حبيب بن مظاهر الأسدي معلم الحب الحسيني
ذکر السيد الزنجاني في (وسيله الدارين في أنصار الحسين) کتاباً من الحسين عليه السلام أرسله إلي حبيب بن مُظهِّر الأسدي (رض)، وهذا نصّه: «مِن الحسين ابن علي إلي الرجل الفقيه حبيب بن مظاهر، أمّا بعد يا حبيب، فأنت تعلم قرابتنا من رسول الله، وأنت أعرف بنا من غيرک، وأنت ذو شيمه وغيره، فلا تبخل علينا بنفسک، يجازيک جدّي رسول الله يوم القيامه» بلاغة الإمام الحسين، ج 3، ص 226.
- قال الشيخ علي النمازي: «حبيب بن مظاهر الأسدي، من خواص أمير المؤمنين والحسن والحسين، عَلِمَ المنايا والبلايا، وهو قرين ميثم ورشيد، في غايه الجلاله والنباله» (مستدرک سفينه البحار: ج 2، ص 170.).
حبيب رمز الحب
من يتعلّق بحبيب، يتربّى على الحبّ الحقيقي للإمام.
لماذا حبيب هو مثال الحبّ الحقيقي للإمام؟
لأن حبيبًا لم يكن مجرد "مُحب"، بل:كان من شيعة أمير المؤمنين عليه السلام الخُلّص.
وبلغ في كِبَر سنّه ومع ذلك لبّى نداء الحسين عليه السلام
ولم يكن محتاجًا إلى مكسب دنيوي، بل لبّى لأن الحسين هو الحسين عليه السلام .
بل سبق نداء الحسين عليه السلام بالشوق والتهيّؤ والانتظار!
في الكوفة، انتظر الفرصة أن يُطلب إليه الالتحاق بالإمام.
ولما وصل رسول الحسين (عليه السلام) إليه، تغيّر وجهه من الفرح، ولم يتأخر لحظة.
ترك زوجته، بيته، مقامه، سِنّه، راحته... كل شيء من أجل أن يكون مع الحسين عليه السلام ليلة عاشوراء.
لم يكن حبيب طالب جنة، بل كان طالب وجه الحسين عليه السلام ، وهذا هو الحبّ الصادق.
"التعلّق بحبيب"؟ليس فقط البكاء عليه أو ذكر اسمه في المجالس،
بل أن نتّخذه معلّمًا في كيفية الحبّ للإمام.
اولا أن نشتاق إلى نصرة الإمام كما اشتاق هو لم ينتظر أحدًا يحرّكه، بل تحرك من الداخل.
ثانيا: أن نُعطي للإمام كل شيء دون شروط
حبيب لم يقل: سأنصره إذا ضمن لي النجاة، أو إذا كان النصر محسومًا الحبّ الصادق هو أن تُلقي بنفسك في الطريق حتى لو بدا خاسرًا في الظاهر.
ثالثا: أن تكون ليلة عاشوراء هي حلمك الأعلى كان من أحب الليالي عند حبيب هي ليلة المواجهة مع الحسين عليه السلام .
من ثمار التعلّق بحبيب رضوان الله عليه :
يطهُر قلبك من حبّ الدنيا المزيّف، لأن حبّ الإمام يطرد كل محبة دونه.
يُربّيك على الانجذاب إلى وجه الإمام لا إلى عطاياه.
يُعلمك أن السرّ في القرب من الحسين هو الحب، لا النسب، لا المال، لا التاريخ.
تعليقات
إرسال تعليق