يَا
حَبِيبِي
اجْعَل
اسْمُهَا زَيْنَب
عَن
محمّد بْنُ سِنَانٍ، قَال: سَأَلْت الرّضا × عَنْ الِاسْمِ ما هو؟ قَال: صِفَةٌ لِمَوْصُوفٍ.
يَقُول المجلسي رَحِمَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ: أَي سِمَة وعَلَامَةَ تَدُلُّ عَلَى
ذَاتِ فَهُوَ غَيْرُ الذَّاتِ.. ([1]).
عنْ
أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ × عَنْ حَدِيثِ
أَبِي الْأَسْوَدِ : « الِاسْم مَا أَنْبَأَ عَنْ المسمّى . »([2]).
يَقُول
مِيرْزا مُحَمَّد التَّقِيّ الشَّرِيف رَحِمَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ
مِنْ
الْبَيْنِ أَنَّ الْإِنْبَاءَ عَنْ الْمُسَمَّى لَيْس بمقصور فِي الْأَلْفَاظِ ،
وَالْإِعْرَاض هِيَ الْمَعَانِي وَالْجَوَاهِر آكَدُ فِي ذَلِكَ وَأَبْيَنُ فِي
الدَّلَالَةِ ، فَهِيَ أَوْلَى بِحَقِيقَة الِاسْمِيَّة مِنْ الْأَلْفَاظِ ،
فالاسمية لَهَا أَوَّلًا ، وَبِالذَّات وللألفاظ ثَانِيًا ، وبالتبع لِكَوْنِهَا
قَوَالِب لِتِلْكَ الْمَعَانِي وَمَرَايَا لَهَا ؛ إذَا عَرَفْت ذَلِكَ فَاعْلَمْ
أَنَّ اسْمَ كُلِّ شَيْءٍ عِبَارَةٌ عَنْ ظهوراته الْفِعْلِيَّة الإشراقية
الصَّادِرَة عَنْه ، فَإِنَّهَا هِيَ الْأَسْمَاء وَالْعَلَامَات الدَّالَّةِ
عَلَيْهِ المنبأة عَنْهُ نَظِيرُ الصُّورَةِ الظَّاهِرَةِ فِي الْمَرْأَةِ مِنْ
الشَّاخِص الْمُقَابِل ، فَإِنَّهَا أَثَر إِشْراقِي مِثالِيٌّ فَعَلَيّ مِن
الشَّاخِص دَالٌّ عَلَيْهِ ومنبأ عَنْه ، وَنَظِير الْقَائِمِ وَالْقَاعِدِ وَالْكَاتِب
، وَمَا يُرَادِفُهَا مِنْ الْأَسْمَاءِ الْمُشْتَقَّةُ مِنْ الْأَفْعَالِ
الصَّادِرَةِ عَنْ زَيْدِ ، فَإِنَّهَا آثَارٌ فَعَلَيْه إشراقية مِثَالِيَّة
دَالَّةٌ عَلَى زَيْدٍ ومنبأة عَنْه ، وَلَيْسَتْ هِيَ عَيْنُ ذَات زَيْد وَإِلَّا
لَكَانَ زَيْد دَائِمًا قَائِمًا أَوْ قَاعِدًا أَوْ كَاتِبًا ، وَهَكَذَا لِأَنَّ
ذَاتَ الشَّيْءِ وَذَاتِيَّتَه لَا يتخلفان عَنْهُ وَهُوَ خِلَافُ الْبَدِيهَةِ ،
فَكُلّ مُسَمَّى لَهُ مِنْ حَيْثُ هُوَ مُسَمَّى أَسْمَاء بِعَدَد ظهوراته
الإشراقية تَنَبَّأ عَنْه ، وَيُدْعَى بِهَا عِنْدَ التَّوَجُّهِ إلَيْهِ ،
وَكُلُّ اسْمٍ مِنْهَا مَبْدَأ لِأَثَر خَاصٌّ مِنْهُ كَالْقَائِم فَإِنَّه
مَبْدَأ أَثَر الْقِيَام ، وَالضَّارِب مَبْدَأ أَثَرُ الضَّرْبِ ، وَالْكَاتِب
مَبْدَأ أَثَر الْكِتَابَة وَهَكَذَا ([3]).
أقول ومن هنا يعرف ان الاسم له بحث في المعارف الإلهية ليس مجرد عنوانا لمعنون وانما
هو دور وجودي ومسؤولية وبيان لحقائق عالية.
ذَكَر
السَّيِّد الْقَزْوِينِيّ&وَلَمَّا وَلَدَت السَّيِّدَة زَيْنَب ÷أَخْبَرَ
النَّبِيُّ الْكَرِيمُ بِذَلِك ، فَأَتَى مَنْزِلَ ابْنَتَهُ فَاطِمَةَ ، وَقَال :
يَا بُنَيَّةُ ائْتِينِي ببنتك الْمَوْلُودَة .
فَلَمَّا
أحضرتها أَخَذَهَا النَّبِيُّ وَضَمَّهَا إلَى صَدْرِهِ الشَّرِيف ، وَوَضَع
خَدِّه عَلَى خَدِّهَا فَبَكَى بكاءً شديداً عالياً ، وَسَأَلْت دُمُوعُهُ عَلَى
خَدَّيْهِ .
فَقَالَتْ
فَاطِمَةُ : مِمَّ بُكَاؤُك ، لَا أَبْكَى اللّهُ عَيْنَك يَا أَبَتَاهُ ؟
فَقَال
: يَا بنتاه يَا فَاطِمَةُ ، أَنَّ هَذِهِ الْبِنْت سَتُبْلَى بِبَلايَا وَتُرَدّ
عَلَيْهَا مَصَائِب شَتَّى ، ورزايا أَدْهَى .
يَا
بِضْعَتَي وَقُرَّةَ عَيْنِي ، أَنَّ مَنْ بَكَى عَلَيْهَا ، وَعَلَى مصائبها
يَكُونُ ثَوَابُهُ كثواب مَنْ بَكَى عَلَى أخويها ثُمّ سَمَّاهَا زَيْنَب .
نَاسِخٌ التَّوَارِيخ ، الْمُجَلَّد الْخَاصّ بِحَيَاة السَّيِّدَة زَيْنَب ،
الْمُسَمَّى بـ (الطراز الْمَذْهَبِ فِي أَحْوَالِ سَيِّدَتِنَا زينب) .
وَجَاءَ
فِي هَذَا الْمَصْدَرِ ـ أيضاً ـ :
وَجَاءَ
فِي هَذَا الْمَصْدَرِ أيضاً لَمَّا وَلَدَتْ السَّيِّدَة زَيْنَب ، مَضَى
عَلَيْهَا عِدَّةٌ أَيَّامٍ وَلَمْ يُعَيِّنْ لَهَا اسْم .
فَسَأَلْت
السَّيِّدَةِ فَاطِمَةَ مِنْ الْإِمَامِ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ × عَنْ سَبَبِ
التَّأْخِيرُ فِي التَّسْمِيَةِ ؟
فَأَجَاب
الْإِمَام : أَنَّهُ يَنْتَظِرُ أَنْ يَخْتَارَ النَّبِيُّ الْكَرِيمُ لَهَا إسماً
.
فَأَقْبَلَت
السَّيِّدَةِ فَاطِمَةَ بِبِنْتِهَا إلَى النَّبِيِّ | وَأَخْبَرْتُه بِذَلِك .
فَهَبَط
الْأَمِين جَبْرَئِيل وَقَال : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْ رَبَّك يُقْرِئُك
السَّلَامَ وَيَقُولُ : يَا حَبِيبِي اجْعَل اسْمُهَا زَيْنَب . ([4]).
اولا: الشجرة ذات الرائحة
الطيبة والمنظر الحسن
زَيْنَبَ
فِي اللُّغَةِ: اسْم شَجَرَة حَسَنٌ الْمَنْظَر طَيِّبُ الرَّائِحَةِ وَبِهِ
سُمّيَتْ الْمَرْأَةُ. ([5]).
فَهُو
يُنَاسِبُهَا ÷لِأَنَّ فِي الْكِنَايَاتِ اللُّغَوِيَّة والاستعارات الأدَبِيَّة
قَدْ تَعَارَفَ إطْلَاقِ اسْمِ الشَّجَرَةِ عَلَى ذَوِي الشَّخْصِيَّات
الْكَبِيرَة والنفسيات الْعَظِيمَة بَل إطْلَاقُهَا عَلَى كُلِّ شَيْءٍ نَفِيسٌ
وَذُو خَيْرٌ كَثِيرٌ وَمِنْهُ قَوْله | (انا وَعَلِيٌّ مِنْ شَجَرَةٍ وَاحِدَةً )وفي
الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ ((ومثل كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ ))وحيث
أَنَّهَا عَلَيْهَا السَّلَامُ مِنْ ذَوِي الشَّخْصِيَّات والبيوتات وَأُولِي
الْأَيْدِي وَالْخَيْر الْكَثِير سُمِّيَتْ بِاسْمِ زَيْنَب فَهِيَ إذَنْ اسْمٌ
عَلَى مُسَمًّى . .
ثانيا: السمو والرفعة
زَيْنَب
: مَأْخُوذٌ مِنْ زنب بِمَعْنَى سِمَنٌ وَهُوَ يَدُلُّ عَلَى سَمَّوْهَا
وَرِفْعَتِهَا لِأَنَّ السَّمْنَ مِنْ الْأُمُورِ الْإِضَافِيَّةِ الَّتِي تُعْطِي
ظلالا خَاصًّا ومتفاوتا كُلَّمَا تَبَدَّلَت إضَافَتُهَا قِلْو أُضِيفَتْ إلَى
الْجَمَادِ كَان مَعْنَاهَا غَيْر المعن الَّذِي يَنْعَكِس إذَا أُضِيفَتْ إلَى
النَّبَاتِ وَإِذَا أُضِيفَتْ إلَى الْحَيَوَانِ كَانَ مَعْنَاهَا غَيَّرَ
الْمَعْنَى الَّذِي يَظْهَرُ مِنْهَا حِينَ تُضَافُ إلَى الْإِنْسَانِ فَسَمِن
الْجَمَاد صَلَابَتِه ومقاومته وَسَمْن النَّبَات كَثْرَة أَغْصَانُه وَثَمَرَة
وَسَمْن الْحَيَوَان وَفَّرَه لَحْمُهُ وَشَحْمُهُ وَسَمْن الْإِنْسَانِ قُوَّةٌ
عَقْلِهِ وَكَثْرَة جَمَالِه وَوَفْرَة أَخْلَاقِه وَحُسْن سِيرَتِه وَحَيْثُ
كَانَتْ العقيلة بَيْت الرِّسَالَة وَالْإِمَامَة جَامِعَةٌ لِقُوَّة الْعَقْل وَكَثْرَة
الْكَمَال وَوَفْرَة الْأَخْلَاق وحست السِّيرَة اخْتَصَّت بِهَذَا الِاسْمِ
الشَّرِيفِ يَعْنِي زَيْنَب .
ثَالِثًا: زِينَة أَبِيهَا
كَلِمَة
" زَيْنَب " مُكَوَّنَة مِنْ كَلِمَتَيْنِ " زَيْن " و "
أَب " أَيْ زِينَةُ أَبِيهَا ، وَهَذِهِ التَّسْمِيَةُ لِزَيْنَب ÷ إنْ دَلَّتْ عَلَى شَيْءٍ فَإِنَّمَا تَدُلُّ
عَلَى أَنَّ سِيرَتِهَا سَوْف تَكُون فَخْرًا لِوَالِدِهَا الْإِمَامِ عَلِيٍّ × وَأَهْلَ بَيْتِهِ ، بِعِبَارَةٍ أُخْرَى
حِينَمَا لَقَبٌ رَسُولُ اللَّهِ | ابْنَتَه الزَّهْرَاء ÷بـ " أُمِّ أَبِيهَا
" فَذَلِك لِأَنَّهَا كَانَتْ أُمُّ الْإِسْلَام ، وبجهادها وتضحياتها
المريرة مَعَ صِغَرِ سِنِّهَا كَانَتْ سَبَبًا فِي عُلُوِّ شَأْن الْإِسْلَام وَقُوَّتِه
وَاسْتِمْرَارِه ، وَهَكَذَا ابْنَتِهَا زَيْنَب ÷الَّتِى مَحَت وَأَزَالَتْ كُلَّ
شَائِبَة وَغُبَار صَنْعَتِه أَيْدِي أَعْدَاءُ اللَّهِ وَأَعْدَاء رَسُولِه
وَوَلِيُّه فَكَانَت بِعِلْمِهَا وَعَمَلُهَا وسيرتها زِينَة وَفَخْرًا لِأَبِيهَا
.
و
بِعِبَارَةٍ أُخْرَى : زَيْن أَب ، بَعْدَ سُقُوطِ الْأَلْف مِنْهَا للتّخفيف ،
أَوْ لِكَثْرَةِ الِاسْتِعْمَالِ ، فَهُو ممّا يُنَاسِبُهَا عَلَيْهَا السّلام ،
لأنّها كَانَت بِإِيمَانِهَا و تَقْوَاهَا ، و عَلِمَهَا و فَضْلِهَا زِينَة و
فَخْرًا فِي التّاريخ لِأَبِيهَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْه السّلام ، بَل
لِأَهْلِ الْبَيْتِ عَلَيْهِمْ السّلام أَجْمَعِين ، حَيْث دافعت و حَمَت
حَرِيمَهُم ، و ضحّت و فَدَت بِنَفْسِهَا عَنْهُم ، حتّى اِسْتَطَاعَتْ أنْ
تُبْقِي ذَكَر أَخِيهَا الْإِمَام الْحُسَيْنُ عَلَيْهِ السّلام و تُحْيِي
نَهْضَتِه الإصلاحيّة رَغِم تَبَاعَد الدّهور ، و تُبْقِي بِذَلِكَ ذِكْرَ جدّها
رَسُول اللّه | و تُحْيِي بِهِ
الْإِسْلَامَ وَ تعاليمه الانسانيّة الْعَادِلَة ، و لِذَلِكَ عَلَى أَثَرِ
تضحيتها عَلَيْهَا السّلام و تفديتها بِنَفْسِهَا لَم تعمّر طَوِيلًا ، و إنّما
ودّعت الْحَيَاةِ بَعْدَ أَنْ أَكْمَلَتْ مهمّتها و رَجَعَت بِالْأَسْرَى إلَى
مَدِينَةٍ جدّهم رَسُول اللّه | ، حَيْثُ لَمْ يَدُمْ بَقَاؤُهَا ÷بَعْدُ
شَهَادَةٌ أَخِيهَا الْإِمَام الْحُسَيْنُ × السّنة الْوَاحِدَة .
رابعا: ترمز لاصحاب الكساء
وَقِيل
[من أَسْرَار اسْم زَيْنَب ÷: يُقَال: إنّ كلّ حَرْفٍ مِنْ حُرُوفِ الهِجَاءِ
الْأَرْبَعَة لِاسْم:
زَيْنَب،
يَرْمِزُ إلَى عَظِيمِ مِنْ العُظَماءِ، و يُشِيرُ إلَيْهِ، و ينبّئ عَن أنّها ÷قَد
وَرِثَت الْعَظَمَة مِنْهُم، فَكَانَت خَيْرٌ وَارِثٌ لمحاسنهم، و الْخَلَف
الصّالح لَهُم، و الدّليل الصّادق عَلَى مَآثِرُهُم. فالزّاء : يَرْمِزُ إلَى
أمّها الزّهراء ÷، لِمَا وَرَثَتُهَا مِن أمّها ÷مِن الصّبر و الصّمود و التّضحية
و الْفِدَاء .
و
الْيَاء : يَرْمِزُ إلَى أَبِيهَا عليّ × لِمَا وَرَثَتُهَا مِنْهُ عَلَيْهِ السّلام مِن
الشّجاعة و الشّهامة ، و الْعِلْمَ وَ الْحِلْم .
و
النّون ، يَرْمِزُ إلَى أخويها الْهُمَامَيْن : الْإِمَامِ الْحَسَنِ و الْإِمَام
الْحُسَيْنِ ^ لِمَا وَرَثَتُهَا
مِنْهُمَا ^ مِنْ فَضَائِلِ و مَكَارِم ،
و أَخْلَاق و آدَاب .
و
الْبَاء : يَرْمِزُ إلَى النّبيّ جدّها الْمُخْتَار الرّسول الْأَعْظَم | لِمَا وَرَثَتُهَا مِنْه | وَ سَلَّمَ مِنْ عزّ و شَرَف ، و سُؤْدُد و
سِيَادَة .
خامسا : ام المصائب
و قَالَ
بَعْضُ : إنّ اسْم زَيْنَب يَعْنِي : أمّ الْمَصَائِب ، عَلِمَا بِمَا ستتحمّله ÷مِنْ
بَلَايَا و رزايا ، و مِنْ سَبْيِ و أَسَرّ ، و لِذَلِك سمّيت بِاسْم زَيْنَب .
سَادِسًا : اسْمُهَا وحياني
أَقُولُ
إنْ الروايات ذَكَرْت أَنَّ اسْمَهَا جَاءَ عَنْ طَرِيقِ الْوَحْيِ وَعَلَى هَذَا
يَحْتَاجُ إلَى مُتَرْجَم يترجم ذَلِك
الْوَحْي حَيْث نَقْرَأ فِي الاحاديث والزيارات أَنَّ هُنَاكَ (تراجم لِوَحْيِ
اللَّهِ )
أَمَّا الروايات
فَمِنْهَا :
وَلَدَتْ
فِي حَيَاةِ جَدِّهَا رَسُولُ اللَّهِ ( | ) وَكَانَت لَبِيبَة جَزْلَة عَاقِلَة لَهَا
قُوَّةُ جِنَانٌ ، فَإِنَّ الْحَسَنَ ( × ) وُلِدَ قَبْلَ وَفَاةِ جَدِّه بِثَمَان سِنِين
، وَالْحُسَيْن ( × ) بِسَبْعِ سِنِينَ
وَزَيْنَب الْكُبْرَى بِخَمْسِ سِنِينَ انْتَهَى كَلَامُهُ .
وَلَمَّا
وَلَدَت ( × ) : جَاءَتْ بِهَا أُمِّهَا
الزَّهْرَاء إلَى أَبِيهَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ( × ) وَقَالَتْ لَهُ : سَمّ هَذِهِ الْمَوْلُودَةُ
؟ فَقَال ( × ) مَا كُنْت لاسبق رَسُولُ
اللَّهِ ( | ) وَكَانَ فِي سَفَرٍ لَهُ ،
وَلِمَا جَاءَ النَّبِيُّ ( | )
وَسَأَلَهُ عَنْ اسْمِهَا فَقَال : مَا كُنْت لاسبق رَبِّي تَعَالَى ،
فَهَبَط
جَبْرَائِيل يَقْرَأُ عَلَى النَّبِيِّ ( | ) السَّلَامُ مِنْ اللَّهِ الْجَلِيلُ وَقَالَ
لَهُ : سَمّ هَذِهِ الْمَوْلُودَةُ ( زَيْنَب ) فَقَدْ اخْتَارَ اللّهَ لَهَا
هَذَا الِاسْمِ ، ثُمَّ أَخْبَرَهُ بِمَا يَجْرِي عَلَيْهَا مِنْ الْمَصَائِبِ ،
فَبَكَى النَّبِيّ ( | ) وَقَال : مَنْ
بَكَى عَلَى مُصَابِ هَذِه الْبِنْت كَانَ كَمَنْ بَكَى عَلَى أخويها الْحَسَنُ
وَالْحُسَيْنُ × ([6]).
(السَّلَامُ
عَلَيْكُمْ يَا تَرَاجِمَةَ وَحْيِ اللَّهِ )([7]).
وَعَنْ
الْإِمَامِ الْبَاقِر × قَالَ : "نحن
خزّان عِلْمِ اللَّهِ ، ونحنُ تراجمَةُ وَحْيٌ اللَّه . "([8]).
وَعَلَى
هَذَا لاَبُدَّ مِنْ الرُّجُوعِ إلَى تَرَاجِمِه وَحْيٌ اللَّه
فَعَن
سدير قَال : قُلْت : جُعِلْت فِدَاك مَا أَنْتُمْ ؟ قَال : نَحْن خزّان اللَّه
عَلَى عِلْمٍ اللَّه ، نَحْن تَرَاجِمِه وَحْيٌ اللَّه ، نَحْن الْحُجَّةُ
الْبَالِغَةُ عَلَى مَنْ دُونِ السَّمَاءِ وَ فَوْقَ الْأَرْضِ .
مَا مَعْنَى تَرَاجِمِه
وَحْيٌ اللَّه
تَرَاجِمِه
بِكَسْرِ الْجِيمِ : جَمْع تَرجُمان ، بِفَتْحِ التَّاءِ وضمّ الْجِيم عَلَى
الْأَجْوَد . وَهُوَ الَّذِي يبيّن الْكَلَام ويوضّحه ، وَاَلَّذِي يُتَرْجِم
الْكَلَام ويعبّر عَنْهُ بِلُغَةٍ اُخرى غَيْرِ لُغَةِ المتكلّم
وبتعبير
آخَر الْمُتَرْجِم المفسّر للّسان يُقَال : تَرْجَم فُلَان كَلَامًا بيّنه و
أَوْضَحَه ، و تَرْجَم كَلَامِ غَيْرِهِ عبّر عَنْهُ بِلُغَةٍ غَيْرِ لُغَةِ
المتكلّم ، و اسْمِ الْفَاعِلِ تُرْجُمَان ،
و فِي
الْحَدِيثِ : الْإِمَام يُتَرْجِمُ عَنْ اللّه تَعَالَى ،
وَالْمُسْتَفَاد
مِنْ مَوَارِدِ اسْتِعْمَال التَّرْجَمَةِ هُوَ أنّه يُرَاد مِنْهَا إيضَاحٌ
الْمَعْنَى الْخَفِيِّ و الْغَائِبِ عَنْ حَواسٌّ غَيْر الْمُتَرْجِم سَوَاءٌ
كَانَ ذَلِكَ الْمَعْنَى الْمَذْكُورِ بِكَلَام أَمْ لَا .
الْوَحْي
الَّذِي
يُفْضِي إلَيْهِ التَّحْقِيق وَيُنَاسِب أَيْ الْكِتَابِ الْكَرِيمُ هُوَ مَا
جَاءَ فِي السَّفِينَةِ مَا حَاصِلُهُ : أنّ وَحْيِه تَعَالَى مُنْحَصِرٌ فِي
الْإِلْهَامِ وَالْإِلْقَاءِ فِي الْمَنَامِ ، وَخَلْقٌ الصَّوْت ، وَإِرْسَال
الْمَلِك .
فَيُنْتِج
« إنّ مَا جَاءَ مِنْ اللَّهِ تَعَالَى بِالْإِلْهَام أَو الْمَنَامِ أَوْ
الصَّوْتِ أَوْ الْمِلْكِ لِأَيِّ شَخْصٍ خصوصاً إذَا كَانَ رَسُولًا يَكُون وحياً
»
المُترجم
اِنّما يفتَح مغالق الْكَلَام , الْمَقْصُودَ مِنْ الْمُتَرْجِمِ لَيْسَ بِهذا
الْمَعْنَى أَنَّ يَنْقُلَ مِنْ لُغَةٍ إلَى لُغَةٍ و اِنْ كَأَنَّ هَذِهِ
الْجِهَةِ مَوْجُودَةٌ , يَعْنِي انّ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى تكلَّمَ
بِكلام , هَذَا الْكَلَامِ لَا يَفهمُه الخَلق و اِنّما يَفهمُه عَلَى حَقِيقَتِهِ
, نَعَمْ قَدْ يُفْهَمُ الخَلق الظَّوَاهِر اللَّفْظِيَّة , اَمّا حَقَائِق
الْقُرْآنِ لَا يَفهمها الاّ أَهْلَ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَ سَلَامَهُ
عَلَيْهِمْ اجْمَعين , نَعَمْ هَذِهِ الْأَلْفَاظِ فِي البُنية اللَّفْظِيَّة
الظَّاهِرِيَّة قَد يَفهمها عَامَّةِ النَّاسِ مَنْ الرُّجُوعِ إلَى كتُب اللُّغَة
و إلَى معاجم اللُّغَة لَكِنْ حَقَائِق الْقُرْآنِ لَا يطَّلعُ عَلَى أَسْرَارِهَا
و عَلَى كُلِّ أغْوارُها الاّ أَهْلَ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَ سَلَامَهُ
عَلَيْهِمْ اجْمَعين مِنْ هُنَا كَانُوا ايضاً مفاتيحَ لِكلام اللَّه فَجَعلَهُم مَفَاتِيح لِلْكَلَام جعَلَهم
مَفَاتِيح لِلْكَلَام التكويني جعَلَهم مَفَاتِيح لِكلامه فِي البسملَة جَعَلهم
مفاتيحَ لِبيان مَعَانِي كَلَامِه سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى جعَلَهم مَفَاتِيح لكُل
الرسالات .
اسْمِ زَيْنَب ÷ له
خُصُوصِيَّة ونورانية
فِي
كِتَابِ زَيْنَب الْكُبْرَى (÷ ) بطلة الْحُرِّيَّة لِلسَّيِّد أَبُو الْقَاسِمِ
الديباجي
مِنْ
الْمَشْهُورِ أَنَّ الْعَالَمَ الْكَبِير آيَة اللَّه الْعُظْمَى الميرزا
الْقُمِّيّ (الميرزا أَبُو الْقَاسِمِ الكيلاني الْمَعْرُوف بالميرزا الْقُمِّيّ
صَاحِبُ كِتَابِ قَوَانِين الْأُصُولِ وَمَنْ المراجع الْبَارِزَيْن وَصَاحِب
كَرَامَات ، مُتَوَفَّى عَام 1231 هـ فِي قُم الْمُقَدَّسَة ، وَقَبْرُه فِي
مَقْبَر ةشيخان مَلْجَأ للملهوفين والمحتاجين) كَانَ يَرَى فِي اسْمِ زَيْنَب (÷)
الْمَقْدِس خُصُوصِيَّة ونورانية فَكَان يُتَوَسَّل إلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ
بِاسْم زَيْنَب (÷) لاستجابة الدُّعَاءَ وَمَنْ وَرَاءَ هَذَا الِاعْتِقَادَ
قِصَّة حَقِيقِيَّةٌ نلفت انتباهكم إلَيْهَا : الْعَالِمِ الْمُحَقِّقِ
الْمَرْحُومُ حَجَّةِ الْإِسْلَامِ السَّيِّد عَلِيّ نَقِي فَيْض الْإِسْلَام
مُتَرْجَم كِتَاب نَهْج الْبَلَاغَة وَكَذَلِك الصَّحِيفَة السجَّادية وَالْقُرْآن
الْكَرِيم (ولد عَام 1324 هـ فِي مَدِينَةٍ أَصْفَهَان وَتُوُفِّيَ عَامَ 1405 هـ
بَعْدَمَا نَاهَز الْوَاحِد وَالثَّمَانِينَ مِنَ عمره) ، ومنَّ اللَّهُ تَبَارَكَ
وَتَعَالَى بِالْبَرَكَةِ فِي عُمْرَةِ فَأَلَّف وَتَرْجَم كُتُبًا كَثِيرَةً مِنْ
جُمْلَتِهَا كِتَاب (خاتون دوسرا) - بِالْفَارِسِيَّة - تَرْجَمَة كِتَاب (سيدتنا
الْمَعْصُومَة زَيْنَب الْكُبْرَى (÷)) ، وَذَكَرَ فِي مُقَدِّمَةِ هَذَا
الْكِتَابِ السَّبَبِ الَّذِي دَعَاهُ إلَى تَأْلِيفٍ هَذَا الْكِتَابِ
وَمُلَخَّصُه مَا يَلِي
يَقُول
: كُنْت مُبْتَلًى بِمَرَض شَدِيدٌ عَجَزَ عَنْ مُعَالَجَتُه الْأَطِبَّاء ،
وَاشْتَدّ عَلِيّ الْمَرَض ، وطلباً لِلشِّفَاء غادرت مَع عائلتي إلَى كَرْبَلاء
وَلَكِنْ لَمْ أُحَصِّلْ عَلى نَتِيجَةٍ ، فَتَوَجَّهَتْ إِلَى النَّجَف
الْأَشْرَف وتوسلت بِذَيْل عِنَايَات أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٍّ (× ) ،
وَلَكِنْ لَمْ يَكُنْ لشفائي أَيْ أَثَرَ ، وَذَات يَوْم دَعَانِي أَحَدٌ
الْأَصْدِقَاء وجَمْع مِنْ الْعُلَمَاءِ إلَى بَيْتِهِ ، وَلَمَّا دَخَلْنَا
بَيْتِه وَجَلَسْنَا قَالَ لِي أَحَدٌ الْعُلَمَاءِ : أَن وَالِدِي كَانَ يَقُولُ
دَائِمًا إذَا كَانَتْ لَكُمُ حَاجَةٌ إلَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى
فتوسلوا إلَيْه بِاسْم السَّيِّدَة زَيْنَب الْكُبْرَى (÷) ثَلَاثَ مَرَّاتٍ
وَتُقْضَى حَوَائِجَكُم بِإِذْنِهِ تَعَالَى .
تَوَسَّلَت
إلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِمَقَام السَّيِّدَة زَيْنَب (÷) ثَلَاثَ مَرَّاتٍ
وَطَلَبَتْ مِنْهُ الشِّفَاء ، وَعِلَاوَةٌ عَلَى ذَلِكَ نَذَرْتُ لِلَّهِ
تَعَالَى إذَا منَّ عَلِيّ بِالشِّفَاء أَنْ أُؤَلِّفَ كِتَابًا عَنْ حَياةِ
السَّيِّدَة زَيْنَب الْكُبْرَى (÷) ، وَبِحَمْدِ اللَّهِ ومنِّه وَبَعْد فَتْرَة
وَجِيزَة شُفيت مِن دائِي وَوَفَيْت بنذري وَأَلْفَت هَذَا الْكِتَابِ (خاتون
دوسرا) وَهُو تَرْجَمَة لِكِتَاب (سيدتنا الْمَعْصُومَة زَيْنَب الْكُبْرَى (÷)) .
زينة اللوح المحفوظ
((بَلْ
هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ))([9]).
هَذَا
الْقُرْآنَ الْمُتَّصِف بِالْمَجْد وَهُوَ نَوْعٌ مِنْ الْعُلُوِّ وَالرِّفْعَةِ
وَالْعِزّ الْعَظَمَةِ فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ
لَا
بُدَّ مِنْ التَّنْبِيهِ إلَى أَنْ الْمُرَادَ مِنْ الْعِلْمِ بِالْكِتَابِ
وَحَقِيقَة الْقُرْآنِ لَيْسَ هُوَ الْعِلْمُ بِظَاهِر الْمُصْحَف الشَّرِيف ،
بَلْ هُوَ الْعِلْمُ بِحَقِيقَةِ الْقُرْآنِ فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ
وَالْكِتَاب الْمَكْنُون ، وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ الَّذِي يستطر فِيهِ كُلُّ
شَيِّ ء .
ذَكَرَ
الْعَلَّامَةُ الطباطبائي فِي مِيزَانِهِ صِفَةِ هَذَا اللَّوْح وأنَّ اللَّوْحِ
الْمَحْفُوظِ لَهُ طَرَفَانِ طَرَف عَلَى يَمِينٍ الْعَرْشِ عَلَى جَبِين
إسْرَافِيل فَإِذَا تَكَلَّمَ الرَّبّ جلَّ ذَكَرَه بِالْوَحْي ضَرَب اللَّوْح
جَبِين إسْرَافِيل فَنَظَرَ فِي اللَّوْحِ فَيُوحِى بِمَا فِي اللَّوْحِ إلَى
جَبْرَائِيل ([10]).
ثُبُوت
اسْم زَيْنَب (÷) فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ (وهي مِنْ الْمَقَامَاتِ
الْمَلَكُوتِيَّة الرفيعة) ، وَقَالَ الْبَعْضُ كَمَا أَنَّ اسْمَ الْحَسَنُ
وَالْحُسَيْنُ (^ ) زِينَة عَرْشِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ، فَهَكَذَا
اسْم زَيْنَب (÷) زِينَة اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ .
خُلَاصَة
الْحَدِيثِ أَنَّ تَسْمِيَةَ زَيْنَب (÷) مِن قِبَل اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى
وَثُبُوت اسْمُهَا عَلَى اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ يَكْشِفَ عَنْ عَظْمُه هَذَا
الِاسْمِ الْمُبَارَكِ الّذِي كَانَ فِي مَصَافِّ أَسْمَاء أخويها الْحَسَنُ
وَالْحُسَيْنُ (^) فَمَا يَكُونُ لِأَحَدٍ أَنْ يُقَاسَ بِهِم ، وَنَقُولُ إنَّ
زَيْنَبَ (÷) كَانَت مَجْمَع الْكَمَالَات لِلْخَمْسَة أَصْحَاب الْكِسَاء
فَكَانَت زُهْرَة فِي حَيَاتِهِمْ وَثَمَرَة فِي روضتهم .
وَبِهَذَا
نَصِلُ إلَى هَذِهِ النَّتِيجَةَ بِأَنَّ هَذِهِ الْمَوْلُودَةُ ظَاهِرًا
وَبَاطِنًا حُوت عَلَى جَمِيعِ صِفَاتِ الْكَمَالِ وَالْجَمَال ، وباسمها الملكوتي
حازَت عَلَى مَقَامِ مَعْنَوِيٌّ عَال .
ألقابها ÷المأثورة و غير المأثورة
1 -
عالمه غير معلّمه
2 -
فهمه غير مفهمة
3 - کعبة
الرزايا
4 -
نائبه الزهراء
5 -
نائبه الحسين
6 -
مليکة الدنيا
7 – عقيلة النساء
8 -
العقيلة
9 -
شريکة الشهيد
10 -
کفيلة السجّاد
11 -
ناموس رواق العظمة
12 -
سيّده العقائل
13 -
سرّ أبيها
14 -
سلالة الولاية
15 -
وليده الفصاحة
16 -
شقيقه الحسن
17 -
عقيله خدر الرساله
18 -
رضيعة ثدي الولاية
19 -
البليغة
20 -
الفصيحة
21 -
الصدّيقة الصغري
22 -
الموثّقة
23 -
عقيلة الطالبيّين
24 -
الفاضلة
25 -
الکاملة
26 – عابدة آل عليّ
27 -
عقيلة الوحي
28 -
شمسة قلادة الجلالة
29 -
نجمة سماء النبالة
30 -
المعصومة الصغري
31 -
قرينة النوائب
32 -
محبوبة المصطفي
33 -
قرّة عين المرتضي
34 -
صابرة محتسبة
35 – عقيلة النبوّة
36 – ربّة خدر القدس
37 -
قبلة البرايا
38 -
رضيعة الوحي
39 -
باب حطّة الخطايا
40 -
خفرة عليّ و فاطمة
41 -
ربيبة الفضل
42 -
بطلة کربلاء
43 -
عظيمة بلواها
44 -
عقيلة قريش
45 -
الباکية
46 -
سليلة الزهراء
47 -
أمينة اللّه
48 - آية
من آيات اللّه
49 -
مظلومة وحيدة
50 -
عقيلة بني هاشم
51 - الأرومة الهاشميّه
52 -
فرع من فروع الشجرة الطيّبة.
53 -
عديلة الخامس من أهل الکساء.
توجد
هذه الألقاب الشريفه في «زينب الکبري» للنقدي، و «الخصائص الزينبيّه» للجزائري، و
ديوان آيه اللّه الغروي الأصفهاني: «الأنوار القدسيّة»، و «عقيلة الوحي» للسيّد
شرف الدين([11]).
تعليقات
إرسال تعليق