ما هي فلسفة
سكوت الامام علي عليه السلام عن ظلامة الزهراء عليها السلام
الجواب الأول: الوصية
الحسين بن محمد، عن المعلى، عن أحمد بن
محمد، عن الحارث بن جعفر، عن علي بن إسماعيل بن يقطين، عن عيسى بن
المستفاد أبي موسى الضرير قال: حدثني موسى بن جعفر عليه السلام قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام : أليس كان أمير المؤمنين عليه السلامكاتب
الوصية، ورسول الله صلى الله عليه واله المملي
عليه، وجبرئيل والملائكة المقربون شهود؟ قال: فأطرق طويلا، ثم قال: يا أبا الحسن قد
كان ما قلت، ولكن حين نزل برسول الله صلى الله عليه واله الامر نزلت الوصية من عند الله كتابا مسجلا،
نزل به جبرئيل مع أمناء الله تبارك وتعالى من الملائكة،
فقال جبرئيل: يا محمد مر باخراج من عندك إلا وصيك ليقبضها منا، وتشهدنا بدفعك إياها
إليه ضامنا لها، يعني عليا عليه السلام، فأمر النبي صلى الله عليه واله باخراج من كان في البيت ما خلا عليا وفاطمة فيما بين الستر والباب، فقال
جبرئيل عليه السلام: يا محمد ربك يقرئك السلام
ويقول: هذا كتاب ما كنت عهدت إليك، وشرطت عليك، وشهدت به عليك وأشهدت به عليك ملائكتي،
وكفى بي يا محمد شهيدا، قال: فارتعدت مفاصل النبي n وقال:
يا جبرئيل ربي هو السلام، ومنه السلام، وإليه يعود السلام، صدق عز وجل وبر، هات الكتاب،
فدفعه إليه وأمره بدفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلامفقال
له: أقرأه فقرأه حرفا حرفا، فقال: يا علي هذا عهد ربي تبارك وتعالى إلي، وشرطه علي
وأمانته، وقد بلغت ونصحت وأديت، فقال علي عليه السلام: وأنا
أشهد لك بأبي أنت وأمي بالبلاغ والنصيحة والتصديق على ما قلت، ويشهد لك به سمعي وبصري
ولحمي ودمي، فقال جبرئيل عليه السلام: وأنا لكما على ذلك من الشاهدين،
فقال رسول الله صلى الله عليه واله: يا علي
أخذت وصيتي وعرفتها، وضمنت لله ولي الوفاء بما فيها؟
فقال علي عليه السلام: نعم بأبي أنت وأمي على ضمانها،
وعلى الله عوني وتوفيقي على أدائها، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: يا علي إني أريد أن اشهد عليك
بموافاتي بها يوم القيامة فقال علي: نعم أشهد، فقال النبي صلى الله عليه واله: إن جبرئيل وميكائيل فيما بيني وبينك الآن، وهما حاضران معهما الملائكة
المقربون لأشهدهم عليك، فقال: نعم ليشهدوا وأنا بأبي وأمي اشهدهم، فأشهدهم رسول الله صلى الله عليه والهوكان فيما اشترط عليه النبي صلى الله عليه واله بأمر جبرئيل عليه السلام فيما أمره الله عز وجل أن قال له: يا علي تفي بما فيها من موالاة من والى
الله ورسوله، والبراءة والعداوة لمن عادى الله ورسوله، والبراءة منهم على الصبر منك على كظم الغيظ، وعلى
ذهاب حقك، وغصب خمسك، وانتهاك حرمتك، فقال: نعم يا رسول الله، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: والذي
فلق الحبة وبرأ النسمة، لقد سمعت جبرئيل يقول للنبي صلى الله عليه واله: يا محمد
عرفه أنه ينتهك الحرمة وهي حرمة الله، وحرمة رسول الله صلى الله عليه واله وعلى أن تخضب لحيته من رأسه
بدم عبيط قال أمير المؤمنين عليه السلام: فصعقت حين فهمت الكلمة من
الأمين جبرئيل عليه السلامحتى سقطت على وجهي، وقلت: نعم
قبلت ورضيت، وإن انتهكت الحرمة وعطلت السنن، ومزق الكتاب، وهدمت الكعبة، وخضبت لحيتي
من رأسي بدم عبيط صابرا محتسبا أبدا، حتى أقدم عليك، ثم دعا رسول الله صلى الله عليه واله فاطمة والحسن والحسين وأعلمهم
مثل ما أعلم أمير المؤمنين عليه السلام، فقالوا مثل قوله، فختمت الوصية
بخواتيم من ذهب لم تمسه النار، ودفعت إلى أمير المؤمنين عليه السلام. فقلت لأبي الحسن: بأبي أنت وأمي
ألا تذكر ما كان في الوصية؟ فقال: سنن الله وسنن رسوله صلى الله عليه واله،
فقلت: أكان في الوصية توثبهم وخلافهم على أمير المؤمنين عليه السلام؟
فقال: نعم، والله شئ بشئ وحرف بحرف، أما سمعت قول الله عز وجل:إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ [1] والله لقد قال رسول الله صلى الله عليه واله لأمير المؤمنين وفاطمة عليه السلام :
أليس قد فهمتما ما تقدمت به إليكما وقبلتماه؟ فقالا: بلى، وصبرنا على ما ساءنا وغاظنا[2].
الوصية
أمر جدير بأن نلتفت إليه: وهو أن نبي الله هارون عليه السلام قد كان موصىً من قبل نبي الله موسى عليه السلام،
ولم يحرك ساكنا ولم يحمل السيف بالرغم من أن بني إسرائيل عبدوا العجل، فأيهما أعظم
أن تنقلب الأمة، فتشرك وتكفر بالله، أم أن أصبر ولو ظلمت
زوجتي بل وتضرب على ألا يكفر الناس أو يعودوا كفاراً...؟؟
قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا (92) أَلاَّ تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي (93) قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي[3]!
الجواب
الثاني: معصوم حكيم فيجب التسليم
الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه إمامٌ معصوم حكيم ذو علم، فإذا رأى الحكمة والمصلحة في السكوت، فيجب التسليم له بهذا الأمر على أنه هو الحق وهو الأمر الذي يرضي الله عزّ وجل حتى وإن لم يكن موصى، يقول الله عزّ وجل في قصة يعقوب وبعد أن أمرهم أن يدخلوا من عدة أبواب متفرقة، في سورة يوسف عليه السلامالآية 68:وَلَمَّا دَخَلُواْ مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُم مَّا كَانَ يُغْنِي عَنْهُم مِّنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ إِلاَّ حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِّمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ
وأمير المؤمنين
صلوات الله عليه ينطبق عليه هذا أيضاً، وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِّمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ!
الجواب الثالث: واجبه الشرعي
إنّ عدم
دفاع الإمام عن حقّه ليس أمراً مسلّماً، ولم يدلّ عليه دليل.
فقد قام
الإمام عليه السلام بالدفاع عن حرمة بيته عملاً
بواجبه الشرعي، إلاّ أنّ الدفاع في ذلك اليوم لم يتّخذ شكل الحرب وإراقة الدماء لأنّ
مصلحة الإسلام اقتضت ذلك، ولو أنّه شهر السيف ووقف معه بنو هاشم ومجموعة من الصحابة
الذين عقدوا له البيعة يوم غدير خمّ في وجه الخلفاء وأنصارهم لانقسم المسلمون إلى فريقين،
ولانهدّ أصل الإسلام، وقد حدث أن جاء أحد المنافقين في زيّ الُمحبّ المُشفق إلى عليّ عليه السلاموقال له: يا أبا الحسن أبسط يدك حتّى أُبايعك، وقائل هذه الجملة هو أبو
سفيان العدوّ اللّدود للإسلام . إلاّ أنّ أمير المؤمنين كان مطّلعاً على دخيلة أمره،
في أنّه يريد إيقاع أهل بيت النبيّ في حرب داخليّة بالمدينة، ولذلك أجابه عليه السلام بقوله:
«إنّك والله ما أردت بالإسلام إلاّ الفتنة، وإنّك والله طالما بغيت الإسلام، لا حاجة لنا في نصيحتك».
الجواب
الرابع: لم يكن معه من ينصره حقاً
بالنسبة لتعامل أمير المؤمنين عليه السلام مع غاصبي حقوقهم كان عين الحكمة والعقل لأن أمير المؤمنين عليه السلاملم يكن معه من ينصره حقاً ليقاتل بهم مع المحافظة على كيان الاسلام وبيضته
مع إقامة الحجة على الناس عند فعله ذلك فقد طلب الامير عليه السلام أربعين
رجلاً ليقاتل بهم فلم يحضر سوى أربعة منهم.
وقد قال عليه السلام عن ذلك:
«أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لولا حضور الحاضر وقيام الحجة بوجود ناصر وما أخذ
الله على العلماء أن لا يقاروا على كظة ظالم ولا سغب
مظلوم لألقيت حبلها على غاربها ولسقيت آخرها بكأس أولها ولألفيتم دنياكم هذه أزهد عندي
من عفطة عنز»: (نهج البلاغة/ جزء من الخطبة الشقشقية).
وكذلك قول الله
تعالى: (لا اكراه في الدين) جعل أمير المؤمنين عليه السلام ومن قبله رسول ربّ العالمين
لا يحملون الناس على إمامة على بالاكراه والجبر وإنما بينوا هذا الأمر أعظم بيان وأوضحوه
غاية المستطاع ولكن بعض الناس من قريش أبت ذلك وحملت الناس على ما تهوى.
الجواب الخامس: الاقتداء برسول الله صلى الله عليه واله
إقتداء الإمام علي عليه السلام برسول الله صلى الله عليه واله في تركه جهاد المشركين بمكة ثلاثة عشرة سنة بعد النبوة، وبالمدينة تسعة
عشرشهرا، وذلك لقله أعوانه عليهم، وكذلك على عليه السلام ترك مجاهدة
أعدائه لقله أعوانه عليهم، فلما لم تبطل نبوة رسول الله صلى الله عليه واله مع تركه الجهاد ثلاثة عشر سنة وتسعة عشر شهرا، كذلك لم تبطل إمامة على عليه السلام مع تركه الجهاد خمسا وعشرين سنة إذ كانت العلة المانعة لهما من الجهاد واحدة.
الجواب
السادس: الخوف على الإمة من الفتنة الداخلية
الخوف على الإمة من الفتنة الداخلية وشق العصى والدولة الاسلامية حديثة مما يؤدي الى ضعفها وتفككها، بعد ان كان الفرس والروم يتربصون بدولة الاسلام الجديدة والناشئة حديثا، وينتظرون أي فرصة ضعف لينقضوا عليها وإنهائها.
الجواب السابع: لكي يحافظ على الثقلين
- تفضيل المصلحة الاسلامية على المصلحة
الشخصية، فالامام ضحى ببيته وزوجته ونفسه فقط لكي يحافظ على الثقلين (القرآن والإمامة)
مستمرة في الامة، تنفيذا لقول النبي صلى الله عليه واله: (إني
تارك فيكم الثقلين كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء
والأرض وعترتي أهل بيتي ولن يفترقا حتى يردا على الحوض).
الجواب
الثامن: لا يعلم وجهه الا من التارك
هو ان ترك
الدفاع كأي ترك لا يعلم وجهه الا من التارك، وما يذكر مجرد احتمالات مالم يرد بيان
من نفس التارك، ولك ان تقرب هذه الفكرة بالمثال التالي:
لوترك زيد
الذهاب الى مقر العمل هذا اليوم فهل يتمكن أصدقاؤه وزملاؤه معرفة سبب عدم ذهابه للعمل
هل المرض او قرار ترك العمل اوالمزاحمة بأمر أهم بدون ان يخبرهم زيد نفسه؟ بالطبع لا.
الجواب
التاسع: حكمة الابتلاء والامتحان
ترك الدفاع عن الزهراء عل يهانظير ترك الله الدفاع عن أنبياءه ورسله واولياءه
الذين قتلوا وقطعوا وعذب كثير منهم، فهولحكمة قد نعلمها وقد لا نعلمها، وانما نحتملها،
كحكمة الابتلاء والامتحان اوالمزاحمة بأهم.
ألم يترك الله
قابيل يقتل هابيل، بل ترك آلاف الناس يقتلون آلاف الناس مع ان من قتل نفسا بغير نفس
اوفساد في الارض فكانما قتل الناس جميعا؟ الم يترك الله
طاغون اليهود يقضي على نبي الله يحيى عليه السلام وقدم راسه هدية لبغي من بغايا إسرائيل؟
اين الله
عن كل ذلك وعن ابليس الذي يتسبب في وقوعها، هل هوغافل عم يفعل الظالمون، هل يعجزه منع
ذلك؟ هل هوخائف - تعالى الله عن ذلك - ويقعده الجبن عن
ترتب هذه المفاسد؟
وهناك إجابات أخرى لمن أراد الزيادة
.
تعليقات
إرسال تعليق