القائمة الرئيسية

الصفحات

معالم الانتظار الباب الرابع







 


 

معالم الانتظار

القواعد العقائدية والآداب الروحية من كتاب الغيبة للنعماني رحمه الله

الباب الرابع

 

 

 

باب 4 : ما روي في أن الأئمة اثنا عشر إماما و أنهم من الله و باختياره

الحديث الاول

 

1- أَخْبَرَنَا أَبُو سُلَيْمَانَ أَحْمَدُ بْنُ هَوْذَةَ أَبِي هَرَاسَةَ الْبَاهِلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ النَّهَاوَنْدِيُّ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَ سَبْعِينَ وَ مِائَتَيْنِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَمَّادٍ الْأَنْصَارِيُّ سَنَةَ تِسْعٍ وَ عِشْرِينَ وَ مِائَتَيْنِ قَالَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ شِمْرٍ عَنِ الْمُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ يَرْفَعُهُ قَالَ أَتَى جَبْرَئِيلُ النَّبِيَّ ص فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَأْمُرُكَ أَنْ تُزَوِّجَ فَاطِمَةَ مِنْ عَلِيٍّ أَخِيكَ فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِلَى عَلِيٍّ عليه السلام  فَقَالَ لَهُ يَا عَلِيُّ إِنِّي مُزَوِّجُكَ فَاطِمَةَ ابْنَتِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ وَ أَحَبَّهُنَّ إِلَيَّ بَعْدَكَ وَ كَائِنٌ مِنْكُمَا سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَ الشُّهَدَاءُ الْمُضَرَّجُونَ الْمَقْهُورُونَ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِي وَ النُّجَبَاءُ الزُّهْرُ الَّذِينَ يُطْفِئُ اللَّهُ بِهِمُ الظُّلْمَ وَ يُحْيِي بِهِمُ الْحَقَّ وَ يُمِيتُ بِهِمُ الْبَاطِلَ عِدَّتُهُمْ عِدَّةُ أَشْهُرِ السَّنَةِ آخِرُهُمْ يُصَلِّي عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عليه السلام خَلْفَهُ.

 

القواعد العقائدية المستخلصة من الحديث

 

القاعدة: الإمامة والولاية تكليفٌ إلهي مباشر، لا اختيار بشري.

القاعدة: نسل عليٍّ وفاطمة (عليه السلام) هو الامتداد الإلهي الذي يحفظ الدين ويُبقي الحق.

القاعدة: الأئمة هم وسائل الله لإطفاء الظلم وإحياء الحق وإماتة الباطل.

القاعدة: الارتباط التشريعي مع التكويني عدد الأئمة مساوٍ لعدد أشهر السنة (اثنا عشر إماماً).

 

القاعدة الروحية المقرّرة في الحديث

 

القاعدة: الطاعة المطلقة لوصيّ النبي (صلى الله عليه واله) امتداد لطاعة النبي نفسه.

القاعدة: محبة فاطمة وعليٍّ وذريتهما سبيل النجاة والالتحاق بركب الحق.

القاعدة: الصبر على الظلم والاضطهاد في سبيل الله علامة الرسوخ في الولاية.

القاعدة:التهيؤ للارتباط بالإمام المهدي عجل الله فرجه عنوان التربية الإيمانية الصادقة.


الحديث الثاني

 2- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ الْمَوْصِلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو هَاشِمٍ دَاوُدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْجَعْفَرِيُّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ع عَنْ آبَائِهِ ع قَالَ أَقْبَلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ص ذَاتَ يَوْمٍ وَ مَعَهُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ وَ سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ وَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ مُتَّكِئٌ عَلَى يَدِ سَلْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ فَجَلَسَ إِذْ أَقْبَلَ رَجُلٌ حَسَنُ الْهَيْئَةِ وَ اللِّبَاسِ فَسَلَّمَ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَ جَلَسَ بَيْنَ يَدَيْهِ وَ قَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَسْأَلُكَ عَنْ ثَلَاثِ مَسَائِلَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ سَلْنِي عَمَّا بَدَا لَكَ فَقَالَ الرَّجُلُ أَخْبِرْنِي عَنِ الْإِنْسَانِ إِذَا نَامَ أَيْنَ تَذْهَبُ رُوحُهُ وَ عَنِ الرَّجُلِ كَيْفَ يَذْكُرُ وَ يَنْسَى وَ عَنِ الرَّجُلِ كَيْفَ يُشْبِهُ وَلَدُهُ الْأَعْمَامَ وَ الْأَخْوَالَ فَالْتَفَتَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع إِلَى الْحَسَنِ وَ قَالَ أَجِبْهُ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ فَقَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ ع لِلرَّجُلِ أَمَّا مَا سَأَلْتَ عَنْهُ عَنْ أَمْرِ الرَّجُلِ إِذَا نَامَ أَيْنَ تَذْهَبُ رُوحُهُ فَإِنَّ رُوحَهُ مُعَلَّقَةٌ بِالرِّيحِ وَ الرِّيحُ بِالْهَوَاءِ مُعَلَّقَةٌ إِلَى وَقْتِ مَا يَتَحَرَّكُ صَاحِبُهَا بِالْيَقَظَةِ فَإِنْ أَذِنَ اللَّهُ تَعَالَى بِرَدِّ تِلْكَ الرُّوحِ عَلَى ذَلِكَ الْبَدَنِ جَذَبَتْ تِلْكَ الرُّوحُ الرِّيحَ وَ جَذَبَتِ الرِّيحُ الْهَوَاءَ فَاسْتَكَنَتْ فِي بَدَنِ صَاحِبِهَا وَ إِنْ لَمْ يَأْذَنِ اللَّهُ بِرَدِّ تِلْكَ الرُّوحِ عَلَى ذَلِكَ الْبَدَنِ جَذَبَ الْهَوَاءُ الرِّيحَ وَ جَذَبَتِ الرِّيحُ الرُّوحَ فَلَا تُرَدُّ عَلَى صَاحِبِهَا إِلَى وَقْتِ مَا يُبْعَثُ-وَ أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ أَمْرِ الذُّكْرِ وَ النِّسْيَانِ فَإِنَّ قَلْبَ الْإِنْسَانِ فِي حُقٍّ وَ عَلَى الْحُقِّ طَبَقٌ فَإِذَا هُوَ صَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَاةً تَامَّةً انْكَشَفَ ذَلِكَ الطَّبَقُ عَنْ ذَلِكَ الْحُقِّ فَأَضَاءَ الْقَلْبُ وَ ذَكَرَ الرَّجُلُ مَا نَسِيَ وَ إِنْ هُوَ لَمْ يُصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ أَوِ انْتَقَصَ مِنَ الصَّلَاةِ عَلَيْهِمْ وَ أَغْضَى عَنْ بَعْضِهَا انْطَبَقَ ذَلِكَ الطَّبَقُ عَلَى الْحُقِّ فَأَظْلَمَ الْقَلْبُ وَ سَهَا الرَّجُلُ وَ نَسِيَ مَا كَانَ يَذْكُرُهُ وَ أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ أَمْرِ الْمَوْلُودِ يُشْبِهُ الْأَعْمَامَ وَ الْأَخْوَالَ فَإِنَّ الرَّجُلَ إِذَا أَتَى أَهْلَهُ فَجَامَعَهَا بِقَلْبٍ سَاكِنٍ وَ عُرُوقٍ هَادِئَةٍ وَ بَدَنٍ غَيْرِ مُضْطَرِبٍ اسْتَكَنَتْ تِلْكَ النُّطْفَةُ فِي جَوْفِ الرَّحِمِ فَخَرَجَ الْمَوْلُودُ يُشْبِهُ أَبَاهُ وَ أُمَّهُ وَ إِنْ هُوَ أَتَى زَوْجَتَهُ بِقَلْبٍ غَيْرِ سَاكِنٍ وَ عُرُوقٍ غَيْرِ هَادِئَةٍ وَ بَدَنٍ مُضْطَرِبٍ اضْطَرَبَتْ تِلْكَ النُّطْفَةُ فَوَقَعَتْ فِي حَالِ اضْطِرَابِهَا عَلَى بَعْضِ الْعُرُوقِ فَإِنْ وَقَعَتْ عَلَى عِرْقٍ مِنْ عُرُوقِ الْأَعْمَامِ أَشْبَهَ الْمَوْلُودُ أَعْمَامَهُ وَ إِنْ وَقَعَتْ عَلَى عِرْقٍ مِنْ عُرُوقِ الْأَخْوَالِ أَشْبَهَ الْوَلَدُ أَخْوَالَهُ فَقَالَ الرَّجُلُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ لَمْ أَزَلْ أَشْهَدُ بِهَا وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ ص وَ لَمْ أَزَلْ أَشْهَدُ بِهَا وَ أَقُولُهَا وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ وَصِيُّ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ الْقَائِمُ بِحُجَّتِهِ وَ لَمْ أَزَلْ أَشْهَدُ بِهَا وَ أَقُولُهَا وَ أَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ قَالَ أَشْهَدُ أَنَّكَ وَصِيُّهُ وَ الْقَائِمُ بِحُجَّتِهِ وَ لَمْ أَزَلْ أَقُولُهَا وَ أَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى الْحَسَنِ ع وَ أَشْهَدُ عَلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ أَنَّهُ وَصِيُّهُ وَ الْقَائِمُ بِحُجَّتِهِ وَ لَمْ أَزَلْ أَقُولُهَا وَ أَشْهَدُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ أَنَّهُ الْقَائِمُ بِأَمْرِ الْحُسَيْنِ وَ أَشْهَدُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ أَنَّهُ الْقَائِمُ بِأَمْرِ عَلِيٍّ وَ أَشْهَدُ عَلَى جَعْفَرٍ أَنَّهُ الْقَائِمُ بِأَمْرِ مُحَمَّدٍ وَ أَشْهَدُ عَلَى مُوسَى أَنَّهُ الْقَائِمُ بِأَمْرِ جَعْفَرٍ وَ أَشْهَدُ عَلَى عَلِيٍ

أَنَّهُ وَلِيُّ مُوسَى وَ أَشْهَدُ عَلَى مُحَمَّدٍ أَنَّهُ الْقَائِمُ بِأَمْرِ عَلِيٍّ وَ أَشْهَدُ عَلَى عَلِيٍّ أَنَّهُ الْقَائِمُ بِأَمْرِ مُحَمَّدٍ وَ أَشْهَدُ عَلَى الْحَسَنِ أَنَّهُ الْقَائِمُ بِأَمْرِ عَلِيٍّ وَ أَشْهَدُ عَلَى رَجُلٍ مِنْ وُلْدِ الْحُسَيْنِ لَا يُسَمَّى وَ لَا يُكَنَّى حَتَّى يُظْهِرَ اللَّهُ أَمْرَهُ يَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلًا وَ قِسْطاً كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً وَ ظُلْماً وَ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ ثُمَّ قَامَ فَمَضَى فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ لِلْحَسَنِ عليه السلام يَا أَبَا مُحَمَّدٍ اتَّبِعْهُ فَانْظُرْ أَيْنَ يَقْصِدُ قَالَ فَخَرَجْتُ فِي أَثَرِهِ فَمَا كَانَ إِلَّا أَنْ وَضَعَ رِجْلَهُ خَارِجَ الْمَسْجِدِ حَتَّى مَا دَرَيْتُ أَيْنَ أَخَذَ مِنَ الْأَرْضِ فَرَجَعْتُ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام فَأَعْلَمْتُهُ فَقَالَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ تَعْرِفُهُ قُلْتُ لَا وَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَعْلَمُ فَقَالَ هُوَ الْخَضِرُ عليه السلام.

 


القواعد العقائدية المستخلصة من هذا الحديث

القاعدة: الأرواح بيد الله، يردّها متى شاء ويقبضها متى شاء.

القاعدة: الصلاة على محمد وآل محمد نور للقلب وسبب لذكر الإنسان وزوال النسيان.

القاعدة: شبه الأولاد بالآباء والأخوال والأعمام يجري بتقدير إلهي عبر الأسباب الطبيعية.

القاعدة: الإمامة منصب متسلسل إلهي من أمير المؤمنين عليه السلام  إلى المهدي المنتظر عليه السلام.

 

القاعدة: الإمام المهدي عجل الله فرجه لا يُسمّى ولا يُكنّى باسمه حتى يظهر الله أمره ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً.

 

القواعد الروحية والتربوية

 

القاعدة: اليقظة والعودة إلى الحياة نعمة تستدعي شكر الله واستحضار مراقبته.

القاعدة: الذكر القلبي يزداد بالصلاة التامة على محمد وآله، والنسيان ثمرة الغفلة عنهم.

القاعدة: صفاء القلب وسكينة البدن شرط في نقاء الذرية وصلاح الأولاد.

القاعدة: معرفة الأئمة واحداً بعد واحدٍ بيعة قلبية وروحية متجددة مع الحق.

القاعدة: ظهور الإمام المهدي ثمرة الانتظار الصادق وتطلع الموالين لعدل الله في الأرض.

 

الحديث الثالث

3- وَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْكُلَيْنِيُّ عَنْ عِدَّةٍ مِنْ رِجَالِهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الْبَرْقِيِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ الْجَرِيشِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ع عَنْ آبَائِهِ ع أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع قَالَ لِابْنِ عَبَّاسٍ إِنَّ لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي كُلِّ سَنَةٍ وَ إِنَّهُ يُنْزَلُ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ أَمْرُ السَّنَةِ وَ مَا قُضِيَ فِيهَا وَ لِذَلِكَ الْأَمْرِ وُلَاةٌ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ ص فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ مَنْ هُمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ أَنَا وَ أَحَدَ عَشَرَ مِنْ صُلْبِي أَئِمَّةٌ مُحَدَّثُونَ.


 

القواعد العقائدية المستخلصة من هذا الحديث

 

القاعدة: ليلة القدر تتكرر في كل سنة ولا تنحصر في زمن النبي صلى الله عليه وآله.

القاعدة: في ليلة القدر يُنزَّل أمر السنة وما قُدّر فيها.

القاعدة: لهذا الأمر ولاة منصوصون بعد رسول الله صلى الله عليه وآله.

القاعدة: ولاة الأمر هم علي عليه السلام وأحد عشر إمامًا من صلبه، وعددهم اثنا عشر إمامًا.

القاعدة: الأئمة عليهم السلام محدَّثون، يتلقون العلم الإلهي بغير وحي النبوة.

 

القواعد الروحية التربوية

 

القاعدة: استحضار ليلة القدر سنويًا يربط المؤمن بمقام الإمامة والولاية.

القاعدة: اليقين بأن تدبير السنة بيد الله يورث الطمأنينة والتسليم.

القاعدة: الاقتران بولاة الأمر في ليلة القدر عبادة قلبية وروحية متجددة.

القاعدة: العلم بأن الأئمة عليهم السلام  محدَّثون يعلّم المؤمن الثقة بتوجيهاتهم والالتزام بسلوكهم.


 

الحديث الرابع

4- وَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ قَالَ حَدَّثَنِي نَصْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ قَابُوسَ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ السِّنْدِيِّ عَنْ أَبِي دَاوُدَ الْمُسْتَرِقِّ عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ مَالِكٍ الْجُهَنِيِّ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِيرَةِ عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ قَالَ أَتَيْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيّاً ع ذَاتَ يَوْمٍ فَوَجَدْتُهُ مُفَكِّراً يَنْكُتُ فِي الْأَرْضِ فَقُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ تَنْكُتُ فِي الْأَرْضِ أَ رَغْبَةً مِنْكَ فِيهَا فَقَالَ لَا وَ اللَّهِ مَا رَغِبْتُ فِيهَا وَ لَا فِي الدُّنْيَا سَاعَةً قَطُّ وَ لَكِنَّ فِكْرِي فِي مَوْلُودٍ يَكُونُ مِنْ ظَهْرِي هُوَ الْمَهْدِيُّ الَّذِي يَمْلَأُهَا قِسْطاً وَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَ جَوْراً تَكُونُ لَهُ حَيْرَةٌ وَ غَيْبَةٌ يَضِلُّ فِيهَا أَقْوَامٌ وَ يَهْتَدِي فِيهَا آخَرُونَ فَقُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَكَمْ تَكُونُ تِلْكَ الْحَيْرَةُ وَ الْغَيْبَةُ فَقَالَ سَبْتٌ مِنَ الدَّهْرِ فَقُلْتُ إِنَّ هَذَا لَكَائِنٌ فَقَالَ نَعَمْ كَمَا أَنَّهُ مَخْلُوقٌ قُلْتُ أُدْرِكُ ذَلِكَ الزَّمَانَ فَقَالَ أَنَّى لَكَ يَا أَصْبَغُ بِهَذَا الْأَمْرِ أُولَئِكَ خِيَارُ هَذِهِ الْأُمَّةِ مَعَ أَبْرَارِ هَذِهِ الْعِتْرَةِ فَقُلْتُ ثُمَّ مَا ذَا يَكُونُ بَعْدَ ذَلِكَ قَالَ يَفْعَلُ اللَّهُ ما يَشاءُ فَإِنَّ لَهُ إِرَادَاتٍ وَ غَايَاتٍ وَ نِهَايَاتٍ.


 

القواعد العقائدية المستخلصة من هذا الحديث

القاعدة: المهدي عجل الله فرجه من نسل أمير المؤمنين عليه السلام.

القاعدة: وظيفة المهدي عجل الله فرجه أن يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت ظلماً وجوراً.

القاعدة: للمهدي عجل الله فرجه غيبة وحيرة يضل فيها أقوام ويهتدي فيها آخرون.

القاعدة: أمر الغيبة واقع محتوم كما أن خلق المهدي عجل الله فرجه واقع محتوم.

القاعدة: اختيار الله في أمر النهاية والإرادة والمشيئة المطلقة فوق كل تقدير.

 

القواعد الروحية التربوية

 

القاعدة: الزهد في الدنيا علامة قلبية تمهّد للتفكر في أمر الآخرة والإمام.

القاعدة: المؤمن المخلص ينتظر زمن الغيبة، فيُبتلى بالثبات أو بالضلال.

القاعدة: التمييز بين خيار الأمة وأبرار العترة يكون في زمن الغيبة.

القاعدة: التسليم لإرادة الله في الغايات والنهايات عبادة قلبية وتربية روحية.

 

الحديث الخامس

 5- وَ حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُمِّيُّ أَبُو الْقَاسِمِ بِشِيرَازَ سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَ ثَلَاثِمِائَةٍ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَشْعَرِيُّ عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ع قَالَ قَالَ أَبِي لِجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً فَمَتَى يَخِفُّ عَلَيْكَ أَنْ أَخْلُوَ بِكَ فِيهَا فَأَسْأَلَكَ عَنْهَا قَالَ جَابِرٌ فِي أَيِّ الْأَوْقَاتِ أَحْبَبْتَ فَخَلَا بِهِ أَبِي يَوْماً فَقَالَ لَهُ يَا جَابِرُ أَخْبِرْنِي عَنِ اللَّوْحِ الَّذِي رَأَيْتَهُ بِيَدِ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ عَمَّا أَخْبَرَتْكَ أُمِّي فَاطِمَةُ بِهِ مِمَّا فِي ذَلِكَ اللَّوْحِ مَكْتُوبٌ فَقَالَ جَابِرٌ أُشْهِدُ اللَّهَ لَا شَرِيكَ لَهُ أَنِّي دَخَلْتُ عَلَى أُمِّكَ فَاطِمَةَ عليها السلام  فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه واله  فَهَنَّيْتُهَا بِوِلَادَةِ الْحُسَيْنِ عليه السلام وَ رَأَيْتُ فِي يَدِهَا لَوْحاً أَخْضَرَ ظَنَنْتُ أَنَّهُ مِنْ زُمُرُّدٍ وَ رَأَيْتُ فِيهِ كِتَابَةً بَيْضَاءَ شَبِيهَةً بِنُورِ الشَّمْسِ فَقُلْتُ لَهَا بِأَبِي أَنْتِ وَ أُمِّي مَا هَذَا اللَّوْحُ فَقَالَتْ هَذَا لَوْحٌ أَهْدَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَى رَسُولِهِ ص فِيهِ اسْمُ أَبِي وَ اسْمُ بَعْلِي وَ اسْمُ وَلَدَيَّ وَ اسْمُ الْأَوْصِيَاءِ مِنْ وُلْدِي أَعْطَانِيهِ أَبِي لِيُبَشِّرَنِي بِذَلِكَ قَالَ جَابِرٌ فَدَفَعَتْهُ إِلَيَّ أُمُّكَ فَاطِمَةُ عليها السلام  فَقَرَأْتُهُ وَ نَسَخْتُهُ فَقَالَ لَهُ أَبِي عليه السلام  يَا جَابِرُ فَهَلْ لَكَ أَنْ تَعْرِضَهُ عَلَيَّ قَالَ نَعَمْ فَمَشَى مَعَهُ أَبِي إِلَى مَنْزِلِهِ فَأَخْرَجَ أَبِي صَحِيفَةً مِنْ رَقٍّ فَقَالَ يَا جَابِرُ انْظُرْ فِي كِتَابِكَ حَتَّى أَقْرَأَ أَنَا عَلَيْكَ فَقَرَأَهُ أَبِي عَلَيْهِ فَمَا خَالَفَ حَرْفٌ حَرْفاً فَقَالَ جَابِرٌ فَأُشْهِدُ اللَّهَ أَنِّي هَكَذَا رَأَيْتُهُ فِي اللَّوْحِ مَكْتُوباً- بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ هَذَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ لِمُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ وَ نُورِهِ وَ حِجَابِهِ وَ سَفِيرِهِ وَ دَلِيلِهِ- نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ مِنْ عِنْدِ رَبِّ الْعَالَمِينَ يَا مُحَمَّدُ عَظِّمْ أَسْمَائِي وَ اشْكُرْ نَعْمَائِي وَ لَا تَجْحَدْ آلَائِي إِنِّي أَنَا اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا قَاصِمُ الْجَبَّارِينَ وَ مُدِيلُ الْمَظْلُومِينَ وَ دَيَّانُ يَوْمِ الدِّينِ وَ إِنِّي أَنَا اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَمَنْ رَجَا غَيْرَ فَضْلِي أَوْ خَافَ غَيْرَ عَدْلِي عَذَّبْتُهُ عَذاباً لا أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِنَ الْعالَمِينَ فَإِيَّايَ فَاعْبُدْ وَ عَلَيَّ فَتَوَكَّلْ إِنِّي لَمْ أَبْعَثْ نَبِيّاً فَأُكْمِلَتْ أَيَّامُهُ وَ انْقَضَتْ مُدَّتُهُ إِلَّا جَعَلْتُ لَهُ وَصِيّاً وَ إِنِّي فَضَّلْتُكَ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ وَ فَضَّلْتُ وَصِيَّكَ عَلَى الْأَوْصِيَاءِ وَ أَكْرَمْتُكَ بِشِبْلَيْكَ وَ سِبْطَيْكَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ فَجَعَلْتُ الْحَسَنَ مَعْدِنَ عِلْمِي بَعْدَ انْقِضَاءِ مُدَّةِ أَبِيهِ وَ جَعَلْتُ حُسَيْناً مَعْدِنَ وَحْيِي فَأَكْرَمْتُهُ بِالشَّهَادَةِ وَ خَتَمْتُ لَهُ بِالسَّعَادَةِ فَهُوَ أَفْضَلُ مَنِ اسْتُشْهِدَ فِيَّ وَ أَرْفَعُ الشُّهَدَاءِ دَرَجَةً عِنْدِي جَعَلْتُ كَلِمَتِيَ التَّامَّةَ مَعَهُ وَ حُجَّتِيَ الْبَالِغَةَ عِنْدَهُ بِعِتْرَتِهِ أُثِيبُ وَ أُعَاقِبُ أَوَّلُهُمْ عَلِيٌّ سَيِّدُ الْعَابِدِينَ وَ زَيْنُ أَوْلِيَائِيَ الْمَاضِينَ وَ ابْنُهُ سَمِيُّ جَدِّهِ الْمَحْمُودِ مُحَمَّدٌ الْبَاقِرُ لِعِلْمِي وَ الْمَعْدِنُ لِحِكْمَتِي سَيَهْلِكُ الْمُرْتَابُونَ فِي جَعْفَرٍ الرَّادُّ عَلَيْهِ كَالرَّادِّ عَلَيَّ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأُكْرِمَنَّ مَثْوَى جَعْفَرٍ وَ لَأَسُرَّنَّهُ فِي أَشْيَاعِهِ وَ أَنْصَارِهِ وَ أَوْلِيَائِهِ أُتِيحَتْ بَعْدَهُ فِتْنَةٌ عَمْيَاءُ حِنْدِسٌ لِأَنَّ خَيْطَ فَرْضِي لَا يَنْقَطِعُ وَ حُجَّتِي لَا تَخْفَى وَ إِنَّ أَوْلِيَائِي بِالْكَأْسِ الْأَوْفَى يُسْقَوْنَ أَبْدَالُ الْأَرْضِ أَلَا وَ مَنْ جَحَدَ وَاحِداً مِنْهُمْ فَقَدْ جَحَدَنِي نِعْمَتِي وَ مَنْ غَيَّرَ آيَةً مِنْ كِتَابِي فَقَدِ افْتَرَى عَلَيَّ وَيْلٌ لِلْمُفْتَرِينَ الْجَاحِدِينَ عِنْدَ انْقِضَاءِ مُدَّةِ عَبْدِي مُوسَى وَ حَبِيبِي وَ خِيَرَتِي إِنَّ الْمُكَذِّبَ بِهِ كَالْمُكَذِّبِ بِكُلِّ أَوْلِيَائِي وَ هُوَ وَلِيِّي وَ نَاصِرِي وَ مَنْ أَضَعُ عَلَيْهِ أَعْبَاءَ النُّبُوَّةِ وَ أَمْتَحِنُهُ بِالاضْطِلَاعِ بِهَا وَ بَعْدَهُ خَلِيفَتِي عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الرِّضَا يَقْتُلُهُ عِفْرِيتٌ مُسْتَكْبِرٌ يُدْفَنُ فِي الْمَدِينَةِ الَّتِي بَنَاهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ ذُو الْقَرْنَيْنِ خَيْرُ خَلْقِي يُدْفَنُ إِلَى جَنْبِ شَرِّ خَلْقِي حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأُقِرَّنَّ عَيْنَهُ بِابْنِهِ مُحَمَّدٍ وَ خَلِيفَتِهِ مِنْ بَعْدِهِ وَ وَارِثِ عِلْمِهِ وَ هُوَ مَعْدِنُ عِلْمِي وَ مَوْضِعُ سِرِّي وَ حُجَّتِي عَلَى خَلْقِي جَعَلْتُ الْجَنَّةَ مَثْوَاهُ وَ شَفَّعْتُهُ فِي سَبْعِينَ أَلْفاً مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ كُلُّهُمْ قَدِ اسْتَوْجَبُوا النَّارَ وَ أَخْتِمُ بِالسَّعَادَةِ لِابْنِهِ عَلِيٍّ وَلِيِّي وَ نَاصِرِي- وَ الشَّاهِدِ فِي خَلْقِي وَ أَمِينِي عَلَى وَحْيِي أُخْرِجُ مِنْهُ الدَّاعِيَ إِلَى سَبِيلِي وَ الْخَازِنَ لِعِلْمِيَ الْحَسَنَ ثُمَّ أُكْمِلُ ذَلِكَ بِابْنِهِ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ عَلَيْهِ كَمَالُ مُوسَى وَ بَهَاءُ عِيسَى وَ صَبْرُ أَيُّوبَ تُسْتَذَلُّ أَوْلِيَائِي فِي زَمَانِهِ وَ تُتَهَادَى رُءُوسُهُمْ كَمَا تُتَهَادَى رُءُوسُ التُّرْكِ وَ الدَّيْلَمِ فَيُقْتَلُونَ وَ يُحْرَقُونَ وَ يَكُونُونَ خَائِفِينَ وَجِلِينَ مَرْعُوبِينَ تُصْبَغُ الْأَرْضُ مِنْ دِمَائِهِمْ وَ يَفْشُو الْوَيْلُ وَ الرَّنَّةُ فِي نِسَائِهِمْ أُولَئِكَ أَوْلِيَائِي حَقّاً وَ حَقٌّ عَلَيَّ أَنْ أَرْفَعَ عَنْهُمْ كُلَّ عَمْيَاءَ حِنْدِسٍ وَ بِهِمْ أَكْشِفُ الزَّلَازِلَ وَ أَرْفَعُ عَنْهُمُ الْآصَارَ وَ الْأَغْلَالَ- أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَ رَحْمَةٌ وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ قَالَ أَبُو بَصِيرٍ لَوْ لَمْ تَسْمَعْ فِي دَهْرِكَ إِلَّا هَذَا الْحَدِيثَ الْوَاحِدَ لَكَفَاكَ فَصُنْهُ إِلَّا عَنْ أَهْلِهِ.

 

القواعد العقائدية المستخلصة من هذا الحديث

القاعدة: الله عز وجل هو المبدأ الأعلى، قاصم الجبارين، مُديل المظلومين، ديان يوم الدين.

القاعدة: لا رجاء إلا في فضل الله، ولا خوف إلا من عدله.

القاعدة: لا نبي إلا وله وصي من بعده، فالإمامة أصل في الدين كسُنّة الأنبياء.

القاعدة: تفضيل النبي محمد صلى الله عليه وآله على جميع الأنبياء، وتفضيل وصيه على جميع الأوصياء.

القاعدة: الأئمة اثنا عشر منصوصون في اللوح، من نسل علي وفاطمة عليهما السلام.

القاعدة: الحسن عليه السلام معدن العلم بعد أبيه، والحسين عليه السلام  معدن الوحي ومظهر الشهادة والرفعة.

القاعدة: العترة الطاهرة هم الحجة البالغة، وبهم يتم الدين وتستمر كلمة الله التامة.

القاعدة: الرادّ على إمام واحد كالردّ على الله، والمنكر لواحد منهم منكر للجميع.

القاعدة: الإمامة متسلسلة لا تنقطع، وحجج الله لا تخفى على خلقه.

القاعدة: كل إمام منصوص بصفته وفضله وابتلائه حتى خاتمهم القائم المهدي عجل الله فرجه.

القاعدة: الإمام المهدي عجل الله فرجه جامع كمالات الأنبياء: كمال موسى، وبهاء عيسى، وصبر أيوب عليهم السلام.

القاعدة: نصرة أولياء الله ورفع البلاء عنهم مرتبطة بوجود الإمام الحق.

 

القواعد الروحية التربوية

 

القاعدة: عبادة الله تقوم على التوحيد الخالص، فلا رجاء إلا فيه ولا توكل إلا عليه.

القاعدة: شكر النعم والاعتراف بالآلاء سبب الثبات في الولاية.

القاعدة: تعظيم أسماء الله يُثمر طهارة القلب ونقاء العقيدة.

القاعدة: الاقتران بآل محمد طريق النجاة، والبعد عنهم هلاك وضلال.

القاعدة: معرفة الأئمة واحداً بعد واحد تربية على الطاعة واليقين.

 

القاعدة: زمن الفتن يمحّص المؤمنين ويظهر فيه صدق الموالين لأهل البيت عليهم السلام .

القاعدة: الابتلاء بالقتل والتشريد والاضطهاد سِمة أولياء الإمام الحق في زمن الغيبة.

القاعدة: الصبر على البلاء والتمسك بالولاية سبيل الفرج ورفع البلاء.

القاعدة: أولياء الإمام هم المهتدون، وعليهم صلوات ورحمة من ربهم.

القاعدة: كتمان سر أهل البيت عليهم السلام  عن غير أهله واجب روحي وتربوي لحفظ الدين.

 

الحديث السادس

6- وَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ ابْنُ عُقْدَةَ الْكُوفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ شَيْبَانَ مِنْ كِتَابِهِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَ سَبْعِينَ وَ مِائَتَيْنِ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ عليه السلام  عَنْ آبَائِهِ عليهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله إِنَّ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي اثْنَيْ عَشَرَ مُحَدَّثاً- فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ وَ كَانَ أَخَا عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليه السلام  مِنَ الرَّضَاعَةِ سُبْحَانَ اللَّهِ مُحَدَّثاً كَالْمُنْكِرِ لِذَلِكَ قَالَ فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام  فَقَالَ لَهُ أَمَا وَ اللَّهِ إِنَّ ابْنَ أُمِّكَ كَانَ كَذَلِكَ يَعْنِي عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ عليه السلام .


 

القواعد العقائدية المستخلصة من الحديث

 

القاعدة ثبوت العدد: الأئمة اثنا عشر من أهل بيت النبي ﷺ بلا زيادة ولا نقصان.

القاعدة وصفهم بالمحدَّثين: صفتهم الجامعة أنهم محدَّثون، أي ملهَمون من الله، يتلقون العلم من مصدر غيبي.

القاعدة مقام المحدَّث: الحديث يدل على أن مقام "المحدَّث" ليس خاصًا بالأنبياء، بل هو وصف لازم للأئمة بعد النبي.

القاعدة توارث الهداية: كون الإمام السجاد عليه السلام محدَّثًا شاهدٌ على أن هذه الخصوصية مستمرة في الأئمة واحدًا بعد آخر.

 

القاعدة ردّ الشبهة بالتصريح: موقف الإمام الباقر عليه السلام يكشف أن إنكار كون الأئمة محدَّثين إنكار لضرورة من ضروريات الإمامة.

القاعدة التأكيد باليمين: قول الإمام "أما والله" يدل على شدة تأكيد هذه العقيدة، وأنها ليست مجرد خبر بل حقيقة إلهية ثابتة.

القاعدة تساوي الأئمة في المقام: كما كان علي بن الحسين عليه السلام محدَّثًا، فكذلك سائر الأئمة جميعًا يشتركون في هذه الصفة.


 

القواعد الروحية التربوية المستخلصة من الحديث

 

القاعدة التسليم لقول الإمام: الواجب على المؤمن أن يقابل الأخبار الواردة عن المعصوم بالقبول والتسليم، لا بالإنكار.

 

القاعدة الاستحياء من الاعتراض: إنكار ما يقرره الإمام دليل على ضعف البصيرة، بينما الأدب الروحي يقتضي الإصغاء والتسليم.

 

القاعدة الاقتداء باليقين: الإمام الباقر عليه السلام يغرس في أتباعه اليقين بأن الهداية الإلهية مستمرة عبر أوصياء النبي.

 

القاعدة التحذير من الريب: الرواية تحمل في طيّاتها تحذيرًا من الشك أو الاستنكار لمقامات الأئمة، لأنه يؤدي إلى الخروج عن سبيل الولاية.

 

القاعدة ترسيخ مكانة الإمام السجاد عليه السلام: التذكير بمقام زين العابدين عليه السلام يُربي النفوس على احترام خطّ الإمامة بعد كربلاء وما تلاها.


 

الحديث السابع

7- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْحِمْيَرِيُّ قَالا حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ هِلَالٍ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَيْرٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَ مِائَتَيْنِ قَالَ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ غَزْوَانَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ اخْتَارَ مِنْ كُلِّ شَيْ ءٍ شَيْئاً اخْتَارَ مِنَ الْأَرْضِ مَكَّةَ وَ اخْتَارَ مِنْ مَكَّةَ الْمَسْجِدَ وَ اخْتَارَ مِنَ الْمَسْجِدِ الْمَوْضِعَ الَّذِي فِيهِ الْكَعْبَةُ وَ اخْتَارَ مِنَ الْأَنْعَامِ إِنَاثَهَا وَ مِنَ الْغَنَمِ الضَّأْنَ وَ اخْتَارَ مِنَ الْأَيَّامِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَ اخْتَارَ مِنَ الشُّهُورِ شَهْرَ رَمَضَانَ وَ مِنَ اللَّيَالِي لَيْلَةَ الْقَدْرِ وَ اخْتَارَ مِنَ النَّاسِ بَنِي هَاشِمٍ وَ اخْتَارَنِي وَ عَلِيّاً مِنْ بُنِي هَاشِمٍ وَ اخْتَارَ مِنِّي وَ مِنْ عَلِيٍّ الْحَسَنَ وَ الْحُسَيْنَ وَ يُكْمِلُهُ اثْنَيْ عَشَرَ إِمَاماً مِنْ وُلْدِ الْحُسَيْنِ تَاسِعُهُمْ بَاطِنُهُمْ وَ هُوَ ظَاهِرُهُمْ وَ هُوَ أَفْضَلُهُمْ وَ هُوَ قَائِمُهُمْ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ فِي حَدِيثِهِ يَنْفُونَ عَنْهُ تَحْرِيفَ الْغَالِينَ وَ انْتِحَالَ الْمُبْطِلِينَ وَ تَأْوِيلَ الْجَاهِلِينَ وَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ وَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ هِلَالٍ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ

غَزْوَانَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ اخْتَارَنِي الْحَدِيثَ.

 

القواعد العقائدية المستخلصة من الحديث

 

القاعدة سُنّة الاصطفاء: الله تعالى يجري سنّته باختيار الصفوة من كل جنس (أرضًا، زمانًا، إنسانًا)، مما يدل على مركزية الاصطفاء في النظام الإلهي.

 

القاعدة الاصطفاء المكاني: تميّز مكة عن سائر الأرض، والكعبة عن سائر المواضع، دليل على أن لله بقاعًا مقدّسة جعلها مركزًا للتوحيد.

 

القاعدة الاصطفاء الزماني: تفضيل الجمعة ورمضان وليلة القدر يبيّن أن الزمان كسائر المخلوقات يخضع للاختيار الإلهي، لا للإنسان.

 

القاعدة الاصطفاء النسَبي: الله اختار بني هاشم من سائر البشر، وأخرج منهم النبي ﷺ ووصيَّه عليًّا عليه السلام.

 

القاعدة الامتداد الإمامي: من النبي وعلي إلى الحسنين، ثم إلى اثني عشر إمامًا من نسل الحسين، وهذا يرسّخ قاعدة الإمامة المتسلسلة.

 

القاعدة التاسع من ولد الحسين عليه السلام : هو الإمام المهدي عجل الله فرجه، وهو الظاهر والباطن وأفضلهم، وقائمهم الذي يُقيم الحق.

 

القاعدة حماية الدين: وظيفة الأئمة نفي تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين، فهم صمّام أمان العقيدة.

 


القواعد الروحية التربوية المستخلصة من الحديث

 

القاعدة الارتباط بالصفوة: على المؤمن أن يتوجّه دائمًا إلى ما اصطفاه الله (مكانًا وزمانًا وإنسانًا)، فالقرب منهم قرب من الله.

 

القاعدة التربية على التمييز: معرفة أن الله يختار الأفضل من كل شيء تُربّي في النفس الميل إلى طلب الأكمل والأطهر في الحياة.

 

القاعدة الاقتداء بأهل البيت: الإيمان بأنهم المصطفَون يفرض على المؤمن محبّتهم واتباعهم بلا تردّد.

 

القاعدة الانتظار الواعي: معرفة أن التاسع من ولد الحسين هو القائم تربّي النفوس على الصبر وانتظار المخلِّص الإلهي.

 

القاعدة الحذر من الانحراف: الغلوّ، الانتحال، والتأويل الباطل أخطر الأدواء، ولا يُعصم منها إلا بالرجوع إلى الأئمة.

 

القاعدة الاطمئنان للولاية: الاصطفاء الإلهي ليس اختيارًا بشريًا، بل هو ضمانة إلهية للهداية، مما يورث الطمأنينة في اتباعهم.

 

الحديث الثامن

8- وَ مِنْ كِتَابِ سُلَيْمِ بْنِ قَيْسٍ الْهِلَالِيِّ مَا رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ ابْنُ عُقْدَةَ وَ مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامِ بْنِ سُهَيْلٍ وَ عَبْدُ الْعَزِيزِ وَ عَبْدُ الْوَاحِدِ ابْنَا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ الْمَوْصِلِيِّ عَنْ رِجَالِهِمْ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بْنِ هَمَّامٍ عَنْ مَعْمَرِ بْنِ رَاشِدٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ عَنْ سُلَيْمِ بْنِ قَيْسٍ وَ أَخْبَرَنَا بِهِ مِنْ غَيْرِ هَذِهِ الطُّرُقِ هَارُونُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الْمُعَلَّى الْهَمْدَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَمْرُو بْنُ جَامِعِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَرْبٍ الْكِنْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ شَيْخٌ لَنَا كُوفِيٌّ ثِقَةٌ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ شَيْخُنَا عَنْ مُعَمَّرٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ عَنْ سُلَيْمِ بْنِ قَيْسٍ الْهِلَالِيِّ وَ ذَكَرَ أَبَانٌ أَنَّهُ سَمِعَهُ أَيْضاً عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ مَعْمَرٌ وَ ذَكَرَ أَبُو هَارُونَ الْعَبْدِيُّ أَنَّهُ سَمِعَهُ أَيْضاً عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ سُلَيْمٍ أَنَّ مُعَاوِيَةَ لَمَّا دَعَا أَبَا الدَّرْدَاءِ وَ أَبَا هُرَيْرَةَ وَ نَحْنُ مَعَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٍّ ع بِصِفِّينَ فَحَمَّلَهُمَا الرِّسَالَةَ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٍّ ع وَ أَدَّيَاهُ إِلَيْهِ قَالَ قَدْ بَلَّغْتُمَانِي مَا أَرْسَلَكُمَا بِهِ مُعَاوِيَةُ فَاسْتَمِعَا مِنِّي وَ أَبْلِغَاهُ عَنِّي كَمَا بَلَّغْتُمَانِي قَالا نَعَمْ فَأَجَابَهُ عَلِيٌّ ع الْجَوَابَ بِطُولِهِ حَتَّى إِذَا انْتَهَى إِلَى ذِكْرِ نَصْبِ رَسُولِ اللَّهِ ص إِيَّاهُ بِغَدِيرِ خُمٍّ بِأَمْرِ اللَّهِ تَعَالَى قَالَ لَمَّا نَزَلَ عَلَيْهِ- إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ فَقَالَ النَّاسُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَ خَاصَّةٌ لِبَعْضِ الْمُؤْمِنِينَ أَمْ عَامَّةٌ لِجَمِيعِهِمْ فَأَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى نَبِيَّهُ ص أَنْ يُعَلِّمَهُمْ وَلَايَةَ مَنْ أَمَرَهُمُ اللَّهُ بِوَلَايَتِهِ وَ أَنْ يُفَسِّرَ لَهُمْ مِنَ الْوَلَايَةِ مَا فُسِّرَ لَهُمْ مِنْ صَلَاتِهِمْ وَ زَكَاتِهِمْ وَ صَوْمِهِمْ وَ حَجِّهِمْ قَالَ عَلِيٌّ ع فَنَصَبَنِي رَسُولُ اللَّهِ بِغَدِيرِ خُمٍّ وَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَرْسَلَنِي بِرِسَالَةٍ ضَاقَ بِهَا صَدْرِي وَ ظَنَنْتُ أَنَّ النَّاسَ مُكَذِّبُونِي فَأَوْعَدَنِي لَأُبَلِّغَنَّهَا أَوْ لَيُعَذِّبَنِي قُمْ يَا عَلِيُّ ثُمَّ نَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ بَعْدَ أَنْ أَمَرَ أَنْ يُنَادَى بِ الصَّلَاةَ جَامِعَةً فَصَلَّى بِهِمُ الظُّهْرَ ثُمَّ قَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ مَوْلَايَ وَ أَنَا مَوْلَى الْمُؤْمِنِينَ وَ أَنَا أَوْلَى بِهِمْ مِنْهُمْ بِأَنْفُسِهِمْ مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُ فَقَامَ إِلَيْهِ سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلَاءُ مَا ذَا فَقَالَ مَنْ كُنْتُ أَوْلَى بِهِ مِنْ نَفْسِهِ فَعَلِيٌّ أَوْلَى بِهِ مِنْ نَفْسِهِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ- الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ- وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَاتُ فِي عَلِيٍّ خَاصَّةً قَالَ بَلْ فِيهِ وَ فِي أَوْصِيَائِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ بَيِّنْهُمْ لِي قَالَ عَلِيٌّ أَخِي وَ وَصِيِّي وَ وَارِثِي وَ خَلِيفَتِي فِي أُمَّتِي وَ وَلِيُّ كُلِّ مُؤْمِنٍ بَعْدِي وَ أَحَدَ عَشَرَ إِمَاماً مِنْ وُلْدِهِ أَوَّلُهُمْ ابْنِي حَسَنٌ ثُمَّ ابْنِي حُسَيْنٌ ثُمَّ تِسْعَةٌ مِنْ وُلْدِ الْحُسَيْنِ وَاحِداً بَعْدَ وَاحِدٍ هُمْ مَعَ الْقُرْآنِ وَ الْقُرْآنُ مَعَهُمْ لَا يُفَارِقُونَهُ وَ لَا يُفَارِقُهُمْ حَتَّى يَرِدُوا عَلَيَّ الْحَوْضَ فَقَامَ اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا مِنَ الْبَدْرِيِّينَ فَقَالُوا نَشْهَدُ أَنَّا سَمِعْنَا ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ص كَمَا قُلْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ سَوَاءً لَمْ تُزَدْ وَ لَمْ تُنْقَصْ وَ قَالَ بَقِيَّةُ الْبَدْرِيِّينَ الَّذِينَ شَهِدُوا مَعَ عَلِيٍّ صِفِّينَ قَدْ حَفِظْنَا جُلَّ مَا قُلْتَ وَ لَمْ نَحْفَظْ كُلَّهُ وَ هَؤُلَاءِ الِاثْنَا عَشَرَ خِيَارُنَا وَ أَفَاضِلُنَا فَقَالَ عَلِيٌّ ع صَدَقْتُمْ لَيْسَ كُلُّ النَّاسِ يَحْفَظُ وَ بَعْضُهُمْ أَفْضَلُ مِنْ بَعْضٍ وَ قَامَ مِنَ الِاثْنَيْ عَشَرَ أَرْبَعَةٌ أَبُو الْهَيْثَمِ بْنُ التَّيِّهَانِ وَ أَبُو أَيُّوبَ وَ عَمَّارٌ وَ خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ ذُو الشَّهَادَتَيْنِ فَقَالُوا نَشْهَدُ أَنَّا قَدْ حَفِظْنَا قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه واله يَوْمَئِذٍ وَ اللَّهِ إِنَّهُ لَقَائِمٌ وَ عَلِيٌّ ع قَائِمٌ إِلَى جَانِبِهِ وَ هُوَ يَقُولُ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أَنْصِبَ لَكُمْ إِمَاماً يَكُونُ وَصِيِّي فِيكُمْ وَ خَلِيفَتِي فِي أَهْلِ بَيْتِي وَ فِي أُمَّتِي مِنْ بَعْدِي وَ الَّذِي فَرَضَ اللَّهُ طَاعَتَهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ فِي كِتَابِهِ وَ أَمَرَكُمْ فِيهِ بِوَلَايَتِهِ فَقُلْتُ يَا رَبِّ خَشِيتُ طَعْنَ أَهْلِ النِّفَاقِ وَ تَكْذِيبَهُمْ فَأَوْعَدَنِي لَأُبَلِّغَنَّهَا أَوْ لَيُعَاقِبُنِي أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَمَرَكُمْ فِي كِتَابِهِ بِالصَّلَاةِ وَ قَدْ بَيَّنْتُهَا لَكُمْ وَ سَنَنْتُهَا لَكُمْ وَ الزَّكَاةَ وَ الصَّوْمَ فَبَيَّنْتُهُمَا لَكُمْ وَ فَسَّرْتُهُمَا وَ قَدْ أَمَرَكُمُ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ بِالْوَلَايَةِ وَ إِنِّي أُشْهِدُكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ أَنَّهَا خَاصَّةٌ لِهَذَا وَ لِأَوْصِيَائِي مِنْ وُلْدِي وَ وُلْدِهِ أَوَّلُهُمُ ابْنِيَ الْحَسَنُ ثُمَّ الْحُسَيْنُ ثُمَّ تِسْعَةٌ مِنْ وُلْدِ الْحُسَيْنِ لَا يُفَارِقُونَ الْكِتَابَ حَتَّى يَرِدُوا عَلَيَّ الْحَوْضَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي قَدْ أَعْلَمْتُكُمْ مَفْزَعَكُمْ بَعْدِي وَ إِمَامَكُمْ وَ وَلِيَّكُمْ وَ هَادِيَكُمْ بَعْدِي وَ هُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ أَخِي وَ هُوَ فِيكُمْ بِمَنْزِلَتِي فَقَلِّدُوهُ دِينَكُمْ وَ أَطِيعُوهُ فِي جَمِيعِ أُمُورِكُمْ فَإِنَّ عِنْدَهُ جَمِيعَ مَا عَلَّمَنِي اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَمَرَنِي اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ أُعَلِّمَهُ إِيَّاهُ وَ أَنْ أُعَلِّمَكُمْ أَنَّهُ عِنْدَهُ فَسَلُوهُ وَ تَعَلَّمُوا مِنْهُ وَ مِنْ أَوْصِيَائِهِ وَ لَا تُعَلِّمُوهُمْ وَ لَا تَتَقَدَّمُوا عَلَيْهِمْ وَ لَا تَتَخَلَّفُوا عَنْهُمْ فَإِنَّهُمْ مَعَ الْحَقِّ وَ الْحَقُّ مَعَهُمْ لَا يُزَايِلُهُمْ وَ لَا يُزَايِلُونَهُ ثُمَّ قَالَ عَلِيٌّ ص لِأَبِي الدَّرْدَاءِ وَ أَبِي هُرَيْرَةَ وَ مَنْ حَوْلَهُ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَ تَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى أَنْزَلَ فِي كِتَابِهِ- إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً فَجَمَعَنِي رَسُولُ اللَّهِ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَيْنَ فِي كِسَاءٍ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَحِبَّتِي وَ عِتْرَتِي وَ ثَقَلِي وَ خَاصَّتِي وَ أَهْلُ بَيْتِي فَأَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَ طَهِّرْهُمْ تَطْهِيراً فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ وَ أَنَا فَقَالَ ص لَهَا وَ أَنْتِ إِلَى خَيْرٍ إِنَّمَا أُنْزِلَتْ فِيَّ وَ فِي أَخِي عَلِيٍّ وَ فِي ابْنَتِي فَاطِمَةَ وَ فِي ابْنَيَّ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ وَ فِي تِسْعَةٍ مِنْ وُلْدِ الْحُسَيْنِ خَاصَّةً لَيْسَ فِيهَا مَعَنَا أَحَدٌ غَيْرُنَا فَقَامَ جُلُّ النَّاسِ فَقَالُوا نَشْهَدُ أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ حَدَّثَتْنَا بِذَلِكَ فَسَأَلْنَا رَسُولَ اللَّهِ ص فَحَدَّثَنَا كَمَا حَدَّثَتْنَا أُمُّ سَلَمَةَ فَقَالَ عَلِيٌّ عليه السلام أَ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْزَلَ فِي سُورَةِ الْحَجِ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَ اسْجُدُوا وَ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَ افْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ. وَ جاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَباكُمْ وَ ما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَ فِي هذا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَ تَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ فَقَامَ سَلْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عِنْدَ نُزُولِهَا فَقَالَ. يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَنْتَ شَهِيدٌ عَلَيْهِمْ وَ هُمْ شُهَدَاءُ عَلَى النَّاسِ الَّذِينَ اجْتَبَاهُمُ اللَّهُ وَ لَمْ يَجْعَلْ عَلَيْهِمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةِ أَبِيهِمْ إِبْرَاهِيمَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص عَنَى اللَّهُ تَعَالَى بِذَلِكَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ إِنْسَاناً أَنَا وَ أَخِي عَلِيّاً وَ أَحَدَ عَشَرَ مِنْ وُلْدِهِ فَقَالُوا اللَّهُمَّ نَعَمْ قَدْ سَمِعْنَا ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ص فَقَالَ عَلِيٌّ ع أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ أَ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص قَامَ خَطِيباً ثُمَّ لَمْ يَخْطُبْ بَعْدَ ذَلِكَ فَقَالَ أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ أَمْرَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا كِتَابَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَهْلَ بَيْتِي فَإِنَّ اللَّطِيفَ الْخَبِيرَ قَدْ أَخْبَرَنِي وَ عَهِدَ إِلَيَّ أَنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ فَقَالُوا نَعَمْ اللَّهُمَّ قَدْ شَهِدْنَا ذَلِكَ كُلَّهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ص فَقَامَ اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا مِنَ الْجَمَاعَةِ/ فَقَالُوا نَشْهَدُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ حِينَ خَطَبَ فِي الْيَوْمِ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ قَامَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ شِبْهَ الْمُغْضَبِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ لِكُلِّ أَهْلِ بَيْتِكَ فَقَالَ لَا وَ لَكِنْ لِأَوْصِيَائِي مِنْهُمْ عَلِيٌّ أَخِي وَ وَزِيرِي وَ وَارِثِي وَ خَلِيفَتِي فِي أُمَّتِي وَ وَلِيُّ كُلِّ مُؤْمِنٍ بَعْدِي وَ هُوَ أَوَّلُهُمْ وَ خَيْرُهُمْ ثُمَّ وَصِيُّهُ بَعْدَهُ ابْنِي هَذَا وَ أَشَارَ إِلَى الْحَسَنِ ثُمَّ وَصِيُّهُ ابْنِي هَذَا وَ أَشَارَ إِلَى الْحُسَيْنِ ثُمَّ وَصِيُّهُ ابْنِي بَعْدَهُ سَمِيُّ أَخِي ثُمَّ وَصِيُّهُ بَعْدَهُ سَمِيِّي ثُمَّ سَبْعَةٌ مِنْ وُلْدِهِ وَاحِدٌ بَعْدَ وَاحِدٍ حَتَّى يَرِدُوا عَلَيَّ الْحَوْضَ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ وَ حُجَجُهُ عَلَى خَلْقِهِ مَنْ أَطَاعَهُمْ أَطَاعَ اللَّهَ وَ مَنْ عَصَاهُمْ عَصَى اللَّهَ فَقَامَ السَّبْعُونَ الْبَدْرِيُّونَ وَ نَحْوُهُمْ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ فَقَالُوا ذَكَرْتُمُونَا مَا كُنَّا نَسِينَاهُ نَشْهَدُ أَنَّا قَدْ كُنَّا سَمِعْنَا ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ص فَانْطَلَقَ أَبُو الدَّرْدَاءِ وَ أَبُو هُرَيْرَةَ فَحَدَّثَا مُعَاوِيَةَ بِكُلِّ مَا قَالَ عَلِيٌّ عليه السلام وَ مَا اسْتُشْهِدَ عَلَيْهِ وَ مَا رَدَّ عَلَيْهِ النَّاسُ وَ شَهِدُوا بِهِ.


القواعد العقائدية المستخلصة من الحديث

 

القاعدة: الإمامة نصّ إلهي لا اجتهادي.

النبي صلى الله عليه وآله بلّغ الإمامة بأمر من الله في غدير خم، وكان مهدداً إن لم يبلّغ.

القاعدة: الإمامة امتداد للنبوة.

ما بلّغه النبي من الصلاة والزكاة والصوم والحج، بلّغه أيضاً في الولاية، فهي ركن الدين المكمّل.

القاعدة: اكتمال الدين بنصب الولاية.

نزول آية «اليوم أكملت لكم دينكم» كان في إعلان ولاية علي وأوصيائه.

القاعدة: الإمامة في اثني عشر إماماً منصوصين.

علي ثم الحسن ثم الحسين ثم تسعة من ولد الحسين، وهم مع القرآن لا يفارقونه.

القاعدة: الإمامة ملازمة للقرآن.

الأئمة مع القرآن والقرآن معهم، لا يفترق أحدهما عن الآخر حتى يردوا على النبي الحوض.

القاعدة: العصمة ثابتة لأهل البيت.

آية التطهير نزلت في الخمسة الطاهرين ثم شملت التسعة من ذرية الحسين، دون سواهم.

القاعدة: الأئمة حجج الله وشهداؤه على خلقه.

هم شهداء الله في أرضه، من أطاعهم أطاع الله ومن عصاهم عصى الله.

القاعدة: الإمامة عهد نبوي محفوظ بالشهادة.

شهد جمع من الصحابة (منهم البدريون) على نص الغدير وما تضمّنه من ولاية علي والأئمة.


 

القواعد الروحية المستخلصة من الحديث

 

القاعدة: الطاعة للإمام طاعة لله.

من أطاعهم فقد أطاع الله، ومن خالفهم فقد خالف الله.

 

القاعدة: التمسك بالثقلين سبيل الهداية.

النبي أوصى بالقرآن والعترة معاً، وضمن العصمة من الضلال باتباعهما معاً.

 

القاعدة: التسليم للوصية الإلهية هو عين الإيمان.

الخشية من التكذيب لم تمنع النبي من البلاغ، والمؤمن الصادق يذعن ولا يجادل.

القاعدة: العلم الكامل عند الأئمة.

النبي أودع علمه كله عند علي وأوصيائه، فلا يجوز التقدم عليهم ولا تعليمهم.

 

القاعدة: الارتباط بالأئمة هو الارتباط بالحق.

هم مع الحق والحق معهم، لا يفارقهم ولا يفارقونه.

 

القاعدة: الشهادة على النصوص مسؤولية إيمانية.

قيام الصحابة للشهادة على ما سمعوه من النبي ص يكشف أنّ التبليغ والإقرار بالولاية عبادة.

 

الحديث التاسع

 9- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بْنِ هَمَّامٍ قَالَ حَدَّثَنَا مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ عَنْ سُلَيْمِ بْنِ قَيْسٍ الْهِلَالِيِّ قَالَ لَمَّا أَقْبَلْنَا مِنْ صِفِّينَ مَعَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام نَزَلَ قَرِيباً مِنْ دَيْرِ نَصْرَانِيٍّ إِذْ خَرَجَ عَلَيْنَا شَيْخٌ مِنَ الدَّيْرِ جَمِيلُ الْوَجْهِ حَسَنُ الْهَيْئَةِ وَ السَّمْتِ مَعَهُ كِتَابٌ حَتَّى أَتَى أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ إِنِّي مِنْ نَسْلِ حَوَارِيِّ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَ كَانَ أَفْضَلَ حَوَارِيِّ عِيسَى الِاثْنَيْ عَشَرَ وَ أَحَبَّهُمْ إِلَيْهِ وَ آثَرَهُمْ عِنْدَهُ وَ إِنَّ عِيسَى أَوْصَى إِلَيْهِ وَ دَفَعَ إِلَيْهِ كُتُبَهُ وَ عَلَّمَهُ حِكْمَتَهُ فَلَمْ يَزَلْ أَهْلُ هَذَا الْبَيْتِ عَلَى دِينِهِ مُتَمَسِّكِينَ بِمِلَّتِهِ لَمْ يَكْفُرُوا وَ لَمْ يَرْتَدُّوا وَ لَمْ يُغَيِّرُوا وَ تِلْكَ الْكُتُبُ عِنْدِي إِمْلَاءُ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَ خَطُّ أَبِينَا بِيَدِهِ فِيهَا كُلُّ شَيْ ءٍ يَفْعَلُ النَّاسُ مِنْ بَعْدِهِ وَ اسْمُ مَلِكٍ مَلِكٍ مِنْ بَعْدِهِ مِنْهُمْ وَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى يَبْعَثُ رَجُلًا مِنَ الْعَرَبِ مِنْ وُلْدِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ اللَّهِ مِنْ أَرْضٍ يُقَالُ لَهَا تِهَامَةُ مِنْ قَرْيَةٍ يُقَالُ لَهَا مَكَّةُ يُقَالُ لَهُ أَحْمَدُ لَهُ اثْنَا عَشَرَ اسْماً وَ ذَكَرَ مَبْعَثَهُ وَ مَوْلِدَهُ وَ مُهَاجَرَتَهُ وَ مَنْ يُقَاتِلُهُ وَ مَنْ يَنْصُرُهُ وَ مَنْ يُعَادِيهِ وَ مَا يَعِيشُ وَ مَا تَلْقَى أُمَّتُهُ بَعْدَهُ إِلَى أَنْ يَنْزِلَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ مِنَ السَّمَاءِ وَ فِي ذَلِكَ الْكِتَابِ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا مِنْ وُلْدِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ اللَّهِ مِنْ خَيْرِ خَلْقِ اللَّهِ وَ مِنْ أَحَبِّ خَلْقِ اللَّهِ إِلَيْهِ وَ اللَّهُ وَلِيٌّ لِمَنْ وَالاهُمْ وَ عَدُوٌّ لِمَنْ عَادَاهُمْ مَنْ أَطَاعَهُمُ اهْتَدَى وَ مَنْ عَصَاهُمْ ضَلَّ طَاعَتُهُمْ لِلَّهِ طَاعَةٌ وَ مَعْصِيَتُهُمْ لِلَّهِ مَعْصِيَةٌ مَكْتُوبَةٌ أَسْمَاؤُهُمْ وَ أَنْسَابُهُمْ وَ نُعُوتُهُمْ وَ كَمْ يَعِيشُ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ وَاحِدٌ بَعْدَ وَاحِدٍ وَ كَمْ رَجُلٍ مِنْهُمْ يَسْتَتِرُ بِدِينِهِ وَ يَكْتُمُهُ مِنْ قَوْمِهِ وَ مِنَ الَّذِي يَظْهَرُ مِنْهُمْ وَ يَنْقَادُ لَهُ النَّاسُ حَتَّى يَنْزِلَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ع عَلَى آخِرِهِمْ فَيُصَلِّيَ عِيسَى خَلْفَهُ وَ يَقُولُ إِنَّكُمْ لَأَئِمَّةٌ لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَتَقَدَّمَكُمْ فَيَتَقَدَّمُ فَيُصَلِّي بِالنَّاسِ وَ عِيسَى خَلْفَهُ فِي الصَّفِّ أَوَّلَهُمْ وَ خَيْرَهُمْ وَ أَفْضَلَهُمْ وَ لَهُ مِثْلُ أُجُورِهِمْ وَ أُجُورِ مَنْ أَطَاعَهُمْ وَ اهْتَدَى بِهِمْ رَسُولُ اللَّهِ ص اسْمُهُ مُحَمَّدٌ وَ عَبْدُ اللَّهِ وَ يس وَ الْفَتَّاحُ وَ الْخَاتَمُ وَ الْحَاشِرُ وَ الْعَاقِبُ وَ الْمَاحِي وَ الْقَائِدُ وَ نَبِيُّ اللَّهِ وَ صَفِيُّ اللَّهِ وَ حَبِيبُ اللَّهِ وَ إِنَّهُ يُذْكَرُ إِذَا ذُكِرَ مِنْ أَكْرَمِ خَلْقِ اللَّهِ عَلَى اللَّهِ وَ أَحَبِّهِمْ إِلَى اللَّهِ لَمْ يَخْلُقِ اللَّهُ مَلَكاً مُكْرَماً وَ لَا نَبِيّاً مُرْسَلًا مِنْ آدَمَ فَمَنْ سِوَاهُ خَيْراً عِنْدَ اللَّهِ وَ لَا أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ مِنْهُ يُقْعِدُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى عَرْشِهِ وَ يُشَفِّعُهُ فِي كُلِّ مَنْ يَشْفَعُ فِيهِ بِاسْمِهِ جَرَى الْقَلَمُ فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَ بِصَاحِبِ اللِّوَاءِ يَوْمَ الْحَشْرِ الْأَكْبَرِ أَخِيهِ وَ وَصِيِّهِ وَ وَزِيرِهِ وَ خَلِيفَتِهِ فِي أُمَّتِهِ وَ مِنْ أَحَبِّ خَلْقِ اللَّهِ إِلَى اللَّهِ بَعْدَهُ عَلِيٌّ ابْنُ عَمِّهِ لِأُمِّهِ وَ أَبِيهِ وَ وَلِيُّ كُلِّ مُؤْمِنٍ بَعْدَهُ ثُمَّ أَحَدَ عَشَرَ رَجُلًا مِنْ وُلْدِ مُحَمَّدٍ وَ وُلْدِهِ أَوَّلُهُمْ يُسَمَّى بِاسْمِ ابْنَيْ هَارُونَ شَبَّرَ وَ شَبِيرٍ وَ تِسْعَةٌ مِنْ وُلْدِ أَصْغَرِهِمَا وَاحِدٌ بَعْدَ وَاحِدٍ آخِرُهُمُ الَّذِي يُصَلِّي عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ خَلْفَهُ وَ ذَكَرَ بَاقِيَ الْحَدِيثِ بِطُولِهِ.

 

القواعد العقائدية المستخلصة من هذا الحديث

 

القاعدة: الإمامة نصٌّ إلهي نبوي ثابت بلسان الرسول (صلى الله عليه واله).

القاعدة: الأئمة اثنا عشر إمامًا لا يزيدون ولا ينقصون، كلّهم من وُلد عليٍّ وفاطمة عليهم السلام.

القاعدة: القرآن والعترة صنوان لا ينفصلان، ولا هداية إلا بهما معًا.

القاعدة: إعلان ولاية علي (عليه السلام) في الغدير حجّة قاطعة على الأمة.

 

القاعدة: إكمال الدين ونزول آية اليوم أكملت لكم دينكم كان بولاية علي (عليه السلام).

القاعدة: شهادة الصحابة العدول على الغدير حجّة ملزمة على من بعدهم.

القاعدة: استمرارية خط الإمامة سنة إلهية ثابتة كسنّة الوصية عند سائر الأنبياء.


 

القواعد الروحية التربوية المستخلصة من هذا الحديث

القاعدة: الاعتصام بالعترة الطاهرة سبيل النجاة من الضلال.

القاعدة: معرفة الإمام ومعرفته ولايةً وطاعةً هي عين معرفة الله وطاعته.

القاعدة: تجديد العهد بالغدير عبادة قلبية وسلوك ولائي دائم.

القاعدة: اليقين بالعدد الإلهي (الاثني عشر) يورث الاطمئنان والثبات في العقيدة.

القاعدة: الشهادة بالحق وإعلان الولاء عبادةٌ تقرّب العبد إلى الله.

القاعدة: المعرفة الحقيقية بالإمام ليست عقلية فحسب، بل سلوك روحي وولاء عملي.

القاعدة: الإمام باب لقاء الله، فمن أطاعه فقد أطاع الله ووصل إلى مقام القرب.

الحديث العاشر

 10- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مُعَمَّرٍ عَنْ أَبَانٍ عَنْ سُلَيْمِ بْنِ قَيْسٍ الْهِلَالِيِّ قَالَ قُلْتُ لِعَلِيٍّ ع إِنِّي سَمِعْتُ مِنْ سَلْمَانَ وَ مِنَ الْمِقْدَادِ وَ مِنْ أَبِي ذَرٍّ أَشْيَاءَ مِنْ تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ وَ مِنَ الرِّوَايَةِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص غَيْرَ مَا فِي أَيْدِي النَّاسِ ثُمَّ سَمِعْتُ مِنْكَ تَصْدِيقاً لِمَا سَمِعْتُ مِنْهُمْ وَ رَأَيْتُ فِي أَيْدِي النَّاسِ أَشْيَاءَ كَثِيرَةً مِنْ تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ وَ مِنَ الْأَحَادِيثِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص يُخَالِفُونَهُمْ فِيهَا وَ يَزْعُمُونَ أَنَّ ذَلِكَ كَانَ كُلُّهُ بَاطِلًا أَ فَتَرَى أَنَّهُمْ يَكْذِبُونَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ص مُتَعَمِّدِينَ وَ يُفَسِّرُونَ الْقُرْآنَ بِآرَائِهِمْ قَالَ فَأَقْبَلَ عَلِيٌّ ع وَ قَالَ قَدْ سَأَلْتَ فَافْهَمِ الْجَوَابَ إِنَّ فِي أَيْدِي النَّاسِ حَقّاً وَ بَاطِلًا وَ صِدْقاً وَ كَذِباً وَ نَاسِخاً وَ مَنْسُوخاً وَ خَاصّاً وَ عَامّاً وَ مُحْكَماً وَ مُتَشَابِهاً وَ حِفْظاً وَ وَهَماً وَ قَدْ كُذِبَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ص عَلَى عَهْدِهِ حَتَّى قَامَ خَطِيباً فَقَالَ أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ كَثُرَتْ عَلَيَّ الْكَذَّابَةُ فَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ثُمَّ كُذِبَ عَلَيْهِ مِنْ بَعْدِهِ وَ إِنَّمَا أَتَاكَ بِالْحَدِيثِ أَرْبَعَةٌ لَيْسَ لَهُمْ خَامِسٌ رَجُلٌ مُنَافِقٌ مُظْهِرٌ لِلْإِيمَانِ مُتَصَنِّعٌ لِلْإِسْلَامِ بِاللِّسَانِ- لَا يَتَأَثَّمُ وَ لَا يَتَحَرَّجُ أَنْ يَكْذِبَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ص مُتَعَمِّداً فَلَوْ عَلِمَ النَّاسُ أَنَّهُ مُنَافِقٌ كَاذِبٌ مَا قَبِلُوا مِنْهُ وَ لَمْ يُصَدِّقُوهُ وَ لَكِنَّهُمْ قَالُوا هَذَا قَدْ صَحِبَ رَسُولَ اللَّهِ ص وَ قَدْ رَآهُ وَ سَمِعَ مِنْهُ وَ أَخَذُوا عَنْهُ وَ هُمْ لَا يَعْرِفُونَ حَالَهُ وَ قَدْ أَخْبَرَكَ اللَّهُ عَنِ الْمُنَافِقِينَ بِمَا أَخْبَرَكَ وَ وَصَفَهُمْ بِمَا وَصَفَهُمْ فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ إِذا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسامُهُمْ وَ إِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ثُمَّ بَقُوا بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ تَقَرَّبُوا إِلَى أَئِمَّةِ الضَّلَالِ وَ الدُّعَاةِ إِلَى النَّارِ بِالزُّورِ وَ الْكَذِبِ وَ الْبُهْتَانِ حَتَّى وَلَّوْهُمُ الْأَعْمَالَ وَ حَمَلُوهُمْ عَلَى رِقَابِ النَّاسِ وَ أَكَلُوا بِهِمُ الدُّنْيَا وَ إِنَّمَا النَّاسُ مَعَ الْمُلُوكِ وَ الدُّنْيَا إِلَّا مَنْ عَصَمَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَهَذَا أَحَدُ الْأَرْبَعَةِ وَ رَجُلٌ سَمِعَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ص شَيْئاً وَ لَمْ يَحْفَظْهُ عَلَى وَجْهِهِ فَوَهِمَ فِيهِ وَ لَمْ يَتَعَمَّدْ كَذِباً فَهُوَ فِي يَدَيْهِ وَ يَقُولُ بِهِ وَ يَعْمَلُ بِهِ وَ يَرْوِيهِ وَ يَقُولُ أَنَا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ص فَلَوْ عَلِمَ الْمُسْلِمُونَ أَنَّهُ وَهِمَ فِيهِ لَمْ يَقْبَلُوا مِنْهُ وَ لَوْ عَلِمَ هُوَ أَنَّهُ وَهَمٌ لَرَفَضَهُ وَ رَجُلٌ ثَالِثٌ سَمِعَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ص شَيْئاً أَمَرَ بِهِ ثُمَّ نَهَى عَنْهُ وَ هُوَ لَا يَعْلَمُ أَوْ سَمِعَهُ يَنْهَى عَنْ شَيْ ءٍ ثُمَّ أَمَرَ بِهِ وَ هُوَ لَا يَعْلَمُ فَحَفِظَ الْمَنْسُوخَ وَ لَمْ يَحْفَظِ النَّاسِخَ وَ لَوْ عَلِمَ أَنَّهُ مَنْسُوخٌ لَرَفَضَهُ وَ لَوْ عَلِمَ النَّاسُ إِذَا سَمِعُوا مِنْهُ أَنَّهُ مَنْسُوخٌ لَرَفَضُوهُ وَ رَجُلٌ رَابِعٌ لَمْ يَكْذِبْ عَلَى اللَّهِ وَ لَا عَلَى رَسُولِهِ بُغْضاً لِلْكَذِبِ وَ خَوْفاً مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ تَعْظِيماً لِرَسُولِ اللَّهِ ص وَ لَمْ يَسْهُ بَلْ حَفِظَ الْحَدِيثَ عَلَى وَجْهِهِ فَجَاءَ بِهِ كَمَا سَمِعَهُ لَمْ يَزِدْ فِيهِ وَ لَمْ يَنْقُصْ مِنْهُ وَ حَفِظَ النَّاسِخَ وَ الْمَنْسُوخَ فَعَمِلَ بِالنَّاسِخِ وَ رَفَضَ الْمَنْسُوخَ وَ إِنَّ أَمْرَ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ نَهْيَهُ مِثْلُ الْقُرْآنِ نَاسِخٌ وَ مَنْسُوخٌ وَ عَامٌّ وَ خَاصٌّ وَ مُحْكَمٌ وَ مُتَشَابِهٌ قَدْ كَانَ يَكُونُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ص الْكَلَامُ لَهُ وَجْهَانِ كَلَامٌ عَامٌّ وَ كَلَامٌ خَاصٌّ مِثْلُ الْقُرْآنِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِي كِتَابِهِ- وَ ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا يَسْمَعُهُ مَنْ لَا يَعْرِفُ وَ لَمْ يَدْرِ مَا عَنَى اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لَا مَا عَنَى بِهِ رَسُولُ اللَّهِ ص وَ لَيْسَ كُلُّ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ ص كَانَ يَسْأَلُهُ عَنِ الشَّيْ ءِ فَيَفْهَمُ وَ كَانَ مِنْهُمْ مَنْ يَسْأَلُهُ وَ لَا يَسْتَفْهِمُ حَتَّى إِنَّهُمْ كَانُوا لَيُحِبُّونَ أَنْ يَجِي ءَ الْأَعْرَابِيُّ أَوِ الطَّارِي فَيَسْأَلَ رَسُولَ اللَّهِ ص حَتَّى يَسْمَعُوا وَ قَدْ كُنْتُ أَنَا أَدْخُلُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ص كُلَّ يَوْمٍ دَخْلَةً وَ كُلَّ لَيْلَةٍ دَخْلَةً فَيُخْلِينِي فِيهَا خَلْوَةً أَدُورُ مَعَهُ حَيْثُ دَارَ وَ قَدْ عَلِمَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ ص أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَصْنَعُ ذَلِكَ بِأَحَدٍ مِنَ النَّاسِ غَيْرِي فَرُبَّمَا كَانَ ذَلِكَ فِي بَيْتِي يَأْتِينِي رَسُولُ اللَّهِ ص أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فِي بَيْتِي وَ كُنْتُ إِذَا دَخَلْتُ عَلَيْهِ بَعْضَ مَنَازِلِهِ أَخْلَانِي وَ أَقَامَ عَنِّي نِسَاءَهُ فَلَا يَبْقَى عِنْدَهُ غَيْرِي وَ إِذَا أَتَانِي لِلْخَلْوَةِ مَعِي فِي مَنْزِلِي لَمْ تَقُمْ عَنِّي فَاطِمَةُ وَ لَا أَحَدٌ مِنَ ابْنَيَّ وَ كُنْتُ إِذَا ابْتَدَأْتُ أَجَابَنِي وَ إِذَا سَكَتُّ عَنْهُ وَ فَنِيَتْ مَسَائِلِي ابْتَدَأَنِي وَ دَعَا اللَّهَ أَنْ يُحَفِّظَنِي وَ يُفَهِّمُنِي فَمَا نَسِيتُ شَيْئاً قَطُّ مُذْ دَعَا لِي وَ إِنِّي قُلْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ ص يَا نَبِيَّ اللَّهِ إِنَّكَ مُنْذُ دَعَوْتَ اللَّهَ لِي بِمَا دَعَوْتَ لَمْ أَنْسَ مِمَّا عَلَّمْتَنِي شَيْئاً وَ مَا تُمْلِيهِ عَلَيَّ فَلَمْ تَأْمُرْنِي بِكَتْبِهِ أَ تَتَخَوَّفُ عَلَيَّ النِّسْيَانَ فَقَالَ يَا أَخِي لَسْتُ أَتَخَوَّفُ عَلَيْكَ النِّسْيَانَ وَ لَا الْجَهْلَ وَ قَدْ أَخْبَرَنِي اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنَّهُ قَدِ اسْتَجَابَ لِي فِيكَ وَ فِي شُرَكَائِكَ الَّذِينَ يَكُونُونَ مِنْ بَعْدِكَ وَ إِنَّمَا تَكْتُبُهُ لَهُمْ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَنْ شُرَكَائِي قَالَ الَّذِينَ قَرَنَهُمُ اللَّهُ بِنَفْسِهِ وَ بِي فَقَالَ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ خِفْتُمْ تَنَازُعاً فِي شَيْ ءٍ فَأَرْجِعُوهُ إِلَى اللَّهِ وَ إِلَى الرَّسُولِ وَ إِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَقُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ وَ مَنْ هُمْ قَالَ الْأَوْصِيَاءُ إِلَى أَنْ يَرِدُوا عَلَيَّ حَوْضِي كُلُّهُمْ هَادٍ مُهْتَدٍ لَا يَضُرُّهُمْ خِذْلَانُ مَنْ خَذَلَهُمْ هُمْ مَعَ الْقُرْآنِ وَ الْقُرْآنُ مَعَهُمْ لَا يُفَارِقُونَهُ وَ لَا يُفَارِقُهُمْ بِهِمْ تُنْصَرُ أُمَّتِي وَ يُمْطَرُونَ وَ يُدْفَعُ عَنْهُمْ بِعَظَائِمِ دَعَوَاتِهِمْ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ سَمِّهِمْ لِي فَقَالَ ابْنِي هَذَا وَ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِ الْحَسَنِ ثُمَّ ابْنِي هَذَا وَ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِ الْحُسَيْنِ ثُمَّ ابْنٌ لَهُ عَلَى اسْمِكَ يَا عَلِيُّ ثُمَّ ابْنٌ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى الْحُسَيْنِ وَ قَالَ سَيُولَدُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ فِي حَيَاتِكَ فَأَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلَامَ ثُمَّ تُكَمِّلُهُ اثْنَيْ عَشَرَ إِمَاماً قُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ سَمِّهِمْ لِي فَسَمَّاهُمْ رَجُلًا رَجُلًا مِنْهُمْ وَ اللَّهِ يَا أَخَا بَنِي هِلَالٍ مَهْدِيُّ هَذِهِ الْأُمَّةِ الَّذِي يَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطاً وَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَ جَوْراً.

القواعد العقائدية المستخلصة من هذا الحديث

القاعدة: التحقق من صحة الروايات ضرورة عقلية وعملية، فلا يُقبل إلا من حفظ الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على الوجه الصحيح.

القاعدة: هناك تصنيف للرواة والأشخاص الذين يروون عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: كاذب متعمد، وهمي غير متعمد، ناقل ناسخ ومنسوخ، وصادق حافظ للحديث، ويترتب على كل تصنيف حكم شرعي.

القاعدة: أولوية الرواية عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم على أقوال الناس وآرائهم، فالكتاب والسنة والولاية هم المرجع.

القاعدة: الأوصياء من بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم هم الهاديون المهتدون، وهم مع القرآن لا يفارقونه.

 

القاعدة: التعيين الإلهي للأئمة الاثني عشر ثابت ومعين منذ حياة الإمام علي عليه السلام، وهم من نسل النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

القاعدة: الولاية والقيادة بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم حق إلهي لا يشوبها تبديل أو زيادة أو نقصان.

 

القواعد الروحية التربوية المستخلصة من هذا الحديث

 

القاعدة: الحفظ الكامل للحديث والعمل به عبادة وولاء للإمام وللرسول صلى الله عليه وآله وسلم.

القاعدة: الثقة بالله تعالى والاعتماد عليه في حفظ التعاليم، كما ورد في دعاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم لإبنائه وحفظهم.

القاعدة: الاتباع الحق للأئمة هو الطريق إلى النجاة والتمسك بالحق، فهم مع القرآن والقرآن معهم.

القاعدة: الاحتراز من المنافقين والكذابين المتظاهرين بالإسلام واجب روحي وعقائدي.

 

القاعدة: العلم بالناسخ والمنسوخ في الحديث مثل العلم بالناسخ والمنسوخ في القرآن، وهو دليل على التمييز بين الصواب والخطأ روحياً وعقائدياً.

القاعدة: محبة أئمة الله ومعرفتهم والتمسك بهم طريق للثبات والنجاة من الضلال.

القاعدة: الاستعداد النفسي والولائي لقبول وصية الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم ضرورة روحية.

 

الحديث الحادي عشر

11- وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ قَالَ حَدَّثَنَا مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ عَنْ سُلَيْمِ بْنِ قَيْسٍ إِنَّ عَلِيّاً ع قَالَ لِطَلْحَةَ فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ عِنْدَ ذِكْرِ تَفَاخُرِ الْمُهَاجِرِينَ وَ الْأَنْصَارِ بِمَنَاقِبِهِمْ وَ فَضَائِلِهِمْ يَا طَلْحَةُ أَ لَيْسَ قَدْ شَهِدْتَ رَسُولَ اللَّهِ ص حِينَ دَعَانَا بِالْكَتِفِ لِيَكْتُبَ فِيهَا مَا لَا تَضِلُّ الْأُمَّةُ بَعْدَهُ وَ لَا تَخْتَلِفُ فَقَالَ صَاحِبُكَ مَا قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ يَهْجُرُ فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ ص وَ تَرَكَهَا قَالَ بَلَى قَدْ شَهِدْتُهُ قَالَ فَإِنَّكُمْ لَمَّا خَرَجْتُمْ أَخْبَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ ص بِالَّذِي أَرَادَ أَنْ يَكْتُبَ فِيهَا وَ يُشْهِدَ عَلَيْهِ الْعَامَّةَ وَ إِنَّ جَبْرَئِيلَ أَخْبَرَهُ بِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ عَلِمَ أَنَّ الْأُمَّةَ سَتَخْتَلِفُ وَ تَفْتَرِقُ ثُمَّ دَعَا بِصَحِيفَةٍ فَأَمْلَى عَلَيَّ مَا أَرَادَ أَنْ يَكْتُبَ فِي الْكَتِفِ وَ أَشْهَدَ عَلَى ذَلِكَ ثَلَاثَةَ رَهْطٍ سَلْمَانَ الْفَارِسِيَّ وَ أَبَا ذَرٍّ وَ الْمِقْدَادَ وَ سَمَّى مَنْ يَكُونُ مِنْ أَئِمَّةِ الْهُدَى الَّذِينَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِطَاعَتِهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَسَمَّانِي أَوَّلَهُمْ ثُمَّ ابْنِي هَذَا حَسَنٌ ثُمَّ ابْنِي هَذَا حُسَيْنٌ ثُمَّ تِسْعَةٌ مِنْ وُلْدِ ابْنِي هَذَا حُسَيْنٍ كَذَلِكَ يَا أَبَا ذَرٍّ وَ أَنْتَ يَا مِقْدَادُ قَالا نَشْهَدُ بِذَلِكَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ص فَقَالَ طَلْحَةُ وَ اللَّهِ لَقَدْ سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ص يَقُولُ لِأَبِي ذَرٍّ مَا أَقَلَّتِ الْغَبْرَاءُ وَ لَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ ذَا لَهْجَةٍ أَصْدَقَ وَ لَا أَبَرَّ مِنْ أَبِي ذَرٍّ وَ أَنَا أَشْهَدُ أَنَّهُمَا لَمْ يَشْهَدَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَ أَنْتَ أَصْدَقُ وَ أَبَرُّ عِنْدِي مِنْهُمَا.

 

القواعد العقائدية المستخلصة من هذا الحديث

القاعدة: ولاية الأئمة الاثني عشر حق إلهي محدد منذ عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهم معرّفون للناس لتكون طاعتهم واجبة حتى يوم القيامة.

القاعدة: الإمامة متصلة بالنسب والطاعة، تبدأ بالإمام علي عليه السلام ثم الحسن والحسين عليهم السلام، ثم تسلسل الأئمة من ولده الحسين.

القاعدة: الشهادة على الأمور العقدية والإمامية ضرورة لضمان عدم ضلال الأمة واختلافها في العقيدة.

القاعدة: الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أمر بتعيين الولاة بعده بشكل محدد وواضح، بما يضمن معرفة الأمة بالحقّ.

 

القواعد الروحية التربوية المستخلصة من هذا الحديث

القاعدة: التوثيق والشهادة الصادقة واجب روحي، كما يظهر في شهادة سلمان وأبي ذر والمقداد على ما أمر النبي به.

القاعدة: التمسك بالحق والصدق مع الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم فضيلة روحية عليا، كما دل على ذلك مدح النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأبي ذر بصفاته الصادقة والأبرّ.

القاعدة: الوعي بالمؤامرات والخلافات البشرية والتمسك بالولاية الحقّة ضرورة روحية للحفاظ على ثبات الأمة.

القاعدة: الإلهام الرباني والهداية للرسول صلى الله عليه وآله وسلم لتعليم أتباعه أمر مهم في حفظ الدين، كما يظهر في إملاء الصحيفة على علي عليه السلام ومشهد إشهاد الصحابة.

 

الحديث الثاني عشر

12- وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بْنِ هَمَّامٍ عَنْ مَعْمَرِ بْنِ رَاشِدٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ عَنْ سُلَيْمِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع مَرَرْتُ يَوْماً بِرَجُلٍ سَمَّاهُ لِي فَقَالَ مَا مَثَلُ مُحَمَّدٍ إِلَّا كَمَثَلِ نَخْلَةٍ نَبَتَتْ فِي كباة [كِبَا فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ ص وَ خَرَجَ مُغْضَباً وَ أَتَى الْمِنْبَرَ فَفَرِغَتِ الْأَنْصَارُ إِلَى السِّلَاحِ لِمَا رَأَوْا مِنْ غَضَبِ رَسُولِ اللَّهِ ص قَالَ فَمَا بَالُ أَقْوَامٍ يُعَيِّرُونِي بِقَرَابَتِي وَ قَدْ سَمِعُونِي أَقُولُ فِيهِمْ مَا أَقُولُ مِنْ تَفْضِيلِ اللَّهِ تَعَالَى إِيَّاهُمْ وَ مَا اخْتَصَّهُمْ بِهِ مِنْ إِذْهَابِ الرِّجْسِ عَنْهُمْ وَ تَطْهِيرِ اللَّهِ إِيَّاهُمْ وَ قَدْ سَمِعُوا مَا قُلْتُهُ فِي فَضْلِ أَهْلِ بَيْتِي وَ وَصِيِّي وَ مَا أَكْرَمَهُ اللَّهُ بِهِ وَ خَصَّهُ وَ فَضَّلَهُ مِنْ سَبْقِهِ إِلَى الْإِسْلَامِ وَ بَلَائِهِ فِيهِ وَ قَرَابَتِهِ مِنِّي وَ إِنَّهُ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى ثُمَّ يَمُرُّ بِهِ فَزَعَمَ أَنَّ مَثَلِي فِي أَهْلِ بَيْتِي كَمَثَلِ نَخْلَةٍ نَبَتَتْ فِي أَصْلِ حَشٍّ أَلَا إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ خَلْقَهُ وَ فَرَّقَهُمْ فِرْقَتَيْنِ فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِ الْفِرْقَتَيْنِ وَ فَرَّقَ الْفِرْقَةَ ثَلَاثَ شُعَبٍ فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِهَا شَعْباً وَ خَيْرِهَا قَبِيلَةً ثُمَّ جَعَلَهُمْ بُيُوتاً فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِهَا بَيْتاً حَتَّى خَلَصْتُ فِي أَهْلِ بَيْتِي وَ عِتْرَتِي وَ بَنِي أَبِي أَنَا وَ أَخِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ نَظَرَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ نَظْرَةً وَ اخْتَارَنِي مِنْهُمْ ثُمَّ نَظَرَ نَظْرَةً فَاخْتَارَ عَلِيّاً أَخِي وَ وَزِيرِي وَ وَارِثِي وَ وَصِيِّي وَ خَلِيفَتِي فِي أُمَّتِي وَ وَلِيُّ كُلِّ مُؤْمِنٍ بَعْدِي مَنْ وَالاهُ فَقَدْ وَالَى اللَّهَ وَ مَنْ عَادَاهُ فَقَدْ عَادَى اللَّهَ وَ مَنْ أَحَبَّهُ أَحَبَّهُ اللَّهُ وَ مَنْ أَبْغَضَهُ أَبْغَضَهُ اللَّهُ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا كُلُّ مُؤْمِنٍ وَ لَا يُبْغِضُهُ إِلَّا كُلُّ كَافِرٍ هُوَ زِرُّ الْأَرْضِ بَعْدِي وَ [سَكَنِهَا سَكُّهَا وَ هُوَ كَلِمَةُ التَّقْوَى وَ عُرْوَةُ اللَّهِ الْوُثْقَى- يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَ يَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ يُرِيدُ أَعْدَاءُ اللَّهِ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ أَخِي وَ يَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ أَيُّهَا النَّاسُ لِيُبَلِّغْ مَقَالَتِي شَاهِدُكُمْ غَائِبَكُمْ اللَّهُمَّ اشْهَدْ عَلَيْهِمْ ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ نَظَرَ نَظْرَةً ثَالِثَةً فَاخْتَارَ أَهْلَ بَيْتِي مِنْ بَعْدِي وَ هُمْ خِيَارُ أُمَّتِي أَحَدَ عَشَرَ إِمَاماً بَعْدَ أَخِي وَاحِداً بَعْدَ وَاحِدٍ كُلَّمَا هَلَكَ وَاحِدٌ قَامَ وَاحِدٌ مِثْلَهُمْ فِي أُمَّتِي كَمَثَلِ نُجُومِ السَّمَاءِ كُلَّمَا غَابَ نَجْمٌ طَلَعَ نَجْمٌ إِنَّهُمْ أَئِمَّةٌ هُدَاةٌ مَهْدِيُّونَ لَا يَضُرُّهُمْ كَيْدُ مَنْ كَادَهُمْ وَ لَا خِذْلَانُ مَنْ خَذَلَهُمْ بَلْ يُضِرُّ اللَّهُ بِذَلِكَ مَنْ كَادَهُمْ وَ خَذَلَهُمْ هُمْ حُجَجُ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ وَ شُهَدَاؤُهُ عَلَى خَلْقِهِ مَنْ أَطَاعَهُمْ أَطَاعَ اللَّهَ وَ مَنْ عَصَاهُمْ عَصَى اللَّهَ هُمْ مَعَ الْقُرْآنِ وَ الْقُرْآنُ مَعَهُمْ لَا يُفَارِقُهُمْ وَ لَا يُفَارِقُونَهُ حَتَّى يَرِدُوا عَلَيَّ حَوْضِي وَ أَوَّلُ الْأَئِمَّةِ أَخِي عَلِيٌّ خَيْرُهُمْ ثُمَّ ابْنِي حَسَنٌ ثُمَّ ابْنِي حُسَيْنٌ ثُمَّ تِسْعَةٌ مِنْ وُلْدِ الْحُسَيْنِ وَ ذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ.

 

القواعد العقائدية المستخلصة من الحديث

القاعدة: اختيار الأئمة من قبل الله عز وجل، فهم مختارون لأفضلية المنزل والمقام، مثل علي عليه السلام كأول ولي بعد النبي صلى الله عليه وآله.

القاعدة: ولاية الإمام في الأمة إلزامية، من والاه فقد والى الله، ومن عاداه فقد عادى الله.

القاعدة: الأئمة حجج الله على الأرض، ومن أطاعهم أطاع الله، ومن عصاهم عصى الله.

القاعدة: استمرارية الإمامة، من خلال الأئمة الإثني عشر المتعاقبين، حتى يردوا على حوض النبي صلى الله عليه وآله.

القاعدة: صلة الأئمة بالقرآن متينة، فهم معه ومعهم، ولا يُفارقونه ولا يفارقهم.

 

القاعدة: الإمام مصدر الهداية والبركة للخلق، كما وصفهم النبي صلى الله عليه وآله بالهداية والمهداة.

 


القواعد الروحية والتربوية المستخلصة من الحديث

القاعدة: التقدير الإلهي والاختيار الرباني للخلق يظهر الحكمة في توزيع الخلق على أفضل الفرق، ويجب أن يُتبع المختارون بإيمان.

القاعدة: التثبت من الحق قبل الكلام والاعتداد بالعلم الحقيقي، كما يظهر غضب النبي صلى الله عليه وآله تجاه من يخطئ في وصف أهل البيت.

القاعدة: الثبات على الحق وعدم التأثر بأقوال الناس أو الحسد، فالأعداء يريدون إطفاء نور الله، والله يُتم نوره.

القاعدة: ضرورة الإعلان عن حقيقة الأمر للناس، وإظهار البراءة من المخالفين للكذب والباطل.

القاعدة: الإيمان بالقدر الإلهي في حفظ الدين ونصرة الأئمة، فهم بأيدي الله لا يُضرّهم كيد من كادهم، ولا خذلان من خذلهم.

 

القاعدة: مبدأ العدالة الإلهية والتقدير الدقيق لكل إنسان حسب منزلة الله له، كما اختار النبي صلى الله عليه وآله أهله وأمر بتقديرهم وفضلهم.

 

 

الحديث الثالث عشر

13- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ الْمَوْصِلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رَبَاحٍ الزُّهْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحِمْيَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَيُّوبَ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ عَمْرٍو الْخَثْعَمِيِّ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع مَا مَعْنَى قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَ أَعْتَدْنا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيراً قَالَ لِي إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّنَةَ اثْنَيْ عَشَرَ شَهْراً وَ جَعَلَ اللَّيْلَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَاعَةً وَ جَعَلَ النَّهَارَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَاعَةً وَ مِنَّا اثْنَيْ عَشَرَ مُحَدَّثاً وَ كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع مِنْ تِلْكَ السَّاعَاتِ.


 

القواعد العقائدية المستخلصة من الحديث

القاعدة: الإيمان بالساعة جزء من العقيدة الإسلامية، ومن كذب بها فقد ارتكب كذبًا كبيرًا وعقابه شديد.

القاعدة: الله عز وجل نظم الكون بأوامر دقيقة، كالسنين والأشهر والليل والنهار، وكل شيء بحكمة ربانية محكمة.

القاعدة: الإمامة مرتبطة بالزمان، كما جاء في الحديث: لكل زمن إمامه، وأمير المؤمنين علي عليه السلام كان من تلك الساعات كمحدث وولي في زمانه.

القاعدة: أئمة الله يمثلون امتداد الهداية الإلهية في الزمن، فهم مع الله في حفظ الدين وبيان الحق في كل مرحلة

 

القواعد الروحية والتربوية المستخلصة من الحديث

 

القاعدة: التأمل في نظام الله للخلق يربّي على التقدير والوعي، فالله حدد كل شيء بدقة، وعلينا أن نرتب حياتنا وفق التقدير الإلهي.

 

القاعدة: الاعتراف بفضل الإمام في كل عصر، وإدراك أن الإمام مرشد ومحدث للناس في زمانه، واتباعه طريق للنجاة والهداية.

 

القاعدة: ربط العقيدة بالواقع المادي والزمني، بمعنى أن الإيمان ليس مجرد تصديق لفظي بل فهم لحكمة الله في الكون والأئمة.

 

الحديث الرابع عشر

14- وَ بِهِ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ ثَابِتِ بْنِ شُرَيْحٍ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ الْبَاقِرَ ع يَقُولُ مِنَّا اثْنَا عَشَرَ مُحَدَّثاً.

 

القواعد العقائدية المستخلصة من الحديث

 

القاعدة: الإمامة اثني عشر إمامًا ثابتين، كما أمر الله تعالى، فهم امتداد الهداية بعد النبي صلى الله عليه وآله.

 

القاعدة: الإمامة منصب إلهي محدد بعدد ومراتب، أي أن لكل أمة أئمة محددون ليتم حفظ الدين والهداية.

 

القواعد الروحية والتربوية المستخلصة من الحديث

 

القاعدة: التعلق بالأئمة سبب للثبات على الحق، فاتباعهم وإدراك حكمتهم يعين الإنسان على الاستقامة.

 

القاعدة: الإمامة دليل على التتابع الإلهي في الهداية البشرية، وأن لكل زمان مرشده ومحدّثه ليحفظ الناس عن الضلال.

 

الحديث الخامس عشر

15- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقُرَشِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْخَطَّابِ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ الْكَلْبِيِّ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي السَّائِبِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ع اللَّيْلُ اثْنَتَا عَشْرَةَ سَاعَةً وَ النَّهَارُ اثْنَتَا عَشْرَةَ سَاعَةً وَ الشُّهُورُ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً وَ الْأَئِمَّةُ اثْنَا عَشَرَ إِمَاماً وَ النُّقَبَاءُ اثْنَا عَشَرَ نَقِيباً وَ إِنَّ عَلِيّاً سَاعَةٌ مِنَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَاعَةً وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَ أَعْتَدْنا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيراً.



القواعد العقائدية المستخلصة من الحديث

 

القاعدة: الإمام عددهم اثنا عشر، كما خلق الله السنن والأوقات مضبوطة، ليكونوا وسيلة هداية للأمة.

القاعدة: النقباء اثنا عشر، في ترتيب دقيق بعد الأئمة، لهم دور محدد في حفظ الدين والهداية.

القاعدة: الإلهية في التشريع والتنظيم، الله عز وجل نظم الكون والأوقات والأئمة والنقباء بتناغم دقيق يشهد على التدبير الإلهي.

القاعدة: الربط بين الحقائق الكونية والإمامة، كما الليل والنهار والشهور ثابتة، كذلك الأئمة والنقباء ثابتون.

 

 

القواعد الروحية والتربوية المستخلصة من الحديث

 

القاعدة: اتباع الأئمة وسيلة للثبات على الحق والهداية، إذ هم المحدَّثون من الله للأمة.

 

القاعدة: الإمامة والنقابة انعكاس لنظام الله في الكون، فتدبرها يربي المؤمن على الانضباط الروحي والمعنوي.

 

القاعدة: الإقرار بحقيقة الأئمة حماية من الضلال، كما يُؤمن المسلم بانتظام الليل والنهار والشهور.

 

 

الحديث السادس عشر

16- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْعَطَّارُ بِقُمَّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانَ الرَّازِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْكُوفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ زَيْدٍ الشَّحَّامِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع وَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانَ الرَّازِيُّ وَ حَدَّثَنَا بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْكُوفِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ زَيْدٍ الشَّحَّامِ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع أَيُّهُمَا أَفْضَلُ الْحَسَنُ أَوِ الْحُسَيْنُ قَالَ إِنَّ فَضْلَ أَوَّلِنَا يَلْحَقُ فَضْلَ آخِرِنَا وَ فَضْلَ آخِرِنَا يَلْحَقُ فَضْلَ أَوَّلِنَا فَكُلٌّ لَهُ فَضْلٌ قَالَ قُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَسِّعْ عَلَيَ فِي الْجَوَابِ فَإِنِّي وَ اللَّهِ مَا أَسْأَلُكَ إِلَّا مُرْتَاداً فَقَالَ نَحْنُ مِنْ شَجَرَةٍ بَرَأَنَا اللَّهُ مِنْ طِينَةٍ وَاحِدَةٍ فَضْلُنَا مِنَ اللَّهِ وَ عِلْمُنَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَ نَحْنُ أُمَنَاءُ اللَّهِ عَلَى خَلْقِهِ وَ الدُّعَاةُ إِلَى دِينِهِ وَ الْحُجَّابُ فِيمَا بَيْنَهُ وَ بَيْنَ خَلْقِهِ أَزِيدُكَ يَا زَيْدُ قُلْتُ نَعَمْ فَقَالَ خَلْقُنَا وَاحِدٌ وَ عِلْمُنَا وَاحِدٌ وَ فَضْلُنَا وَاحِدٌ وَ كُلُّنَا وَاحِدٌ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَقُلْتُ أَخْبِرْنِي بِعِدَّتِكُمْ فَقَالَ نَحْنُ اثْنَا عَشَرَ هَكَذَا حَوْلَ عَرْشِ رَبِّنَا جَلَّ وَ عَزَّ فِي مُبْتَدَإِ خَلْقِنَا أَوَّلُنَا مُحَمَّدٌ وَ أَوْسَطُنَا مُحَمَّدٌ وَ آخِرُنَا مُحَمَّدٌ.

 

 

القواعد العقائدية المستخلصة من الحديث

 

القاعدة: الأئمة من نسل واحد وبراءة واحدة من الخلق، أي أنهم متساوون في الأصل والنسب الروحي.

القاعدة: فضل الأئمة من الله عز وجل، وليس نتيجة اجتهاد بشري أو اختلاف في المرتبة.

القاعدة: علم الأئمة من عند الله، وهم أمناء على خلق الله ودعاة إلى دينه، مما يجعلهم حجّابًا بين الله وخلقه.

القاعدة: عدد الأئمة اثنا عشر، مرتّبون ابتداءً ووسطًا وآخرًا، في نظام محكم من الخلق والله تعالى.

 

 

 

 

القواعد الروحية والتربوية المستخلصة من الحديث

 

القاعدة: التساوي والاتحاد بين الأئمة، كلهم واحد عند الله في أصلهم وفضلهم، مما يربّي المؤمن على توحيد النظر إليهم والاعتراف بحقهم.

القاعدة: الاعتماد على فضل الله في تقييم الأئمة، فلا مقارنة بين واحد وآخر إلا بما يقرره الله عز وجل.

القاعدة: الأئمة وسيلة الهداية والأمانة، فهم دعاة الله وحجّابه على الخلق، ومن اتبعهم اقتدى بالحق والهداية.

 

 

الحديث السابع عشر

 17- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْعَطَّارُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانَ الرَّازِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْكُوفِيِّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ فُضَيْلٍ الرَّسَّانِ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ قَالَ كُنْتُ عِنْدَ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَاقِرِ ع ذَاتَ يَوْمٍ فَلَمَّا تَفَرَّقَ مَنْ كَانَ عِنْدَهُ قَالَ لِي يَا أَبَا حَمْزَةَ مِنَ الْمَحْتُومِ الَّذِي لَا تَبْدِيلَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ قِيَامُ قَائِمِنَا فَمَنْ شَكَّ فِيمَا أَقُولُ لَقِيَ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَ هُوَ بِهِ كَافِرٌ وَ لَهُ جَاحِدٌ ثُمَّ قَالَ بِأَبِي وَ أُمِّي الْمُسَمَّى بِاسْمِي وَ الْمُكَنَّى بِكُنْيَتِي السَّابِعُ مِنْ بَعْدِي بِأَبِي مَنْ يَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلًا وَ قِسْطاً كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَ جَوْراً ثُمَّ قَالَ يَا أَبَا حَمْزَةَ مَنْ أَدْرَكَهُ فَلَمْ يُسَلِّمْ لَهُ فَمَا سَلَّمَ لِمُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ ع وَ قَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَ مَأْواهُ النَّارُ- وَ بِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ

و أوضح من هذا بحمد الله و أنور و أبين و أزهر لمن هداه الله و أحسن إليه قول الله عز و جل في محكم كتابه- إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ و معرفة الشهور المحرم و صفر و ربيع و ما بعده و الحرم منها هي رجب و ذو القعدة و ذو الحجة و المحرم لا تكون دينا قيما لأن اليهود و النصارى و المجوس و سائر الملل و الناس جميعا من الموافقين و المخالفين يعرفون هذه الشهور و يعدونها بأسمائها و إنما هم الأئمة عليهم السلام و القوامون بدين الله و الحرم منها أمير المؤمنين علي الذي اشتق الله تعالى له اسما من اسمه العلي كما اشتق لرسوله ص اسما من اسمه المحمود و ثلاثة من ولده أسماؤهم علي علي بن الحسين و علي بن موسى و علي بن محمد فصار لهذا الاسم المشتق من اسم الله عز و جل حرمة به و صلوات الله على محمد و آله المكرمين المتحرمين به.

 

القواعد العقائدية المستخلصة من الحديث

 

القاعدة: قيام القائم أمر محتوم عند الله، لا يمكن تغييره، وهو أمر إلهي لا يختلف فيه أحد.

القاعدة: من شك في كلام الإمام أو لم يسلم له فقد عصى الله، والله حرم عليه الجنة، ومأواه النار.

القاعدة: الأئمة قوامون بدين الله، ومهمتهم إقامة العدل والقسط كما ملئت الأرض ظلمًا وجورًا.

القاعدة: حرمة الأسماء المستمدة من أسماء الله، مثل علي (مشتق من اسم الله العلي) والمحمد (مشتق من المحمود)، والأسماء المشتقة من ولده محفوظة بحرمته.

 

 

القواعد الروحية والتربوية المستخلصة من الحديث

 

القاعدة: طاعة الإمام واجب على المؤمنين، لأنها طاعة لله عز وجل، والامتناع عنها دليل على الكفر.

القاعدة: الأئمة هم حفظة الدين الحقيقيون، وليس مجرد أعيان أو رموز اجتماعية.

القاعدة: معرفة الشهور الحرم وعلاقتها بالدين، ودور الأئمة في تحديد الحلال والحرام، تشير إلى أن الدين الحق محفوظ برعايتهم.

القاعدة: ارتباط الأسماء الإلهية بأهل البيت يعكس قدسيتهم وخصوصيتهم في الهداية والتشريع.

 

 

الحديث الثامن عشر

18- أَخْبَرَنَا سَلَامَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْمَعْرُوفُ بِالْحَاجِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ الْقَاسِمِ الْعَلَوِيُّ الْعَبَّاسِيُّ الرَّازِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَسَنِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ كَثِيرٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ مُوسَى الْأَسَدِيُّ عَنْ دَاوُدَ بْنِ كَثِيرٍ الرَّقِّيِّ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عليه السلام بِالْمَدِينَةِ فَقَالَ لِي مَا الَّذِي أَبْطَأَ بِكَ يَا دَاوُدُ عَنَّا فَقُلْتُ حَاجَةٌ عَرَضَتْ بِالْكُوفَةِ فَقَالَ مَنْ خَلَّفْتَ بِهَا فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ خَلَّفْتُ بِهَا عَمَّكَ زَيْداً تَرَكْتُهُ رَاكِباً عَلَى فَرَسٍ مُتَقَلِّداً سَيْفاً يُنَادِي بِأَعْلَى صَوْتِهِ سَلُونِي سَلُونِي قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُونِي فَبَيْنَ جَوَانِحِي عِلْمٌ جَمٌّ قَدْ عَرَفْتُ النَّاسِخَ مِنَ الْمَنْسُوخِ وَ الْمَثَانِيَ وَ الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ وَ إِنِّي الْعَلَمُ بَيْنَ اللَّهِ وَ بَيْنَكُمْ فَقَالَ لِي يَا دَاوُدُ لَقَدْ ذَهَبَتْ بِكَ الْمَذَاهِبُ ثُمَّ نَادَى يَا سَمَاعَةَ بْنَ مِهْرَانَ ايتِنِي بِسَلَّةِ الرُّطَبِ فَأَتَاهُ بِسَلَّةٍ فِيهَا رُطَبٌ فَتَنَاوَلَ مِنْهَا رُطَبَةً فَأَكَلَهَا وَ اسْتَخْرَجَ النَّوَاةَ مِنْ فِيهِ فَغَرَسَهَا فِي الْأَرْضِ فَفَلَقَتْ وَ أَنْبَتَتْ وَ أَطْلَعَتْ وَ أَغْدَقَتْ فَضَرَبَ بِيَدِهِ إِلَى بُسْرَةٍ مِنْ عَذْقٍ فَشَقَّهَا وَ اسْتَخْرَجَ مِنْهَا رَقّاً أَبْيَضَ فَفَضَّهُ وَ دَفَعَهُ إِلَيَّ وَ قَالَ اقْرَأْهُ فَقَرَأْتُهُ وَ إِذَا فِيهِ سَطْرَانِ السَّطْرُ الْأَوَّلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَ الثَّانِي إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ عَلِيُّ بْنُ مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ الْخَلَفُ الْحُجَّةُ ثُمَّ قَالَ يَا دَاوُدُ أَ تَدْرِي مَتَى كُتِبَ هَذَا فِي هَذَا قُلْتُ اللَّهُ أَعْلَمُ وَ رَسُولُهُ وَ أَنْتُمْ فَقَالَ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ اللَّهُ آدَمَ بِأَلْفَيْ عَامٍ.

 

 

القواعد العقائدية المستخلصة

 

القاعدة: الأئمة هم علم الله بينه وبين خلقه، يحملون العلم الكامل للناسخ والمنسوخ والقرآن العظيم، ويعملون كحلقة وصل بين الله والناس.

القاعدة: استحقاق الطاعة للأئمة واجب؛ فمن لم يسلم للإمام لم يسلم لمحمد وعلي، والله حرّم عليه الجنة، ومأواه النار.

القاعدة: الأئمة جزء من خلق الله المخصوص، وجودهم بدأ قبل خلق آدم بألفي عام، مما يدل على قدسيتهم واستحقاقهم للهداية.

القاعدة: الأئمة ورثة علم الله وفضله، وهم اثنا عشر إمامًا، خلفاء متتابعون في حفظ الدين وإرشاد الناس.

 

القاعدة: أسماء بعض الأئمة مشتقة من أسماء الله تعالى، مثل علي من العلي، ومحمد من المحمود، مما يوضح خصوصيتهم وحرماتهم.

القاعدة: الأئمة جزء من نظام الله الكوني والديني، وهم ضامنون لاستمرار نور الله وهداية البشر عبر الأجيال، أي استمرارية الهداية في الأمة.

القاعدة: الشهور الحرم وعدد الأئمة يُظهر ارتباط السنن الإلهية بالدين، ويؤكد أن الشريعة محفوظة بواسطة الأئمة.

 

 

 

القواعد الروحية المستخلصة

 

القاعدة: الأئمة أمناء على خلق الله والدعوة إلى دينه، ويعملون كـ "حجاب" بين الله وخلقه.

القاعدة: وحدة الأئمة وفضلهم: جميع الأئمة من شجرة واحدة، وخلق الله لهم العلم والفضل من عنده، فلا فرق بينهم إلا بمقدار ما اختص الله به.

القاعدة: ارتباط الأئمة بالكون والخلق: إشارات الطبيعة في الحديث (النخلة، الرطبة، الرقّ الأبيض) ترمز إلى حضور العلم الإلهي في كل شيء، وارتباط الهداية بالعالم المادي والرمزي.

 

القاعدة: الأئمة هم ضمان استمرار الدين وتمام نور الله على الأرض، أي أن الهداية الإلهية لا تنقطع عن الأمة.

الحديث التاسع عشر

 19- أَخْبَرَنَا سَلَامَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّيَّارِيُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ قَالَ وَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الخبائي [الْجُبَّائِيُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ مَيْمُونٍ الشَّعِيرِيِّ عَنْ زِيَادٍ الْقَنْدِيِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا إِبْرَاهِيمَ مُوسَى بْنَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ع يَقُولُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ خَلَقَ بَيْتاً مِنْ نُورٍ جَعَلَ قَوَائِمَهُ أَرْبَعَةَ أَرْكَانٍ كَتَبَ عَلَيْهَا أَرْبَعَةَ أَسْمَاءٍ تَبَارَكَ وَ سُبْحَانَ وَ الْحَمْدَ وَ اللَّهَ ثُمَّ خَلَقَ مِنَ الْأَرْبَعَةِ أَرْبَعَةً وَ مِنَ الْأَرْبَعَةِ

أَرْبَعَةً ثُمَّ قَالَ جَلَّ وَ عَزَّ- إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً .


 

القواعد العقائدية المستخلصة

القاعدة: الله عز وجل خلق بيتًا من نور له قوائم وأركان، وهذا البيت يمثل الأصل الإلهي الذي منه يُستمد نظام الخلق والوجود.

القاعدة: كتب الله على هذه الأركان أسماءه المباركة: "تبارك" و"سبحان" و"الحمد" و"الله"، مما يدل على أن النظام الكوني والرسالات مستمدة من أسمائه وصفاته.

القاعدة: من هذا البيت والنور الإلهي خلق الله تسلسلات متدرجة (من الأربعة أربعة، وهكذا)، دلالة على الترتيب الإلهي الدقيق في الكون، والذي يشمل الأئمة والطريقة التي يسير بها الدين على الأرض.

القاعدة: عدد الشهور عند الله اثنا عشر، وهو نظام ثابت ومرتبط بالنظام الإلهي للخلق، يعكس الدقة الإلهية في ترتيب الزمان والعبادة، ويؤكد على أن الشرائع والأحكام الإلهية مرتبة حسب حكمة الله.

 

القواعد الروحية والآداب الإيمانية:

 

الاتصال بالنور الإلهي: فهم أن أصل الأئمة والنظام الإلهي مستمد من نور الله، يعزز التوجه القلبي نحو الله والاعتقاد بوجود أصل إلهي يحمي النظام الإيماني على الأرض.

 

التقدير الإلهي للأسماء والخلق: معرفة أن أسماء الله هي التي تحدد ترتيب الكون ونظامه، تدعو المؤمن للتأمل والخشوع والاعتراف بعظمة الخالق في كل ما حوله.

 

الثبات على الحق: كما أن النظام الكوني ثابت، فإن على المؤمن الالتزام بالولاية والطاعة للأئمة الذين يمثلون استمرارية هذا النور والنظام على الأرض.

 

الوعي بالنظام الإلهي: التأمل في نظام الشهور والأركان يعمّق الإدراك بأن كل شيء مقدّر بحكمة، فينبغي للإنسان أن يسلك طريق الطاعة والعدل دون محاولة تغييره أو تعطيله.


 

الحديث العشرون

20- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَّانَ الرَّازِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ كَثِيرٍ الرَّقِّيِّ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ع جُعِلْتُ فِدَاكَ أَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ قَالَ نَطَقَ اللَّهُ بِهَا يَوْمَ ذَرَأَ الْخَلْقَ فِي الْمِيثَاقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ الْخَلْقَ بِأَلْفَيْ عَامٍ فَقُلْتُ فَسِّرْ لِي ذَلِكَ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ جَلَّ وَ عَزَّ لَمَّا أَرَادَ أَنْ يَخْلُقَ الْخَلْقَ خَلَقَهُمْ مِنْ طِينٍ وَ رَفَعَ لَهُمْ نَاراً فَقَالَ ادْخُلُوهَا فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ دَخَلَهَا مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ص وَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ وَ تِسْعَةٌ مِنَ الْأَئِمَّةِ إِمَامٌ بَعْدَ إِمَامٍ ثُمَّ أَتْبَعَهُمْ بِشِيعَتِهِمْ فَهُمْ وَ اللَّهِ السَّابِقُونَ.


القواعد العقائدية

 

القاعدة: منزلة السَّابقين في الخلق والخلق الإلهي

نصّ الحديث: "نطق الله بها يوم ذرأ الخلق في الميثاق قبل أن يخلق الخلق بألفي عام".

المعنى العقائدي: السَّابقون، وهم محمد صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين والحسن والحسين وتسعة من الأئمة، اختارهم الله وميزهم قبل خلق البشر، وهذا يدل على الاختيار الإلهي المسبق للأنبياء والأئمة وفضائلهم المعلومة مسبقًا.

 

القاعدة: ارتباط الأئمة بالنور الإلهي منذ الميثاق

نصّ الحديث: "أول من دخل النار محمّد رسول الله وأمير المؤمنين والحسن والحسين وتسعة من الأئمة".

المعنى العقائدي: هذا يظهر أن أصل الأئمة ونورهم مستقل عن الزمن، وأنهم محصنون بالإرادة الإلهية، وأن شفاعتهم وولايتهم متقدمة على خلق البشر.

القاعدة: استمرارية الإمامة والاتباع

نصّ الحديث: "ثم أتبعهم بشيعتهم فهم والله السابقون".

المعنى العقائدي: الإمامة مستمرة عبر الأئمة والشيعة الحق، ويؤكد الحديث أن الطاعة للأئمة جزء من النظام الإلهي، وأنه لا يمكن فصل الأمة عن هؤلاء السابقين الذين اختارهم الله.

 

القواعد الروحية

القاعدة: التأمل في الاختيار الإلهي

المعنى الروحي: على المؤمن أن يعرف أن الله اختار السَّابقين قبل خلق الخلق، فيزداد يقينًا وإيمانًا بولاية الأئمة وطاعتهم.

القاعدة: الاستبصار بالنور الإلهي

المعنى الروحي: التبصر في منزلة الأئمة يحث على الوعي بأنهم أمانة الله على خلقه ودعوة إلى دينه، والاقتداء بهم طريق للنجاة الروحية.

القاعدة: الانضباط بالطاعة

المعنى الروحي: على المؤمنين الالتزام بالولاء والطاعة لأهل البيت، فهم استمرار للهدى الإلهي ووسيلة للحفاظ على نور الله في الأرض.

 

الحديث الحادي والعشرون

 21- حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ عَمَّارٍ الْكُوفِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ هِشَامٍ اللُّؤْلُؤِيُّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الْكَرْخِيِّ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ع فَإِنِّي عِنْدَهُ جَالِسٌ إِذْ دَخَلَ أَبُو الْحَسَنِ مُوسَى وَ هُوَ غُلَامٌ فَقُمْتُ إِلَيْهِ فَقَبَّلْتُهُ وَ جَلَسْتُ فَقَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع يَا إِبْرَاهِيمُ أَمَا إِنَّهُ صَاحِبُكَ مِنْ بَعْدِي أَمَا لَيَهْلِكَنَّ فِيهِ أَقْوَامٌ وَ يَسْعَدُ آخَرُونَ فَلَعَنَ اللَّهُ قَاتِلَهُ وَ ضَاعَفَ عَلَى رُوحِهِ الْعَذَابَ أَمَا لَيُخْرِجَنَّ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ صُلْبِهِ خَيْرَ أَهْلِ الْأَرْضِ فِي زَمَانِهِ سَمِيَّ جَدِّهِ وَ وَارِثَ عِلْمِهِ وَ أَحْكَامِهِ وَ قَضَايَاهُ وَ مَعْدِنَ الْإِمَامَةِ وَ رَأْسَ الْحِكْمَةِ يَقْتُلُهُ جَبَّارُ بَنِي فُلَانٍ بَعْدَ عَجَائِبَ طَرِيفَةٍ حَسَداً لَهُ وَ لَكِنَ اللَّهَ بالِغُ أَمْرِهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ يُخْرِجُ اللَّهُ مِنْ صُلْبِهِ تَكْمِلَةَ اثْنَيْ عَشَرَ إِمَاماً مَهْدِيّاً اخْتَصَّهُمُ اللَّهُ بِكَرَامَتِهِ وَ أَحَلَّهُمْ دَارَ قُدْسِهِ الْمُنْتَظِرُ لِلثَّانِي عَشَرَ الشَّاهِرُ سَيْفَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ كَانَ كَالشَّاهِرِ سَيْفَهُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ ص يَذُبُّ عَنْهُ وَ دَخَلَ رَجُلٌ مِنْ مَوَالِي بَنِي أُمَيَّةَ فَانْقَطَعَ الْكَلَامُ فَعُدْتُ إِلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام إِحْدَى عَشْرَةَ مَرَّةً أُرِيدُ أَنْ يَسْتَتِمَّ الْكَلَامَ فَمَا قَدَرْتُ عَلَى ذَلِكَ فَلَمَّا كَانَ قَابِلُ السَّنَةِ الثَّانِيَةِ دَخَلْتُ عَلَيْهِ وَ هُوَ جَالِسٌ فَقَالَ يَا إِبْرَاهِيمُ هُوَ الْمُفَرِّجُ لِلْكَرْبِ عَنْ شِيعَتِهِ بَعْدَ ضَنْكٍ شَدِيدٍ وَ بَلَاءٍ طَوِيلٍ وَ جَوْرٍ وَ خَوْفٍ فَطُوبَى لِمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ الزَّمَانَ حَسْبُكَ يَا إِبْرَاهِيمُ قَالَ فَمَا رَجَعْتُ بِشَيْ ءٍ أَسَرَّ إِلَيَّ مِنْ هَذَا لِقَلْبِي وَ لَا أَقَرَّ لِعَيْنِي .


 

القواعد العقائدية المستخلصة

 

القاعدة: استمرار الأئمة من نسل علي عليه السلام

نص الحديث: "يُخرج الله من صُلْبِهِ تَكْمِلَةَ اثْنَيْ عَشَرَ إماماً مهديّاً اختصهم الله بكرامته".

المعنى العقائدي: الإمامة مستمرة من نسل الإمام علي عليه السلام، وعددهم اثنا عشر إماماً، وهم مختصون بالولاية الإلهية وكرامة الله، وهي قاعدة مركزية في العقيدة الإمامية.

القاعدة: الحماية الإلهية للأئمة مهما حصل من كيد الأعداء

نص الحديث: "لكِنَّ الله بالِغ أمره ولو كره المشركون".

المعنى العقائدي: أعداء الله قد يحاولون قتل الأئمة أو تعطيل مهمتهم، إلا أن أمر الله متحقق لا يعلوه شيء، والولاية الإلهية باقية مهما حاول الظالمون.

 

القاعدة: الإمامة موروثة بالحق والفضل

نص الحديث: "ووريث علمه وأحكامه وقيضاه ومعادن الإمامة ورأس الحكمة".

المعنى العقائدي: الإمامة مرتبطة بالعلم الإلهي والولاية على الناس، وهي وراثة منصوصة ومقدرة من الله لكل إمام في زمانه، بما يحفظ الدين والهدى.

 

 

القواعد الروحية

 

القاعدة: التفاؤل والطمأنينة بمجيء الفرج

نص الحديث: "هو المفَرّج للكرب عن شيعته بعد ضنك شديد وبلاء طويل وجور وخوف".

 

القاعدة: قيمة إدراك زمان الإمام المهدي عجل الله فرجه

نص الحديث: "فطوبى لمن أدرك ذلك الزمان".

المعنى الروحي: على المؤمن أن يسعى للوعي بوجود الإمام في زمانه والالتزام بولايته، فهذا مصدر سعادة القلب والروح وراحة النفس، وارتباط مباشر بالنور الإلهي.

 

القاعدة: القداسة والخصوصية للأئمة في الأمة

نص الحديث: "اختصهم الله بكرامته وأحلهم دار قدسه".

المعنى الروحي: الأئمة لهم مكانة مقدسة ومتميزة في الأرض والسماء، وهذا يدعو المؤمنين للوقوف عند حقهم في الطاعة والاحترام والتقدير الروحي.


الحديث الثاني والعشرون

22- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ قِرَاءَةً عَلَيْهِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي قَيْسٍ عَنْ جَعْفَرٍ الرُّمَّانِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْقَاسِمِ ابْنِ أُخْتِ خَالِدِ بْنِ مَخْلَدٍ الْقَطَوَانِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ع أَنَّهُ نَظَرَ إِلَى حُمْرَانَ فَبَكَى ثُمَّ قَالَ يَا حُمْرَانُ عَجَباً لِلنَّاسِ كَيْفَ غَفَلُوا أَمْ نَسُوا أَمْ تَنَاسَوْا فَنَسُوا قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ ص حِينَ مَرِضَ فَأَتَاهُ النَّاسُ يَعُودُونَهُ وَ يُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ حَتَّى إِذَا غَصَّ بِأَهْلِهِ الْبَيْتُ جَاءَ عَلِيٌّ ع فَسَلَّمَ وَ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَتَخَطَّاهُمْ إِلَيْهِ وَ لَمْ يُوَسِّعُوا لَهُ فَلَمَّا رَأَى رَسُولُ اللَّهِ ص ذَلِكَ رَفَعَ مِخَدَّتَهُ وَ قَالَ إِلَيَّ يَا عَلِيُّ فَلَمَّا رَأَى النَّاسُ ذَلِكَ زَحَمَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً وَ أَفْرَجُوا حَتَّى تَخَطَّاهُمْ وَ أَجْلَسَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله إِلَى جَانِبِهِ ثُمَّ قَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ هَذَا أَنْتُمْ تَفْعَلُونَ بِأَهْلِ بَيْتِي فِي حَيَاتِي مَا أَرَى فَكَيْفَ بَعْدَ وَفَاتِي وَ اللَّهِ لَا تَقْرُبُونَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي قُرْبَةً إِلَّا قَرُبْتُمْ مِنَ اللَّهِ مَنْزِلَةً وَ لَا تَبَاعَدُونَ عَنْهُمْ خُطْوَةً وَ تُعْرِضُونَ عَنْهُمْ إِلَّا أَعْرَضَ اللَّهُ عَنْكُمْ ثُمَّ قَالَ أَيُّهَا النَّاسُ اسْمَعُوا مَا أَقُولُ لَكُمْ أَلَا إِنَّ الرِّضَا وَ الرِّضْوَانَ وَ الْجَنَّةَ لِمَنْ أَحَبَّ عَلِيّاً وَ تَوَلَّاهُ وَ ائْتَمَّ بِهِ وَ بِفَضْلِهِ وَ بِأَوْصِيَائِي بَعْدَهُ وَ حَقٌّ عَلَى رَبِّي أَنْ يَسْتَجِيبَ لِي فِيهِمْ إِنَّهُمْ اثْنَا عَشَرَ وَصِيّاً وَ مَنْ تَبِعَهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِنِّي مِنْ إِبْرَاهِيمَ وَ إِبْرَاهِيمُ مِنِّي وَ دِينِي دِينُهُ وَ دِينُهُ دِينِي وَ نِسْبَتُهُ نِسْبَتِي وَ نِسْبَتِي نِسْبَتُهُ وَ فَضْلِي فَضْلُهُ وَ أَنَا أَفْضَلُ مِنْهُ وَ لَا فَخْرَ يُصَدِّقُ قَوْلِي قَوْلُ رَبِّي- ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ.


 

القواعد العقائدية المستخلصة

قاعدة: قرب أهل البيت من الله

نص الحديث: "والله لا تقربون من أهل بيتي قربًا إلا قربتم من الله منزلةً".

المعنى العقائدي: محبة أهل البيت وموالاة الإمام واتباع وصاياه يؤدي إلى القرب الإلهي والارتباط الروحي بالله تعالى، وهو أساس الولاء الإيماني.

 

القاعدة: التبعية لأهل البيت أصل في الدين

نص الحديث: "من أحب عليًا وتولاه وئتمَّ به وفضله وبأوصيائي بعده فهو مني".

المعنى العقائدي: اتباع أهل البيت ووصاياهم واجب على المؤمنين، وهو امتداد لوصية النبي صلى الله عليه وآله، ويدخل الإنسان في دائرة الانتماء الحقيقي للدين.

 

القاعدة: الأوصياء الاثنا عشر امتداد للرسالة الإلهية

نص الحديث: "إنهم اثنا عشر وصيًا".

المعنى العقائدي: عدد الأوصياء محدد ومقدر من الله، وهم امتداد للنبي ومصدر العلم والهدى والولاية، وهذا يؤكد عقيدة الإمامة الاثنا عشرية.

 

القاعدة: التفرد بالفضائل الربانية للأئمة

نص الحديث: "فضلِي فضلُه وأنا أفضل منه".

المعنى العقائدي: الأئمة لهم فضل إلهي خاص ومرتبة روحانية، وهم مرجع المؤمنين في العلم والحكمة والولاية، متصلون بالنبي وبالله تعالى.

 

القواعد الروحية

 

القاعدة: حق التعظيم والمحبة لأهل البيت

نص الحديث: "لا تباعِدوا عنهم خطوة، إلا أعرض الله عنكم".

المعنى الروحي: على المؤمن أن يحافظ على المحبة والتقرب لأهل البيت في حياته اليومية، وأن يبتعد عن الغفلة واللامبالاة، لأن ذلك مرتبط بمغفرة الله ورضاه.

 

القاعدة: الانسجام الروحي بين الرسول وأهل البيت

نص الحديث: "تبعَهُ فإنه مني، إني من إبراهيم وإبراهيم مني".

المعنى الروحي: الارتباط الروحي بين النبي وأهل البيت امتداد للرسالة الإلهية منذ آدم وإبراهيم، وهذا يعلم المؤمن قيمة التواصل الروحي مع الهداية النبوية والعصمة الإلهية.

 

القاعدة: الترابط الأسري والنسبي في النسب والفضائل

نص الحديث: "نسبته نسبي وفضلي فضله".

المعنى الروحي: الترابط الروحي والنسبي بين أهل البيت يشكل نموذجاً للاتحاد الروحي والأخلاقي، ويعطي المؤمنين قدوة في المحبة والإحسان.

 

الحديث الثالث والعشرون

 23- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى الْقُوهِسْتَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا بَدْرُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ بَدْرٍ الْأَنْمَاطِيُّ فِي سُوقِ اللَّيْلِ بِمَكَّةَ وَ كَانَ شَيْخاً نَفِيساً مِنْ إِخْوَانِنَا الْفَاضِلِينَ وَ كَانَ مِنْ أَهْلِ قَزْوِينَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَ سِتِّينَ وَ مِائَتَيْنِ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي إِسْحَاقُ بْنُ بَدْرٍ قَالَ حَدَّثَنِي جَدِّي بَدْرُ بْنُ عِيسَى قَالَ سَأَلْتُ أَبِي عِيسَى بْنُ مُوسَى وَ كَانَ رَجُلًا مَهِيباً فَقُلْتُ لَهُ مَنْ أَدْرَكْتَ مِنَ التَّابِعِينَ فَقَالَ مَا أَدْرِي مَا تَقُولُ لِي وَ لَكِنِّي كُنْتُ بِالْكُوفَةِ فَسَمِعْتُ شَيْخاً فِي جَامِعِهَا يَتَحَدَّثُ عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ص يَقُولُ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ ص يَا عَلِيُّ الْأَئِمَّةُ الرَّاشِدُونَ الْمُهْتَدُونَ

الْمَعْصُومُونَ مِنْ وُلْدِكَ أَحَدَ عَشَرَ إِمَاماً وَ أَنْتَ أَوَّلُهُمْ وَ آخِرُهُمُ اسْمُهُ اسْمِي يَخْرُجُ فَيَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً وَ ظُلْماً يَأْتِيهِ الرَّجُلُ وَ الْمَالُ كُدْسٌ فَيَقُولُ يَا مَهْدِيُّ أَعْطِنِي فَيَقُولُ خُذْ.

القواعد العقائدية المستخلصة

 

القاعدة: الأئمة الراشدون المهتدون المعصومون من ولد الإمام علي هم أحد عشر إماماً.

القاعدة: الإمام الأول والأخير من الأئمة له اسم النبي محمد صلى الله عليه وآله.

القاعدة: الإمام المهدي سيخرج ليملأ الأرض عدلاً كما مُلئت جوراً وظلماً.

القاعدة: الأئمة معصومون ومطلوب طاعتهم واتباعهم، لأنهم من نسل الإمام علي.

 

القواعد الروحية المستخلصة

 

القاعدة: الإمام المهدي يجلب البركة والخير لكل من يقصده ويطلب منه.

القاعدة: التوجه إلى الإمام المهدي بالحاجة يمثل وسيلة لتحقيق العدل والرزق الإلهي.

القاعدة: ارتباط المؤمنين بالأئمة يشمل التوجيه الروحي والاعتقاد في القيادة الإلهية للأمة.

 


الحديث الرابع والعشرون

24 حَدَّثَنَا أَبُو الْحَارِثِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَهْلٍ الطَّبَرَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى الْبَغْدَادِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الرَّقِّيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الدَّسْتُوَائِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ الْجُعْفِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَاقِرِ ع عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَوْحَى إِلَيَّ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي يَا مُحَمَّدُ مَنْ خَلَّفْتَ فِي الْأَرْضِ فِي أُمَّتِكَ وَ هُوَ أَعْلَمُ بِذَلِكَ قُلْتُ يَا رَبِّ أَخِي قَالَ يَا مُحَمَّدُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ قُلْتُ نَعَمْ يَا رَبِّ قَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنِّي اطَّلَعْتُ إِلَى الْأَرْضِ اطِّلَاعَةً فَاخْتَرْتُكَ مِنْهَا فَلَا أُذْكَرُ حَتَّى تُذْكَرُ مَعِي فَأَنَا الْمَحْمُودُ وَ أَنْتَ مُحَمَّدٌ ثُمَّ إِنِّي اطَّلَعْتُ إِلَى الْأَرْضِ اطِّلَاعَةً أُخْرَى فَاخْتَرْتُ مِنْهَا عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فَجَعَلْتُهُ وَصِيَّكَ فَأَنْتَ سَيِّدُ الْأَنْبِيَاءِ وَ عَلِيٌّ سَيِّدُ الْأَوْصِيَاءِ ثُمَّ شَقَقْتُ لَهُ اسْماً مِنْ أَسْمَائِي فَأَنَا الْأَعْلَى وَ هُوَ عَلِيٌّ يَا مُحَمَّدُ إِنِّي خَلَقْتُ عَلِيّاً وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَيْنَ وَ الْأَئِمَّةَ مِنْ نُورٍ وَاحِدٍ ثُمَّ عَرَضْتُ وَلَايَتَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَمَنْ قَبِلَهَا كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ وَ مَنْ جَحَدَهَا كَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ يَا مُحَمَّدُ لَوْ أَنَّ عَبْداً مِنْ عِبَادِي عَبَدَنِي حَتَّى يَنْقَطِعَ ثُمَّ لَقِيَنِي جَاحِداً لِوَلَايَتِهِمْ أَدْخَلْتُهُ نَارِي ثُمَّ قَالَ يَا مُحَمَّدُ أَ تُحِبُّ أَنْ تَرَاهُمْ فَقُلْتُ نَعَمْ فَقَالَ تَقَدَّمْ أَمَامَكَ فَتَقَدَّمْتُ أَمَامِي فَإِذَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ وَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ وَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ وَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ وَ عَلِيُّ بْنُ مُوسَى وَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ وَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ وَ الْحُجَّةُ الْقَائِمُ كَأَنَّهُ الْكَوْكَبُ الدُّرِّيُّ فِي وَسْطِهِمْ فَقُلْتُ يَا رَبِّ مَنْ هَؤُلَاءِ قَالَ هَؤُلَاءِ الْأَئِمَّةُ وَ هَذَا الْقَائِمُ مُحَلِّلٌ حَلَالِي وَ مُحَرِّمٌ حَرَامِي وَ يَنْتَقِمُ مِنْ أَعْدَائِي يَا مُحَمَّدُ أَحْبِبْهُ فَإِنِّي أُحِبُّهُ وَ أُحِبُّ مَنْ يُحِبُّهُ.

 

القواعد العقائدية المستخلصة

 

القاعدة: علي بن أبي طالب هو خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وصيّه.

القاعدة: علي عليه السلام هو سيد الأوصياء، والنبي صلى الله عليه وآله سيد الأنبياء.

القاعدة: الله تعالى خلق علي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من نور واحد.

القاعدة: ولاية الأئمة عرضت على الملائكة، فمَنْ قبلها كان من المقربين ومَنْ جحدها كان من الكافرين.

القاعدة: حب الأئمة وولايتهم واجب، وعداؤهم يوجب الكفر والخسارة.

القاعدة: الإيمان بولاية الأئمة شرط مقبولية العبادة عند الله، وإن عبد الإنسان حتى ينقطع ثم جحدهم يُدخل النار.

القاعدة: الإمام القائم هو المحلل للحلال والمحرم للحرام وينتقم من أعداء الله.

القاعدة: الأئمة الاثنا عشر متصلون بنور واحد، مما يدل على وحدة الرسالة الإلهية واستمرارية القيادة.


 

القواعد الروحية والأدبية المستخلصة

القاعدة: محبة الأئمة تقرب الإنسان إلى محبة الله ورضوانه.

القاعدة: ولاية الأئمة مصدر الأمان الروحي والتوجيه في الحياة والدين.

القاعدة: مشاهدة الأئمة روحياً تشعر القلب بالطمأنينة والسكينة.

القاعدة: الاقتداء بالأئمة يحقق العدل ويبعد الإنسان عن الضلال.

القاعدة: محبة القائم تنتج القوة الروحية والقدرة على مواجهة الأعداء.

القاعدة: التقرب من الأئمة مرتبط بالبركة والخير في الدنيا والآخرة.

القاعدة: الولاء للأئمة ينبع من معرفة قيمة الرسالة ووحدة النور الذي خلقوا منه.

الحديث الخامس والعشرون

25- وَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْكُلَيْنِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ غَزْوَانَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ ع قَالَ يَكُونُ تِسْعَةُ أَئِمَّةٍ بَعْدَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ تَاسِعُهُمْ قَائِمُهُمْ.

القواعد العقائدية المستخلصة

 

القاعدة: بعد الحسين بن علي يكون هناك تسعة أئمة، أي استمرار الإمامة بعده.

القاعدة: الإمام التاسع بينهم هو القائم، الذي يأتي في زمانه ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً.


القواعد الروحية والأدبية المستخلصة

 

القاعدة: معرفة الإمام القائم تثمر طمأنينة القلب وأمل النجاة.

القاعدة: انتظار القائم واستحضار شأنه يرفع الروح ويقوي اليقين بالإمامة المستمرة.

 

الحديث السادس والعشرون

 26- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَمُّونٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَصَمِّ عَنْ كَرَّامٍ قَالَ حَلَفْتُ فِيمَا بَيْنِي وَ بَيْنَ نَفْسِي أَلَّا آكُلَ طَعَاماً بِنَهَارٍ أَبَداً حَتَّى يَقُومَ قَائِمُ آلِ مُحَمَّدٍ فَدَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فَقُلْتُ لَهُ رَجُلٌ مِنْ شِيعَتِكَ جَعَلَ لِلَّهِ عَلَيْهِ أَلَّا يَأْكُلَ طَعَاماً بِنَهَارٍ أَبَداً حَتَّى يَقُومَ قَائِمُ آلِ مُحَمَّدٍ فَقَالَ صُمْ يَا كَرَّامُ وَ لَا تَصُمِ الْعِيدَيْنِ وَ لَا ثَلَاثَةَ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ وَ لَا إِذَا كُنْتَ مُسَافِراً فَإِنَّ الْحُسَيْنَ ع لَمَّا قُتِلَ عَجَّتِ

السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرْضُ وَ مَنْ عَلَيْهِمَا وَ الْمَلَائِكَةُ فَقَالُوا يَا رَبَّنَا أَ تَأْذَنُ لَنَا فِي هَلَاكِ الْخَلْقِ حَتَّى نَجُذَّهُمْ مِنْ جَدِيدِ الْأَرْضِ بِمَا اسْتَحَلُّوا حُرْمَتَكَ وَ قَتَلُوا صَفْوَتَكَ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِمْ يَا مَلَائِكَتِي وَ يَا سَمَائِي وَ يَا أَرْضِي اسْكُنُوا ثُمَّ كَشَفَ حِجَاباً مِنَ الْحُجُبِ فَإِذَا خَلْفَهُ مُحَمَّدٌ ص وَ اثْنَا عَشَرَ وَصِيّاً لَهُ فَأَخَذَ بِيَدِ فُلَانٍ مِنْ بَيْنِهِمْ فَقَالَ يَا مَلَائِكَتِي وَ يَا سَمَاوَاتِي وَ يَا أَرْضِي بِهَذَا أَنْتَصِرُ مِنْهُمْ لِهَذَا قَالَهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَ جَاءَ فِي غَيْرِ رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ الْكُلَيْنِيِّ بِهَذَا أَنْتَصِرُ مِنْهُمْ وَ لَوْ بَعْدَ حِينٍ.

القواعد العقائدية المستخلصة

 

القاعدة: الإمامة مستمرة عبر اثني عشر وصياً، وهم خلفاء النبي محمد صلى الله عليه واله بعده، وكل واحد منهم معصوم.

القاعدة: الإمام القائم هو المفرّج للضيق عن شيعته، ويحقق النصر الإلهي للحق.

القاعدة: الولاء للإمام والقائم واجب عقائدي، والجحود بولايتهم يعد كفراً ويوقع صاحبه في النار.

القاعدة: النصر الإلهي للأئمة والقائم مقرر ومؤكد، ولو بعد حين، أي أن تحقق وعد الله بالانتصار أمر حتمي.

 

القواعد الروحية والأدبية المستخلصة

 

القاعدة: الالتزام بولاية الأئمة حتى في التعبد الشخصي (مثل الصيام) يُظهر التعلق الروحي بالإمام والقائم.

القاعدة: معرفة مكانة الأئمة والقائم يعزز الصبر والثبات أمام المصائب والطغيان.

القاعدة: الإيمان بالقائم وتقدير شأنه يزرع اليقين بأن الله تعالى بالمرصاد للظالمين وينصر أصحابه.

القاعدة: إدراك الحوادث الكبرى المرتبطة بالولاية (مثل مقتل الحسين عليه السلام يرفع الهمة ويوقظ القلب للارتباط بالحق.

 

الحديث السابع والعشرون

 

 27- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ عَنْ أَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ عَنْ سُلَيْمِ بْنِ قَيْسٍ الْهِلَالِيِّ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ الطَّيَّارَ يَقُولُ كُنَّا عِنْدَ مُعَاوِيَةَ أَنَا وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ وَ عُمَرُ ابْنُ أُمِّ سَلَمَةَ وَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ فَجَرَى بَيْنِي وَ بَيْنَ مُعَاوِيَةَ كَلَامٌ فَقُلْتُ لِمُعَاوِيَةَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ أَنَا أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ثُمَّ أَخِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ فَإِذَا اسْتُشْهِدَ عَلِيٌّ فَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ثُمَّ ابْنِيَ الْحُسَيْنُ مِنْ بَعْدِهِ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ فَإِذَا اسْتُشْهِدَ فَابْنُهُ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَ سَتُدْرِكُهُ يَا عَلِيُّ ثُمَّ ابْنُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَ سَتُدْرِكُهُ يَا حُسَيْنُ ثُمَّ تُكَمِّلُهُ اثْنَيْ عَشَرَ إِمَاماً تِسْعَةً مِنْ وُلْدِ الْحُسَيْنِ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ فَاسْتَشْهَدْتُ الْحَسَنَ وَ الْحُسَيْنَ وَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ وَ عُمَرَ ابْنَ أُمِّ سَلَمَةَ وَ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ فَشَهِدُوا قَالَ سُلَيْمٌ وَ قَدْ سَمِعْتُ ذَلِكَ مِنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ وَ الْمِقْدَادِ وَ أَبِي ذَرٍّ وَ ذَكَرُوا أَنَّهُمْ سَمِعُوا ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه واله.

  

القواعد العقائدية المستخلصة

 

القاعدة: ولاية النبي محمد ص على المؤمنين أحق من أنفسهم.

القاعدة: ولاية علي بن أبي طالب ع أحق من المؤمنين بعد النبي.

القاعدة: ولاية الحسن والحسين عليهم السلام وأبنائهم متتابعة، وتتحقق الإمامة بالتسلسل بعد كل شهيد منهم.

القاعدة: الإمامة اثنا عشر إماماً ثابتة من نسل الحسين عليه السلام، وهذه الأئمة معصومون.

القاعدة: الشهادة والنص القرآني والسيرة النبوية تثبت تسلسل الإمامة وحق الأئمة بعد النبي.

 

 

القواعد الروحية والأدبية المستخلصة

 

القاعدة: معرفة التسلسل الإمامي تُعزز التعلق الروحي بالأئمة وتزرع الولاء الحقيقي لهم.

القاعدة: الإيمان بولاية الأئمة بعد النبي ص يُقوّي الصلة بالله ويؤكد على الحق والعدل الإلهي.

القاعدة: إدراك التسلسل والحق في الإمامة يربي على الصبر والثبات أمام الفتن والمحن.

القاعدة: الالتزام بعلم الأئمة واحترام مكانتهم يحفظ القلب من الضلال ويقربه إلى الله تعالى

 

الحديث الثامن والعشرون

28- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحِمْيَرِيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ عُبَيْدِ بْنِ يَقْطِينٍ عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ عَنْ يَحْيَى الْحَلَبِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ كُنْتُ مَعَ أَبِي بَصِيرٍ وَ مَعَنَا مَوْلًى لِأَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ ع فَقَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه السلام يَقُولُ مِنَّا اثْنَا عَشَرَ مُحَدَّثاً السَّابِعُ مِنْ بَعْدِي وَلَدِيَ الْقَائِمُ فَقَامَ إِلَيْهِ أَبُو بَصِيرٍ فَقَالَ أَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه السلام يَقُولُهُ مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً.

و قال أبو الحسن الشجاعي رحمه الله هذان الحديثان مما استدركهما أبو عبد الله رحمه الله بعد فراغه و نسخي الكتاب

 


القواعد العقائدية المستخلصة

 

القاعدة: عدد الأئمة بعد النبي محمد ص اثنا عشر إماماً.

القاعدة: الإمام السابع بعد الباقر ع هو القائم عليه السلام.

القاعدة: علم الإمام بالقائم ثابت منذ زمن طويل، فقد رواه أبو جعفر عليه السلام منذ أربعين سنة.

القاعدة: الإمامة ثابتة بالتسلسل، والولاية منصب إلهي لا بشري.

 

 

القواعد الروحية والأدبية المستخلصة

 

القاعدة: التعلق بالقائم عليه السلام واجب على المؤمنين وغاية للانتظار الروحي.

القاعدة: العلم بالإمام والقائم يربي على الصبر والثبات الروحي.

القاعدة: التوثيق والتمسك بروايات الأئمة يرسخ اليقين في قلوب المؤمنين.

 


الحديث التاسع والعشرون

29- أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ ابْنُ عُقْدَةَ الْكُوفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ قَيْسِ بْنِ رُمَّانَةَ الْأَشْعَرِيُّ مِنْ كِتَابِهِ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مِهْزَمٍ قَالَ حَدَّثَنَا خَاقَانُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْخَزَّازُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي يَحْيَى الْمَدَنِيِّ عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ رَبِيبِ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ قَالَ قَالا شَهِدْنَا الصَّلَاةَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ حِينَ مَاتَ فَبَيْنَمَا نَحْنُ قُعُودٌ حَوْلَ عُمَرَ وَ قَدْ بُويِعَ إِذْ جَاءَهُ فَتًى يَهُودِيٌّ مِنْ يَهُودِ الْمَدِينَةِ كَانَ أَبُوهُ عَالِمَ الْيَهُودِ بِالْمَدِينَةِ يَزْعُمُونَ أَنَّهُ مَنْ وُلْدِ هَارُونَ فَسَلَّمَ عَلَى عُمَرَ وَ قَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَيُّكُمْ أَعْلَمُ بِكِتَابِكُمْ وَ سَنَةِ نَبِيِّكُمْ فَقَالَ عُمَرُ هَذَا وَ أَشَارَ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ قَالَ هَذَا أَعْلَمُنَا بِكِتَابِنَا وَ سُنَّةِ نَبِيِّنَا فَقَالَ الْفَتَى أَخْبِرْنِي أَ أَنْتَ كَذَا قَالَ نَعَمْ سَلْنِي عَنْ حَاجَتِكَ فَقَالَ إِنِّي أَسْأَلُكَ عَنْ ثَلَاثٍ وَ ثَلَاثٍ وَ وَاحِدَةٍ قَالَ عَلِيٌّ ع أَ فَلَا تَقُولُ أَسْأَلُكَ عَنْ سَبْعٍ فَقَالَ الْفَتَى لَا وَ لَكِنْ أَسْأَلُكَ عَنِ الثَّلَاثِ فَإِنْ أَصَبْتَ فِيهِنَّ سَأَلْتُكَ عَنِ الثَّلَاثِ الْأُخَرِ فَإِنْ أَصَبْتَ فِيهِنَّ سَأَلْتُكَ عَنِ الْوَاحِدَةِ فَإِنْ لَمْ تُصِبْ فِي الثَّلَاثِ الْأُوَلِ سَكَتُّ وَ لَمْ أَسْأَلْكَ عَنْ شَيْ ءٍ- قَالَ لَهُ عَلِيٌّ ع يَا يَهُودِيُّ فَإِنْ أَخْبَرْتُكَ بِالصَّوَابِ وَ بِالْحَقِّ تَعْلَمُ أَنِّي أَخْطَأْتُ أَوْ أَصَبْتُ قَالَ نَعَمْ قَالَ عَلِيٌّ ع فَبِاللَّهِ لَئِنْ أَصَبْتُ فِيمَا تَسْأَلُنِي عَنْهُ لَتُسْلِمَنَّ وَ لَتَدَعَنَّ الْيَهُودِيَّةَ قَالَ نَعَمْ لَكَ اللَّهُ عَلَيَّ لَئِنْ أَصَبْتَ لَأُسْلِمَنَّ وَ لَأَدَعَنَّ الْيَهُودِيَّةَ قَالَ فَاسْأَلْ عَنْ حَاجَتِكَ قَالَ أَخْبِرْنِي عَنْ أَوَّلِ حَجَرٍ وُضِعَ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ وَ أَوَّلِ شَجَرَةٍ نَبَتَتْ فِي الْأَرْضِ وَ أَوَّلِ عَيْنٍ أُنْبِعَتْ فِي الْأَرْضِ قَالَ عَلِيٌّ يَا يَهُودِيُّ أَمَّا أَوَّلُ حَجَرٍ وُضِعَ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ فَإِنَّ الْيَهُودَ يَقُولُونَ الصَّخْرَةُ الَّتِي فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَ كَذَبُوا وَ لَكِنَّهُ الْحَجَرُ الْأَسْوَدُ نَزَلَ بِهِ آدَمُ مِنَ الْجَنَّةِ فَوَضَعَهُ فِي الرُّكْنِ وَ الْمُؤْمِنُونَ يَسْتَلِمُونَهُ لِيُجَدِّدُوا الْعَهْدَ وَ الْمِيثَاقَ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِالْوَفَاءِ وَ أَمَّا قَوْلُكَ أَوَّلُ شَجَرَةٍ نَبَتَتْ فِي الْأَرْضِ فَإِنَّ الْيَهُودَ يَقُولُونَ الزَّيْتُونَةُ وَ كَذَبُوا وَ لَكِنَّهَا النَّخْلَةُ الْعَجْوَةُ نَزَلَ بِهَا آدَمُ مِنَ الْجَنَّةِ وَ بِالْفَحْلِ فَأَصْلُ الثَّمَرَةِ كُلِّهَا الْعَجْوَةُ وَ أَمَّا الْعَيْنُ فَإِنَّ الْيَهُودَ يَقُولُونَ بِأَنَّهَا الْعَيْنُ تَحْتَ الصَّخْرَةِ وَ كَذَبُوا وَ لَكِنَّهَا عَيْنُ الْحَيَاةِ الَّتِي لَا يَغْمِسُ فِيهَا مَيِّتٌ إِلَّا حَيَّ وَ هِيَ عَيْنُ مُوسَى الَّتِي نَسِيَ عِنْدَهَا السَّمَكَةَ الْمَمْلُوحَةَ فَلَمَّا مَسَّهَا الْمَاءُ عَاشَتْ وَ انْسَرَبَتْ فِي الْبَحْرِ فَاتَّبَعَهَا مُوسَى وَ فَتَاهَ حِينَ لَقِيَا الْخَضِرَ فَقَالَ الْفَتَى أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ صَدَقْتَ وَ قُلْتَ الْحَقَّ وَ هَذَا كِتَابٌ وَرِثْتُهُ عَنْ آبَائِي إِمْلَاءُ مُوسَى وَ خَطُّ هَارُونَ بِيَدِهِ وَ فِيهِ هَذَا الْخِصَالُ السَّبْعُ وَ اللَّهِ لَئِنْ أَصَبْتَ فِي بَقِيَّةِ السَّبْعِ لَأَدَعَنَّ دِينِي وَ أَتَّبِعَنَّ دِينَكَ فَقَالَ عَلِيٌّ عليه السلام سَلْ فَقَالَ أَخْبِرْنِي كَمْ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا مِنْ إِمَامِ هُدًى لَا يَضُرُّهُمْ خِذْلَانُ مَنْ خَذَلَهُمْ وَ أَخْبِرْنِي عَنْ مَوْضِعِ مُحَمَّدٍ فِي الْجَنَّةِ أَيُّ مَوْضِعٍ هُوَ وَ كَمْ مَعَ مُحَمَّدٍ فِي مَنْزِلَتِهِ فَقَالَ عَلِيٌّ عليه السلام يَا يَهُودِيُّ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ اثْنَا عَشَرَ إِمَاماً مَهْدِيّاً كُلُّهُمْ هَادٍ مَهْدِيٌّ لَا يَضُرُّهُمْ خِذْلَانُ مَنْ خَذَلَهُمْ وَ مَوْضِعُ مُحَمَّدٍ ص فِي أَفْضَلِ مَنَازِلِ جَنَّةِ عَدْنٍ وَ أَقْرَبِهَا مِنَ اللَّهِ وَ أَشْرَفِهَا-وَ أَمَّا الَّذِي مَعَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه واله فِي مَنْزِلَتِهِ فَالاثْنَا عَشَرَ الْأَئِمَّةُ الْمَهْدِيُّونَ قَالَ الْيَهُودِيُّ وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ صَدَقْتَ وَ قُلْتَ الْحَقَّ لَئِنْ أَصَبْتَ فِي الْوَاحِدَةِ كَمَا أَصَبْتَ فِي السِّتَّةِ وَ اللَّهِ لَأُسْلِمَنَّ السَّاعَةَ عَلَى يَدِكَ وَ لَأَدَعَنَّ الْيَهُودِيَّةَ قَالَ لَهُ اسْأَلْ قَالَ أَخْبِرْنِي عَنْ خَلِيفَةِ مُحَمَّدٍ كَمْ يَعِيشُ بَعْدَهُ وَ يَمُوتُ مَوْتاً أَوْ يُقْتَلُ قَتْلًا قَالَ يَعِيشُ بَعْدَهُ ثَلَاثِينَ سَنَةً وَ يُخْضَبُ هَذِهِ مِنْ هَذِهِ وَ أَخَذَ بِلِحْيَتِهِ وَ أَوْمَأَ إِلَى رَأْسِهِ فَقَالَ الْفَتَى أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ وَ أَنَّكَ خَلِيفَةُ رَسُولِ اللَّهِ ص عَلَى الْأُمَّةِ وَ مَنْ تَقَدَّمَ كَانَ مُفْتَرِياً ثُمَّ خَرَجَ.


 

القواعد العقائدية

 

القاعدة: علي بن أبي طالب ع أعلم الناس بالكتاب والسنة بعد النبي ص ص.

القاعدة: كل ما يُورث عن الأنبياء من علم ووصايا يصل إلى الأئمة المهديين.

القاعدة: الأئمة بعد النبي ص هم اثنا عشر إماماً هادياً مهديّاً.

القاعدة: الإمامة منصب إلهي، ثابت، لا يضره خذلان من تخلى عنهم.

القاعدة: مقام النبي محمد ص في الجنة هو الأفضل والأقرب إلى الله عز وجل.

القاعدة: الأئمة المهديون يشاركون النبي ص في أفضل المنازل عند الله.

القاعدة: خديعة اليهود وكذبهم في الأمور الدينية مكشوفة أمام معرفة الإمام.

القاعدة: زمن خلافة الخلفاء بعد النبي ص محدد ومعروف، مع بيان موت الخليفة أو قتله.

 


 

القواعد الروحية والأدبية

 

القاعدة: المؤمن يلتزم بالحق ويصدق الإمام في علومه ووصاياه.

القاعدة: اليقين بعلم الأئمة ينمي الثقة بالله وطمأنينة القلب.

القاعدة: الانتساب للولاية والاتباع الحقيقي للأئمة طريق إلى النجاة والرضا الإلهي.

القاعدة: معرفة الحق والتمسك به واجب على كل مكلف، حتى في مواجهة الآخرين.

القاعدة: الروحانية الحقيقية تظهر في التعرف على المنازل العليا للأئمة والنبي ص ومقامهم عند الله.

 

الحديث الثلاثون

30- وَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ مِنْ كِتَابِهِ وَ قَرَأْتُهُ عَلَيْهِ قَالَ حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمِنْقَرِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي نَجْرَانَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَلِيٍّ الْبَصْرِيِّ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْمُؤَدِّبِ عَنْ أَبِيهِ وَ كَانَ مُؤَدِّباً لِبَعْضِ وُلْدِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ع قَالَ قَالَ لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ ص دَخَلَ الْمَدِينَةَ رَجُلٌ مِنْ وُلْدِ دَاوُدَ عَلَى دِينِ الْيَهُودِيَّةِ فَرَأَى السِّكَكَ خَالِيَةً فَقَالَ لِبَعْضِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَا حَالُكُمْ فَقِيلَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ ص فَقَالَ الدَّاوُدِيُّ أَمَا إِنَّهُ تُوُفِّيَ فِي الْيَوْمِ الَّذِي هُوَ فِي كِتَابِنَا ثُمَّ قَالَ فَأَيْنَ النَّاسُ فَقِيلَ لَهُ فِي الْمَسْجِدِ فَأَتَى الْمَسْجِدَ فَإِذَا أَبُو بَكْرٍ وَ عُمَرُ وَ عُثْمَانُ وَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ وَ النَّاسُ قَدْ غَصَّ الْمَسْجِدُ بِهِمْ فَقَالَ أَوْسِعُوا حَتَّى أَدْخُلَ وَ أَرْشِدُونِي إِلَى الَّذِي خَلَّفَهُ نَبِيُّكُمْ فَأَرْشَدُوهُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ لَهُ إِنَّنِي مِنْ وُلْدِ دَاوُدَ عَلَى دِينِ الْيَهُودِيَّةِ وَ قَدْ جِئْتُ لِأَسْأَلَ عَنْ أَرْبَعَةِ أَحْرُفٍ فَإِنْ خَبَّرْتَ بِهَا أَسْلَمْتُ فَقَالُوا لَهُ انْتَظِرْ قَلِيلًا وَ أَقْبَلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام مِنْ بَعْضِ أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ فَقَالُوا لَهُ عَلَيْكَ بِالْفَتَى فَقَامَ إِلَيْهِ فَلَمَّا دَنَا مِنْهُ قَالَ لَهُ أَنْتَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ أَنْتَ فُلَانُ بْنُ فُلَانِ بْنِ دَاوُدَ قَالَ نَعَمْ فَأَخَذَ عَلِيٌّ يَدَهُ وَ جَاءَ بِهِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ لَهُ الْيَهُودِيُّ إِنِّي سَأَلْتُ هَؤُلَاءِ عَنْ أَرْبَعَةِ أَحْرُفٍ فَأَرْشَدُونِي إِلَيْكَ لِأَسْأَلَكَ قَالَ اسْأَلْ قَالَ مَا أَوَّلُ حَرْفٍ كَلَّمَ اللَّهُ بِهِ نَبِيَّكُمْ لَمَّا أُسْرِيَ بِهِ وَ رَجَعَ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ وَ خَبِّرْنِي عَنِ الْمَلَكِ الَّذِي زَحَمَ نَبِيَّكُمْ وَ لَمْ يُسَلِّمْ عَلَيْهِ وَ خَبِّرْنِي عَنِ الْأَرْبَعَةِ الَّذِينَ كَشَفَ عَنْهُمْ مَالِكٌ طَبَقاً مِنَ النَّارِ وَ كَلَّمُوا نَبِيَّكُمْ وَ خَبِّرْنِي عَنْ مِنْبَرِ نَبِيِّكُمْ أَيُّ مَوْضِعٍ هُوَ مِنَ الْجَنَّةِ قَالَ عَلِيٌّ ع أَوَّلُ مَا كَلَّمَ اللَّهُ بِهِ نَبِيَّنَا ع قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى- آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ قَالَ لَيْسَ هَذَا أَرَدْتُ قَالَ فَقَوْلُ رَسُولِ اللَّهِ وَ الْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ قَالَ لَيْسَ هَذَا أَرَدْتُ قَالَ اتْرُكِ الْأَمْرَ مَسْتُوراً قَالَ لَتُخْبِرُنِي أَوْ لَسْتَ أَنْتَ هُوَ فَقَالَ أَمَّا إِذْ أَبَيْتَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص لَمَّا رَجَعَ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ وَ الْحُجُبُ تُرْفَعُ لَهُ قَبْلَ أَنْ يَصِيرَ إِلَى مَوْضِعِ جَبْرَئِيلَ نَادَاهُ مَلَكٌ يَا أَحْمَدُ قَالَ إِنَّ اللَّهَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ وَ يَقُولُ لَكَ اقْرَأْ عَلَى السَّيِّدِ الْوَلِيِّ مِنَّا السَّلَامَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ مَنِ السَّيِّدُ الْوَلِيُّ فَقَالَ الْمَلَكُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ قَالَ الْيَهُودِيُّ صَدَقْتَ وَ اللَّهِ إِنِّي لَأَجِدُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ أَبِي فَقَالَ عَلِيٌّ ع أَمَّا الْمَلَكُ الَّذِي زَحَمَ رَسُولَ اللَّهِ ص فَمَلَكُ الْمَوْتِ جَاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِ جَبَّارٍ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا قَدْ تَكَلَّمَ بِكَلَامٍ عَظِيمٍ فَغَضِبَ اللَّهُ فَزَحَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَ لَمْ يَعْرِفْهُ فَقَالَ جَبْرَئِيلُ يَا مَلَكَ الْمَوْتِ هَذَا رَسُولُ اللَّهِ أَحْمَدُ حَبِيبُ اللَّهِ ص فَرَجَعَ إِلَيْهِ فَلَصِقَ بِهِ وَ اعْتَذَرَ وَ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَتَيْتُ مَلِكاً جَبَّاراً قَدْ تَكَلَّمَ بِكَلَامٍ عَظِيمٍ فَغَضِبْتُ وَ لَمْ أَعْرِفْكَ فَعَذَّرَهُ- وَ أَمَّا الْأَرْبَعَةُ الَّذِينَ كَشَفَ عَنْهُمْ مَالِكٌ طَبَقاً مِنَ النَّارِ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص مَرَّ بِمَالِكٍ وَ لَمْ يَضْحَكْ مُنْذُ خُلِقَ قَطُّ فَقَالَ لَهُ جَبْرَئِيلُ يَا مَالِكُ هَذَا نَبِيُّ الرَّحْمَةِ مُحَمَّدٌ فَتَبَسَّمَ فِي وَجْهِهِ وَ لَمْ يَتَبَسَّمْ لِأَحَدٍ غَيْرِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص مُرْهُ أَنْ يَكْشِفَ طَبَقاً مِنَ النَّارِ فَكَشَفَ فَإِذَا قَابِيلُ وَ نُمْرُودُ وَ فِرْعَوْنُ وَ هَامَانُ فَقَالُوا يَا مُحَمَّدُ اسْأَلْ رَبَّكَ أَنْ يَرُدَّنَا إِلَى دَارِ الدُّنْيَا حَتَّى نَعْمَلَ صَالِحاً فَغَضِبَ جَبْرَئِيلُ فَقَالَ بِرِيشَةٍ مِنْ رِيشِ جَنَاحِهِ فَرَدَّ عَلَيْهِمْ طَبَقَ النَّارِ وَ أَمَّا مِنْبَرُ رَسُولِ اللَّهِ ص فَإِنَّ مَسْكَنَ رَسُولِ اللَّهِ ص جَنَّةُ عَدْنٍ وَ هِيَ جَنَّةٌ خَلَقَهَا اللَّهُ بِيَدِهِ وَ مَعَهُ فِيهَا اثْنَا عَشَرَ وَصِيّاً وَ فَوْقَهَا قُبَّةٌ يُقَالُ لَهَا قُبَّةُ الرِّضْوَانِ وَ فَوْقَ قُبَّةِ الرِّضْوَانِ مَنْزِلٌ يُقَالُ لَهُ الْوَسِيلَةُ وَ لَيْسَ فِي الْجَنَّةِ مَنْزِلٌ يُشْبِهُهُ وَ هُوَ مِنْبَرُ رَسُولِ اللَّهِ ص قَالَ الْيَهُودِيُّ صَدَقْتَ وَ اللَّهِ إِنَّهُ لَفِي كِتَابِ أَبِي دَاوُدَ يَتَوَارَثُونَهُ وَاحِدٌ بَعْدَ وَاحِدٍ حَتَّى صَارَ إِلَيَّ ثُمَّ أَخْرَجَ كِتَاباً فِيهِ مَا ذَكَرَهُ مَسْطُوراً بِخَطِّ دَاوُدَ ثُمَّ قَالَ مُدَّ يَدَكَ فَأَنَا أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ وَ أَنَّهُ الَّذِي بَشَّرَ بِهِ مُوسَى ع وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ عَالِمُ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَ وَصِيُّ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ فَعَلَّمَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ شَرَائِعَ الدِّينِ.

 


القواعد العقائدية المستخلصة

القاعدة: النبي محمد ص بعد عودته من الإسراء كُشف له عن الحجب والملائكة قبل لقاء جبريل، أي أن الإسراء والمعراج كشف عن علوم غيبية عظيمة.

القاعدة: علي بن أبي طالب ع هو السيد الوصي بعد النبي ص، والمُرشد لكل من يسأل عن الغيبيات والمعارف الدينية.

القاعدة: الملائكة تخضع لأوامر الله في نصرة رسله وحماية رسالاتهم، كما في قصة ملك الموت الذي اعتذر للنبي ص.

القاعدة: الأئمة الاثنا عشر والوكلاء المصطفون مع النبي ص في الجنة، يمثلون منصب الوصاية المستمرة للإمامة بعد النبي ص.

القاعدة: من لم يعرف مقام النبي ص، كمالك والآخرون في النار، يرفع الحجاب بمعرفة النبي ص، وهذا يؤكد أن النبي ص هو محور معرفة الخلق للحق.

القاعدة: الإيمان بمقام النبي ص ووصول العلم الغيبي للرسول والوصي بعده جزء من قاعدة التوحيد والشهادة.

 


القواعد الروحية والأدبية

 

القاعدة: المؤمن الحق يبحث عن المعرفة الحقة حتى لو كان من غير المسلمين، كما فعل اليهودي الذي جاء يسأل عن الغيبيات.

القاعدة: اتباع الوصي الموثوق يزيد من يقين المؤمن ويجعله يصل إلى الحق دون تحريف أو تزييف.

القاعدة: النبي ص كان يُظهر الرحمة والشفافية في تعليم علم الغيب لمن يستحق، بينما الملائكة تنفذ أوامر الله بحزم.

القاعدة: معرفة الأمور الغيبية والحقوق الإلهية تتطلب التعلم المباشر من النبي أو وصيه الموثوق.

القاعدة: منزلة النبي ص في الجنة وعلاقته مع الأئمة الاثني عشر تعكس مدى شرفهم وفضلهم الإلهي.

 

الفهرس

باب 4 : ما روي في أن الأئمة اثنا عشر إماما و أنهم من الله و باختياره. - 3 -

الحديث الاول. - 3 -

القواعد العقائدية المستخلصة من الحديث... - 4 -

القاعدة الروحية المقرّرة في الحديث... - 5 -

الحديث الثاني.. - 6 -

القواعد العقائدية المستخلصة من هذا الحديث... - 10 -

القواعد الروحية والتربوية. - 11 -

الحديث الثالث... - 12 -

القواعد العقائدية المستخلصة من هذا الحديث... - 13 -

القواعد الروحية التربوية. - 14 -

الحديث الرابع. - 15 -

القواعد العقائدية المستخلصة من هذا الحديث... - 17 -

القواعد الروحية التربوية. - 18 -

الحديث الخامس... - 19 -

القواعد العقائدية المستخلصة من هذا الحديث... - 24 -

القواعد الروحية التربوية. - 26 -

الحديث السادس... - 28 -

القواعد العقائدية المستخلصة من الحديث... - 29 -

القواعد الروحية التربوية المستخلصة من الحديث... - 31 -

الحديث السابع. - 33 -

القواعد العقائدية المستخلصة من الحديث... - 34 -

القواعد الروحية التربوية المستخلصة من الحديث... - 37 -

الحديث الثامن. - 39 -

القواعد العقائدية المستخلصة من الحديث... - 47 -

القواعد الروحية المستخلصة من الحديث... - 50 -

الحديث التاسع. - 52 -

القواعد العقائدية المستخلصة من هذا الحديث... - 55 -

القواعد الروحية التربوية المستخلصة من هذا الحديث... - 57 -

الحديث العاشر... - 58 -

القواعد العقائدية المستخلصة من هذا الحديث... - 63 -

القواعد الروحية التربوية المستخلصة من هذا الحديث... - 65 -

الحديث الحادي عشر.... - 67 -

القواعد العقائدية المستخلصة من هذا الحديث... - 69 -

القواعد الروحية التربوية المستخلصة من هذا الحديث... - 70 -

الحديث الثاني عشر.... - 71 -

القواعد العقائدية المستخلصة من الحديث... - 74 -

القواعد الروحية والتربوية المستخلصة من الحديث... - 76 -

الحديث الثالث عشر.... - 78 -

القواعد العقائدية المستخلصة من الحديث... - 79 -

القواعد الروحية والتربوية المستخلصة من الحديث... - 80 -

الحديث الرابع عشر.... - 81 -

القواعد العقائدية المستخلصة من الحديث... - 81 -

القواعد الروحية والتربوية المستخلصة من الحديث... - 82 -

الحديث الخامس عشر.... - 83 -

القواعد العقائدية المستخلصة من الحديث... - 84 -

القواعد الروحية والتربوية المستخلصة من الحديث... - 85 -

الحديث السادس عشر.... - 86 -

القواعد العقائدية المستخلصة من الحديث... - 88 -

القواعد الروحية والتربوية المستخلصة من الحديث... - 89 -

الحديث السابع عشر.... - 90 -

القواعد العقائدية المستخلصة من الحديث... - 92 -

القواعد الروحية والتربوية المستخلصة من الحديث... - 93 -

الحديث الثامن عشر.... - 94 -

القواعد العقائدية المستخلصة. - 96 -

القواعد الروحية المستخلصة. - 98 -

الحديث التاسع عشر.... - 99 -

القواعد العقائدية المستخلصة. - 100 -

القواعد الروحية والآداب الإيمانية: - 101 -

الحديث العشرون. - 103 -

القواعد العقائدية. - 104 -

القواعد الروحية. - 106 -

الحديث الحادي والعشرون. - 107 -

القواعد العقائدية المستخلصة. - 109 -

القواعد الروحية. - 111 -

الحديث الثاني والعشرون. - 113 -

القواعد العقائدية المستخلصة. - 115 -

القواعد الروحية. - 117 -

الحديث الثالث والعشرون. - 119 -

القواعد العقائدية المستخلصة. - 120 -

القواعد الروحية المستخلصة. - 121 -

الحديث الرابع والعشرون. - 122 -

القواعد العقائدية المستخلصة. - 124 -

القواعد الروحية والأدبية المستخلصة. - 126 -

الحديث الخامس والعشرون. - 127 -

القواعد العقائدية المستخلصة. - 127 -

القواعد الروحية والأدبية المستخلصة. - 128 -

الحديث السادس والعشرون. - 129 -

القواعد العقائدية المستخلصة. - 130 -

القواعد الروحية والأدبية المستخلصة. - 131 -

الحديث السابع والعشرون. - 132 -

القواعد العقائدية المستخلصة. - 134 -

القواعد الروحية والأدبية المستخلصة. - 135 -

الحديث الثامن والعشرون. - 136 -

القواعد العقائدية المستخلصة. - 137 -

القواعد الروحية والأدبية المستخلصة. - 138 -

الحديث التاسع والعشرون. - 139 -

القواعد العقائدية. - 143 -

القواعد الروحية والأدبية. - 145 -

الحديث الثلاثون. - 146 -

القواعد العقائدية المستخلصة. - 150 -

القواعد الروحية والأدبية. - 152 -

الفهرس... - 153 -

 

تعليقات