القائمة الرئيسية

الصفحات

مقتطف من كتاب صاحب الزمان عجل الله فرجه بين المحن و الاذية و آلام المظلومية

 



مقتطف من كتاب


صاحب الزمان عجل الله فرجه

بين

المحن و الاذية  و آلام  المظلومية

 

 

عباس الحلفي

 

 

 

 

 

 

 

المهدي # تجلى بباء التفدية

المتتبع لاحاديث اهل بيت العصمة والطهارة ^  يجد صريحا ان الرسول d واهل بيته ^ كثيرا ما فتتدوا بالاباء والامهات امام زماننا الحجة لن الحسن # .

ومن باب المثال قال رسول اللَّه d : بأبي واُمّي ، سميّي وشبيهي ([1]).

قال امير المؤمنين × ليخرجنّ اللَّه برجل منّا أهل البيت ، بأبي ابن خيرة الإماء لايعطيهم إلّا السيف هرجاً هرجاً موضوعاً على عاتقه ثمانية([2]) .

وسيأتيك بقية الاحاديث عن اهل البيت ^ في تفدية الامام بالاباء والامهات

الباء ومعانيها

 

(باب حرف الباء)

من الحروف الجارّة، وتدلّ على الربط، أي ربط حكم ما قبلها بمدخولها، ويختلف هذا الربط باختلاف الموارد، فقد يتحقّق هذا الربط بالإلصاق، أو بالسببيّة والمساعدة أو بالمصاحبة، أو بالظرفيّة، أو بالمقابلة، أو بالتعدية، أو بالأخذ، أو بالتأكيد، أو غيرها.

فالأصل الواحد فيها هو الربط، واختلاف المعاني إنّما يحصل من جهة اختلاف الموارد والأفعال والموضوعات. والحاصل أنّ معنى الربط يختلف باختلاف الأحكام والموضوعات، ففي كلّ مورد بحسبه.

واما مانحن فيه قال الطريحي H  : فى الحديث: " بآبائنا وأمهاتنا يا رسول الله " وهذه الباء يسميها بعض النحاة باء التفدية يحذف فعلها في الغالب، والتقدير: " نفديك بآبائنا وأمهاتنا ".

وهي في التحقيق باء العوض نحو " خذ هذا بهذا ".

 قال بعض المحققين: وعد منه قوله تعالى: (أدخلوا الجنة بما كنتم تعملون "، ثم قال: ويمكن جعل الباء في الحديث للمعية أيضا والمعنى: " نحن فداء مع آبائنا وأمهاتنا "([3]).

المجلسي الأول: ذكر المجلسي في روضة المتَّقين قائلاً: (وسُئل  (عليه السلام)  ... قوله: بأبي أنت وأُمّي، أو بأبَويَّ أنت، معناه أفديك بأبي وأُمّي، وجعل الله أبي وأُمّي فداك... وهذه الباء تُسمى بباء التفدية...)([4]).

قوله : « بأبي أنت و اُمّي » الباء للتفدية ، إلا أنّ أكثر النحويين لم يذكرها من جملة معاني الباء كابن الحاجب و ابن هشام في الكافية و المغني ، و لعلهم أدرجوها في التعدية ؛ نظرا إلى أن الفعل المقدَّر في مثل « بأبي هو فداك أو مفدَّى » يتعدى بالباء . إلا أن باء التعدية لا تدخل

على الفاعل ، فالأولى إدراجها في الزائدة ، فالباء في « فداك بأبي » زائدة كما في «كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدَا» . و حيث إنه لا يجامع الباء ذكرَ المتعلَّق فهو نائب عنه أصلاً ، اُطلق عليه باء التفدية لقيامه مقام مادة الفداء .

و هل التقدير « فداك » أو « مفدَّى » ؟ و جهان بل قولان : فعلى الثاني يكون «بأبي» مع متعلقه المحذوف خبرا مقدما ، و أنت مبتدأ ؛ و على الأول «بأبي» فاعل الفعل المحذوف ، و أنت تأكيد عن المفعول المحذوف . و كون ضمير الرفع تأكيدا عن ضمير النصب المتصل كثير ، كما في قوله تعالى : «إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ»۲ على بعض الوجوه ، و قوله تعالى : «إِن تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ» بناءً على نصب أقلَّ ؛ فإن «أنا» تأكيد عن مفعول «تَرَنِ» .

و يمكن لنا اعتبار وجه لطيف في المقام ، بأن نقول : الباء في « بأبي » للبدلية ، و هو خبر مقدَّم ، و أنت مبتدأ مؤخر ؛ يعني : إنك مبدَل بأبي فيكون أبي بدلاً عنك ، فيفيد معنى التفدية بالالتزام ؛ حيث إن الفداء بدل المفدَّى منه . أو يكون المعنى : أنت بدل أبي ؛ على مذاق النحويين من كون المبدَل منه مع البدل بحكم السقوط ، و هو بمعنى الفدائية . و على أيّ تقدير فلا يُذكر فعل الفداء مع الباء أصلاً ([5]).

في بيان التفدية

لقد وردت باء التفدية في الاحاديث والادعية والزيارات كثيرا وبعضها ذكرت التفدية لاصحاب الامام الحسين × فكيف يستقيم ذلك والزائر لهم الامام المعصوم × كما في هذا النص: السَّلامُ عليكَمْ يا أنصار أبي عبد الله الحُسَيْنِ الشَّهيد المَظلوم صلوات الله عليهم أجمعين بأبي أنتم وأميّ طِبْتُمْ وطابت الأرض الَّتي فيها دُفنتمْ وفزتم والله فوزاً عظيماً يا ليتني كُنت معكم فأفوز معكم في الجنان مع الشُّهداء والصَّالحين...([6]).

ونحن نذكر كلمات الاعلام في المقام

أولاً: إنّ المعصوم (عليه السلام)  يُريد تعليمنا كيفيّة زيارة الشهداء

من الأُمور التي يمكن أن تصلح للإجابة عن هذا التساؤل المطروح حول إمكان صدور صياغة بالكيفيّة المتقدِّمة، هو أنّ الإمام (عليه السلام)  لم يفدِ الأصحابَ بأبيه وأُمّه، وإنّما أراد من ذلك أن يعلّمنا كيف نزور هؤلاء الأصحاب البررة، وهذا ما يُستفاد ممّا رواه الطوسي رحمه الله  في مصباح المتهجِّد، حيث قال: (روى لنا جماعة، عن أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الله بن قضاعة بن صفوان بن مهران الجمّال، عن أبيه، عن جدِّه صفوان، قال: استأذنت الصادق (عليه السلام)  لزيارة مولانا الحسين (عليه السلام) ، فسألته أن يُعرِّفني ما أعمل عليه، فقال: يا صفوان، صم ثلاثة أيام قبل خروجك، واغتسل في اليوم الثالث، ثمّ اجمع إليك أهلك... ثمّ توجه إلى الشهداء، وقل: السلام عليكم يا أولياء الله وأحباءه... السلام عليكم يا أنصار أبي عبد الله، بأبي أنتم وأُمّي، طبتم وطابت الأرض التي فيها دُفنتم...)[[7]].

 ومن الواضح أنّ الإمام الصادق (عليه السلام)  إنّما ذكر ذلك تعليماً لصفوان الجمّال بالأصالة ولغيره بالتبع.

وممّا يساعد على ذلك أيضاً هو طلب أصحاب الصادق (عليه السلام)  منه أن يعلّمهم الأعمال التي يلزم الزائر القيام بها، فيستجيب لهم ويعلّمهم الأفعال والأقوال التي تُقال في البقعة الطاهرة التي حوت الشهداء، كما في تعليمه (عليه السلام)  ليونس بن ظبيان، فقد روى الطوسي رحمه الله  في تهذيبه، بسنده إلى الحسين بن ثوير، أنّ يونس طلب من أبي عبد الله الصادق (عليه السلام)  تعليمه الأعمال التي يقوم بها إذا أراد زيارة الحسين (عليه السلام) ، فذكر له ذلك مصحوباً بنصّ ـ يُزار به الشهداء ـ قريبٍ من النصّ الذي تضمَّنته الزيارة التي علَّم بها صفوانَ الجمّال[[8]]، وهو وإن كان خالياً من التفدية الواردة في الزيارة المتقدِّمة عن صفوان، إلاَّ أنّ خصوصيتها وإرادة التعليم فيها أمر واضح، يطمئن له المتتبع[[9]].

وهذا الوجه نظير ما يُجاب به عن التساؤلات المطروحة حول الأدعية الواردة عن المعصومين عليهم السلام ، المتضمِّنة للاعتراف من قِبَلهم بالذنب والخطيئة، كقول أمير المؤمنين (عليه السلام)  في دعاء كميل: (... اللهم اغفر لي الذنوب التي تهتك العصم...)[[10]]، أو ما ورد عن الإمام زين العابدين (عليه السلام)  في قوله: (... هذا مقام من تداولته أيدي الذنوب، وقادته أزمَّة الخطايا، واستحوذ عليه الشيطان ...)[[11]]، وغير ذلك من النصوص الموهمة لاقترافهم عليهم السلام  الذنب والخطيئة؛ إذ إن أحد الوجوه التي أُجيب بها عن ذلك هو أنّها واردة عنهم عليهم السلام  لغرض تعليم أتباعهم كيفيّة المناجاة مع الله (عز وجلّ)[[12]].

ثانياً: ليس من الضروري أن يكون المفدَّى أفضل من المفدي

 من المسائل المهمّة التي تنفع في مقام الإجابة عن التساؤل المتقدِّم، هي أنّ مفاداة شخص بآخر لا يعني أنّ المُفدّى أفضل من الشخص الذي جعله المتكلم فداءً للمخاطب، فلا تلازم بين هذين الأمرين، فقد يكون المفدي ـ أي: مَن جُعل في الخطاب فداء للمخاطب ـ أفضل من المفدَّى بدرجات ومراتب، وإنّما يخاطب المفدَّى بهذه العبائر لأحد أمرين:

1ـ إمّا لبيان أنّه لو كان قد حصل لي أشدُّ ممّا حصل لكم لكان أهون عليَّ، وتطبيق ذلك على مقامنا بأن يكون الإمام الصادق (عليه السلام)  أراد بيان أنّ قَتْلَ أبي ـ الذي هو إمام معصوم وحجّة الله على الأرض ـ يكون علينا أهون من قتلكم في هذه البقعة، وبهذا النحو من القتل المفجع، ومن هذا القبيل قول الإمام الحسين (عليه السلام)  لأبي الفضل العباس، عندما ركب جواده: (اركب بنفسي أنت)[[13]]؛ حيث إنّه (عليه السلام)  يفديه بنفسه، مع أنّه (عليه السلام)  أفضل من العباس، بل إنّه الإمام المفترض الطاعة، وخامس أصحاب الكساء الذين خاطبهم الله عز وجل بآية التطهير[[14]].

وممّا يصلح أن يكون مؤيداً لهذا الوجه هو ما ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) : (ليس لكم أن تعزّونا ولنا أن نعزّيكم، إنّما لكم أن تهنئونا؛ لأنّكم تشاركوننا في المصيبة)[[15]]؛ حيث ذُكر في شرحه أنّهم (عليه السلام)  ـ مضافاً إلى أنّ الأنبياء والرسل وشيعتهم يشاركونهم في المصيبة ـ حين تقع المصائب والمِحن عليهم إنّما يكونون حامدين شاكرين راضين بالمصائب التي قضاها الله عز وجل لهم، لا أنّهم صابرون على ذلك[[16]]، ومن الواضح أنّ صاحب المصيبة يناله منها ما لم ينل غيرُه، وإن دلَّ ذيل الحديث على أنَّ النهي عن مواساتهم لمشاركتنا لهم، إلاَّ أنّها دالّة على مغايرة ما يصيبنا عمّا يصيبهم من مصيبة أيضاً.

2ـ إنّما يتمنّى الإمام هذا الشيء لكي يَعظُم أجره، ويكون أكثر ممّا هو عليه، وكأنّ الإمام (عليه السلام)  في زيارته للشهداء الذين قُتلوا مع جدّه الحسين (عليه السلام)  يُبيِّن موقفه ممّا جرى على هؤلاء الأنصار، ويقول لهم: إنّني حزين لذلك، وإنّ حُزني عليكم يترتّب عليه أجر عظيم، ويا ليت أن يكون المقتول أبي وأُمّي؛ لكي أُبيِّن صدق موقفي هذا، ولكي يكون أجري وثوابي أكثر ممّا أنا عليه. وممّا يساعد على هذا التوجيه هو ما ورد عن الفضل بن شاذان في تفسير قوله تعالى: ﭪ ﭫ [[17]]، قال: (سمعت الرضا (عليه السلام)  يقول: لمّا أمر الله تبارك وتعالى إبراهيم (عليه السلام)  أن يذبح مكان ابنه إسماعيل الكبشَ الذي أنزله عليه، تمنّى إبراهيم (عليه السلام)  أن يكون قد ذبح ابنه إسماعيل (عليه السلام)  بيده وأنّه لم يُؤمر بذبح الكبش مكانه؛ ليرجع إلى قلبه ما يرجع إلى قلب الوالد الذي يذبح أعزَّ وُلده بيده؛ فيستحق بذلك أرفع درجات أهل الثواب على المصائب، فأوحى الله عز وجل إليه: يا إبراهيم، مَن أحبُّ خلقي إليك؟ فقال: يا رب، ما خلقت خلقاً هو أحبُّ إلىَّ من حبيبك محمد عليهما السلام . فأوحى الله عز وجل إليه: يا إبراهيم، أفهو أحبُّ إليك أو نفسك؟ قال: بل هو أحبُّ إليَّ من نفسي. قال: فولده أحبُّ إليك أو ولدك؟ قال: بل ولده. قال: فذبْحُ ولده ظلماً على أعدائه أوجع لقلبك أو ذبْح ولدك بيدك في طاعتي؟ قال: يا رب، بل ذبحه على أيدي أعدائه أوجع لقلبي. قال: يا إبراهيم، فإنّ طائفة تزعم أنّها من أمّة محمد عليهما السلام ، ستقتل الحسين (عليه السلام)  ابنه من بعده ظلماً وعدواناً، كما يُذبح الكبش؛ فيستوجبون بذلك سخطي. فجَزع إبراهيم (عليه السلام)  لذلك وتوجّع قلبه وأقبل يبكي. فأوحى الله عز وجل إليه: يا إبراهيم، قد فديت جزعك على ابنك إسماعيل لو ذبحته بيدك بجزعك على الحسين (عليه السلام)  وقتله، وأوجبت لك أرفع درجات أهل الثواب على المصائب. فذلك قول الله عز وجل: ﭪ ﭫ، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العلي العظيم)[[18]].

فقد اعتُرض على هذه الرواية بما يتّحد مع التساؤل المطروح حول الفقرة المتقدِّمة في قول الإمام الصادق (عليه السلام) : (بأبي أنتم وأُمّي يا أنصار أبي عبد الله...)، فتصدّى أئمة الحديث للإجابة عن ذلك بوجوه، أحدها ما يتناسب مع ما ذُكر في المقام[[19]].

إذاً؛ فليس بالضرورة أن يكون المفدَّى أفضل من المفدي، بل قد يكون المفدي أفضل منه بمراتب ودرجات، كما تبيَّن لنا من خلال الرواية الآنفة الذكر، وما أُجيب به عن الإشكال المذكور عليها.

ثالثاً: تصحّ التفدية بالميت بخلاف الحي من الآباء

من الوجوه التي يمكن أن يُستند عليها في مقام الإجابة عن التساؤل المتقدِّم، هو ما يُستفاد من الروايتين الواردتين عن الإمام الكاظم (عليه السلام)  ـ واللتين تفرِّقان بين التفدية بالأبوين الحيّين، وبين مَن يفديهما وهما ميتان ـ فإنّهما مطلقتان وشاملتان للتفدية من قِبَل المعصوم وغيره، فيُوظَّف مفادهما لأن يكون جواباً في المقام؛ وبما أنّ سياق الرواية المتضمّنة لزيارة الشهداء عن الإمام الصادق (عليه السلام) ، يدلُّ على أنّه (عليه السلام)  إنّما خاطبهم بهذه العبارة بعد وفاة والده الإمام الباقر (عليه السلام) ؛ فلا إشكال في ذلك.

وبيان ذلك: أنّ سؤال صفوان الجمّال للإمام الصادق (عليه السلام)  ـ عن كيفيّة زيارته للحسين (عليه السلام) ، وأهل بيته وأصحابه ـ إنّما يدلُّ على أنّ ذلك كان بعد تولّيه مَنصب الإمامة؛ وإنّما يكون ذلك بعد استشهاد والده الإمام الباقر (عليه السلام) ، وهذا الأمر يدلل على جواز تفديته (عليه السلام) ؛ اعتماداً على ما تقدَّم في الروايتين اللتين تُفرِّقان بين تفدية الأب في حال حياته، وبين التفدية بعد الممات.

إلاَّ أنّ هذا التوجيه المتقدِّم لم يتبنّاه أحد من فقهائنا، بل لم نجد في الموسوعات الروائيّة شاهداً عليه، سوى ما ذكرناه من إطلاق الروايتين المتقدِّمتين.

 

رابعاً: إنّ المفاداة ليست مرادة على نحو الحقيقة

إنّ مِن أبلغ أساليب إظهار التفجُّع والتفاعل مع الغير هو أن يبرز المتكلم له أعلى مستوى في التعبير، ومن بين الأُمور التي تفيد ذلك: هو أن يفديه بنفسه أو بمَن هو أفضل من المتكلم، فيقول له: بنفسي أنت. أو بأبي أنت وأُمّي، وممّا يصلح شاهداً على ذلك قول المازندراني رحمه الله  في شرح أصول الكافي؛ حيث قال: (والصحيح عدم الكراهة؛ لورودها في الأَحاديث الصحيحة من طُرقنِا وطُرقِهم مع عدم الإنكار، سيّما له عليهما السلام  على أنّه ليس المراد الحقيقة، وإنّما هي على معنى الحنانة والبرّ؛ ولذلك يقول ذلك أيضاً مَن ليس له أبٌ وأُمٌّ موجودان)[[20]].

وعلى هذا الأساس؛ يمكننا توجيه كلّ نصّ تضمّن عبارة تحمل معنًى قريباً لما ورد في زيارة الشهداء، كما في الحادثة المرويّة عن فاطمة سيدة النساء عليها السلام  مع الحور اللاتي جئن معزياتٍ لها، فقد ورد عنها أنّها قالت عليها السلام : (إنّي كنت جالسة بالأمس في هذا المجلس، وباب الدار مغلق، وأنا أتفكّر في انقطاع الوحي عنّا، وانصراف الملائكة عن منزلنا، فإذا انفتح الباب من غير أن يفتحه أحد، فدخل عليَّ ثلاث جوارٍ لم يرَ الراؤون بحسنهن، ولا كهيئتهن، ولا نضارة وجوههن، ولا أزكى من ريحهن، فلمّا رأيتهن قمت إليهن مستنكرةً لهنّ، فقلت: بأبي أنتن! من أهل مكة أم من أهل المدينة؟...)[[21]]. ومن موارده أيضاً ما ذكره السيد ابن طاووس؛ حيث أورد رحمه الله  قول السيدة زينب عليها السلام : (بأبي المهموم حتى قضى، بأبي العطشان حتى مضى، بأبي مَن شيبته تقطر بالدماء، بأبي مَن جدّه محمد المصطفى، بأبي مَن جدّه رسول إله السماء، بأبي مَن هو سبط نبي الهدى)[[22]]، فلا بُدَّ من تفسير هذه النصوص بأحد التوجيهات المتقدِّمة في المقام، بما يزيل الشك والإيهام والتساؤلات عن ذهن القارئ للتراث الإسلامي.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 عبدالله بن عبد المطلب وامنة بنت وهب ^  فداء الامام المهدي # 

 

رسول الله d : بأبي واُمّي

 قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم : بأبي واُمّي ، سميّي وشبيهي ([23]).

فعن معاذ بن جبل أنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) قال: «إنّ الله عزّوجلّ خلقني وعلياً وفاطمة والحسن والحسين قبل أن يخلق الدنيا بسبعة آلاف عام».

قلت :فأين كنتم يا رسول الله؟

قال: «قدّام العرش نسبّح الله تعالى ونحمده ونقدّسه ونمجّده».

قلت: على أي مثال؟

قال: «أشباح نور حتّى إذا أراد الله عزّوجلّ أن يخلق صورنا صيّرنا عمود نور، ثم قذفنا في صلب آدم، ثم أخرجنا إلى أصلاب الآباء وأرحام الاُمّهات، ولا يصيبنا نجس الشرك ولا سفاح الكفر، يسعد بنا قوم ويشقى بنا آخرون، فلمّا صيّرنا إلى صلب عبد المطّلب أخرج ذلك النور فشقّه نصفين فجعل نصفه في عبد الله ونصفه في أبي طالب، ثمّ أخرج النصف الذي لي إلى آمنة والنصف إلى فاطمة بنت أسد، فأخرجتني آمنة وأخرجت فاطمة علياً، ثمّ أعاد عزّوجلّ العمود إليّ فخرجت منّي فاطمة، ثمّ أعاد عزّوجلّ العمود إلى علي فخرج منه الحسن والحسين يعني من النصفين جميعاً، فما كان من نور علي فصار في ولد الحسن، وما كان من نوري صار في ولد الحسين، فهو ينتقل في الأئمّة من ولده إلى يوم القيامة»

 

ابوطالب فداء الامام المهدي #

 

الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام : بأبي ابن خيرة الإمآء.

في إحدى خطبه :

 فانظروا أهل بيت نبيّكم فإن لبدوا فالبدوا و إن استنصروكم فانصروهم ، ليخرجنّ اللَّه برجل منّا أهل البيت ، بأبي ابن خيرة الإماء لايعطيهم إلّا السيف هرجاً هرجاً موضوعاً على عاتقه ثمانية([24]).

معنى خيرة الإمآء: امّ القائم عليهما السلام هي من أولاد ملك الروم وللإتّصال ببيت الوحي‏عليهم السلام ألبست لباس الإماء ودخلت في جمعهنّ ، واكتسبت لياقة صيرورتها اُمّ القائم عليهما السلام . ولإرتدائها لباس الإماء وإسارتها معهنّ يقال لها في الروايات : خير الإماء .

من هو أبو طالب × وماهي معاليه أقول من الصعب المستصعب الوقوف على بعض معاليه فكيف بحقه وحقيقته وانا هنا اذكر حديثين من كتابنا معالي المطالب في مقامات ابي طالب ×

الأول: عن أبي عبد الله ×  قال: إن الله كان إذ لا كان فخلق الكان والمكان وخلق نور الأنوار الذي نورت منه الأنوار وأجرى فيه من نوره الذي نورت منه الأنوار وهو النور الذي خلق منه محمدا وعليا. فلم يزالا نورين أولين، إذ لا شئ كون قبلهما، فلم يزالا يجريان طاهرين مطهرين في الأصلاب الطاهرة، حتى افترقا في أطهر طاهرين في عبد الله وأبي طالب ^ ([25]).

الثاني: علي بن محمد بن بندار ، عن إبراهيم بن إسحاق الأحمر ، عن أحمد بن الحسن ، عن أبي العباس ، عن جعفر بن إسماعيل ، عن إدريس ، عن أبي السائب ، عن أبي عبد الله ، عن أبيه ^  قال عق أبو طالب عن رسول الله d يوم السابع ودعا آل أبي طالب فقالوا ما هذه فقال عقيقة أحمد قالوا لأي شيء سميته أحمد قال سميته أحمد لمحمدة أهل السماء والأرض([26]).

ولقد ذكرنا أربعين حديثا وعشر ايات ومجموعة مقامات تدل على رفعته وعلو مقامه .

 

الامام زين العابدين  وشاه زنان  ^ فداء الامام المهدي #

الامام الباقر بأبي ابن خيرة الإمآء

 قال جابر الجعفي قدس سره : سمعت عن الإمام الباقر عليه السلام أنّه قال : ساير عمر بن الخطّاب اميرالمؤمنين‏عليه السلام فقال: أخبرني عن المهديّ ما اسمه؟

 فقال: أمّا اسمه فإنّ حبيبي عهد إليّ أن لا احدّث باسمه حتّى يبعثه اللَّه، قال : فأخبرني عن صفته .

 قال : هو شابٌّ مربوع حسن الوجه حسن الشعر ، يسيل شعره على منكبيه، و نور وجهه يعلو سواد لحيته ورأسه، بأبي ابن خيرة الإمآء([27]).

وروى هذه الرواية أبو حمزة الثمالي وهو من كبار أصحاب الإمام الباقر عليه السلام قال : كنت يوماً عند الإمام عليه السلام فبعد ذهاب من كان في حضرته قال لي : يا أبا حمزة ؛ من المحتوم الّذي حتمه اللَّه قيام قائمنا ، فمن شكّ فيما أقول لقى اللَّه وهو به كافر ، ثمّ قال : بأبي واُمّي المسمّى باسمى والمكنّى بكنيتى ، السابع من ولدي ، بأبي من يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً .

يا أباحمزة ؛ من أدركه فيسلّم له ما سلّم لمحمّد وعليّ فقد وجبت له الجنّة، ومن لم يسلّم فقد حرّم اللَّه عليه الجنّة ومأواه النار وبئس مثوى الظالمين([28]).

هي السيدة الجليلة: شهربانوية بنت يزدجر بن شهريار بن كسرى ملك الفرس، ولقبها: (شاه زنان) أي ملكة النساء.

وساذكر رواية واحدة في فضلها

عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال: «لمّا أقدمت بنت يزدجرد على عمر، أشرف لها عذاري المدينة، وأشرق المسجد بضوئها لمّا دخلته، فلمّا نظر إليها عمر، غطّت وجهها وقالت: «اَف بيروج بادا روى هرمز».

فقال عمر: أتشتمني هذه وهمّ بها.

فقال لـه أمير المؤمنين (عليه السلام): ليس ذلك لك، خيّرها رجلاً من المسلمين واحسبها بفيئه.

 

فخيّرها، فجاءت حتى وضعت يدها على رأس الإمام الحسين (عليه السلام).

فقال لها أمير المؤمنين (عليه السلام): ما اسمك؟

فقالت: جهان شاه.

فقال لها أمير المؤمنين (عليه السلام): بل شهربانويه.

ثم قال للإمام الحسين (عليه السلام): يا أبا عبد الله، لتلدنّ لك منها خير أهل الأرض، فولدت الإمام علي بن الحسين (عليه السلام)، وكان يقال للإمام علي بن الحسين (عليه السلام): ابن الخيرتين، فخيرة الله من العرب هاشم، ومن العجم فارس([29]).

 

 

الامام الباقر و فاطمة أمّ فروة ^

قال الامام الصادق × في الدعاء الندبة (بِاَبي اَنتَ وَاُمّي وَنَفسي لَكَ الوِقاءُ وَالحِمى، يَا بنَ السّادَةِ المُقَرَّبينَ)

السيّدة فاطمة أمّ فروة (عليها السلام) بنت القاسم والدة الإمام الصادق (عليه السلام)

واذا اردت ان تعرف بعض ما لها من العظمة فاسمع ما قاله الإمام الصادق(عليه السلام): «وكانت اُمّي ممّن آمنت واتّقت وأحسنت والله يحب المحسنين»([30]).

وقال أبو الحسن الكاظم (عليه السلام): «كان أبي (عليه السلام) يبعث أمي وأم فروة تقضيان حقوق أهل المدينة»([31]).

 

 

الامام الصادق × فداء الامام المهدي #

 

الإمام الكاظم عليه السلام : بأبي من لايأخذه في اللَّه لومة لائم ، بأبي القائم بأمر اللَّه

    قال يحيى بن فضل النوفلي : أنّ موسى بن جعفر عليهما السلام رفع يداه بعد صلاة العصر وقرء دعاءً ، فسألته لمن دعيت ؟

 قال :ذلك المهديّ من آل محمّد عليهم السلام ، قال : بأبي المنبدح البطن ، المقرون الحاجبين ، أحمش الساقين ، بعيد مابين المنكبين ، أسمر اللون ، يعتاده مع سمرته صفرة من سهر الليل ، بأبي من ليله يرعى النجوم ساجداً و راكعاً ، بأبي من لايأخذه في اللَّه لومة لائم، مصباح الدجى، بأبي القائم بأمر اللَّه([32]).

 

ويكفي ان نذكر الصلاة على مولانا علي بن موسى الرضا ×

ورد في كتاب البحار عن زاد المعاد في كيفية التوسل بالإمام الرضا عليه السلام:

(اللهم صل و سلم و زد و بارك على السيد المعصوم و الإمام المظلوم و الشهيد المسموم و القتيل المحروم عالم علم المكتوم بدر النجوم شمس الشموس أنيس النفوس المدفون بأرض طوس .. الخ)([33]).

«روي عن مولانا الرضا عليه السلام في مجلسه بخراسان أنّه قام عند ذكر لفظة «القائم» ووضع يديه على رأسه الشريف وقال : أللّهمّ عجّل فرجه وسهّل مخرجه ، وذكر من خصايص دولته .

    ذكر المحدّث النوري طاب ثراه في كتابه «النجم الثاقب» ما ترجمته بالعربيّة : هذا القيام والتعظيم خصوصاً عند ذكر ذلك اللقب المخصوص سيرة تمام أبناء الشيعة في كلّ البلاد من العرب والعجم والترك والهند والديلم وغيرها بل وعند أبناء أهل السنّة والجماعة أيضاً ([34]).

    قال العلّامة الأميني في «الغدير» : روي أنّه لمّا قرأ دعبل قصيدته على الرضا عليه السلام وذكر الحجّة عجّل اللَّه فرجه بقوله :

 فلولا الّذي أرجوه في اليوم أو غدٍ

تقطّع نفسي إثرهم حسراتي

 خروج إمام لا محالة خارج

يقوم على اسم اللَّه والبركاتِ

    وضع الرضا عليه السلام يده على رأسه وتواضع قائماً ودعى له بالفرج([35]) .

في «تنزيه الخاطر» : سئل الصادق عليه السلام عن سبب القيام عند ذكر لفظ «القائم» من ألقاب الحجّة صلوات اللَّه عليه ، قال :لأنّ له غيبة طولانيّة ومن شدّة الرأفة إلى أحبّته ينظر إلى كلّ من يذكره بهذا اللقب المشعر بدولته والحسرة بغربته ومن تعظيمه أن يقوم العبد الخاضع لصاحبه عند نظر المولى الجليل إليه بعينه الشريفة فليقم وليطلب من اللَّه جلّ ذكره تعجيل فرجه ([36]).

 

الامام الكاظم والسيدة نجمة ^ فداء الامام المهدي #

 

عليكم بالتوجّه إلى الرواية الواردة عن ثامن الحجج عليهم السلام : لابدّ من فتنة صمّاء صيلم يسقط فيها كلّ بطانة ووليجة وذلك عند فقدان الشيعة الثالث من ولدي ، يبكي عليه أهل السماء وأهل الأرض وكلّ حريّ وحرّان وكلّ حزين ولهفان .

 ثمّ قال عليه السلام : بأبي واُمّي سميّ جدّي صلى الله عليه وآله وسلم وشبيهي وشبيه موسى بن عمران عليه السلام ، عليه جيوب النور ، يتوقّد من شعاع ضياء القدس ([37]).

نقل نحو هذه الرواية عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم .

نجمة او تكتم ÷ روى الشيخ الصدوق(قدس سره) في العيون:

تسمّى باسمها حين ملكها أبو الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) وهي اُمّ ولده الإمام الرضا (عليه السلام)، كانت من أشراف العجم، جارية مولدة، وكانت من أفضل النساء في عقلها ودينها وإعظامها لمولاتها (حميدة المصفّاة) حتى أنها ما جلست بين يديها منذ ملكتها إجلالاً لها.

فقالت لابنها موسى (عليه السلام): يا بني، إنّ تكتم جارية ما رأيت جارية قط أفضل منها، ولست أشك أنّ الله تعالى سيظهر نسلها إن كان لها نسل، وقد وهبتها لك، فاستوص خيراً بها، فلمّا ولدت لـه الرضا (عليه السلام) سمّاها الطاهرة([38]).

   عظمة الامام وغربته

ومن هذه الاحاديث يتبين عظمة الامام وغربته وما يحيط به من البلوى

فعبدالله بن عبد المطلب عليه السلام وامنة بنت وهب عليها السلام  وابوطالب عليه السلام و الامام زين العابدين عليه السلام    وشاه زنان  عليها السلام والامام الباقر عليه السلام و فاطمة أمّ فروة عليها السلام والامام الصادق عليه السلام  والامام الكاظم عليه السلام  والسيدة نجمةعليها السلام  والامام الرضاعليه السلام ...............................

...............................................



[1] / كفاية الأثر : 158.

[2] /. الغيبة النعماني : 229.

[3] / مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ١ - الصفحة ٢٨.

[4] / روضة المتّقين في شرح مَن لا يحضره الفقيه: ج1، ص477 ـ 478.

[5] /شرح دعاء الندبة ميراث محدث اُرموي  ص100.

[6] / المزار - الشهيد الأول - الصفحة ١٧٦.

[7] / الطوسي، محمد بن الحسن، مصباح المتهجد: ص717ـ 723.

[8] / اُنظر: الطوسي، محمد بن الحسن، تهذيب الأحكام: ج6، ص54.

[9] / وقد ذهب السيد السبزواري رحمه الله  في مهذّب الأحكام، إلى أنّ الإمام (عليه السلام)  إنّما يُعلّم أصحابه؛ حيث قال رحمه الله : (وأمّا زيارة الشهداء فلِما ورد في تعليم الصادق (عليه السلام)  كيفيّة زيارة الحسين (عليه السلام)  ليونس بن ظبيان). ج15، ص70.

[10] / الطوسي، محمد بن الحسن، مصباح المتهجد: ص844.

[11] / الصحيفة السجادية، ص140.

[12] / اُنظر: السبحاني، جعفر، عصمة الأنبياء في القرآن: ص219.

[13] / الأزدي، لوط بن يحيى، مقتل أبي مخنف: ص105. البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف: ج3، ص184. الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الطبري: ج4، ص315. المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص90.

[14] / قال تعالى: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) الأحزاب: آية33.

[15] / الصدوق، محمد بن علي، مَن لا يحضره الفقيه: ج1، ص187.

[16] / اُنظر: المجلسي، محمد تقي، روضة المتّقين في شرح مَن لا يحضره الفقيه: ج1، ص477.

[17] / الصافات: آية107.

[18] / الصدوق، محمد بن علي، عيون أخبار الرضا: ج1، ص187. والخصال: ص58.

[19] / قال البحراني في كتابه العوالم تعليقاً على هذا الحديث: (قد أُورد على هذا الخبر إعضال، وهو أنّه إذا كان المراد بالذبح العظيم قتل الحسين (عليه السلام) ، لا يكون المُفدى عنه أجلّ رتبة من المَفدى به، فإنّ أئمتنا صلوات الله عليهم أشرف من أُولي العزم عليهم السلام ، فكيف من غيرهم؟ مع أنّ الظاهر من استعمال لفظ الفداء: التعويض عن الشيء بما دونه في الخِطَر والشرف.

 

وأُجيب بأنّ الحسين (عليه السلام)  لمّا كان من أولاد إسماعيل (عليه السلام) ، فلو كان ذُبح إسماعيل (عليه السلام)  لم يُوجد نبينا وكذا سائر الأئمة  عليهم السلام  وسائر الأنبياء من وُلد إسماعيل، فإذا عُوِّض من ذبح إسماعيل (عليه السلام)  بذبح واحد من أسباطه وأولاده وهو الحسين  (عليه السلام) ؛ فكأنّه عُوِّض عن ذبح الكلّ وعدم وجودهم بالكليّة بذبح واحد من الأجزاء بخصوصه، ولا شكّ في أنّ مرتبة كلّ السلسلة أعظم وأجلّ من مرتبة الجزء بخصوصه.

 

وقِيل: ليس في الخبر أنّه فدى إسماعيل بالحسين (عليه السلام) ، بل فيه أنّه فدى جزع إبراهيم على إسماعيل بجزعه على الحسين (عليه السلام) ، وظاهر أنّ الفداء على هذا ليس على معناه بل المراد التعويض، ولمّا كان أسفه على ما فات منه من ثواب الجزع على ابنه، عوّض‍ه الله بما هو أجلّ وأشرف وأكثر ثواباً وهو الجزع على الحسين (عليه السلام) .

 

والحاصل: إن شهادة الحسين (عليه السلام)  كان أمراً مُقرراً، ولم يكن لرفع قتل إسماعيل حتى يرد الإشكال، وعلى ما ذكرنا فالآية تحتمل وجهين:

 

الأول: أن يُقدّر مضاف، أي: فديناه (بجزع مذبوح عظيم الشأن).

 

والثاني: أن تكون الباء سببية، أي: فديناه بسبب مذبوح عظيم بأن جزع عليه. وعلى التقديرين لا بُدَّ من تقدير مضاف أو تجوّز في الإسناد في قوله: فديناه. والله يعلم). البحراني، عبد الله، العوالم: ص107.

[20] / المازندراني، محمد صالح، شرح أصول الكافي: ج5، ص330.

[21] / ابن طاووس، علي بن موسى، مهج الدعوات ومنهج العبادات: ص6.

[22] / ابن طاووس، علي بن موسى، الملهوف على قتلى الطفوف: ص79.

[23] / كفاية الأثر : 158 ، البحار : 337/36 و 109/51 .

[24] / الغيبة النعماني : 229 .

[25] / الكافي - الشيخ الكليني - ج ١ - الصفحة ٤٤٢.

[26] / مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول  الجزء : 21  صفحة : 61.

[27] / البحار : 36/51 .

[28] / بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٤ - الصفحة ٢٤١.

[29] / الكافي - الشيخ الكليني - ج ١ - الصفحة ٤٦٧.

[30] / الكافي - الشيخ الكليني - ج ١ - الصفحة ٤٧٢.

[31] / الكافي - الشيخ الكليني - ج ٣ - الصفحة ٢١٧.

[32] / بحار الأنوار : 81/86 .

[33] / العلامة المجلسي    الجزء : 1  صفحة : 403

[34] / إلزام الناصب : 271/1 . 

[35] / الغدير : 361/2 . نقل العلّامة المجلسي رحمة اللَّه عليه نحو هذه الرواية في بحار الأنوار : 154/51.

[36] / إلزام الناصب : 271/1 .

[37] / الغيبة للنعماني : 180 ، كمال الدين : 370 ، البحار : 152/51 ، إلزام الناصب : 221/1 .

[38] / عيون أخبار الرضا (ع) - الشيخ الصدوق - ج ٢ - الصفحة ٢٤.

تعليقات