القائمة الرئيسية

الصفحات

كيفية التوفيق بين (طويلا) ومده دولته

 



كيفية التوفيق بين (طويلا) ومده دولته

 

يذكر صاحب مختصر بصائر الدرجات الشيخ سعد بن عبد الله الاشعري القمي رضوان الله عليه شرحا لهذه العبارة ونحن نوردها:

وقوله (وتمتعه فيها طويلا) هذا يكون على ما رويناه في رجعته عليه السلام بعد وفاته لانا روينا انه يعيش في عالمه بعد مقدم ظهوره تسع عشرة سنة واشهرا ويموت صلى الله عليه واله. فمن ذلك ما رويناه عن النعماني من كتاب الغيبة له رفع الحديث عن حمزة بن حمران عن ابن ابي يعفور عن ابي عبد الله عليه السلام انه قال يملك القائم " عليه السلام " تسع عشرة سنة واشهرا. وروي ايضا ان الذي يغسله جده الحسين " عليه السلام " فاين موقع هذه التسع عشرة سنة واشهر من الدعاء له بطول العمر والتمتع في الارض طويلا الذي يظهر من هذا ويتبادر إليه الذهن انه يكون اطول من الزمان الذي انقضى في غيبته " ع " وعمره الشريف اليوم ينيف على الخمسمائة والثلاثين سنة ويدل على ما قلناه ما تقدم ورويناه عن الصادق عليه السلام انه سأل اي العمرين له اطول قال الثاني بالضعف وهذا صريح في رجعته (عليه السلام ) ([1]).

اقول ولنا كلام في المقام مع جلالة قدر المتحدث رضوان الله عليه.

قال رضوان الله عليه: روينا انه يعيش في عالمه بعد مقدم ظهوره تسع عشرة سنة واشهرا ويموت صلى الله عليه واله.

اقول قد وردت روايات كثيرة تذكر مدة حكومته غير هذه الرواية

منها: ثلاثمائة وتسع سنين

عن أبي الجارود قال: قال أبو جعفر عليه السلام: إن القائم يملك ثلاثمائة وتسع سنين كما لبث أهل الكهف في كهفهم، يملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا، ويفتح الله له شرق الأرض وغربها، ويقتل الناس حتى لا يبقى إلا دين محمد صلى الله عليه وآله، ..([2]).

وعن امير المؤمنين عليه السلام في خطبة له تسمى المخزون :فيمكث فيما بين خروجه إلى يوم موته ثلاثمائة سنة ونيف، وعدة أصحابه ثلاثمائة وثلاثة عشر منهم تسعة من بني إسرائيل وسبعون من الجن ومائتان وأربعة وثلاثون منهم سبعون الذين غضبوا للنبي صلى الله عليه وآله إذ هجمته مشركو قريش فطلبوا إلى نبي الله أن يأذن لهم في إجابتهم فأذن لهم حيث نزلت هذه الآية " إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون "  وعشرون من أهل اليمن منهم المقداد بن الأسود ومائتان وأربعة عشر الذين كانوا بساحل البحر مما يلي عدن، فبعث إليهم نبي الله برسالة فأتوا مسلمين...([3]).

ومنها: اربعين عاما

عن زيد بن وهب الجهني، عن الحسن بن علي بن أبي طالب، عن أبيه صلوات الله عليهما قال: يبعث الله رجلا في آخر الزمان، وكلب من الدهر وجهل من الناس يؤيده الله بملائكته ويعصم أنصاره وينصره بآياته، ويظهره على الأرض، حتى يدينوا طوعا أو كرها يملأ الأرض عدلا وقسطا ونورا وبرهانا يدين له عرض البلاد وطولها لا يبقى كافر إلا آمن، ولا طالح إلا صلح، وتصطلح في ملكه السباع، وتخرج الأرض نبتها، وتنزل السماء بركتها، وتظهر له الكنوز يملك ما بين الخافقين، أربعين عاما، فطوبى لمن أدرك أيامه وسمع كلامه([4]).

ومنها: سبع سنين مقدار كل سنة عشر سنين

عن عبد الله بن القاسم الحضرمي، عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: كم يملك القائم؟ قال: سبع سنين يكون سبعين سنة من سنيكم هذه([5]).

وروى أبو بصير، عن أبي جعفر عليه السلام - في حديث طويل - أنه قال: " إذا قام القائم عليه السلام سار إلى الكوفة فهدم بها أربعة مساجد، فلم يبق مسجد على وجه الأرض له شرف إلا هدمها وجعلها جماء، ووسع الطريق الأعظم، وكسر كل جناح خارج في الطريق، وأبطل الكنف والمآزيب إلى الطرقات، ولا يترك بدعة إلا أزالها ولا سنة إلا أقامها، ويفتح قسطنطينية والصين وجبال الديلم، فيمكث على ذلك سبع سنين مقدار كل سنة عشر سنين من سنيكم هذه، ثم يفعل الله ما يشاء ".

قال: قلت له: جعلت فداك، فكيف تطول السنون؟ قال:

" يأمر الله تعالى الفلك باللبوث وقلة الحركة، فتطول الأيام لذلك والسنون " قال: قلت له: إنهم يقولون: إن الفلك إن تغير فسد. قال:

" ذلك قول الزنادقة، فأما المسلمون فلا سبيل لهم إلى ذلك، وقد شق الله القمر لنبيه عليه السلام ورد الشمس من قبله ليوشع بن نون وأخبر بطول يوم القيامة وأنه ﴿كألف سنة مما تعدون﴾ ([6]).([7]).

ومنها: تسعة عشر سنة

الغيبة للنعماني: ابن عقدة، عن علي بن الحسن التيملي، عن الحسن بن على بن بوس أبيه ومحمد بن علي، عن أبيه، عن أحمد بن عمر الحلبي، عن حمزة بن حمران، عن ابن يعفور، عن أبي عبد الله ، أنه قال: ملك القائم تسع عشرة سنة وأشهر([8]).

7. الغيبة للنعماني: أخبرنا أحمد بن محمد بن سعید بن عقدة، قال: حدثنا محمد بن المفضل بن إبراهيم بن قيس بن رمانة الأشعري وسعدان بن إسحاق بن سعيد وأحمد بن الحسين بن عبد الملاك الزيات ومحمد بن أحمد بن الحسن القطواني، عن الحسن بن محبوب، عن عمرو بن ثابت، عن جابر بن یزید الجعفي، قال: سمعت أبا جعفر محمد بن علي عليه السلام يقول: والله ليملكن رجل منا أهل البيت ثلاثمائة سنة وثلاث عشرة سنة ويزداد تسعة. قال: فقلت له: ومتی يكون لك؟ قال: بعد موت القائم لا، قل له: وكم يقوم القائم عليه السلام   في عالمه؛ حتی يموت؟ فقال: تسع عشرة سنة، من يوم قيامه إلى يوم موته ([9]).

 

ومنها حم عسق، عداد سنی القائم عليه السلام

 ۸. تفسير القتي: أحمد بن علي وأحمد بن إدريس ، عن محمد بن أحمد العلوي، عن العمركي، عن محمد بن جمهور، عن سليمان بن سماعة، عن عبد الله بن القاسم، عن يحيى بن  میسرة الخثعمي، عن أبي جعفر عليه السلام ، قال: سمعته يقول: (حم عسق) عداد سني القائم و(ق) جبل محيط بالدنيا من زمرد أخضر، فخضرة السماء من ذلك الجبل، وعلم كل شيء في (عسق)([10]).

ومنها: ثم لأديمن ملکه...

كمال الدين، عیون اخبار الرضا عليه السلام، علل الشرائع: الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي عن محمد بن أحمد الهمداني، عن العباس بن عبد الله البخاري، عن محمد بن القاسم بن إبراهيم، عن الهروي، عن الرضا، عن آبائه، عن أمير المؤمنين، عليه السلام قال رسول الله صلى الله عليه واله .... لما عرج بي إلى السماء نودیت: یا محمد... و لا طهرن الارض بآخرهم من أعدائي، ولأملکنه مشارق الأرض ومغاربها، ولأسخرن له الرياح و لأذللن له السحاب الصعاب  ولارقينه في الاسباب ولنصرنه بجندي ولامدنه بملائكتي حتى يعلن دعوتي ويجمع الخلق على توحيدي، ثم لادمين  ملكة، ولاداولن الايام بين اوليائي الى يوم القيامة ([11]).

الجمع بين الأخبار

 روي أن مدة دولة القائم تسع عشرة سنة، يطول ایامها وشهورها على ما

قدمناه، وهذا أمر مغيب عنا، وإنما ألقي إلينا منه ما يفعله الله تعالی، بشرط يعلمه من المصالح المعلومة جل اسمه، فلسنا نقطع على أحد الأمرين، وإن كانت الرواية بذكر سبع سنين أظهر وأكثر([12]).

وقال المجلسي رضوان الله عليه: «بيان الأخبار المختلفة الواردة في أيام ملکه الا بعضها محمول على جميع مدة ملكه، وبعضها على زمان استقرار دولته، وبعضها على حساب ما عندنا من السنين والشهور، وبعضها على سنيه وشهوره الطويلة، والله يعلم». |

أقول: قال بعضهم: إنه يجمع بأن استقرار أمره في الابتداء 5 أو 7 سنين، ويتكامل في 40 عاما، وانتهاؤه في ۳۰۹ سنة، وأيد كلامه بأن هذا الانتظار الطويل والمشقات الكثيرة لابد أن تنتهي بما يناسب هذا وليس ينبغي تحمل ذلك لحكومة يتم امدها في19 سنة أو اقل أو أكثر، ولا يتفوه بهذا من له أدنی عقل.

اقول: الأمور الإلهية ومنها هذا السر الذي سماه في قرآنه الغيب، فقال.

الذ ين يؤمنون بالغيب وعكس عظمة أمره قول الإمام موسی بن جعفر عليه السلام لأخيه: عقولكم تصغر عن هذا وباهى الله به ملائكته، وأخبر به نبیه صلى الله عليه واله او في المعراج، وبينه نبيه صلى الله عليه واله وأوصياؤه لا بهذه الروايات الكثيرة التي لا يوجد مثلها إلا في أمر الإمامة، وغير ذلك مما رأيته في الأحاديث في طول الكتاب. نعم الأسرار الإلهية تصغر عنها العقول، ولا طريق إليها، فكيف بانکارها واثباتها أو بیان حدودها، بل العاقل يقول: لا أدري وأن الله حمام، ولا علم لي بحكمة الخلق والمخلوقات، وأنه لماذا بعد الفترة بين عیسی عليه السلام والنبي صلى الله عليه واله بخمسمائة سنة والجاهلية العظيمة؟ (بل يمكن أن يقال وقبله إلى زمن آدم حيث الغلبة لأتباع الشيطان غالبا)، حين جاء بالنبي صلى الله عليه واله لم يتم ذلك ولم يستقر طويلا، بل أرسله بعد أربعين سنة من عمره، ثم ثلاثة عشر منه في مكة، لم يقبل منه، وكان في عذاب من المشركين، وبعده ثمانية سنوات في المدينة، وإن كان يعيش بعظمة بين أهلها، ولكنه في مشقات الحروب العظيمة الكثيرة، وبعد فتح مكة وبعده في عام الوفود، وإن استقر ملکه في الحجاز وأطرافه، ولكنه کان مبتلى بالمنافقين و ... فلماذا بشر هذا الباطل الطويل بحكومة سنة أو سنتين؟ فإن قلت: هذا يتم بأوصيائه صلى الله عليه واله، قلت: إن هؤلاء أيضا مقهورون. فإن قلت: وبالمهدي عليه السلام له يظهر دينه صلى الله عليه واله وندعي أن ملكه طويل. قلت: أكثر ملکه ۳۰۹ سنة، فتكون بعد هذا المقدمة الطويلة

(قريب من عشرة آلاف سنة من زمن آدم عليه السلام و145 سنة من نبوة النبي إلى زمان كتابة هذا الكتاب / ۱۶۳۷ه) غاية لا يبلغ ثلث عشرها، وعلى قولة لابد ان تكون ذي المقدمة اقوى.

والذي به تنحل المشكلة أنه لابد أن تكون ذي المقدمة أقوى في الملاك والمصالح، ولايعلمها الا الله، فلا ندري حكمة الأمور البسيطة، فكيف بأمر الرسالة، حتى نقول: لماذا أرسل النبي صلى الله عليه واله في ذلك الزمان لا قبله بمائة سنة مثلا؟ ولماذا بعد استقرار حكومته صلى الله عليه واله لم

يمهله سنوات فيستفيد المسلمون بمحضره حتى يقطع دابر المنافقين واستقر الأمر لأمير المؤمنين عليه السلام ولماذا ولماذا....

وكذلك في أمر الظهور. ثم على فرض صحة ذلك فنقول: بعد ذلك رجعة الطاهرين في دولة الحق تبتدئ به ويدوم بآبائه إلى يوم القيامة، كما رأیت في الأخير: «ثم لأديم ملكه وتناول الأيام بين أوليائي إلى يوم القيامة»، ولا يمكن القول: لماذا النبي صلى الله عليه واله أو أمير المؤمنین عليه السلام ما يأتي به الحجة عليه السلام؟

وأما بحسب الروايات، فالقول بأن بعضها لابتداء الأمر وبعضها لكله، لا يوافق ظاهرها فإن فيها أن الأمر من ابتداء قيامه إلى يوم موته ۱۹ سنة، وفي الباقي في كل منها التعبير ب «الملك ويملك» بنسق واحد. على أنه مر منا ظهور الروايات في أنه يضع سيفه على عاتقة ثمانية أشهر، واستفدنا سابقا أن زمن حرب القائم علا حتى تستقر حكومته ثمانية أشهر. ولو فرض أنه زمان استقراره في الملة الإسلامية، ثم يفرق الجنود لفتح البلاد، فعلى أنه خلاف

ظاهرها (راجع الأخبار التي ذكرنا سابقا في أبواب قتاله، وأنه يقاتل حتى لا يبقى مشرك ولا تبقى أرض إلا نودي فيها بالشهادتين)، أن الأمر الذي بدؤه بهذه الصعوبة في ثمانية أشهر لما يسر الله له من جنوده، فكذلك فيما بعده، لا يطول كثيرة. والله هو العالم وأولياؤه([13]).



[1])) مختصر البصائر ص 544

 

[2])) الغيبة الطوسي ص 291

[3])) مختصر بصائر الدرجات ص 474

[4])) الاحتجاج ج 2 ص 291

[5])) الغيبة للطوسي  ص 474

[6])) الحج 44

[7])) الارشاد ج2 ص 385

[8])) الغيبة للنعماني ص 331

[9])) الغيبة للنعماني ص 332

[10])) تفسير القمي ج2 ص 267

[11])) كمال الدين ج 1 ص 254

[12])) الارشاد ج2 ص387

[13])) موسوعة الإمام المنتظر المجلد الخامس ص 362

تعليقات