سباحة في أعماق
تسبيح
فاطمة الزهراء ÷
عباس عزيز الحلفي
عن الإمام الصادق عليه السلام : "تسبيح
الزهراء فاطمة عليها السلام في دبر كل صلاة أحبّ إليَّ من صلاة ألف ركعة في كلّ
يوم"([1]
).
في المنشأ و التسمية
السبب الأول: لأنها قالته عند نزول كوكب
الزّهرة
تبصرة اعلم انّ انتساب هذا التسبيح
الى الزهراء سلام اللّه عليها امّا لما مرّ في اخبار فضله من انّ رسول اللّه صلّى
اللّه عليه و آله نحله اياها، و امّا لانّها قالته عند نزول كوكب الزّهرة فى الارض
لتعيين زوجها فنسب اليها كما فى حديث عن الباقر عليه السّلام ملخّصه فى المقام انّ
فاطمة (÷ ) لما بلغت تسع سنين نزل جبرئيل على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، و
قال انّ اللّه يقرؤك السّلام و يقول زوّج فاطمة فاظهر رسول اللّه d ذلك علي الاصحاب فطمعوا فيها و
كثر خاطبوها حتى بلغ عددهم في اسبوع بعده الفا و سبعمأة نفر من الرّجال و كان منهم
عبد الرّحمن بن عوف و كان من كبار الصّحابة و كان ذا مال و ثروة و تجمّل كثير بحيث
لو حملت نقوده لبلغ حمل ألف بعير و كان له ثلاثمائة عامل يتجرون عنه و كان له
ثلاثمائة و خمسون حانوتا في مكّة و مدينة و طايف
و شام جلسوا فيها وكلائه يعملون له، و كان له ثلاثة آلاف
خادم يشتغلون باموره، و يحرسون أمواله و كان له ألف عبد و كان له من الغنم و الجمل
و الفرس و البغل و البقر و الاموال ما لا يحصى عدده، فارسل الي النّبى صلّى اللّه
عليه و آله و سلّم و قال اجعل مالي من الدّواب كلّها مهرا لبنتك و ارسل اليك من
النقود و الحلّي و الحلل ما لا يمكن شرحه فغضب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و
سلّم و أخذ كفّ حصاة و رماها الى عبد الرّحمن، فصارت لؤلؤا شهباء و مرجانا و قال
خذ هذه ليزيد مالك قد كررت القول انّ ذلك الامر الى اللّه أزّوجه بمن أمرنى اللّه
به فنزل جبرئيل و قال انّ اللّه يقرئك السّلام و يقول زوّج فاطمة بمن ينزل كوكب
الزهرة ليلة الجمعة فى بيته فأخبر به الاصحاب فزيّنوا بيوتهم و تهيّئوا لنزول
الكوكب عليهم حتى جائت اللّيلة خرج النبى الى السّطح ينتظر نزول الكوكب و خرجت
الصّديقة فى خلفه الى السّطح لتنظر كيف ينزل الكوكب، و فى بيت من تنزل و كان
النّاس منتظرين حتى مضى نصف الليل، فاذا طار الكوكب من السماء الي الارض مضيئا
بحيث صار اللّيل كالنهار ضوءا و نورا فلما رأته الصديقة شرعت بقول: اللّه اكبر
فطال نزوله علي قدر قالته اربعا و ثلاثين مرّة فنزل و طاف على سطوح الدّور حتى
استقرّ على سطح بيت امير المؤمنين عليه الصلاة و السّلام و دخل بيته و سلّم عليه و
هنّاه به، فلما رأته الصدّيقة انه نزل في بيت امير المؤمنين عليه السّلام قالت:
الحمد للّه على ان لم اخرج من قبيلتى و طال مكثه فى بيته على قدر قالته ثلاثا و
ثلاثين مرّة فاذا خرج صوت عجيب من الكوكب و عرج الى السمآء من طريق جاء منه و لمّا
راته ثانيا قد تجلّي و أضاء قالت سبحان اللّه تعجّبا و كرّرته ثلاثا و ثلاثين مرّة
حتى دخل السّمآء
اقول و لعل هذا هو السر في جعله على هذا العدد و اجزاؤه على هذه المقادير ([2])
السبب الثاني: خير لك من خادم، ومن الدنيا بما
فيها
روى العلامة المجلسي في بحار الأنوار
عن دعائم الإسلام أن أمير المؤمنين × قال:
(أرسل بعض ملوك العجم عبيداً إلى رسول الله d وقلت لفاطمة ÷ اذهبي إلى رسول الله d واسأليه
أن يعطينا خادماً ليساعدك في أعمال المنزل، فذهبت فاطمة ÷ إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، فقال رسول
الله d : «يا فاطمة أعطيك ما هو خير لك من خادم، ومن الدنيا بما فيها، تكبرين
الله بعد كل صلاة أربعا وثلاثين تكبيرة، وتحمدين الله ثلاثاً وثلاثين تحميدة،
وتسبحيّن الله ثلاثاً وثلاثين تسبيحة، ثم تختمين بـ(لا إله إلا الله)، ذلك خير لك
من الذي أردت ومن الدنيا وما فيها»، فلزمت صلوات الله عليها هذا التسبيح بعد كل
صلاة، ونسب إليها)([3]).
السبب الثالث: خَيْرٍ مِمَّا سَأَلْتُمَاهُ
وفي رواية العامة
حَدَّثَنَا بَدَلُ بْنُ الْمُحَبَّرِ
أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ قَالَ أَخْبَرَنِي الْحَكَمُ قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي
لَيْلَى حَدَّثَنَا عَلِيٌّ أَنَّ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلَام اشْتَكَتْ مَا تَلْقَى مِنْ
الرَّحَى مِمَّا تَطْحَنُ فَبَلَغَهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِسَبْيٍ فَأَتَتْهُ تَسْأَلُهُ خَادِمًا فَلَمْ
تُوَافِقْهُ فَذَكَرَتْ لِعَائِشَةَ فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَذَكَرَتْ ذَلِكَ عَائِشَةُ لَهُ فَأَتَانَا وَقَدْ دَخَلْنَا
مَضَاجِعَنَا فَذَهَبْنَا لِنَقُومَ فَقَالَ عَلَى مَكَانِكُمَا حَتَّى وَجَدْتُ
بَرْدَ قَدَمَيْهِ عَلَى صَدْرِي فَقَالَ أَلَا أَدُلُّكُمَا عَلَى خَيْرٍ مِمَّا
سَأَلْتُمَاهُ إِذَا أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا فَكَبِّرَا اللَّهَ أَرْبَعًا
وَثَلَاثِينَ وَاحْمَدَا ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَسَبِّحَا ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ
فَإِنَّ ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمَا مِمَّا سَأَلْتُمَاهُ([4]).
وذكر في مركز الأبحاث العقائدي ا العلة من تسمية ((تسبيحة الزهراء)) باسمها اذ ان الرسول هو الذي علمها تلك التسبيحة اي لم لم تسمى بتسبيحة رسوله الله (صلى الله عليه واله) مثلا او اسم اخر؟
الجواب:
نسبة عمل أو دعاء او رواية إلى
الراوي مسألة معروفة في كتب الحديث والادعية فمثلاً هناك ادعية سميت بأسم راويها
كدعاء كميل ودعاء أبي حمزة الثمالي وهناك روايات تسمى باسماء رواتها الأوائل عن
المعصومين فكذلك الحال عن تسبيح الزهراء (عليها السلام) فالنبي (صلى الله عليه
وآله) علمه بالخصوص إلى فاطمة الزهراء كبديل عن رغبة لم تبدها وهي حاجتها لخادمة
فالنبي (صلى الله عليه وآله) علمها هذا التسبيح كبديل عن تلك الرغبة التي لم
يحققها لها لذا نسب إليها (عليها السلام)([5]).
[1] / ثواب الأعمال ص ١٤٩.
[2]/ لئالى الأخبار، ج 3، ص: 414.
[3]) بحار الأنوار / جزء 82 / صفحة [336]
[4]) البخاري في صحيحه ج 3/ ص 1133 حديث رقم: 2945
([5]) مركز الأبحاث العقائدية الاسئلة و الأجوبة » فاطمة الزهراء (عليها السلام) » تسبيحتها(عليها السلام) وكيفيته
تسبيح الزهراء عليها السلام في الأحاديث
الأول: عن أبي خالد القماط، عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: عن الإمام الصادق × : "تسبيح الزهراء فاطمة عليها
السلام في دبر كل صلاة أحبّ إليَّ من صلاة ألف ركعة في كلّ يوم"([1]).ح
الثاني: عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر × قال: من سبح
تسبيح الزهراء ÷ ثم استغفر غفر له وهي
مائة باللسان، وألف في الميزان، وتطرد الشيطان، وترضي الرحمن ([2]).
الثالث:عن أبي جعفر عليه السلام قال: من سبح تسبيح الزهراء عليها السلام ثم استغفر غفر له وهي مائة باللسان، وألف في الميزان، وتطرد الشيطان، وترضي الرحمن ([3]).
الرابع:روي عن أبي عبد الله × أنه قال: «قال أمير المؤمنين × : التسبيح نصف
الميزان، والحمد لله يملأ الميزان والله أكبر يملأ ما بين السماء والأرض»([4]).
الخامس: عن الإمام الصادق عليه
السلام: "من سبّح تسبيح فاطمة عليها السلام في دبر المكتوبة قبل أن يبسط
رجليه أوجب الله له الجنة"([5]).
ء فاطمة عليها السلام في دبر كل صلاة أحبّ إليَّ من صلاة
ألف ركعة في كلّ يوم"
السادس: عن الإمام أبي عبد الله عليه
السلام، قال: (تسبيح فاطمة الزهراء عليها السلام من الذكر الكثير الذي قال الله
عزّ وجل: واذكروا الله ذكراً كثيراً) ([6]).
السابع: عن الإمام الصادق عليه السلام:
“إنّا نأمر صبيانا بتسبيح فاطمة عليها السلام كما نأمرهم بالصلاة،
فألزمه، فانه لم يلزمه عبد فشقى"([7]).
الثامن: عن أبي جعفر عليه السلام
قال: "ما عبد الله بشيء من التمجيد أفضل من تسبيح فاطمة عليها السلام، ولو
كان شيء أفضل منه لنحله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاطمة عليها السلام
"([8]).
التاسع: قال الصادق × : "من بات
على تسبيح فاطمة عليها السلام كان من الذاكرين للَّه كثيراً والذاكرات"([9]).
العاشر:قال ابو عبد الله (× ): «اذا
أوى احدكم الى فراشه، ابتدره ملك كريم، وشيطان مريد، فيقول له الملك: اختم يومك بخير،
وافتح ليلك بخير، ويقول له الشيطان: اختم يومك باثم: وافتح ليلك باثم، قال: فان
أطاع الملك الكريم، وختم يومه بذكر الله ، وفتح ليله بذكر الله ، اذا اخذ مضجعه
وكبر الله اربعا وثلاثين مرة ، وسبح الله ثلاثا وثلاثين مرة ، وحمد الله ثلاثا
وثلاثين مرة ، زجر الملك الشيطان عنه فتنحّى ، وكلأه الملك حتّى ينتبه من رقدته »
، الخبر ([10]).
الحادي العاشر:عن الإمام الباقر عليه السلام
أنه قال: «ما عُبد الله بشيء من التحميد أفضل من تسبيح فاطمة عليها السلام، ولو
كان شيء أفضل منه لنحلهُ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاطمة عليها السلام»([11]).
الثاني عشر: الإمام الصادق عليه
السلام: «من سبح تسبيح فاطمة الزهراء عليها السلام قبل أن يثني رجليه من صلاة
الفريضة غفر الله له، وليبدأ بالتكبير»([12]).
الثالث عشر:روى عبد الله بن سنان، عن
الإمام الصادق عليه السلام حيث قال: «من سبح تسبيح فاطمة عليها السلام في دبر
المكتوبة من قبل أن يبسط رجليه أوجب الله له الجنة»([13]).
[1]) وسائل الشيعة ج 6 / ص444.
[2]) ثواب الاعمال ص 148.
[3] / ثواب الأعمال ص ١٤٨.
[4] / الكافي:2/506.
[5] / ثواب الأعمال ص ١٤٩.
[6]) وسائل الشيعة 6: 441
[7] / أمالي الصدوق ص ٣٤٥.
[8] / الكافي ٣: ٣٤٣ ح ١٤.
[9] / وسائل الشيعة - 4 1026.
[10] / فلاح السائل ص 279 .
[11] /(وسائل الشيعة:4/1024).
[12] /(تهذيب الأحكام:2/105).
[13] /(فلاح السائل:165).
تعليقات
إرسال تعليق