من كتاب (رسالة الامام علي بن الحسين عليهم السلام الى المنتظرين )
الرسالة الأولى
(والمنتظرين أفضل
من أهل كل زمان)
قال الامام
زين العابدين Aيا ابا خالد إن أهل زمان غيبته والقائلين بإمامته
والمنتظرين لظهوره A أفضل من أهل كل زمان، لان الله تعالى ذكره أعطاهم من العقول
والافهام والمعرفة ما صارت به الغيبة عندهم بمنزلة المشاهدة، وجعلهم في ذلك الزمان
بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول الله nبالسيف، اولئك المخلصون حقا وشيعتنا صدقا والدعاة
إلى دين الله سرا وجهرا، ([1]).
وهنا مسائل
المسألة الاولى: من هم أهل غيبته
المسألة الثانية: ما معنى القول بإمامته
المسألة الثالثة: مراتب الانتظار ومظاهره
المسألة الرابعة: افضلية أهل الغيبة
المسألة الخامسة: مقامات المنتظرين
المسألة السادسة: ثواب المنتظرين
المسألة
الاولى: من هم أهل غيبته
كان للإمام المهدي #غيبتان: صغرى وكبرى، أخبرت
عنهما معاً الكثير من الأحاديث الشريفة المروية عن الرسول الأكرم nوعن الائمة المعصومين من أهل بيته % تبدأ الغيبة الصغرى من حين وفاة أ بيه
الحسن العسكري A سنة (260 هـ) وتولّى المهدي مهام الإمامة الى حين وفاة آخر
السفراء الأربعة الخاصين بالإمام المهدي #وهو الشيخ علي بن محمد السمري في النصف
من شعبان سنة (329 هـ) تزامناً مع ذكرى ولادة الإمام المهدي (A) فتكون مدتها قرابة السبعين عاما ومن ثم بدئت الغيبة الكبرى
وتنتهي بظهوره عجل الله فرجه والذي عاش في هذه الفترة يسمى باهل غيبته .
المسألة
الثانية: ما معنى القول بإمامته
القول هو الاعتقاد بإمامته وانه الثاني عشر من
الائمة عليهم السلام فلا يكفي الاعتقاد ببعضهم دون البعض الاخر كالفرق الضالة
المنحرفة من الزيدية والواقفية اخزاهم الله.
والاعتقاد بالأئمة الاثني عشر يتفرع على الاعتقاد
بالنبوة والاعتقاد بالنبوة يتفرع على الاعتقاد بالتوحيد وهذه من المسلمات.
والاعتقاد بإمامته له مراتب ومنها انه منصوب
من قبل الله مفترض الطاعة وأفضل أهل زمانه.
كما في الكافي عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن
حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن ابن اذينة، عن أبا ن بن أبي عياش، عن
سليم بن قيس قال: سمعت عليا صلوات الله عليه يقول وأتاه رجل فقال له: ما أدنى ما
يكون به العبد مؤمنا وأدنى ما يكون به العبد كافرا وأدنى ما يكون به العبد ضالا؟
فقال له: قد سألت فافهم الجواب: أما أدنى ما يكون به العبد مؤمنا أن يعرفه الله
تبارك وتعالى نفسه فيقر له بالطاعة، ويعرفه نبيه صلى الله عليه وآله فيقر له
بالطاعة، ويعرفه إمامه وحجته في أرضه وشاهده على خلقه فيقر له بالطاعة، قلت له: يا
أمير المؤمنين وإن جهل جميع الاشياء إلا ما وصفت؟ قال: نعم إذا امر أطاع وإذا نهي
انتهى.
وأدنى ما يكون به العبد كافرا من زعم أن شيئا
نهى الله عنه أن الله أمر به ونصبه دينا يتولى عليه ويزعم أنه يعبد الذي أمره به
وإنما يعبد الشيطان.
وأدنى ما يكون به العبد ضالا أن لا يعرف حجة
الله تبارك وتعالى وشاهده على عباده الذي أمر الله عزوجل بطاعته وفرض ولايته، قلت:
يا أمير المؤمنين صفهم لي فقال: الذين قرنهم الله عزوجل بنفسه ونبيه فقال: "
يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي التممنكم " قلت: يا
أمير المؤمنين جعلني الله فداك أوضح لي فقال: الذين قال رسول الله d في آخر خطبته يوم قبضه الله عزوجل إليه: إني قد تركت فيكم أمرين لن
تضلوا بعدي ما إن تمسكتم بهما: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فإن اللطيف الخبير قد
عهد إلي أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض كهاتين وجمع بين مسبحتيه ولا أقول
كهاتين وجمع بين المسبحة والوسطى فتسبق إحداهما الاخرى، فتمسكوا بهما لا تزلوا ولا
تضلوا ولا تقدموهم فتضلوا([2]).
ومنها ان امامته أصل من اصول الدين وقد استدل
عليها بأدلة كثيرة ونحن نشير لبعضها على نحو الاشارة.
الاول: إنّ الإمامة لطف عام، والنبوة لطف خاص
لإمكان خلوّ الزمان عن نبيِّ حيٍّ، بخلاف الإمام، وإنكار اللطف العام شرّ من إنكار
اللطف الخاص، فإذا كانت النبوة التي هي لطف خاص أصلاً من أصول الدين، فكذا الإمامة
تكون أصلاً بلا إشكال.
الثاني: الإمام لا شك أنه حافظ
لكل الدين، ولا بُدّ للحافظ أنْ يكون على منزلةٍ كبيرة لحفظ ما يراد حفظه وإلاّ
يقبح حفظ الداني للعالي، والجاهل للعالم، والسفيه للحليم، فلو لم تكن الإمامة
أصلاً لما وجب على صاحبها حفظ الدين.
ومن الادلة القرآنية على أصل الامامة قوله
تعالى: " وإذ ابتلى إبراهيم ربّه بكلمات فأتمّهنّ قال إنّي جاعلك للناس
إماماً قال ومن ذرّيتي قال لا ينال عهدي الظالمين" ([3]).
روى في الكافي في باب طبقات الأنبياء والرسل
والأئمة عن زيد الشحّام قال: سمعت أبا عبد الله Aيقول:
إنّ الله تعالى اتّخذ إبراهيم عبداً قبل أنْ يتخذه نبياً، وإنّ الله تعالى اتّخذه
نبيّاً قبل أن يتخذه رسولاً، وإنّ الله تعالى اتخذه رسولاً قبل أنْ يتخذه خليلاً،
وإنّ الله تعالى اتّخذه خليلاً قبل أنْ يجعله إماماً، فلما جمع له هذه الأشياء:
" قال إنّي جاعلك للناس إماماً" قال: فمن عظمها في عين إبراهيم: "
قال ومن ذرّيتي قال لا ينال عهدي الظالمين" قال: لا يكون السفيه إمام المتقي ([4]).
فمنزلة الإمامة الممنوحة لإبراهيم عليه
السَّلام بعد اجتيازه لكل الاختبارات، تفوق منزلة النبوة والرسالة، ولو لم تكن أهم
من المنصبين المتقدمين عليها لما كان سبحانه شرّفه بها، إذ لا يُشرّف المرء بالأذون،
فبذا تكون أصلاً عظيماً منحه الله تعالى لعبده الرسول إبراهيم A.
وهكذا تتصاعد المراتب الاعتقادية بالقول بإمامة
الائمة ^ .
والداخل بين المرتبة الدانية والمرتبة العالية
داخل في كلمة الإمام زين العابدين A(والقائلين
بإمامته).
المسألة
الثالثة: مراتب الانتظار ومظاهره
تشهد الفطرة على مستويات الانتظار من حيث
الاخلاص والعلم والحب من جهة ومن اختلاف المنتظر من حيث الاهمية والمنزلة وقد
ذكرنا مجموعة كلمات في كتابنا الانتظار في كلمات العلماء تنفع في المقام انقل
كلمتين ومن اراد التوسعة فليراجع
الاول يقول الشيخ علي عبد الكريم إل محمد
للانتظار مراتب ومظاهر مختلفة وهذه المراتب
والمظاهر المختلفة ناشئة من اختلاف كل من المنتظر والمنتظر فاذا كان المنتظر
إنسانا عاديا لا يتمتع بالوزن الثقيل اجتماعا او علميا او ماليا يختلف انتظاره عمن
كان عالما او وجيها اجتماعيا او ثريا غنيا.
فانتظار العالم يختلف عن انتظار الجاهل
وانتظار العالم يختلف عن انتظار الحاكم او الامير من حيث القوة والمظاهر. انتظار
العالم له مظاهره الدينية وانتظار الامير والمسؤول الحكومي يعني تزيين الطرقات
وتعليق اليافطات الترحيبية..
فكل شخصية يتلون انتظارها بما يتناسب مع
صبغتها وجوهرها ([5]).
ويقول اية الله الشيخ محمد جواد الفاضل
اللنكراني
المنتظر له مراتب مختلفة بمقدار فهمة ودركة
لمفهوم الانتظار وهذه المراتب عبارة عن:
انتظار الرسل والانبياء الالهيين عليهم السلام:
ان جميع الانبياء والرسل الالهيين عليهم السلام قبل بعثة النبي الاكرم وخاتم
الانبياء nكانوا ينتظرون ظهور خاتم الانبياء d وخاتم الاوصياء كما تثمر
رسالتهم وتحقق غاياتهم في جميع ابعادها ومختلف المستويات الفردية والاجتماعية.
انتظار رسول الاسلام المعظم n: النبي الاكرم nينتظر ايضا تحقق الغاية من رسالة الانبياء السابقين %في جميع ابعادها وظهور ثمرة اعمالهم ومساعيهم في اخراج الناس من
الظلمات الى النور.
انتظار الائمة الاطهار عليهم السلام: فهؤلاء
الانوار الالهية ينتظرون ايضا ان تتحقق الغالية من رسالة النبي الاكرم nوالانبياء السابقين عليهم السلام على جميع المستويات والصعد.
انتظار العلماء والفقهاء والمراجع العظام: وهؤلاء
ايضا يعيشون حالة الانتظار وقلوبهم زاخرة بالأمل والتوقع لظهور خاتم الاوصياء صلى
الله عليه واله لكي تتحقق الثمرة والغاية من ارسال الرسل والانبياء الالهيين عليهم
السلام في اجواء المجتمعات البشرية.
انتظار الناس العاديين: فهم ايضا ينتظرون بقية
الله الاعظم #فبظهور الامام المهدي #تتجسد امال الائمة المعصومين عليهم السلام والانبياء
الالهيين عليهم السلام على ارض الواقع العملي ([6]).
اقول بما مر عليك من كلمات الاعلام وبما
يستوحى لك من مجموع أحاديث الانتظار ومسؤوليات الإمام حين الظهور يعلم ان
المنتظرين كثيرون لا تحصيهم هذه الوريقات فكل يطلب القسط والعدل.
والمراد من المنتظرين لظهوره هم الذين عاشوا
فترة الغيبة مع بعض الشروط التي ذكرت في الحديث.
المسألة
الرابعة: افضلية أهل الغيبة
والافضلية المذكورة في الحديث ناظرة إلى عدة
امور
الأمر الاول: إنّ الانتظار أفضل العبادات
فعن d في حديث آخر: "أفضل
العبادة انتظار الفرج"([7]).
الأمر الثاني: إنّ الانتظار أفضل الاعمال
فعن النبيّ d أنّه قال: "أفضل أعمال أمّتي انتظار فرج
الله عز وجل" ([8]).
الأمر الثالث: إنّ الانتظار أفضل الجهاد
فعن النبي
d قال :( أفضل جهاد امتي انتظار الفرج)
([9]).
الأمر الرابع: إنّ الانتظار أحب الاعمال
قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: إنّ أحبّ
الأعمال إلى الله عزّ وجلّ انتظار الفرج.
الأمر الخامس: العبادة في غيبة الإمام
عن هشام بن سالم، عن عمار الساباطي قال: قلت
لابي عبد الله d : العبادة مع الامام منكم المستتر في السر في دولة الباطل أفضل؟ أم
العبادة في ظهور الحق ودولته مع الامام الظاهر منكم؟ فقال: يا عمار الصدقة في السر
والله أفضل من الصدقة في العلانية، وكذلك عبادتكم في السر، مع إمامكم المستتر في
دولة الباطل أفضل، لخوفكم من عدوكم في دولة الباطل وحال الهدنة، ممن يعبد الله في
ظهور الحق مع الامام الظاهر في دولة الحق وليس العبادة مع الخوف في دولة الباطل
مثل العبادة مع الامن في دولة الحق. اعلموا أن من صلى منكم صلاة فريضة وحدانا
مستترا بها من عدوه في وقتها فأتمها كتب الله عزوجل له بها خمسة وعشرين صلاة فريضة
وحدانية، ومن صلى منكم صلاة نافلة في وقتها فأتمها كتب الله عزوجل له بها عشر
صلوات نوافل، ومن عمل منكم حسنة كتب الله له بها عشرين حسنة، ويضاعف الله تعالى
حسنات المؤمن منكم إذا أحسن أعماله، ودان الله بالتقية على دينه، وعلى إمامه وعلى
نفسه، وأمسك من لسانه. أضعافا مضاعفة كثيرة إن الله عزوجل كريم. قال: فقلت: جعلت
فداك قد رغبتني في العمل، وحثثتني عليه، ولكني أحب أن أعلم: كيف صرنا نحن اليوم
أفضل أعمالا من أصحاب الامام منكم الظاهر في دولة الحق ونحن وهم على دين واحد، وهو
دين الله عزوجل؟ فقال: إنكم سبقتموهم إلى الدخول في دين الله وإلى الصلاة والصوم
والحج وإلى كل فقه وخير، وإلى عبادة الله سرا من عدوكم مع الامام المستتر، مطيعون
له، صابرون معه، منتظرون لدولة الحق، خائفون على إمامكم وعلى أنفسكم من الملوك
تنظرون إلى حق إمامكم وحقكم في أيدي الظلمة، قد منعوكم ذلك واضطروكم إلى جذب
الدنيا وطلب المعاش، مع الصبر على دينكم، وعبادتكم وطاعة ربكم، والخوف من عدوكم،
فبذلك ضاعف الله أعمالكم فهنيئا لكم هنيئا.
قال: فقلت: جعلت فداك فما نتمنى إذا أن نكون
من أصحاب القائم عليه السلام في ظهور الحق؟ ونحن اليوم في إمامتك وطاعتك أفضل
أعمالا من [أعمال] أصحاب دولة الحق؟ فقال: سبحان الله أما تحبون أن يظهر الله
عزوجل الحق والعدل في البلاد ويحسن حال عامة الناس، ويجمع الله الكلمة ويؤلف بين
القلوب المختلفة، ولا يعصى الله في أرضه، ويقام حدود الله في خلقه، ويرد الحق إلى
أهله، فيظهروه حتى لا يستخفي بشيء من الحق مخافة أحد من الخلق؟ أما والله يا عمار
لا يموت منكم ميت على الحال التي أنتم عليها إلا كان أفضل عند الله عزوجل من كثير
ممن شهد بدرا واحدا فأبشروا ([10]).
الأمر السادس: طريقة الإيمان
في وصية النبي (d )
لعلي (×)، قال: يا علي! أعجب الناس ايماناً، وأعظمهم يقينا قوم يكونون في آخر الزمان،
لم يلحقوا النبي ( d ) ، وحجب عنهم الحجة ، فآمنوا
بسواد على بياض([11]).
وامور اخرى بالتحليل للأحاديث يستكشف عناصر
التفضيل
ومنها يقول السيد مرتضى المجتهدي السيستاني:
الإنتظار هو من الخصائص المهمّة التي تميّز الرجال الذين يخطون في طريق النجاح
والسّداد، فمن خلال الروايات والأحاديث الواردة على لسان أهل الوحي والرسالة ^ والّتي
تتحدّث عن سمات شخصيّة الرجال العظام في زمن الغيبة، توضح وبشكل لا يقبل الشكّ أنّ
المنتظرين الحقيقين للظهور هم خيرة الناس في كلّ العصور والأزمنة([12]).
ومنها كذلك يقول اية الله الشيخ فاضل الصفار
الحقيقة الاولى: ان انتظار الفرج من الاصول
التي يقوم عليها تدين العبد وهذا التدين هو من صميم دين الائمة الطاهرين عليهم
السلام فهو يقع في مصاف الشهادة لله بالوحدانية وللنبي بالنبوة وللائمة بالولاية
فيكون واجبا وجوبا نفسيا عينيا تعيينيا على جميع العباد.
ويقول دامت بركاته في الحقيقة الرابعة
ان وجوب الانتظار عقلي وشرعي ونفسي عيني
تعييني لا يستثنى منهم أحد وهو واجب على الصغير والكبير والمريض والسليم والمرأة
والرجل كالتوحيد والنبوة والامامة ([13]).
اقول والمتأمل في عبادية الانتظار يجدها
مستبطنة الإيمان بالقدرة الالهية فهي من تمام التوحيد ويجد نفسه مصدقا بأخبار
النبوة التي وعدت بالظهور المبارك ومن جهة ان الانتظار هو باعث على عمل والحيوية
والنشاط المصاحب للأيمان بالغيب وهذا من اعلى مراتب الإيمان.
ومما يلتفت اليه ان الافضلية ناضرة إلى كل فرد
فرد او للمجموع او لمجاميع خاصة في أهل الغيبة فهذا مما يحتاج إلى بحث موسع ومفصل.
وكذلك الافضلية الثابتة لأهل زمان غيبته هل
تعم اصحاب الإمام الحسين Aالتي وردت روايات بهم خاصة تثبت انه لم يسبقهم سابق ولا يلحقهم لاحق.
فهذا محل تأمل.
المسألة
الخامسة: مقامات المنتظرين
(لان الله
تعالى ذكره أعطاهم من العقول والافهام والمعرفة ما صارت به الغيبة عندهم بمنزلة
المشاهدة،)
وههنا مقام
من مقامات المنتظرين يكشف عنه حديث امامنا السجاد ×.
وفيه ان الله
عز وجل اعطاهم من العقول والافهام والمعرفة لما وجد عندهم الاهلية لذلك فهي منح
وهبات الالهية أكرم بها المنتظرين لأمام زمانهم.
فالمعرفة
والعقل والفهم اس اساس المؤمن (فعن زرارة عن أبي جعفر
عليه السلام قال: ذروة الامر وسنامه ومفتاحه وباب الانبياء ورضي الرحمان الطاعة للأمام
بعد معرفته) ([14]).
فالغيبة عندهم
بمنزلة المشاهدة وهي حالة قد تعتري الانسان في وقت من اوقات حياته يتحسس وجود
الامام يراه ويسمعه، ولكن المنتظرين عندهم الامام شاهد ومشهود وشهيد وهذه مرتبة
عالية وصل اليها هؤلاء.
وفي هذه
الفقرة ابحاث متعددة نعرض عنها مخافة الاطالة.
المسألة
السادسة: ثواب المنتظرين
حديث الرسالة
(وجعلهم في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول الله d بالسيف، اولئك المخلصون حقا وشيعتنا صدقا
والدعاة إلى دين الله سرا وجهرا.)
الاول:
عن علاء بن سيابة قال: قال أبو عبد الله × :
من مات منكم على هذا الامر منتظرا له كان كمن كان في فسطاط القائم عليه السلام. ثم
مكث هنيئة ثم قال: (لا بل كمَنْ قارع معه بسيفه)، ثم قال: (لا والله إلا كمَنْ
استشهد مع رسول الله d ([15]) .
الثاني:
عن أبى بصير، عن أبي عبد الله (× ) أنه قال
ذات يوم: " ألا اخبركم بما لا يقبل الله عزوجل من العباد عملا إلا به؟ فقلت:
بلى، فقال: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده [ورسوله] والاقرار بما أمر
الله، والولاية لنا، والبراء ة من أعدائنا - يعني الائمة خاصة - والتسليم لهم،
والورع والاجتهاد والطمأنينة، والانتظار للقائم (A)، ثم
قال: إن لنا دولة يجئ الله بها إذا شاء ثم قال: من سره أن يكون من أصحاب القائم
فلينتظر وليعمل بالورع ومحاسن الاخلاق، وهو منتظر، فإن مات وقام القائم بعده كان
له من الاجر مثل أجر من أدركه، فجدوا وانتظروا هنيئا لكم أيتها العصابة المرحومة
" ([16]).
الثالث:
قال رسول الله d : طوبى لمن أدرك قائم أهل بيتي وهو يأتم به في غيبته قبل قيامه ويتولى
أولياءه ويعادي أعداءه ذاك من رفقائي وذوي مودتي وأكرم امتي علي يوم القيامة ([17]).
الرابع:
عن ابن محبوب، عن عبد الله بن سنان، عن أبي
عبد الله × قال: قال رسول الله d : سيأتي قوم من بعدكم الرجل الواحد منهم له أجر خمسين منكم، قالوا: يا
رسول الله نحن كنا معك ببدر واحد وحنين، و نزل فينا القرآن، فقال: إنكم لو تحملوا
لما حملوا لم تصبروا صبرهم ([18]).
الخامس:
عن الصادق (Aقال:
أقرب ما يكون العباد من الله وأرضى ما يكون عنهم إذا افتقدوا حجة الله فلم يظهر
لهم ولم يعلموا بمكانه وهم في ذلك يعلمون أنه لم تبطل حجة الله ولا ميثاقه، فعندها
فتوقعوا الفرج صباحا ومساء فإن أشد ما يكون غضب الله على أعدائه إذا افتقدوا حجته
فلم يظهر لهم وقد علم أن أولياءه لا يرتابون ولو علم أنهم يرتابون ما غيب عنهم
حجته، طرفة عين، ولا يكون ذلك إلا على رأس أشرار الناس ([19]).
السادس:
عن
الإمام الباقر عليه السلام:(يأتي على الناس زمان يغيب عنهم إمامهم فيا طوبى
للثابتين على أمرنا في ذلك الزمان، إن أدنى ما يكون لهم من الثواب أن يناديهم
الباري جل جلاله: عبادي وإمائي! آمنتم بسري وصدقتم بغيبي، فابشروا بحسن الثواب
مني، فأنتم عبادي وإمائي حقا منكم أتقبل، وعنكم أعفو، ولكم أغفر، وبكم أسقي عبادي
الغيث وأدفع عنهم البلاء ولولاكم لأنزلت عليهم عذابي) ([20]).
والأحاديث كثيرة في هذا الباب فليراجع
المجاميع الحديثية لمن اراد الزيادة.
[1]/ كمال الدين وتمام النعمة، الشيخ الصدوق
ص 320.
[2]/ أصول الكافي ج 2 ص 414.
[4])) صول الكافي، ج 1 ص 133.
[5]/ الإمام المهدي ص 206.
[6]/ بحوث في المهدوية ص .161.
[7]/ كمال الدين وتمام النعمة، ص 287.
[8]/ الوافي، الكاشاني، ج 2، ص 441.
[9]/ بحار الأنوار / ج 74 / ص141.
[10])) الكافي ج 1 ص 334
[11]/ بحار الأنوار، ج 36، ص 387.
[12]/ اسرار النجاح ج2 ص 183
[13]/الحقائق والدقائق في المعارف الالهية ج 2 ص 398.
[15])) بحار الأنوار / جزء 52 /
صفحة [125]
[16]/ الغيبة (النعماني): ص 200.
[17]/ بحار الأنوار / ج 51 / ص72.
[18]/ بحار الأنوار / ج 52 / ص 130.
[19]/ كمال الدين وتمام النعمة: ص 339.
[20]/ كمال الدين وتمام النعمة: ص 330.
تعليقات
إرسال تعليق