيل في توجيهها وجوه، منها: أنّه لا يراه أحد بعد ذلک مع معرفه شخصه
وإنّما يعرفه بعد قيامه، ومنها: أنّه لا يراه أحد علي وجه النيابه، ومنها:أنّه لا
يراه أحد بصوره مستمرّه، ومنها: أنّه و إن أمکن أن يراه بعض الخواصّ إلّاأنّه لا
ينبغي أن يُصدّق ولا ينبغي له أن يذکر.
آية الله العظمى الشيخ لطف الله الصافي:
أقول: ما نرى في هذه الحكايات
ابتذالا لرويته عليه السلام وهو عليه السلام يعرف من يليق برويته عليه السلام
لصلاحية في نفسه أو لحكمة ومناسبة تقتضي ذلك، وأولياؤه والخواص من شيعته مخفيون في
عباد الله تعالى يعرفهم الإمام عليه السلام. والحكايتان المذكورتان (حكاية الأسدي
وحكاية ابن أحمد بن خلف) حكايتان عن الغيبة القصرى المعروفة بالصغرى دون الغيبة
الطولى المعروفة بالكبرى، فذكر توقيعه إلى سفيره الأخير هنا خارج عن محل البحث،
مضافا إلى أنه لو استظهر من هذا التوقيع حرمان الناس كلهم عن التشرف بلقائه، ينافي
الحكايات المتواترة التي لاشك في صحتها سيما تشرف عدة من أكابر العلماء، وهذه
قرينة على أن المراد من كون من يدعى المشاهدة كذابا مفتريا، من يدعيها كما كان
متحققا للسفراء في عصر الغيبة الصغرى فيدعى بها النيابة والسفارة والوساطة بين
الناس وبين الامام عليه الصلاة والسلام والحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى ([1]).
محمد الري شهري:
استمرار النيابة العامة في الغيبة الصغرى لا ريب
أن نيابة الفقهاء العامة التي كان أئمة أهل البيت قد أرسوا دعائمها قبل عصر إمامة
الإمام المهدي (عليه السلام) لمصالح سياسية واجتماعية ظلت قائمة في أيام النواب
الأربعة. إذ أن الغاية من هذا النوع من النيابة هي الحاجات العلمية والسياسية
والاجتماعية لأتباع أهل البيت (عليهم السلام)، وتعذر تصالهم بأئمتهم. وكانت هذه
الغاية قائمة في فترة الغيبة الصغرى ونيابة النواب الأربعة ([2]).
أبو طالب التجليل التبريزي: أقول:
المراد من مشاهدته أن يراه أحد ويعرفه، لا مجرد رؤيته من دون أن يعرفه، كما يدل
عليه ما رواه النعماني في الغيبة بالسند عن الصادق عليه السلام في حديث قال: صاحب
هذا الامر يتردد بينهم، ويمشي في أسواقهم، ويطأ فرشهم، ولا يعرفونه حتى يأذن الله
له أن يعرفهم نفسه، كما أذن ليوسف حتى قال له إخوته: " (أئنك لأنت يوسف قال
أنا يوسف) ([3])
" ([4]). وما رواه في كمال الدين
عن ابن المتوكل، عن الحميري، عن محمد بن عثمان العمري، قال: سمعته يقول: والله إن
صاحب هذا الامر يحضر الموسم كل سنة فيرى الناس ويعرفهم، ويرونه ولا يعرفونه ([5]). وقال في ص 341: ويفسر
شيخهم النوري الطبرسي نص الكافي الذي يقول: لابد لصاحب هذا الامر من غيبة، ولابد
له في غيبته من عزلة، وما بثلاثين من وحشة، بأنه في كل عصر يوجد ثلاثون مؤمنا وليا
يتشرفون بلقائه.
أقول: ليس المراد من الغيبة هو
الحياة وحده طول السنين من دون خادم يخدمه ولا مصاحب يصاحبه، فلا بأس أن يكون له
ثلاثون وليا يخصونه بالمصاحبة، لا يعاشرون الناس ولا أحد يعرفهم ([6]).
السيد حسن ابطحي بعد أن ذكر الحديث
قال: والان .. دعونا نقرا -مع المُنْصِفين- هذا التوقيع. نلاحظ هذه العبارة في ضمن
سياقها:
الاَ فمن ادّعى المشاهدة ... اترى
فيها دلالة على غير ادّعاء النيابة الخاصة التي كانت للنوّاب الاربعة؟ اتنصرف هذه
العبارة لتشمل اللقاءات الغير المقصودة مِنْ قِبَل من يلتقي بالامام، او التي تحدث
إثْرَ التوسّل .. وهي ممّا حدث ويحدث كثيرا، من دون ان يشوبها اىٍّّ ادّعاء؟!
فلماذا إذَن نسمع بعضهم - وفيهم نفر من اهل العلم- يقولون:
إنه لا يمكن في زمان الغيبة الكبرى
رؤية امام الزمان ولا اللقاء به؟! يروي المرحوم الميرزا حسين النوري في كتابه
النجم الثاقب انّ العلاّمة الورع التقي المرحوم الملاّ زين العابدين
السَّلْماسىٍّّ -احد تلامذة المرحوم السيّد مهدي بحرالعلوم- قد قال:
كنت حاضرا في درس السيّد بحرالعلوم
عندما سأله سائل:
ايمكن لاحد ان يشاهد الامام صاحب
الزمان (عليه السّلام) في عصر الغيبة الكبرى؟ لم ينطق السيد بجواب له. ولكني لاحظت
-وكنت جالسا الى جواره- انّه قد اطرق براسه .. وقال بهمس:
ما عساني اقول في جوابه .. وقد ضمّني
(صلوات اللّه عليه) الى صدره؟! ([7])
وقال الشيخ علي الكوراني:
والظاهر أن المقصود بمن يدعي المشاهدة قبل هذين
الحدثين: من يدعي السفارة لصاحب الامر عليه السلام، وليس مجرد التشرف برؤيته أو
خدمته دون ادعاء النيابة، أو دون التحدث بذلك. فقد استفاضت الروايات برؤيته عليه
السلام من قبل العديدين من العلماء والأولياء الثقات الأصحاء. ولعل هذا سبب
التعبير بنفي المشاهدة لا الرؤية. ويدل التوقيع الشريف على أن الغيبة التامة
الكبرى تنتهي بخروج السفياني والصيحة
وفيما نقلنا من كلماتهم وغيرها مما
يطول بنقله الكتاب كفاية لرفع الاستبعاد وعدم حملهم الخبر على ظاهره، وصرفه إلى
أحد الوجوه التي ذكرناها([8]).
[1] / مجموعة الرسائل الشيخ لطف الله الصافي ج (2) ص
(212)
[2] / القيادة في الأسلام الري شهري ص (414)
[3] / سورة يوسف الآية (90).
[4] / الغيبة للنعماني ص (163).
[5] / كمال الدين ص( 440 ).
[6] / تنزيه الشيعة الأثني عشريه أبو طالب التجليل
التبريزي ص (181).
[7] / اللقاء بالإمام صاحب الزمان سيد حسن ابطحي ص
(8 - 10).
[8] / عصر الظهور الشيخ علي الكوراني ص (253)
تعليقات
إرسال تعليق