من كتاب رسائل امير المومنين عليه السلام
الى المنتظرين
الرسالة الرابعة
ان
هذا الدير بنى على طلب قالع هذه الصخرة
ان هذا الدير بنى على طلب قالع
هذه الصخرة
ما ورد عن النصراني الذي التقى
بالإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) وما قاله عن المهدي (عليه
السلام):ان أمير المؤمنين عليه السلام لما توجه إلى صفين لحق أصحابه عطش شديد،
ونفد ما كان عندهم من المآء، فأخذوا يمينا وشمالا يلتمسون المآء فلم يجدوا له
اثرا، فعدل بهم أمير المؤمنين عليه السلام عن الجادة وسار قليلا فلاح لهم دير في
وسط البرية، فسار بهم نحوه، حتى إذا صار في فنائه، أمر من نادى ساكنه بالاطلاع
اليهم، فنادوه فاطلع فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: هل قرب قائمك هذا من ماء
يتغوث به هولاء القوم؟ فقال: هيهات بيني وبين المآء أكثر من فرسخين، وما بالقرب
مني شئ من المآء، ولولا اننى اؤتي بماء يكفيني كل شهر على التقتير لتلفت عطشا،
فقال أمير المؤمنين عليه السلام: أسمعتم ما قال الراهب؟ قالوا: نعم أفتامرنا
بالمسير إلى حيث اومأ اليه لعلنا ندرك الماء وبنا قوة فقال أمير المؤمنين عليه
السلام: لاحاجة لكم إلى ذلك ولوى عنق بغلته نحو القبلة وأشار بهم إلى مكان يقرب من
الدير فقال لهم: اكشفوا الارض في هذا المكان، فعدل منهم جماعة إلى الموضع فكشفوه
بالمساحى، فظهرت لهم صخرة عظيمة تلمع، فقالوا: يا أمير المؤمنين هيهنا صخرة لاتعمل
فيها المساحي؟ فقال لهم: ان هذه الصخرة على الماء فان زالت] عن موضعها وجدتم المآء
فاجتهدوا في قلعها، فاجتمع القوم وراموا تحريكها فلم يجدوا إلى ذلك سبيلا،
واستصعبت عليهم، فلما رآهم عليه السلام قد اجتمعوا وبذلوا الجهد في قلع الصخرة
واستصعبت عليهم، لوي رجله عن سرجه حتى صار علي الارض، ثم حسرعن ذراعيه ووضع أصابعه
تحت جانب الصخرة فحركها ثم قلعها بيده ودحى بها أذرعا كثيرة، فلما زالت من مكانها
ظهر لهم بياض المآء، فبادروا اليه فشربوا منه فكان أعذب ماء شربوا منه في سفرهم
وأبرده وأصفاه، فقال لهم: تزودوا ارتووا ففعلوا ذلك، ثم جاء إلى الصخرة فتناولها
بيده ووضعها حيث كانت، فأمر أن يعفى أثرها بالتراب والراهب ينظر من فوق ديره، فلما
استو في علم ماجرى نادى: ايها الناس انزلونى انزلونى، فاحتالوا في انزاله فوقف بين
يدى أمير المؤمنين فقال له: يا هذا أنت نبي مرسل؟ قال: لا، قال: فملك مقرب؟ قال:
لا قال: فمن أنت؟ قال: أنا وصي رسول الله محمد بن عبدالله خاتم النبيين صلى الله
عليه وآله قال: ابسط يدك أسلم لله تبارك وتعالى على يديك، فبسط أمير المؤمنين عليه
السلام يده وقال له: أشهد الشهادتين فقال: " أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا
شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وأشهد] [انك وصي رسول الله واحق الناس بالامر
من بعده، فأخذ أميرالمؤمنين عليه السلام عليه شرايط الاسلام، ثم قال له: ما الذي
دعاك الآن إلى الاسلام بعد طول مقامك في هذا الدير على الخلاف؟ قال: أخبرك يا أمير
المؤمنين ان هذا الدير بنى على طلب قالع هذه الصخرة، ومخرج الماء من تحتها، وقد
مضى عالم قبلى فلم يدركوا ذلك، وقد رزقنيه الله عزوجل، انا نجد في كتاب من كتبنا
ونأثر عن علمائنا ان في هذا الصقع عينا عليها صخرة لا يعرف مكانها إلا نبي أو وصي
نبي وانه لابد من ولي لله يدعو إلى الحق، آيته معرفة مكان هذه الصخرة وقدرته على
قلعها، وانى لما رأيتك قد فعلت ذلك تحققت ماكنا ننتظره، وبلغت الامنية منه، فأنا
اليوم مسلم على يديك ومؤمن بحقك ومولاك، فلما سمع ذلك أمير المؤمنين عليه السلام
بكى حتى إخضلت لحيته من الدموع، وقال: الحمد لله الذى لم أكن عنده منسيا، الحمدلله
الذي كنت في كتبه مذكورا ثم دعى الناس فقال لهم: اسمعوا ما يقول أخوكم المسلم، فسمعوا
مقاله وكثر حمدهم لله وشكرهم على النعمة التي أنعم بها عليهم في معرفتهم بحق أمير
المؤمنين عليه السلام، ثم ساروا والراهب بين يديه في جملة أصحابه حتى لقى أهل
الشام وكان][الراهب في جملة من استشهد معه، فتولى عليه السلام الصلوة عليه ودفنه
وأكثر من الاستغفار له وكان إذا كره يقول: ذاك مولاى([1]).
وفي رواية (وقال : هذا منا أهل البيت
، واستغفر له مرارا ([2]) .
الانتظار عبادة
إنَّ الانتظار يُمثِّل عملاً عبادياً
مهمَّاً، فإذا اقترن بالنيَّة الخالصة ترتَّب عليه الثواب العظيم، وما يستتبعه من
لطف إلهي خفي وظاهر، ومن توفيق للعمل وفق فطرة الدين.
والانتظار -حاله في ذلك حال بقيَّة
العبادات- يصبُّ في عملية بناء الفرد بناءً متكاملاً، وليس الفرد فقط بل والمجتمع،
فإنَّ الدين عموماً جاء من أجل هذه الغاية، خصوصاً عندما يُتعرَّف على المعنى
الصحيح للانتظار.
وهذا ما نجده واضحاً جليّاً في دعاء
العهد الذي يستحب قراءته في كلِّ يوم: (اللّهم إن حال بيني وبينه الموتُ الذي
جعلته على عبادك حتماً مقضيّاً فأخرجني من قبري مؤتزراً كفني شاهراً سيفي مجرّداً
قناتي مُلبيّاً دعوة الداعي في الحاضر والبادي ... ) .
ان الانتظار من افضل واحب العبادات
عند الله تعالى، قال الامام علي × افضل عباده المومن انتظار فرج الله، وان من اهم
شروط العباده وصحتها هو الاخلاص في النيه.
فان الموالي بعد ان حقق في نفسه شروط
وعوامل الانتظار الحقيقي فليسعي لكسب الاخلاص في هذا العمل، ان يكون هدفه الاصلي
من الانتظار للامام ودولته العالميه ظهور الحق وحاكميه الاسلام في العالم.
انتظروا من قبل
مهزم الأسدي
وروي النعماني في الغيبه بسنده عن
عبد الرحمن بن کثير، قال: «کنت عند أبي عبد الله عليه السلام يوماً وعنده مهزم
الأسدي، فقال: جعلني الله فداک، متي هذا الأمر الذي تنتظرونه، فقد طال علينا؟
فقال: يا مهزم، کذب المتمنّون، وهلک المستعجلون، ونجا المسلمون، وإلينا يصيرون» ([3]).
عبد الحميد الواسطيّ
عن عمر بن أبان، عن عبد الحميد
الواسطيّ، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر عليهماالسلام قال: قلت له: أصلحک
اللّه، لقد ترکنا أسواقنا إنتظارا لهذا الأمر فقال عليه السلام: يا عبدالحميد،
أَتري مَن حبس نفسه علي اللّه عزّوجلّ لا يجعل اللّه له مخرجاً، بلي واللّه ليجعلنّ
اللّه له مخرجا، رحم اللّه عبدا حبس نفسه علينا، رحم اللّه عبدا أحيا أمرنا، قال:
قلت: فإن متّ قبل أن أدرک القائم؟ قال: القائل منکم أن لو أدرکت قائم آل محمّد
عليهم السلام نصرته، کان کالمقارع بين يديه بسيفه، لا بل کالشهيد معه ([4]).
شيخ يتوکّأ علي عنزة له
عن الحکم بن عتيبة، قال: بينا أنا مع
أبي جعفر (عليه السلام) والبيت غاصّ بأهله، إذ أقبل شيخ يتوکّأ علي عنزة له، حتّي
وقف علي باب البيت فقال: السلام عليک يا بن رسول الله ورحمة الله وبرکاته، ثمّ
سکت. فقال أبو جعفر (عليه السلام): وعليک السلام ورحمة الله وبرکاته، ثمّ أقبل
الشيخ بوجهه علي أهل البيت وقال: السلام عليکم، ثمّ سکت، حتّي أجابه القوم جميعاً،
وردّوا عليه السلام، ثمّ أقبل بوجهه علي أبي جعفر (عليه السلام) ثمّ قال: يا بن
رسول الله، ادنني منک جعلني الله فداک، فوالله إنّي لاُحبّکم، واُحبّ من يحبّکم،
ووالله ما اُحبّکم واُحّب من يحبّکم لطمع في دنيا، وإنّي لاُبغض عدوّکم وأبرأ منه،
ووالله ما اُبغضه وأبرأ منه لوتر کان بيني وبينه، والله إنّي لاُحلّ حلالکم
واُحرّم حرامکم وأنتظر أمرکم، فهل ترجو لي جعلني الله فداک؟ فقال أبو جعفر (عليه
السلام): إليَّ إليَّ، حتّي أقعده إلي جنبه، ثمّ قال: أ يّها الشيخ، إنّ أبي عليّ
بن الحسين (عليه السلام) أتاه رجلٌ فسأله عن مثل الذي سألتني عنه، فقال له أبي: إن
تمت ترد علي رسول الله (صلي الله عليه وآله) وعلي عليّ والحسن والحسين (عليهم
السلام) وعلي عليّ بن الحسين (عليهما السلام) ويثلج قلبک، ويبرد فؤادک وتقرّ عينک،
وتستقبل الروح والريحان مع الکرام الکاتبين، لو قد بلغت نفسک ها هنا، وأشار بيده
إلي حلقه، وإن تعش، تري ما يقرّ الله به عينک، وتکون معنا في السنام الأعلي قال
الشيخ: كيف قلت يا أبا جعفر؟ فأعاد عليه الكلام فقال الشيخ الله أكبر يا با جعفر،
إن أنا مت أرد على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلى علي والحسن والحسين وعلي
بن الحسين، وتقر عيني، ويثلج قلبي، ويبرد فؤادي وأستقبل بالروح والريحان مع الكرام
الكاتبين لو قد بلغت نفسي إلى ههنا، وإن أعش أر ما يقر الله به عيني فأكون معكم في
السنام الأعلى.
ثم أقبل الشيخ ينتحب ينشج ها ها ها
حتى لصق بالأرض وأقبل أهل البيت ينتحبون وينشجون لما يرون من حال الشيخ وأقبل أبو
جعفر (عليه السلام) يمسح بإصبعه الدموع من حماليق عينيه وينفضها.
ثم رفع الشيخ رأسه فقال لأبي جعفر
(عليه السلام) يا بن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ناولني يدك جعلني الله فداك
فناوله يده فقبلها ووضعها على عينيه، وخده، ثم حسر عن بطنه وصدره. ثم قام فقال
السلام عليكم وأقبل أبو جعفر (عليه السلام) ينظر في قفاه وهو مدبر، ثم أقبل بوجهه
على القوم فقال: من أحب أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا فقال الحكم
بن عيينة لم أر مأتما قط يشبه ذلك المجلس([5]).
شمعون وصي عيسى ×
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: خرج أمير
المؤمنين بالناس يريد صفين حتى عبر الفرات، فكان قريبا من الجبل بصفين إذ حضرت
صلاة المغرب فأمعن بعيدا ثم توضأ. وأذن فلما فرغ من الأذان، انفلق الجبل عن هامة
بيضاء ووجه أبيض فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته مرحبا
بوصي النبيين، وقائد الغر المحجلين، والأعز المأثور، والفاضل والفائق بثواب
الصديقين، وسيد الوصيين قال له: وعليك السلام يا أخي شمعون وصي عيسى ابن مريم روح
القدس: كيف حالك؟ قال: بخير، يرحمك الله، أنا منتظر روح الله ينزل فلا أعلم أحدا
أعظم في الله بلاء ولا أحسن غدا ثوابا ولا أرفع مكانا منك، اصبر يا أخي على ما أنت
عليه حتى تلقى الحبيب غدا ([6]).
وقفتان و رسالة
نجد في رواية الرسالة مطالب عظيمة
ومواعظ بليغة ودروس للمنتظرين ونحن نحاول ان نقف على اشارتين وناخذ الرسالة منها .
الوقفة الأولى: الكتب السابقة ذكرت الانتظار والمنتظر
(ما الذي دعاك الآن إلى الاسلام بعد
طول مقامك في هذا الدير على الخلاف؟ قال: أخبرك يا أمير المؤمنين ان هذا الدير بنى
على طلب قالع هذه الصخرة، ومخرج الماء من تحتها، وقد مضى عالم قبلى فلم يدركوا
ذلك، وقد رزقنيه الله عزوجل، انا نجد في كتاب من كتبنا ونأثر عن علمائنا)
أقول نعم لقد ذكر الامام المنتظر ومعالم دولته وهذا
مابينته الايات والرويات ومنها هذه الرواية ولقد ذكرها القران صراحة (ولقد كتبنا
في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون)
وكما
جاء في أكثر من موضع من المزمور (377 ) من زبور النبي داود البشارة بوراثة
الصالحين من عباد الله للأرض . ففي الفقرة التاسعة منه جاء: ((الأشرار ينقطعون
أمّا المتوكّلون على الله فإنّهم سيرثون الأرض)) .
وفي
الفقرة الثامنة عشر جاء : ((إنّ الله يعلم أيّام الصالحين وسيكون ميراثهم
أبديّاً))
وفي
الفقرة الثانية والعشرين ورد : ((الذين باركهم الله سيرثون الأرض، أمّا الذين
لعنهم الله فسينقطعون))وغيرها في الزبور والكتب المنزلة .
والتتبع
يجد الكثير وهذا ان دل دل على أهمية هذه العبادة وقيمتها عند الله عزوجل .
الوقفة الثانية: النتائج المرجوة
(ثم ساروا والراهب بين يديه في جملة أصحابه حتى
لقى أهل الشام وكان][الراهب في جملة من استشهد معه، فتولى عليه السلام الصلوة عليه
ودفنه وأكثر من الاستغفار له وكان إذا كره يقول: ذاك مولاى([7]).
وانت ترى في اخر الرواية كيف نال
معية الامام × والجهاد بين يديه ومن ثم الصلاة عليه ودفنه واكثار الاستغفار له
وكان يذكره ويقول انه مولاي .
عجيب من اوسمة ومقامات ودرجات نالها هذا الراهب التي
تعتبر كل واحدة منها امنية الاولياء الكمل وكلها نالها ببركة الانتظار والإخلاص في
انتظاره.
وتجد بعض رويات فيها (وقال : هذا منا
أهل البيت ، واستغفر له مرارا ([8]) .
اذن ما اعظم هذه العبادة ونتائجها.
الرسالة
أقول اما من حيث الروايات فاستمع
لبعض الاحصائيات فيقول الشيخ فاضل الصفار دامت بركاته(وقد تواترت الأخبار الواردة
بطرق الفريقين في شأنه، وهي في أصلها من الحقائق التي يتفق عليها جميع أهل المذاهب
والأديان وإن اختلفوا في صفات الإمام وخصوصياته، وقد أكد النبي d هذه الحقيقة منذ بدأ الإسلام إلى جميع الأمة، ونقلها الصحابة، وقد أحصي
أربعمائة حديث عنه d واردة بطرق الجمهور عن هذه
الحقيقة، وهي إذا عودلت بما ورد في الصلاة والصيام ونحوها من أركان الإسلام
لفاقتها عددا، ومجموع ما ورد بطرق الفريقين عن هذه الحقيقة الإهية يفوق أكثر من
ستة آلاف رواية، ولعل المتتبع في اهم قضايا الإسلام في اصوله وفروعه قد لايجد هذا
الكم الهائل من الرويات ([9]).
واما من حيث وجوب هذه العبادة فاسمع
لما ذكره المرجع الشيخ بشير النجفي K :عن الإمام الصادق × أنه قال: (من مات على هذا الأمر منتظراً له
هو بمنزلة من كان مع الإمام القائم في فسطاطه ثم سكت هنيئة ثم قال: هو كمن كان مع
رسول الله d وعن الإمام موسى الكاظم سلام الله عليه عن آبائه عن رسول الله d (أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج
من الله عز وجل)، وعن الإمام الرضا سلام الله عليه وقد سئل عن شيء من الفرج فقال:
(أليس انتظار الفرج من الفرْج) فقد روي أكثر من سبعين رواية تدل على وجوب
الانتظار.} ([10])
وعلى هذا فما بقي علينا الا التوجه
الى هذه العبادة العظيمة وان تلبس بها ونعيشها قلبا وقالبا لنحصل على الاوسمة
والدرجات والمراتب العالية.
[1] /الارشاد
ص [338].
[2] /
كتاب صفين لنصر 164 ، 165 .
[3] /
كتاب الغيبة - محمد بن إبراهيم النعماني - ج ١ - الصفحة ٢٠٢.
[4] /
کمال الدين: 644 ح 2.
[5] /
الكافي - الشيخ الكليني - ج ٨ - الصفحة ٧٦.
[6] /
بحار الانوار / جزء 39 / صفحة [135].
[7] /الارشاد
ص [338].
[8] /
كتاب صفين لنصر 164 ، 165 .
[9][9] /الحقائق والدقائق ج 6ص394.
[10] /
ولادة الإمام المهدي عليه السلام الشيخ بشير النجفي.
تعليقات
إرسال تعليق