هل يحتاج الامام عجل الله فرجه
الى دعاء الفرج
وفي هذا نحاول ان ندفع الشبهة
القائلة بان الإمام لايحتاج إلى دعائنا فكيف يطلب منا الدعاء له ونحن نعتقد ان
الإمام كامل غني عما في ايدي الناس ف في الكافي عن الحسين بن محمد بن عامر باسناده
رفعه قال : قال أبو عبدالله (ع):"من زعم أن الامام يحتاج الي ما في أيدي
الناس فهو كافر، انما الناس يحتاجون أن يقبل منهم الامام، قال الله - عز و جل - :
"خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها"([1]).
وفي مقام الاجابة ننقل اقوال العلماء رضوان الله عليهم
الجواب الاول :
أن يكون دعاؤنا له من باب هدية شخص حقير فقير
إلى سلطان جليل كبير ولا ريب أن ذلك علامة احتياج هذا الفقير إلى عطاء ذاك السلطان
الكبير وهذا دأب العبيد بالنسبة إلى الموالي، والداني إلى العالي، ونعم ما قيل:
أهدت سليمان يوم العيد قبرة * برجلة
من جراد كان في فيها
ترنمت بلطيف القول ناطقة * إن
الهدايا على مقدار مهديها
الجواب الثاني:
أن الظاهر من الروايات أن وقت ظهوره
(عليه السلام) من الأمور البدائية (البداء )التي يمكن التقديم والتأخير مشروطا
باهتمام أهل الإيمان بالدعاء لتعجيل ظهور صاحب الزمان (عليه السلام):
الجواب الثالث:
أنه لا ريب في وقوع ابتلاء الأئمة
(عليهم السلام)، بمقتضى البشرية بالبليات والأسقام والهموم والأحزان، ولدفع تلك
الأمور أسباب، يتمشى بعضها من أهل الإيمان، ومن أعظم الأسباب لصرف أنواع البلاء
الجد والاهتمام في الدعاء، كما ورد في الروايات، ولا يخفى على أهل الدرايات.
الجواب الرابع:
أنه إذا كان لنا مطلوب وكان من دونه
موانع لا يتيسر لنا البلوغ إليه إلا برفع تلك الموانع، وجب علينا المسابقة
والمجاهدة في دفعها ورفعها، ولما كان تأخر ظهور مولانا (عليه السلام) بسبب موانع
نشأت من قبلنا، فعلينا المسألة من الله تعالى شأنه، لدفع تلك الموانع. فالدعاء
بتعجيل فرجه في الحقيقة دعاء في حقنا ومفيد لنا.
الجواب الخامس:
أنه ليس لفضل الله تعالى ورحمته
نهاية محدودة، ولا في وجود الإمام (عليه السلام) نقص وقصور عن قبول الفيض منه عز
وجل، فما المانع من إفاضة عناية مخصوصة بدعاء المؤمنين لمولاهم (عليه السلام).
والقول بأن كونه وسيلة في الإفاضة
إلى العباد مناف لبلوغه درجة بوسيلة العباد، ليس إلا صرف استبعاد فإن كونهم علة
غائية لخلق الممكنات، والإفاضة إلى البريات، لا ينافي حصول لوازم البشرية فيهم،
فإن الله تعالى خلق الأفلاك والأرضين وما فيهن وما بينهن لأجلهم، ويفيض إلى أهلها
ببركتهم، لكنهم يحتاجون بمقتضى البشرية في تعيشهم وبقاء حياتهم الظاهرة إلى ما
يخرج من الأرض، كاحتياج سائر الخلق إليه.
ومما ذكرنا ظهر أن نفع الصلاة من
المؤمنين على خاتم النبيين وآله الطاهرين يرجع إلى المصلي، والمصلى عليه، لا من
باب الاحتياج إلى دعاء المصلي، حتى يرد علينا ما أورد، بل من جهة قابليتهم (عليهم
السلام) لإفاضات الله تعالى التي لا نهاية لها لأن دوامها واستمرارها وتجددها إنما
هي من لوازم قدرته الكاملة التامة العامة الدائمة.
الجواب السادس :
زيادة ارتباطنا به وعدم الغفلة عنه.مما يعطينا
زخما معنوياً وحركة عالية في اتجاه حركة الإصلاح العالمي والتمهيد لها.
الجواب السابع :
كل امة تريد ان ترسخ عقيدة على نحو
التشبع تضع امام طائفتها كتاب يتدارس في كل المراحل من حياتها او تكتب قصيدة يطلب
منها في جميع المراحل بتكرارها حتى تتشبع
تلك الطائفة ومن هنا دعاء الفرج حالة من التشبع في العقيدة المهدوية كما في
تلاوة القران الكريم والكثرة المتكاثرة في
الاحاديث في الحث على ختمه ودعاء الفرج نوع من تلقين الوعي الباطني للانسان
المنتظر .
الجواب الثامن :
الدعاء له اصناف متعددة قسم كبير منه
يأتي بصيغة من المعصوم وهو يريد ان يعلّم من لا عصمة له كيف يدعو ويطلب وكيف يعري
ذاته مما هي عليه لكي ينطلق الى امرٍ يجب ان يكون عليه ، والدعاء قد يكون تعليمي
او توجيهي.
الجواب التاسع :
الذي يدعو للامام عجل الله فرجه يؤكد الانتماء اليه وحينما يؤكد الانتماء اليه
انما يطلق اول اشارة للاستعداد والتأهل لنصرة رسالة الامام عجل الله فرجه فهي استفادة من جهة تأهل المأموم لاداء حق
الامام عجل الله فرجه والحق هنا ليس حق
شخصي وانما حق الرسالة.
الجواب العاشر :
عند قراءة الدعاء للامام عجل الله
فرجه بالمقابل هل سيدعو الامام لي او لا
يدعو ؟ لا شك ولا ريب سيدعو لي ولكن بفارق كبير فلساني وقلبي واقعه الاثام والذنوب
ولسانه وقلبه واقعه النور وشتان بين دعاء المعصوم ودعاء من لا عصمة له.
الجواب الحادي عشر :
بدعائنا نطلب فرجنا في ذلك ففي
التوقيع المروي في كمال الدين والاحتجاج والبحار
حيث قال عجل الله تعالى فرجه: أكثروا الدعاء بتعجيل الفرج فإن ذلك فرَجَكم([2]).
فإن ذلك فرجكم فأحد أمور:
أحدها: أن يكون المراد بذلك فرجه
(عليه السلام) ويكون الكلام تعليلا للأمر بدعاء الفرج يعني أن فرجكم يترتب على
ظهوري وفرج أمري ويقرب هذا الاحتمال قرب اسم الإشارة منه.
ويؤيده أيضا جميع ما ورد في
الروايات، من أن بفرجه فرج أولياء الله وقد قدمنا ما يدل على ذلك في حرف الفاء
فراجع.
الثاني: أن يكون المراد بذلك فرجه
أيضا، ويكون الكلام تعليلا للأمر بالإكثار من الدعاء.
الثالث: أن يكون المراد بذلك نفس هذا
الدعاء، يعني أن يحصل الفرج لكم بالدعاء لتعجيل فرجي وظهوري.
الرابع: أن يكون المراد بذلك الإكثار
يعني أنه يحصل الفرج في أمركم بإكثاركم من الدعاء، بتعجيل فرجي.
هذا ما اختلج بالبال من وجوه
الاحتمال في هذا المقال، والله تعالى هو العالم بخفيات الأمور وحقائق الأحوال
ويقرب الاحتمالين الأخيرين أن ذلك يستعمل في الإشارة إلى البعيد غالبا كما تبين في
علم النحو فتدبر.
ويؤيدهما أيضا ما سيأتي إن شاء الله
تعالى في بعض الروايات: أن الملائكة يدعون للداعي لأخيه المؤمن في غيبته بما يدعو
به لأخيه أضعافا مضاعفة - وبعض آخر فيه أيضا دلالة على المقصود ونيل الفرج بالدعاء
لفرجه المسعود.
فإن قلت: فما معنى حصول الفرج للداعي
بهذا الدعاء؟
قلت: حصول الفرج بسبب هذا الدعاء يقع
للداعي بأحد أنحاء:
منها: أن يبلغ بمأموله وما يهتم
بحصوله من الأمور الدنيوية أو غيرها ببركة دعائه لمولاه، فإنه الوسيلة لكل خير
وصلاح، والداعي لمن يدعو له بالفرج والفلاح.
الجواب الثاني عشر :
المطالبة بقراءة الادعية هو من اجل
حجز مقدار من وقت الانسان بشكل مبرمج لذكر الامام عجل الله فرجه وهي منهجة معدة سلفاً من قبل المعصوم لتبرز
مواثيق الولاء وعهود الانتماء ولوازم الطاعة .
الجواب الثالث عشر :
الحصول على الأجر الكبير والثواب
الجزيل من الله سبحانه وتعالى.. ذكرالعلامة آية الله الحاج ميرزا محمد تقي الموسوي
الأصفهاني((فقيه أحمد آبادي)) تسعين فائدة في الدعاء بتعجيل الفرج وهي كالتالي:
1- قوله (عليه السلام) وأكثروا
الدعاء بتعجيل الفرج فأن ذلك فرجكم .
2-يوجب إزدياد النعم .
3-إظهار المحبة الباطنية .
4-أنه علامة الإنتظار.
5-إحياء أمر الأئمة الطاهرين سلام
الله عليهم أجمعين.
6-سبب فزع الشيطان اللعين.
7-النجاة من فتن آخر الزمان ومهالكه.
8-أنه أداء لبعض حقوقه في الجملة
وأداء حق ذي الحق من أوجب الأمور .
9-أنه تعظيم لله ولدين الله.
10-دعاء صاحب الزمان ( عليه
السلام)في حقه .
11-شفاعته له في يوم القيامة .
12-شفاعة النبي (صلى الله عليه وآله)
له إنشاء الله تعالى .
13-أنه إمتثال لأمر الله تعالى
,وابتغاء من فضل الله تعالى .
14-يوجب إجابة الدعاء .
15-أنه أداء أجر الرسالة .
16- يوجب دفع البلاء؟
17- يوجب سعة الرزق إنشاء الله
تعاللى .
18- غفران الذنوب .
19-التشرف بلقاءه في اليقظة أو
المنام .
20-الرجعة الى الدنيا في زمان ظهوره
(عليه السلام ).
21-يصير من اخوان النبي (صلى الله
عليه وآله ).
22-إستباق وقوع الفرج لمولانا صاحب
العصر والزمان(عليه السلام ) .
23-اسوة بالنبي والأئمة (عليهم
السلام).
24 -أنه وفاء بعهد الله وميثاقه .
25-مايترتب على بر الوالدين من فوائد
ومكارم .
26- درك فضل رعاية الأمانة .
27-زيادة إشراق نور الإمام في القلب
.
28-طول العمر إنشاء الله تعالى .
29-التعاون على البر والتقوى.
30-الفوز بنصر الله والغلبة على
الاعداء بعون الله تعالى .
31-الاهتداء بنور القرآن المجيد .
32-صيرورته معروفاً.
33-الفوز بثواب طلب العلم إنشاء الله
تعاللى .
34- الأمن من المخاوف والعقوبات
الاخرو ية إنشاء الله تعالى .
35-البشارة والرفق عند الموت .
36- إجابة دعوة الله ودعوة رسوله
(صلى الله عليه وآله) .
37- كونه مع أمير المؤمنين (عليه
السلام ) في درجته .
38-أن يصير أحب الخلق الى الله تعالى
.
39-أن يصير أعز الخلق وأكرمهم عند
رسول الله (صلى الله عليه وآله ).
40-أن يصير من أهل الجنة إن شاء الله
تعالى
41-أن يشمله دعاء النبي (صلى الله
عليه وآله ).
42- غفران الذنوب وتبدل السيئات
بالحسنات.
43-أن يؤيده الله تعالى في العبادة.
44-أن يدفع به العقوبات عن أهل الأرض
أن شاء الله تعالى .
45-فيه ثواب إعانة المظلوم.
46-فيه ثواب إجلال الكبير والتواضع
له .
47-فيه ثواب طلب ثار مولانا المضلوم
الشهيد أبي عبد الله الحسين (عليه السلام )
48- تحمل أحاديث الأئمة الطاهرين
(عليهم السلام).
49-إضاءة نوره لغيره في مشهد القيامة
.
50- شفاعته لسبعين الف من المذنبين.
51- دعاء أمير المؤمنين (عليه
السلام) في حقه يوم القيامة .
52- دخول الجنة بغير حساب .
53- السلامة من عطش يوم القيامة .
54- الخلود في الجنة .
55-أن يوجب خمش وجه إبليس وقرح قلبه
.
56-أن يتحف يوم القيامة بتحفة مخصوصة
.
57-إن الله عزوجل يخدمه من خدمة
الجنة .
58-أنيكون في ظل الله الممدود وتنزل
عليه الرحمة مادام مشتغلاً بذلك الدعاء.
59- فيه ثواب نصيحة المؤمن .
60- إن الجلس الذي يدعى فيه للقآئم
عجل الله فرجه يكون محضراً للملائكة المكرمين.
61- إن الداعي لهذا الأمر الجليل ممن
يباهي الإله به الجليل.
62-يستغفر له الملائكة .
63- يكون من أخيار الناس بعد الأئمة
الطاهرين .
64- أنه إطاعة لأولي الأمر الذين فرض
الله تعالى طاعتهم .
65- يوجب سرور الله عزوجل .
66- يوجب سرور رسول الله (صلى الله
عليه وآله).
67- أنه من أحب الاعمال الى الله
تعالى شأنه .
68- أن الداعي بهذا الأمر الشريف
يكون ممن يحكمه الله تعالى في الجنان إنشاء الله تعالى .
69-إنه يحاسب حساباً يسيراً.
70- الأنس الشفيق له في البرزخ
والقيامة .
71-أنه أفضل الأعمال .
72- يوجب زوال الغم .
73- أنه أفضل من الدعاء في حق الإمام
زمان ظهوره .
74- دعاء الملائكة في حقه .
75- يشمله دعاء سيد الساجدين (عليه
السلام ) وهو يشتمل على فنون من الفوائد وصنوف من العوائد.
76- أنه تمسك بالثقلين .
77- أنه إعتصام بحبل الله تعالى .
78-يوجب إكمال الإيمان .
79- درك مثل ثواب جميع العباد
80-أنه تعظيم شعائر الله عزوجل .
81- فيه ثواب من أستشهد مع رسول الله
(صلى الله عليه وآله ).
82- فيه ثواب من أستشهد تحت راية
القآئم (عليه السلام ).
83- فيه ثواب الإحسان الى مولانا
صاحب الزمان (عليه السلام ).
84- فيه ثواب إكرام العالم .
85- فيه ثواب إكرام الكريم .
86- الحشر في زمرة الأئمة الطاهرين .
87- إرتفاع الدرجات في روضات الجنات
.
88-الأمن من سو ء الحساب في يوم
الحساب .
89- الفوز بفضل درجات الشهداء يوم
القيامة
90- الفوز بالشفاعة الفاطمية (عليها
السلام) ..([3])
تعليقات
إرسال تعليق