معالم الانتظار
القواعد العقائدية والآداب الروحية من كتاب
الغيبة للنعماني رحمه
الله
الملحق بالباب الرابع
من طريق العامة و ما يدل عليه من القرآن و التوراة
فصل في
ما روي أن الأئمة اثنا عشر من طريق العامة و ما يدل عليه من القرآن و التوراة
ثم إنا وجدنا أصحاب الحديث من العامة
بعد هذا قد رووا في كتبها من طرق شتى ذكر الاثني عشر إماما أوردناها في هذا الباب
على حسب ما انتهى إلينا منه زيادة في تأكيد الحجة على المخالفين و الشاكين على أنا
لا نعول إلا على رواية الخاصة و لعل كل ما تضمن هذا الباب من الكتاب أن يطرق سمع
بعض الناس ممن له عقل و تمييز فيعرف الحق و يعمل به.
31- وَ مِنْ ذَلِكَ مَا رَوَاهُ
مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَلَّانٍ الدُّهْنِيُّ الْبَغْدَادِيُّ بِدِمَشْقَ
قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ
بْنُ الْجَعْدِ قَالَ حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَنْ زِيَادِ بْنِ
خَيْثَمَةَ عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ سَعِيدٍ الْهَمْدَانِيِّ قَالَ سَمِعْتُ جَابِرَ
بْنَ سَمُرَةَ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ يَكُونُ بَعْدِي اثْنَا
عَشَرَ خَلِيفَةً كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ قَالَ فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ
أَتَتْهُ قُرَيْشٌ فَقَالُوا لَهُ ثُمَّ يَكُونُ مَا ذَا قَالَ ثُمَّ يَكُونُ
الْهَرْجُ.
القواعد العقائدية المستخلصة من الحديث
القاعدة الأولى: إنّ نظام الخلافة
بعد النبي ﷺ محدّد بعددٍ إلهيٍّ مضبوط (اثنا عشر خليفة).
دلالة على أن الإمامة ليست اجتهاداً بشرياً
بل تخطيط إلهي مسبق.
القاعدة الثانية: هؤلاء الخلفاء
جميعهم من قريش، أي من النسب القرشي، وهو ما ينسجم مع وعد الله في استمرار القيادة
في البيت النبوي.
إشارة إلى الطهارة النسبية والامتداد
الرسالي في أصلهم.
القاعدة الثالثة: تحديد العدد (اثنا
عشر) يدلّ على الحصر، فلا يصحّ ادّعاء الإمامة أو الخلافة بعدهم إلا بالباطل.
إشارة إلى انقطاع الإمامة بعد الثاني
عشر، مما يوافق عقيدة المهدي المنتظر عجل الله فرجه.
القاعدة الرابعة: الحديث يشير إلى
علم النبي بالغيب وبما يجري بعده من ترتيب الخلافة، مما يؤكد نبوته وعصمته وإحاطته
بما سيكون.
القاعدة الخامسة: لفظ الخلفاء في
كلام النبي يدل على أن لهم مقام النيابة عنه في الدين والدنيا، فهم امتداد لرسالته
في الأمة.
القاعدة السادسة: سكوت النبي ﷺ بعد
ذكر العدد ثم كلامه بشيء لم يُسمع تماماً، قد يكون من باب السرّ الإلهي في
تعيينهم، فيفهم منه أن أسماءهم ليست لكل أحد بل لأهل الولاية الخاصة.
القاعدة الأولى: الإيمان الحقّ لا
يكتمل إلا بالتصديق بإمامة الأئمة الاثني عشر، لأنهم طريق الهداية بعد الرسول.
القاعدة الثانية: معرفة الإمام من
الدين، فمن جهلهم ضلّ عن الصراط، ومن أحبّهم ثبت على الإيمان.
القاعدة الثالثة: وحدة العدد (اثنا
عشر) تربي في النفس معنى الاستمرار والاتصال، فلا ينقطع العهد الإلهي عن الأرض.
القاعدة الرابعة: الحديث يزرع في
المؤمن يقيناً بأنّ الله لا يترك الأمة بلا راعٍ ولا هادٍ، فيطمئن قلبه بعد النبي
بأن لله خلفاء قائمين بأمره.
القاعدة الخامسة: الخضوع لهؤلاء
الخلفاء هو خضوع للنبي نفسه، لأنهم امتداد نوره وهدايته.
القاعدة السادسة: في عدم فهم بعض
الحاضرين لما قاله النبي ﷺ درسٌ روحيّ: أنّ معرفة أسرار الولاية لا تُنال بالأذن،
بل بالقلب الطاهر المؤهّل لسماع الباطن النبوي.
32- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
عُثْمَانَ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ قَالَ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ
الْجَعْدِ قَالَ حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَنْ زِيَادِ بْنِ
عِلَاقَةَ وَ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ وَ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ كُلُّهُمْ
عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص قَالَ يَكُونُ بَعْدِي اثْنَا
عَشَرَ خَلِيفَةً ثُمَّ تَكَلَّمَ بِشَيْ ءٍ لَمْ أَفْهَمْهُ فَقَالَ بَعْضُهُمْ
سَأَلْتُ الْقَوْمَ فَقَالُوا قَالَ كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ.
القواعد العقائدية المستخلصة من الحديث
القاعدة الأولى:تعيين العدد في
النص يدل على التخطيط الإلهي لا الاجتهاد البشري.
القاعدة الثانية:وجود النص النبوي
المسبق على عدد الخلفاء يُثبت أن الإمامة من الدين، لا من السياسة.
فالرسول لم يتكلم عن أمر دنيوي بل عن
نظام القيادة بعده، مما يعني أن الإمامة استمرار للوحي في الهداية.
القاعدة الثالثة:الحصر العددي
(اثنا عشر) يقتضي بطلان أي دعوى للإمامة خارج هذا العدد.
القاعدة الرابعة:توحيد الأصل
القبلي (كلهم من قريش) يدل على وحدة السلالة الروحية للقيادة.
فيثبت أن طريق معرفة الإمام يحتاج إلى
بصيرةٍ خاصة، لا إلى السماع الظاهري فقط.
القاعدة السادسة:لو كانت الخلافة
شورى لبيّن النبي أسماء من يختارهم الناس، لا أن يعيّن عدداً ثابتاً.
فالنص نفسه نقض ضمني لمبدأ الاختيار
البشري المحض، وأثبت مبدأ النصب الإلهي بالنصّ النبوي.
القاعدة السابعة:منطوق الحديث
وملابساته الزمنية يدل على أن وجود الأئمة متتابع ومتصل إلى آخر الزمان.
القاعدة الروحية المقرّرة في الحديث
القاعدة الأولى:الإيمان بالأئمة
الاثني عشر هو إيمانٌ بالهداية الإلهية المستمرة بعد النبي.
فالولاية ليست عقيدة نظرية، بل هي استمرار
لحضور الله في الأمة عبر أوليائه.
فيتولد في المؤمن شعور بالطمأنينة إلى
أن الأرض لا تخلو من حجة لله.
القاعدة الثالثة:كلمة النبي التي
لم تُفهم تذكّر بأن سرّ الولاية فوق مستوى الفهم العادي.
الروح لا تدرك أنوار الإمامة إلا بالتزكية
والصفاء، لا بمجرد السمع.
القاعدة الرابعة:الانتماء للإمام
هو انتماءٌ إلى النور المحمدي الممتد.
فكل إمام شعاع من النور الأول، والارتباط
بهم ارتباط برسول الله نفسه.
هذا يثمر سكينة روحية وثقة دائمة بحضور
الله في قيادة الوجود.
فالقرابة هنا ليست فخراً، بل وسيلة
هداية إلهية مخصوصة.
33- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
عُثْمَانَ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ
عُمَرَ قَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ الْأَعْمَشُ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ
عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ ذُكِرَ أَنَّ النَّبِيَّ ص
قَالَ لَا يَزَالُ أَهْلُ هَذَا الدِّينِ يُنْصَرُونَ عَلَى مَنْ نَاوَاهُمْ إِلَى
اثْنَيْ عَشَرَ خَلِيفَةً فَجَعَلَ النَّاسُ يَقُومُونَ وَ يَقْعُدُونَ وَ
تَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ لَمْ أَفْهَمْهَا فَقُلْتُ لِأَبِي أَوْ آخَرَ أَيَّ شَيْ ءٍ
قَالَ قَالَ فَقَالَ كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ.
القواعد العقائدية المستخلصة من الحديث
القاعدة الأولى:بقاء نُصرة الدين مشروطة بوجود اثني عشر خليفة.
قوله ﷺ: «لا يزال أهل هذا الدين يُنصرون على من ناواهم إلى اثني عشر خليفة»
يدل بمنطوقه على أن استمرار قوة الدين وثباته متصل بوجود هؤلاء الاثني عشر، فإذا
انقطع وجودهم انقطع مدد النصرة.
نتيجة كلامية: وجود الإمام في كل عصر شرط في حفظ الدين، وهو عين ما تقوله المدرسة الإمامية: لو خلت الأرض من حجة لساخت بأهلها.
القاعدة الثانية:العدد المحدّد (اثنا عشر) نصٌّ على الحصر، لا على
الكثرة.
وهو يدلّ على أن الخلافة ليست مطلقة لمن شاء أن يتولاها، بل هي محصورة بعدد معين منصوص عليه، مما يُبطل دعوى الخلافة بلا نص.
القاعدة الثالثة:الرابطة بين "نصرة الدين" و"الخلفاء
الاثني عشر" تدل على أن هؤلاء ليسوا ملوكاً دنيويين بل حججاً إلهيين.
إذ لو كان المقصود بهم حكاماً سياسيين، لما ربط النبي بينهم وبين دوام نصرة الدين، بل لقال: “إلى أن يقيم الناس الدين بأنفسهم”.
إشارة عقلية: دليل على أن الإمامة وظيفة دينية ربانية، لا سلطة زمنية فقط.
القاعدة الرابعة:عبارة (كلهم من قريش) تدل على وحدة النسب النبوي في
القيادة الإلهية.
فيكون المراد قريش الخاصة — أي البيت النبوي الطاهر — لا مطلق قريش، لأن سائر قريش لم يحققوا نصر الدين بعد النبي.
استنتاج كلامي: الإمامة في العترة الطاهرة امتداد للنبوة في الهداية والعصمة.
القاعدة الخامسة:اضطراب الناس عند سماع الحديث (قيامهم وقعودهم) يكشف
أن في القول سرّاً يفوق فهم العامة.
فدلّ على أن قضية الإمامة ليست واضحة لكل أحد بل تحتاج إلى بصيرةٍ وهدايةٍ خاصة.
نتيجة منطقية: معرفة الإمام ليست بالظاهر السياسي، بل بالعلم اللدني والبرهان النبوي.
القاعدة السادسة:استمرار النصرة إلى اثني عشر فقط يقتضي أن للدين بعدهم
طوراً آخر من الغيبة أو الامتحان.
وهذا ينسجم مع عقيدة الإمام الثاني عشر القائم المنتظر عليه السلام، الذي تُختتم به سلسلة الأئمة وتستمر به الحجة الإلهية إلى الظهور.
القاعدة الأولى:نُصرة الدين ليست بكثرة الأتباع، بل بوجود أولياء الله
القائمين به.
فالمؤمن الحقيقي يستمد قوته من ارتباطه بالإمام الحق، لا من عدد الناس حوله.
القاعدة الثانية:الارتباط بالإمام الحق هو ضمان استمرار العزّة والنصر.
فكلما ضعف الولاء لأولياء الله، ضعفت نصرة الدين في النفوس والمجتمعات.
القاعدة الثالثة:في تحديد العدد (اثنا عشر) سرٌّ روحيّ في اكتمال
الدورة النورية للولاية.
كما كانت الأسباط اثني عشر في بني إسرائيل، فجعل الله في هذه الأمة اثني عشر إماماً، لتكتمل دائرة النور والرحمة الإلهية.
القاعدة الرابعة:قول النبي ﷺ "لا يزال أهل هذا الدين يُنصرون" يزرع في قلب المؤمن الثقة
بعدم انقطاع المدد الإلهي ما دام مرتبطاً بخلفاء الله في الأرض.
فالمؤمن لا يعيش اليأس، لأن لله دائماً ولياً قائماً بحجته.
القاعدة الخامسة:اضطراب الناس عند سماع الحديث درسٌ روحيّ في ضرورة
صفاء القلب لتلقي معاني الولاية.
فكما لم يفهم بعض الصحابة تمام كلام النبي، كذلك لا يُدرك سرّ الإمامة إلا القلب الطاهر الخاشع.
القاعدة السادسة:في قوله "كلهم من قريش" تربية للمؤمن على
احترام الأصل النبوي واتباع القيادة الربانية المنتمية إليه.
لأن محبة آل النبي هي محبة الله ورسوله، والطريق الأقرب لصفاء الإيمان.
34- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
عُثْمَانَ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ قَالَ حَدَّثَنِي
يَحْيَى بْنُ مُعِينٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ
حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ
أَبِي هِلَالٍ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ سَيْفٍ قَالَ كُنَّا عِنْدَ شُفَيٍّ
الْأَصْبَحِيِّ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو يَقُولُ سَمِعْتُ
رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ يَكُونُ خَلْفِي اثْنَا عَشَرَ خَلِيفَةً.
القواعد العقائدية المستخلصة من الحديث
القاعدة: بعد النبي ص سيكون اثنا عشر
خليفة.
القاعدة: هؤلاء الخلفاء هم خلفاؤه،
أي من بعده.
اقول قد تقدم الحديث عنه في قواعده .
35- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
عُثْمَانَ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ حَدَّثَنَا عَفَّانُ وَ يَحْيَى بْنُ
إِسْحَاقَ السَّالَحِينِيُّ قَالا حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ قَالَ لِي
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو يَا أَبَا الطُّفَيْلِ اعْدُدْ اثْنَيْ عَشَرَ مِنْ
بَنِي كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ ثُمَّ يَكُونُ النَّقْفُ وَ النِّقَافُ.
القواعد العقائدية المستخلصة من الحديث
القاعدة الأولى:الإيمان باستمرار
النظام الإلهي في الأمة إلى اثني عشر قائماً من قريش.
فعبارته: «اعْدُدْ اثني عشر» تدلّ على
أن العدد مقصود بالتعيين لا بالتقريب، أي أن نظام القيادة الإلهية محدّد بعددٍ معلومٍ،
كما جاء في أحاديث النبي ﷺ.
القاعدة الثانية:النظام الديني
والسياسي للأمة مستمر ما دام الأئمة الاثنا عشر قائمين.
فقوله «ثم يكون النَّقْفُ والنِّقَافُ»
بعد انقضاء الاثني عشر دليل على أن انتظام الأمة مرتبط بوجودهم، وأن زوالهم أو غيبتهم
سبب الفتنة والاختلاف.
القاعدة الثالثة:ترتيب الأحداث
زمنياً (“اثنا عشر” ثم “النقْف والنقاف”) يدل على أن الحقّ واحدٌ في كل عصر، والاختلاف يبدأ بعد تمام الحجة.
أي أن حجة الله في كل زمان موجودة إلى
أن يكتمل العدد الإلهي، ثم يبدأ زمن الاضطراب.
القاعدة الرابعة:في تقييد العدد ببني
كعب بن لؤي (أصل قريش) دلالة على وحدة النسب النبوي للقيادة.
فالمقصود قريش الخاصة، أي البيت النبوي،
لا كل بطونها، مما يشير إلى أن الإمامة باقية في عترة النبي ﷺ.
القاعدة الخامسة:النقْف والنقاف بعد
الاثني عشر برهان على ضرورة وجود الإمام الثاني عشر القائم بالحق في زمن الغيبة.
لأنّ الفتن لا تعني انقطاع الحجة، بل
خفاؤها عن الأبصار مع بقائها في الأرض، وهو ما تشير إليه عقيدة الإمام المهدي عليه
السلام.
القاعدة السادسة:الحديث يحمل دلالة
نبوية على أن انقسام الأمة بعد الإثني عشر ليس عن جهلٍ سياسيٍّ فقط، بل عن مفارقة
للولاية الإلهية.
أي أن التمزّق نتيجة طبيعية لترك القيادة
المعصومة.
القاعدة الأولى:استقامة الأمة بركة
من بركات وجود الأئمة الإلهيين.
ما داموا ظاهرين أو قائمين بأمر الله،
يبقى الدين محفوظاً والنصر قائماً، وحين يُفقد الارتباط بهم يحلّ الاضطراب.
القاعدة الثانية:الحديث يزرع في
القلب يقيناً بأنّ النظام الإلهي منضبط لا فوضوي.
فكل مرحلة من التاريخ محسوبة بعددٍ معلومٍ
من خلفاء الله، وهذا يربّي المؤمن على الثقة بحكمة الله وتدبيره في قيادة الخلق.
القاعدة الثالثة:الإشارة إلى “النقْف
والنقاف” تنبّه المؤمن إلى خطورة زمن الفتن وضرورة التمسك بوليّ الله الحقّ في كل
عصر.
فالعبرة ليست بكثرة الفرق، بل بالثبات
على العهد الإلهي للأئمة الاثني عشر.
القاعدة الرابعة:ارتباط الأمن الروحي
والطمأنينة بوجود الحجة في الأرض.
فكما أن الاضطراب العام (النقْف والنقاف)
يعمّ بانقطاع الولاية، كذلك السلام الروحي يعمّ بوجود الإمام المعصوم.
القاعدة الخامسة:العدد “اثنا عشر” في الوعي
الروحي هو رمز الكمال الإلهي في الولاية.
فهو تمام الدائرة النورية التي تبدأ بالنبي
وتكتمل بالإمام المهدي، فيكون المؤمن على يقين بأن سلسلة الهداية لا تنكسر.
القاعدة السادسة:التحذير من زمن
النقف والنقاف تربية روحية على التمييز واليقظة القلبية.
فحين يكثر الاضطراب، لا ينجو إلا من تمسّك
بعروة الولاية وصدق الاتباع.
36- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ
حَدَّثَنَا الْمُقَدَّمِيُّ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مِقْدَامٍ
قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ فِطْرِ بْنِ خَلِيفَةَ عَنْ أَبِي خَالِدٍ
الْوَالِبِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا جَابِرُ بْنُ سَمُرَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ
اللَّهِ ص يَقُولُ لَا يَزَالُ هَذَا الْأَمْرُ ظَاهِراً لَا يَضُرُّهُ مَنْ
نَاوَاهُ حَتَّى يَكُونَ اثْنَا عَشَرَ خَلِيفَةً كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ.
القواعد العقائدية المستخلصة من الحديث
القاعدة : دوام وجود الحجة الإلهية
في الأرض
أي أن لله تعالى في كل زمان إمامًا
ظاهرًا أو مستورًا يقيم حجّته ويضمن بقاء الدين.
القاعدة : تحديد العدد بالنصّ
النبوي لا بالاجتهاد البشري
فالقوامة على الدين محدّدة من قبل
الله ورسوله، لا من قبل السقيفة أو الحكم.
القاعدة : أن الإمامة امتداد
للنبوة في الهداية والحفظ
الحديث يربط بين دوام “الأمر الظاهر” وبين وجود “الخلفاء الاثني عشر”، أي أن استمرار الإسلام
مرهونٌ بوجودهم، كما كانت النبوة سببًا في ظهوره أولاً.
القاعدة : الحقّ لا يبطله الباطل
ولو حورب
القاعدة : شمولية القيادة في قريش
بمعناها الإيماني الهاشمي
القاعدة : الإيمان بالدوام الإلهي
للحقيقة لا للظواهر السياسية
المؤمن لا ييأس من ضعف الحق أو
قلّة أنصاره، لأن النبي ﷺ وعد أن الأمر “لا يزال ظاهراً”، فيطمئن قلبه إلى دوام نور الولاية.
القاعدة : الثبات رغم المعارضة
والخذلان
القاعدة : الارتباط الباطني بخطّ
الأئمة الاثني عشر
القاعدة : الإيمان بوجود الإمام
الغائب نورٌ في قلب المؤمن
بما أنّ النبي ﷺ نصّ على استمرار “الأمر” حتى تمام العدد، فإنّ وجود
الإمام المهدي عليه السلام يصبح يقيناً روحياً يغذّي الرجاء والأمل في نصر الله.
القاعدة : السكينة في زمن الاضطراب
37- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
عُثْمَانَ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ قَالَ
حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنْ مُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ
عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ كُنَّا عِنْدَ ابْنِ مَسْعُودٍ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ أَ
حَدَّثَكُمْ نَبِيُّكُمْ كَمْ يَكُونُ بَعْدَهُ مِنَ الْخُلَفَاءِ فَقَالَ نَعَمْ
وَ مَا سَأَلَنِي عَنْهَا أَحَدٌ قَبْلَكَ فَإِنَّكَ لَأَحْدَثُ الْقَوْمِ سِنّاً
سَمِعْتُهُ ص يَقُولُ يَكُونُ بَعْدِي عِدَّةُ نُقَبَاءِ مُوسَى عليه السلام .
القواعد العقائدية المستخلصة من الحديث
القاعدة الأولى: الإمامة نظامٌ إلهيٌّ ممتدٌّ للنبوة
القاعدة الثانية: تحديد عدد الأئمة بالنصّ النبوي لا بالاجتهاد
القاعدة الثالثة: وحدة السنن الإلهية في الأمم
القاعدة الرابعة:عصمة القيادة
الإلهية في حفظ الدين
القاعدة الخامسة:استمرار خط
الهداية بعد النبوة
القاعدة الأولى: الإيمان بأن لله حججًا دائمين يربط القلب بعناية
الله
القاعدة الثانية: التسليم لنظام الله في الاصطفاء
القاعدة الثالثة: التربية على الوعي الرسالي لا الشخصي
القاعدة الرابعة:استمرار الولاية
الربانية في الأمة
القاعدة الخامسة:التشبّه بروح
النقباء في الطاعة والإخلاص
38- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
عُثْمَانَ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ قَالَ حَدَّثَنَا
الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ حَدَّثَنَا فِطْرٌ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ
الْوَالِبِيُّ قَالَ سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ السُّوَائِيَّ يَقُولُ قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ ص لَا يَضُرُّ هَذَا الدِّينَ مَنْ نَاوَاهُ حَتَّى يَمْضِيَ
اثْنَا عَشَرَ خَلِيفَةً كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ.
القواعد العقائدية المستخلصة من الحديث
قاعدة: حفظ الدين الإلهي
«لا يضر هذا الدين من ناواه»يدل على
أن الدين الإلهي محفوظ بعناية ربانية، فلا يُبطلُه عدوّ، ولا تزيله قوة بشرية.
القاعدة : الدين الإلهي لا يُبطل بجهد
أعدائه.
لأن الحفظ الإلهي شامل له.{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا
الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}.
القاعدة الامتداد الإمامي الاثني
عشري:
«حتى يمضي اثنا عشر خليفة»هذا النص
من أوضح الأحاديث الدالة على أن الحكم الإلهي في الأمة مستمر بسلسلة من اثني عشر
خليفة، وهو ما يطابق مبدأ الإمامة عند الشيعة الاثني عشرية.
القاعدة : نظام الخلافة (أو الإمامة)
في الأمة محدد بعدد معيّن من الأئمة، لا يزيد ولا ينقص.
القاعدة : النسب القرشي للإمامة:«كلهم من قريش»
النسب القرشي شرط نبويّ في القيادة
الدينية والسياسية للأمة، وهذا يوافق كون أئمة أهل البيت من نسل النبي ﷺ عبر قريش
(بني هاشم).
القاعدة: القيادة الشرعية في الإسلام
محفوظة في النسل القرشي الهاشمي، لا تنتقل إلى غيره.
القاعدة : النص النبوي على الامتداد
الزمني للدين
الحديث يُظهر علم النبي ﷺ بالمستقبل،
وأن الدين سيبقى متينًا ومصونًا في زمن هؤلاء الخلفاء الاثني عشر.
القاعدة: النبي ﷺ مُطّلع بإذن الله
على مجريات الدين وأدواره التاريخية، مما يثبت نبوّته وصدق وحيه.
القاعدة الاولى: الاطمئنان إلى حفظ
الله لدينه:
المؤمن لا يعيش القلق من ضياع الدين
مهما تكاثرت الفتن، لأن النبي ﷺ بشّر بأن الدين لا يضره من يعاديه.
القاعدة الثانية: ثقة المؤمن بحفظ الله
لدينه تزيده سكينة وثباتًا في زمن الاضطراب.
القاعدة الثانية: الثبات أمام
الناوئين
إذا كان الدين مصونًا، فعلى المؤمن
أن يكون لبنة في هذا الحفظ، لا أن يجزع أمام عداء الأعداء.
القاعدة الثالثة: مَن أيقن بأن الدين
لا يُهزم، لن ينهزم قلبُه.
القاعدة الثالثة: معرفة الأئمة طريق
النجاة
الحديث يُعطي مسارًا واضحًا لمن أراد
الثبات على الدين: أن يعرف الأئمة الاثني عشر الذين في ظلهم يُصان الدين.
القاعدة الرابعة: معرفة أولياء الله هي
نور الهداية ومصدر الطمأنينة.
القاعدة الخامسة: دوام العناية
الإلهية
في كل عصر هناك امتداد لهذه العناية
عبر حجج الله في الأرض، فلا يخلو الزمان من وليّ لله.
القاعدة السادسة: لا يخلو الزمان من وجهٍ
لله في أرضه، يُفيض على العباد الأمن والهداية.
و الروايات في هذا المعنى من طرق
العامة كثيرة تدل على أن مراد رسول الله ص ذكر الاثني عشر و أنهم خلفاؤه و في قوله
في آخر الحديث الأول ثم الهرج أدل دليل على ما جاءت به الروايات متصلة من وقوع
الهرج بعد مضي القائم عليه السلام خمسين
سنة و على أن رسول الله صلى الله عليه واله
لم يرد بذكره الاثني عشر خليفة إلا الأئمة الذين هم خلفاؤه إذ كان قد مضى
من عدد الملوك الذين ملكوا بعده منذ كون أمير المؤمنين عليه السلام إلى هذا الوقت
أكثر من اثني عشر و اثني عشر-
فإنما معنى قول رسول الله ص في
الاثني عشر النص على الأئمة الاثني عشر الخلفاء الذين هم مع القرآن و القرآن معهم
لا يفارقونه حتى يردوا عليه حوضه.
و الحمد لله على إظهار حجة الحق و
إقامته على البراهين النيرة حمدا يكافئ نعمه و له الشكر على طيب المولد و الهداية
إلى نوره بما يستحق من الشكر أبدا حتى يرضى.
و يزيد بإذن الله تعالى هذا الباب
دلالة و برهانا و توكيدا تجب به الحجة على كل مخالف معاند و شاك و متحير بذكر ما
ندب إليه في التوراة و غيرها من ذكر الأئمة الاثني عشر ع ليعلم القارئ لهذا الكتاب
أن الحق كلما شرح أضاءت سرجه و زهرت مصابيحه و بهر نوره .
فحوى تعليقة النعماني رحمه الله
يمكن تلخيصه في النقاط الجوهرية التالية:
الروايات العامة تؤكد الإثني عشر:
النعماني يشير إلى أن طرق العامة كثيرة وتدل بوضوح على أن مراد رسول الله ﷺ
بالإثني عشر هم الخلفاء الأئمة من أهل البيت عليهم السلام.
معنى "الهرج": قوله ﷺ
"ثم الهرج" دليل على وقوع الفتن بعد مضي القائم عليه السلام خمسين سنة،
وهذا يربط بين زمن الأئمة الاثني عشر وحدوث الفتن والاضطراب بعدهم.
تحديد الخلفاء المقصودين: النبي ﷺ لم
يقصد من ذكر الإثني عشر عدد من تولوا الملك بعده من الحكام، بل خصّ الأئمة الاثني
عشر الذين هم مع القرآن ومعه، لا يفارقونه حتى يبلغوا حوضه.
تأكيد الحجة على المخالفين: هذه
الروايات والبيان يثبت حجة الحق على كل من خالف أو أنكر أو شكّ في إمامة الأئمة
الاثني عشر، ويكشف للبصيرين الحقائق التي نُسبت في الكتب السابقة مثل التوراة
وغيرها.
تسليط الضوء على وضوح الحق: النعماني
يشدد على أن كلما شرح هذا الحق وبيّن، زادت الإضاءة على سرجه، وظهرت معالمه، وبان
نوره.
باختصار، فحوى التعليقة: النصوص تؤكد
أن الأئمة الاثني عشر من أهل البيت هم الخلفاء الحقيقيون بعد النبي ﷺ، وأن ذكر
الهرج يؤكد وقوع الفتن بعد زمنهم، وهذا يثبت حجة الإمامة لكل مخالف أو شاك.
ذكر النعماني شواهد من التوراة على المطلوب
فمما ثبت في التوراة مما يدل على
الأئمة الاثني عشر ع ما ذكره في السفر الأول فيها من قصة إسماعيل بعد انقضاء قصة
سارة و ما خاطب الله تعالى به إبراهيم ع في أمرها و ولدها قوله عز و جل و قد أجبت
دعاءك في إسماعيل و قد سمعتك ما باركته و سأكثره جدا جدا و سيلد اثني عشر عظيما
أجعلهم أئمة كشعب عظيم أقرأني عبد الحليم بن الحسين السمري رحمه الله ما أملاه
عليه رجل من اليهود بأرجان يقال له الحسين بن سليمان من علماء اليهود بها من أسماء
الأئمة ع بالعبرانية و عدتهم و قد أثبته على لفظه و كان فيما قرأه أنه يبعث من ولد
إسماعيل في التوراة أشموعيل يسمى مامد يعني محمدا ص يكون سيدا و يكون من آله اثنا
عشر رجلا أئمة و سادة يقتدى بهم و أسماؤهم تقوبيت قيذوا ذبيرا مفسورا مسموعا دوموه
مثبو هذار يثمو بطور نوقس قيدموا و سئل هذا اليهودي عن هذه الأسماء في أي سورة هي
فذكر أنها في مشلى سليمان يعني في قصة سليمان ع و قرأ منها أيضا قوله و ليشمعيل
شمعتيخا هنيي برختي أوتو و هيفريتي أوتو و هيريتي أتو بمئدمئد شنيم عاسار نسيئيم
يولد ونتتيو لغوي غادل.
و قال تفسير هذا الكلام أنه يخرج من
صلب إسماعيل ولد مبارك عليه صلاتي و عليه رحمتي يلد من آله اثنا عشر رجلا يرتفعون
و يبجلون و يرتفع اسم هذا الرجل و يجل و يعلو ذكره
و قرأ هذا الكلام و التفسير على موسى
بن عمران بن زكريا اليهودي فصححه و قال فيه إسحاق بن إبراهيم بن بختويه اليهودي
الفسوي مثل ذلك و قال سليمان بن داود النوبنجاني مثل ذلك فما بعد شهادة كتاب الله
عز و جل و رواية الشيعة عن نبيها و أئمتها و رواية العامة من طرقها عن رجالها و
شهادة الكتب المتقدمة و أهلها بصحة أمر الأئمة الاثني عشر لمسترشد مرتاد طالب أو
معاند جاحد من حجة تجب و برهان يظهر و حق يلزم أن في هذا كفاية و مقنعا و معتبرا و
دليلا و برهانا لمن هداه الله إلى نوره و دله على دينه الذي ارتضاه و أكرم به
أولياءه و حرمه أعداءه بمعاندتهم من اصطفاه و إيثار كل امرئ هواه و إقامته عقله
إماما و هاديا و مرشدا دون الأئمة الهادين الذين ذكرهم الله في كتابه لنبيه ص-
إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ في كل زمان إمام يهدي به الله من
اتبعه و اقتدى به دون من خالفه و جحده و اعتمد على عقله و رأيه و قياسه و أنه
موكول إليها بإيثاره لها جعلنا الله بما يرتضيه عاملين و بحججه معتصمين و لهم
متبعين و لقولهم مسلمين و إليهم رادين و منهم مستنبطين و عنهم آخذين و معهم
محشورين و في مداخلهم مدخلين إنه جواد كريم.
محصلة ما ذكره النعماني رحمه الله في
هذا المعنى يمكن تلخيصها بالنقاط الجوهرية التالية:
دلالة التوراة على الأئمة الاثني
عشر: النعماني يشير إلى أن في التوراة ما يدل على ولادة اثني عشر رجلاً من نسل
إسماعيل عليهم السلام، واعتبارهم أئمة وسادة يُقتدى بهم، وقد رُوِي ذلك من خلال ما
ورد في السفر الأول، بعد قصة سارة، حيث خاطب الله إبراهيم عليه السلام: «وقد أجبت
دعاءك في إسماعيل… وسيلد اثني عشر عظيماً أجعلهم أئمة».
تواتر الروايات اليهودية: عبد الحليم
بن الحسين السمري قرأ على النعماني ما أملاه عليه يهودي من علماء اليهود، وأثبت
أسماء الأئمة الاثني عشر بالعبرانية كما هي في النصوص، وذكر أن هؤلاء الأئمة
سيظهرون من صلب إسماعيل، ويكون لهم شأن عظيم واتباع ووجاهة بين الناس.
تأكيد العلماء اليهودي على صحة
المعنى: يذكر النعماني أن علماء يهود آخرين مثل موسى بن عمران، إسحاق بن إبراهيم
بن بختويه، وسليمان بن داود النوبنجاني صححوا هذا المعنى وأكدوا دلالته على أن
يولد من صلب إسماعيل اثني عشر رجلاً أئمة.
الحق المستدل به: هذا النص، إلى جانب
ما ورد في كتاب الله عز وجل، وروايات النبي ﷺ، وروايات الشيعة والجماعة عن أئمتهم،
يشكل دليلاً قاطعاً على إثبات الإمامة للأئمة الاثني عشر من أهل البيت عليهم
السلام.
الدلالة العملية: النعماني يربط هذا
بالتوجيه العملي للمؤمنين: الاقتداء بهؤلاء الأئمة، وأخذ الهداية منهم، والاعتصام
بحججهم، والاتباع لهم، والرد إليهم في الشريعة والعقيدة، مع الاعتبار لمن خالفهم
أو جحد حقهم.
النصوص اليهودية والتوراة تشير صراحة
إلى ولادة اثني عشر إماماً من نسل إسماعيل،وهؤلاء الأئمة هم الذين نصّ عليهم الله
في الكتاب والسنة،وتأكيد هذا يثبت حجة الإمامة للأئمة الاثني عشر ويقوي الدليل على
وجوب اتباعهم والاقتداء بهم.
39- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنُ عُقْدَةَ قَالَ حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَزْدِيِّ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ
إِحْدَى وَ ثَمَانِينَ وَ مِائَتَيْنِ قَالَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ
الطَّوِيلُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ سَيْرٍ عَنْ مُوسَى بْنِ بَكْرٍ الْوَاسِطِيِّ عَنِ
الْفُضَيْلِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام فِي قَوْلِهِ إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ
لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ قَالَ كُلُّ إِمَامٍ هَادٍ لِلْقَرْنِ الَّذِي هُوَ فِيهِمْ.
القواعد العقائدية المستخلصة من الحديث
القاعدة الاولى: النبوة والامامة
حقيقة إلهية مستمرة
الحديث يقر بأن كل قرن له إمام هادٍ،
وهو دليل على أن الهدى الإلهي لا ينقطع بعد النبي، بل يستمر عبر الأئمة المعصومين
عليهم السلام.
القاعدة الثانية:اختصاص الهداية بالإمام
لكل زمن:
الإمامة مرتبطة بالقرن (العصر) الذي
يعيش فيه، أي أن كل أمة أو جيل له من يهديهم من عند الله، وهذا يؤكد خصوصية كل
إمام لزمانه ومكانه.
القاعدة الثالثة:تفرّد الإمام
بالولاية والهدى:
الحديث يعترف بأن الإمام ليس مجرد
عالم أو قائد بشري، بل مرشد موكّل من الله، أي أن هدايته مصدرها إلهي لا بشري.
القاعدة الرابعة:استمرارية الرسالة
الإلهية:
عبارة "لكل قوم هادٍ" تؤكد
أن الله لا يترك عباده بلا هادٍ، وهذا أصل عقائدي في أصول الإمامة عند الشيعة: كل
زمان له إمام معصوم يهدي الناس.
القاعدة الاولى :توجيه القلب إلى
الإمام
الإيمان بأن لكل قرن إمام هادٍ يدعو
الإنسان إلى اتباع الهادي والاقتداء به روحياً، لأن الهداية مرتبطة بالانصياع
للإمام.
القاعدة الثانية: إدراك خصوصية زمانه
ومكانه
الروحانية تعني معرفة أن لكل زمن
هادي خاص به، فلا يجوز الخلط بين أجيال أو توقيتات الهداية، وهذا يزرع التواضع
والتقوى.
القاعدة الثالثة:الثقة المطلقة
بالهداية الإلهية
معرفة أن الإمام مرشد من عند الله
تمنح الإنسان راحة نفسية وسكينة قلبية، لأنها تبطل الشعور بالضياع أو الانقطاع عن
الله.
القاعدة الرابعة: الارتباط بالحق الدائم
الروحانية الحقة تنبع من الاعتقاد
بأن الحق موجود دائمًا في الهادي لكل جيل، مما يقود إلى حب الله وولاء الإمام
واتباع نهجه.
القاعدة الخامسة: الوعي بالمسؤولية
الفردية
بما أن كل إنسان مرتبط بالإمام الذي
في زمانه، فهذا يحث الروح على الاجتهاد في الطاعة والاقتداء بالهادي، وعدم
الاكتفاء بالماضي أو الأمثال السابقة فقط.
40- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنُ عُقْدَةَ قَالَ حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَزْدِيُّ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ
إِحْدَى وَ سِتِّينَ وَ مِائَتَيْنِ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ
رِبَاطٍ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْقَصِيرِ عَنْ
أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ ع فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى- إِنَّما أَنْتَ
مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص الْمُنْذِرُ وَ عَلِيٌّ
الْهَادِي أَمَا وَ اللَّهِ مَا ذَهَبَتْ مِنَّا وَ مَا زَالَتْ فِينَا إِلَى
السَّاعَةِ.
القواعد العقائدية المستخلصة من الحديث
القاعدة الاولى: كل زمن يكون له إمام
هادٍ معين من أهل بيت النبي صلّى الله عليه وآله، وهو الهادي لقومه في زمانه.
القاعدة الثانية: الإمام الهادي لا
يزول عن الأمة إلى يوم القيامة، أي أن الإمامة مستمرة بوجود أهل البيت عليهم
السلام حتى نهاية العالم.
القاعدة الثالثة: الربط بين النبي
صلّى الله عليه وآله (المنذر) وبين الإمام علي عليه السلام (الهادي) يوضح توارث
القيادة والهداية في الأمة عبر الإمامة، كل في زمنه.
فصل في ما روي
أن الأئمة اثنا عشر من طريق العامة و ما يدل عليه من القرآن و التوراة
القواعد العقائدية
المستخلصة من الحديث
القواعد العقائدية
المستخلصة من الحديث
القاعدة الروحية
المقرّرة في الحديث
القواعد العقائدية
المستخلصة من الحديث
القواعد العقائدية
المستخلصة من الحديث
القواعد العقائدية
المستخلصة من الحديث
القواعد العقائدية
المستخلصة من الحديث
القواعد العقائدية
المستخلصة من الحديث
القواعد العقائدية
المستخلصة من الحديث
فحوى تعليقة النعماني
رحمه الله
ذكر النعماني شواهد من التوراة على المطلوب
القواعد العقائدية
المستخلصة من الحديث
القواعد العقائدية
المستخلصة من الحديث

تعليقات
إرسال تعليق