القائمة الرئيسية

الصفحات

من كتاب محطات في زيارة الناحية المقدسة ج1

 






المحطة الأولى

وقفات سريعة في أهمية ابحاث زيارة الناحية

 

 

وقفات سريعةفي أهمية ابحاث زيارة الناحية

 

الوقفة الأولى: زيارة الناحية بيانات معرفية

 

تمتعت الزيارة كباقي الزيارت المروية في بيان مقامات للانبياء ^ و النبي واله d  ثم تأتي في بيان مقامات الامام الحسين × الدنيوية (جُعِلَ الشِّفَاءُ فِي تُرْبَتِهِ) و(الْإِجَابَةُ تَحْتَ قُبَّتِهِ) و(الْأَئِمَّةُ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ)والاخروية(، وَأَطَعْتَ اللَّهَ وَمَا عَصَيْتَهُ، وَتَمَسَّكْتَ بِهِ وَبِحَبْلِهِ فَأَرْضَيْتَهُ، وَخَشْيَتَهُ‏ وَرَاقَبْتَهُ وَاسْتَجَبْتَهُ) وبيان الانتساب والارتباط ( ا ابْنِ خَاتَمِ الْأَنْبِيَاءِ) (ابْنِ سَيِّدِ الْأَوْصِيَاءِ،) (ابْنِ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ ) (ابْنِ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى) (ابْنِ جَنَّةِ الْمَأْوَى) ( ابْنِ زَمْزَمَ وَالصَّفَا)وذكرت المقامات بهيئة مصائب وفجائع (عجبت من صبرك الملائكة) وغيرها من أمور.

 

الوقفة الثانية: علاقة الامام الحسين × بالانبياء ^

 

بدئت الزيارة بالسلام على اثنين وعشرين من الأنبياء  ^ وذكرت لهم اوصاف وحوادث مرتبطة بهم وهذه ليست الزيارة الوحيدة التي تذكر العلاقة والارتباط بالانبياء ^ فقد ورد في زيارة الإمام علي أيضًا، وورد في زيارة الإمام الرّضا، وورد ما مضمونه في زيارة الإمامَيْن الكاظمَيْن، والإمامَيْن العسكريَيْن، ولكن تكرّر في زيارة الحسين ، في زيارة وارث، زيارة عيدَيْ الفطر والأضحى، زيارة عرفة، زيارة أول رجب، زيارة ليلة القدر...فما هي العلاقة والارتباط وهل هناك ابعاد واسرار في ذلك

 

الوقفة الثالثة : زيارة الناحية مظهر للمودة

من خصائص زيارة الناحية المقدسة تبين مدى العلاقة بين الموالين وامامهم ومدى عمق المودة من البكاء والحزن والتفدية بالنفس والاهل فتجد في الزيارة عدم التغافل عن جانب مهم وهو المودة وهو من التكاليف الجسيمة التي ذكرها القران الكريم واكدها بلغات متعددة وهي من الاعمال القلبية والبدنية.

 

الوقفة الرابعة: اهم الوثائق الحسينية التاريخية

ان لمعرفة التاريخ و التدبر في أدواره أهمية كبرى و دوراً هاما في اكتشاف الحقائق بهدف الاستفادة من تجارب الماضيين و تحاشي الوقوع فيما وقع فيه الماضون من أخطاء و اشتباهات و عدم تكرارها ، كما و ان معرفة التاريخ تعطينا فرصة اكتشاف إيجابيات الأمم السالفة و العمل بها اختزالا للوقت و الجهد و تجنبا للإسراف في الطاقات و الإمكانيات ، و لذا فإننا نجد القرآن الكريم يَحُثُّ على تحصيل هذه المعرفة حيث يقول :

1. ﴿ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾([1]) .

2. ﴿ ... فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾([2]) .

ثم إن من يُعرض عن تحصيل هذه المعارف سيكون محجوبا عن كثير من الحقائق والوثائق .

 

 

الوقفة الخامسة: زيارة الناحية شرح لزيارة عاشوراء

الذي يلاحظ في متن زيارة عاشوراء ظهور اللعن بصورة واضحة وكثرة متكاثرة بصورمتكررة  وذكر الملعونين باسمائهم وطوائفهم واوصافهم فيتسأل الزائر لماذا هذا التأكيد على هذا بهذا الصور المتنوعة المتكررة ؟

فياتي الجواب في زيارة الناحية المقدسة فيبين فيها عظمة مقام الامام الحسين × وعظمت المصائب التي وقعت عليه وذكر المصائب بالتفصيل عليه وعلى أجزاء بدنه واهل بيته وهذا ما سيتبين في طيات البيانات هذا الكتاب.

 

المحطة الثانية

مصادر زيارة الناحية المقدّسة

 

الوقفة الأولى: مصادر زيارة الناحية المقدّسة

ممّا لا يرقى إليه الشكّ أنّ هذه الزيارة قد صدرت عن الإمام المعصوم عليه السلام؛ ومن أقدم المصادر التي نقلت هذه الزيارة الشريفة: كتاب المزار للشيخ المفيد (ت ٤١٣ هـ)، حيث ذكرها في أعمال يوم عاشوراء. يقول العلاّمة المجلسيّ: قال الشيخ المفيد قدّس الله روحه ما هذا لفظه: زيارة أخرى في يوم عاشوراء برواية أخرى؛ إذا أردتَ زيارته بها في هذا اليوم فقف عليه عليه السلام وقل: السلام على آدم صفوة الله...

ونقل هذه الزيارة بعد الشيخ المفيد: تلميذُه السيّد المرتضى علم هدى (ت ٤٣٦ هـ) حسب ما جاء في كتاب مصباح الزائر؛ نقل ذلك السيّد الأمين في كتابه أعيان الشيعة.

قال السيّد ابن طاووس في مصباح الزائر: «زيارة ثانية بألفاظ شافية يُزار بها الحسين صلوات الله عليه، زار بها المرتضى علمُ الهدى رضوان الله عليه. قال: فإذا أردت الخروج فقل: اللهمّ إليك توجّهتُ... ثمّ تدخل القبّة الشريفة وتقف على القبر الشريف وقُل: السلام على آدم صفوة الله...».

وقد أشار الشيخ المجلسيّ في كتابه إلى هذه الزيارة المنقولة عن السيّد المرتضى.

وتبع السيّدَ المرتضى ابنُ المشهدي: أبو عبدالله محمد بن جعفر بن علي المشهديّ (كان حيّاً سنة ٥٩٥ هـ) وهو تلميذ شاذان بن جبرئيل القمّي وعبدالله بن جعفر الدُّوريستي، وورّام بن أبي فراس؛ وهو أستاذ ابن نما الحلّي وفخار بن معدّ الموسوي.

كتب ابن المشهدي في كتابه (المزار الكبير) يقول في شأن زيارة الناحية: «زيارة أخرى في يوم عاشوراء لأبي عبدالله الحسين عليه السلام ممّا خرج من الناحية إلى أحد الأبواب. قال: تقف عليه وتقول: السلام على آدم صفوة الله...

وبعد ابن المشهدي جاء العالم الشيعيّ الكبير السيّد ابن طاووس: رضيّ الدين عليّ بن موسى بن طاووس الحسني البغداديّ (ت ٦٦٤ هـ)، فنقل هذه الزيارة في «مصباح الزائر».

ومن هذين الكتابين الأخيرين نقل متأخّرو علماء الشيعة في مؤلّفاتهم في الحديث والمزار، وألّفوا في شرح الزيارة الشروح المتعدّدة. ومن هؤلاء المتأخّرين:

١ ـ العلاّمة المجلسيّ في بحار الأنوار وتحفة الزائر، الزيارة الرابعة للإمام الحسين عليه السلام.

٢ ـ المحدّث النوري في مستدرك الوسائل.

٣ ـ الشيخ إبراهيم بن محسن الكاشانيّ في الصحيفة المهديّة.

٤ ـ الشيخ عباس القمّي في نَفَس المهموم.

٥ ـ المرجع السيّد محمد هادي الميلاني في « قادتنا كيف نعرفهم ».

٦ ـ كتاب جامع أحاديث الشيعة المؤلَّف بإشراف من المرجع السيّد حسين البروجردي.

وسوى ذلك من كتب الزيارات والأدعية.

فزيارة الناحية ـ إذاً ـ لها سابقة تاريخيّة عريقة تمتدّ جذورها إلى أكثر من ألف سنة.

 

الوقفة الثانية: أسانيد زيارة الناحية

زيارة الناحية لها أسانيد محكمة تتّصل إلى الشيخ المفيد، والسيّد المرتضى وابن المشهدي. ويحتمل أنّها رُويت مُسندةً في كتاب مزار الشيخ المفيد ومصباح السيّد المرتضى، لكنّ فُقدان هذين الكتابين من جهة، وحذف أسانيد الزيارات في كتاب مزار ابن المشهدي رعايةً للاختصار من جهة ثانية، ساهما في فقدان سند زيارة الناحية.مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عليه السلام

ونلاحظ أنّ ابن المشهدي يصرّح في بداية كتابه بأنّ هذه الزيارة قد بلغته بسند متّصل. يقول: «فإنّي قد جمعتُ في كتابي هذا من فنون الزيارات... ممّا اتّصلت به من ثقات الرواة إلى السادات». ثمّ إنّ ابن المشهدي عمد ـ رعايةً للاختصار، واطمئناناً منه بصدور الزيارات عن المعصوم ـ إلى حذف أسانيد الزيارات التي نقلها في كتابه.

يقول العلاّمة المجلسيّ بعد نقل عبارة ابن المشهدي المذكورة: «فظهر أنّ هذه الزيارة منقولة مرويّة».

أمّا نسخة كتاب المزار الموجودة في مكتبة السيّد المرعشيّ فقد وردت فيها عبارة: «وهي مرويّة بأسانيد مختلفة». وتكرّرت هذه العبارة في المستدرك للمحدّث النوري بلفظ «وهي مروية بأسانيد». ضاف إلى ذلك أنّ المجلسيّ نقل عن الشيخ المفيد في كتابه المزار أنّه وصف هذه الزيارة بقوله «زيارة أخرى في يوم عاشوراء برواية أخرى ». وبهذا أضحى من المسلّم أنّ لهذه الزيارة أسانيد عالية ومتينة، بَيْد أنّ الشيخ المفيد والسيّد المرتضى لم يذكرا أسانيدها في كتبهما، وتبيّن أنّ السيّد المرتضى كان يقدّم هذه الزيارة على الزيارات الأخرى ـ كزيارة عاشوراء التي لها أسانيد محكمة ومتعدّدة ـ فيزور بها ويداوم على قراءتها.

الزيارة الثانية للناحية المقدّسة (الزيارة الرّجَبيّة)

الزيارة الثانية المنسوبة إلى الناحية المقدّسة هي الزيارة الرجبيّة التي رواها السيّد ابن طاووس في (إقبال الأعمال) بإسناده ضمن أعمال يوم عاشوراء، ومطلعها: «السّلام على أوّلِ قتيل، مِن نَسلِ خيرِ سَليل»، وتشتمل على ذكر أسماء شهداء الطفّ.

وهذه الرواية مرويّةٌ أيضاً عن الشيخ المفيد في المزار، وعن ابن المشهدي في المزار الكبير.

وقد تكرر ذكر هذه الزيارة ـ حسب نقل الشيخ المفيد والسيّد ابن طاووس ـ في أعمال أوّل شهر رجب وليلة النصف من شعبان، واشتملت على بعض الإضافات، كزيارة الإمام الحسين عليه السلام، وزيارة علي الأكبر عليه السلام، وباقي الشهداء ـ دون التعرّض لأسمائهم ـ وتُعرف هذه الزيارة بالزيارة الرجبيّة.

يقول السيّد ابن طاووس في خاتمة هذه الزيارة: «وقد تقدّم عدد الشهداء في زيارة عاشوراء برواية تخالف ما سطرناه في هذا المكان، ويختلف في أسمائهم أيضاً، وفي الزيادة والنقصان. وينبغي أن تعرف ـ أيّدك الله بتقواه ـ أنّنا اتّبعنا في ذلك ما رأيناه أو رويناه، ونقلنا في كلّ موضع كما وجدناه ».

 


الوقفة الثالثة: فليس هناك ما يقدح بدلالة تلك الزيارة

قد ذكر زيارة الناحية الشيخ محمّد بن المشهديّ ، ونسبها إلى الناحية المقدّسة (عليه السلام) عن طريق أحد الأبواب ([3]) ، ولهذا وبملاحظة عدم وجود سند واضح يعتمد عليه ، لا يمكن البتّ القاطع بصحّتها ، ولكن لا يضرّ هذا في صحّة العمل بها ، وهي ـ أي الزيارة ـ من الأُمور المستحبّة ، كما وقد عمل بزيارة الناحية مجموعة كبيرة من العلماء والصلحاء .

أمّا ما يرد عن بعض العلماء من نفي بعض الأُمور ، فهو نفي للأُمور المحرّمة ، التي تحتملها مضامين تلك الفقرات ، ولكن إذا أمكن تأويل المراد من تلك الفقرات ـ وهو ممكن ـ بما يصحّح تلك الأفعال ، فليس هناك ما يقدح بدلالة تلك الزيارة ([4]).

 

 

المحطة الثالثة

كلمات العلماء في زيارة الناحية

 


الوقفةالأولى : في بيان معنى الناحية المقدسة

 

الناحية المقدّسة اصطلاح استعمله الإماميّة من النصف الأوّل من القرن الثالث الهجري للتعبير عن الإمام الهادي والإمام العسكري والإمام المهدي عليهم السلام حينما كانوا يروون عنهم أو يتكلّمون حولهم بدلاً من التصريح بأسمائهم الشريفة ؛ وذلك بسبب الأوضاع السياسيّة والاجتماعيّة الصعبة آنذاك ، وثمّ استُعمل في التعبير عن الإمام المهدي عليه السلام في عصر الغيبة الصغرى ([5]).

الوقفة الثانية: الميلاني (وصفاً دقيقاً)

السيّد محمّد هادي الميلاني «ونجد في زيارة الإمام المهدي صلوات الله وسلامه عليه وصفاً دقيقاً لما جرى على جدّه الحسين (× )»([6]).

انه السيّد محمّد هادي ابن السيّد جعفر ابن السيّد أحمد الحسيني الميلاني.

من اساتذته 1ـ الشيخ الكُمباني، 2ـ الميرزا النائيني، 3ـ شيخ الشريعة الإصفهاني، 4ـ السيّد أبو الحسن الإصفهاني، 5ـ الشيخ ضياء الدين العراقي.

وقد قال فيه الشيخ الكُمباني: «كان السيّد الميلاني من أدقّ تلامذتي»، ولهذا دعاه السيّد حسين الطباطبائي القمّي للمجيء إلى الحوزة العلمية في كربلاء لتقوية أركانها، فأجاب الدعوة، ورحل إليها وأقام فيها بضع سنين.

من مؤلّفاته1ـ محاضرات في فقه الإمامية (6 مجلّدات)، 2ـ قادتنا كيف نعرفهم (5 مجلّدات)، 3ـ تفسير سورتي الجمعة والتغابن، 4ـ حاشية على العروة الوثقى، 5ـ منهاج الأحكام، 5ـ مناسك الحج، 7ـ أحكام خصم الكمپيالات، 8ـ توضيح المسائل، 9ـ نخبة المسائل، 10ـ رسالة في منجّزات المريض.

وبعد هذه الوجيزة نجد هذا العالم الكبير يصرح بانها زيارة الامام المهدي # ومن ثم عبارته ان الزيارة وصف دقيق لما جرى للامام الحسين × وهذا إقرار منه انها ثابته عن الامام # وانها كنز معرفي.

الوقفة الثالثة: صورة يتألّم لها الإمام صاحب الزمان #

الشيخ جوادي الاملي : تُطلق كلمة الفرس على الحصان لما يتميّز به من فراسة وذكاء، وكان فرس الإمام× مدرّباً، ولذا لم يشرب الماء، ورجع عطشاناً عند ما رأى سيّد الشهداء× دخل إلى المشرعة ولم يشرب الماء كما لم يكن يطيق سقوط الإمام× من على ظهره إلى الأرض؛ لذا مدّ يديه وأثنى رجلين، وقرَّب بطنه إلى الأرض، وأنزل جسم الإمام× إلى الأرض بهدوء، وعندئذ رجع الجواد إلى المخيّم في صورة يتألّم لها الإمام صاحب الزمان#، واصفاً تلك اللحظات الأخيرة المؤذنة بهجوم الأعداء على حرم الإمام الحسين×، واستباحته وسبي نسائه، قائلاً: «ولأبكينّ عليك بدل الدموع دماً» ، وبكاؤه× بدل الدموع دماً لرجوع الجواد بلا صاحبه([7]).

وفي موضع اخر يقول الشيخ الاملي ونحن نقول في الزيارات: «السلام عليك يا بن رسول الله ... ، يا بن فاطمة الزهراء» أمّا الإمام صاحب الزمان# فإنّه يسلّم على جميع أعضاء أبي عبد الله الحسين×، حيث يقول: «السلام على الشيب الخضيب، السلام على الخدّ التريب ... »([8]).

 

الوقفة الرابعة: يبكي دماً بدلاً من الدّمع لكثرة الأنين والحزن

الشيخ حمود جميل العاملي "فلئن أخّرتني الدّهور، وعاقني عن نصرك المقدور، ولم أكن لمَن حاربكَ محارباً، ولمَن نصَبَ لكَ العداوة مناصِباً، فلأندبنّك صباحاً ومساءً ولأبكينّ لكَ [عليكَ] بدل الدّموع دماً حسرةً عليك وتأسفاً على ما دهاك وتلهفاً حتى أموت بلوعة المصاب وغصّة الإكتئاب".

فإذا جاز للإمام المهديّ (عليه السلام) أنْ يبكي دماً بدلاً من الدّمع لكثرة الأنين والحزن وفيه من الضرر ما لا يخفى على عاقل حيث يؤدّي البكاء الكثير لا سيّما إذا كان دماً يُسبِّب تضرّر العين مما يؤدّي إلى عدم الرّؤية، فإذا جاز ذلك لمولانا الحجّة (عليه السلام) فلِمَ لا يجوز لشيعته ذلك أو أدنى منه وهو التطبير على الرأس الّذي لا يؤدّي إلى ضرر كما يحصل في العينين؟([9])

ويقول الشيخ العاملي في كتاب اخر: يتضح مما سبق أن سلام المعصوم × على الأجسام المقطعة كالشفاه والشيب والخد والودج والرؤوس، يدل على أن انها لها إدراكا وشعورا من خلاله تدرك وتشعر وتفهم سلام الإمام الحجة #  ، وإلا لا يعقل أن يسلم الإمام المعصوم على أمور لا تدرك سلامه × بخلاف سلامنا على الجدار فإنه لا معنى له لأننا لا ندرك حقيقة الجدار، أما الإمام ×  فإنه يدرك حقائق الموجودات لا سيما المتعلقة يجد الإمام الحسين وأصحابه الذين استشهدوا معه ^ ، فإن في أجسادهم المقطعة خصوصية لا توجد عند غيرهم، ولولا تلك الخصوصية لما كان ثمة مبرر من السلام والصلوات عليها، ويشهد لهذه الحقيقة الآيات والأخبار([10]).

 

الوقفة الخامسة: أنّ قرائتها لا تختصّ بيوم عاشوراء

قال آيةاللَّه السيّد أحمد المستنبط: لاتدلّ رواية زيارة الناحية المقدّسة على أنّ قرائتها تختصّ بيوم عاشوراء([11]).

السيد احمد المستنبط من كبار الفقهاء مؤلف كتاب القطرة من بحار مناقب النبي والعترة.

للسيد في الدعاء والزيارة كتابان / الزيارة والبشارة/و/ضياء الصالحين ([12]) وقد ذكر زيارة الناحية المقدسة وفي كتاب الزيارة والبشارة صرح بامر وهو ان وقت الزيارة غير مختص بيوم عاشوراء وحسب متابعتي لم اجد من صرح بذلك فلعل السيد وقف على رواية او استفاد من العموم او غير ذلك

 

المحطة الرابعة

أهمية زيارة الناحية المقدسة


الوقفة الأولى: بيان حال الامام #

 أن لكل أناس إمام (يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ)([13]) ولكل قوم هاد(إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ  وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ)([14]).يعيشون معه يتفقدهم ويتفقدونه ويعرف حالهم ويعرفون حاله كيف يعيش وكيف يقضي ليله ونهاره وشاء وضع الامام أن يكون غائبا لاتعرف خصوصيات حياته اليوميه فجائت زيارة الناحية لتكشف اهم جوانب حياته: فَلَأَنْدُبَنَّكَ صَبَاحاً وَمَسَاءً، وَلَأَبْكِيَنَّ عَلَيْكَ بَدَلَ‏ الدُّمُوعِ‏ دَماً، حَسْرَةً عَلَيْكَ وَتَأَسُّفاً عَلَى مَا دَهَاكَ وَتَلَهُّفاً، حَتَّى أَمُوتَ بِلَوْعَةِ‏ الْمُصَابِ وَغُصَّةِ الِاكْتِيَابِ.

 

 

الوقفة الثانية: بيان عظمة المصيبة

 متن  زيارة الناحية المقدسة تذكر تفاصيل المصيبة وعظمتها وصداها السماي والجناني بصورة واضحة (السَّلَامُ عَلَى الْأَعْضَاءِ الْمُقَطَّعَاتِ، السَّلَامُ عَلَى الرُّءُوسِ الْمُشَالاتِ،)( وَأَحْدَقُوا بِكَ مِنْ كُلِّ الْجِهَاتِ، وَأَثْخَنُوكَ بِالْجِرَاحِ، وَحَالُوا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الرَّوَاحِ،)( فَانْزَعَجَ الرَّسُولُ وَبَكَى قَلْبُهُ الْمَهُولُ)( وَأُقِيمَتْ لَكَ الْمَآتِمُ فِي أَعْلَى عِلِّيِّينَ، وَلَطَمَتْ عَلَيْكَ الْحُورُ الْعِينُ، وَبَكَتِ السَّمَاءُ وَسُكَّانُهَا، وَالْجِنَانُ وَخُزَّانُهَا).

الوقفة الثالثة: لتأجيج البرائة والولاية

 

ذكر المقامات والمصائب لها الدور الأكبر في تأجيج الولاية والبراءة فحينما تسمع بالمقامات وتعتقد بها فتنشد بجوانحك وجوارحك نحو مقام الولاية فتتأجج الولاية في قلبك.

وكذلك حينما تسمع المصائب وتطالع أفعال أعداء الله وبشاعة أعمالهم تزداد براءة  ورفض.



[1] / سورة يوسف  ، الآية : 111 .

[2] / سورة الأعراف  الآية : 176.

[3] / المزار الكبير : 496 .

[4] / موسوعة الأسـئلة العقائدية جلد : 3  صفحه : 545.

[5] / الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم ج : 1  ص : 1437.

[6] /قادتنا كيف نعرفهم ج 3ص: 642.

[7] /كوثر كربلاء ص 308.

[8] /كوثر كربلاءص 309.

[9] /رد الهجوم عن الشعائر الحسينية.

[10] /نفحات الابرار في شرح زيارة عاشوراء ج 1ص117.

[11] / الزيارة والبشارة: 488/ 2.

[12] /كتاب ضياء الصالحين مع انه كتب علىه للحاج محمد صالح الجوهرجي رحمة الله عليه الاانه هو للسيد احمد المستنبط ولهذا الامر حكاية ينقلها العلماء الثقات كيف كتب السيد ضياء الصالحين واعطاه للحاج الجوهرجي وان يكتب عليه اسمه.

[13] / سورة الإسراء 17.

[14] / سورة الرعد 7.


أنت الان في اول موضوع

تعليقات