القائمة الرئيسية

الصفحات

من كتاب شرح زيارت ايام الاسبوع

 








هذا يوم الجمعة

 وهو يومك المتوقع فيه ظهورك

شرح زيارة صاحب الزمان عجل الله فرجه يوم الجمعة

 

عباس عزيز الحلفي

 

 

 

متن الزيارة

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ في اَرْضِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عَيْنَ اللهِ في خَلْقِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ اللهِ الَّذي يَهْتَدي بِهِ الْمُهْتَدُونَ وَيُفَرَّجُ بِهِ عَنِ الْمُؤْمِنينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الْمُهَذَّبُ الْخائِفُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الْوَلِيُّ النّاصِحُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا سَفينَةَ النَّجاةِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عَيْنَ الْحَياةِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْكَ وَعَلى آلِ بَيْتِكَ الطَّيِّبينَ الطّاهِرينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ عَجَّلَ اللهُ لَكَ ما وَعَدَكَ مِنَ النَّصْرِ وَظُهُورِ الاَْمْرِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ، اَنَا مَوْلاكَ عارِفٌ بِاُولاكَ وَاُخْراكَ اَتَقَرَّبُ اِلَى اللهِ تَعالى بِكَ وَبِآلِ بَيْتِكَ، وَاَنْتَظِرُ ظُهُورَكَ وَظُهُورَ الْحَقِّ عَلى يَدَيْكَ وَأَسْأَلُ اللهَ اَنْ يُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاَنْ يَجْعَلَنى مِنَ الْمُنْتَظِرينَ لَكَ وَالتّابِعينَ وَالنّاصِرينَ لَكَ عَلى اَعْدائِكَ وَالْمُسْتَشْهَدينَ بَيْنَ يَدَيْكَ في جُمْلَةِ اَوْلِيائِكَ، يا مَوْلايَ يا صاحِبَ الزَّمانِ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْكَ وَعَلى آلِ بَيْتِكَ هذا يَوْمُ الْجُمُعَةِ وَهُوَ يَوْمُكَ الْمُتَوَقَّعُ فيهِ ظُهُورُكَ وَالْفَرَجُ فيهِ لِلْمُؤْمِنينَ عَلى يَدَيْكَ وَقَتْلُ الْكافِرينَ بِسَيْفِكَ وَاَنَا يا مَوْلايَ فيهِ ضَيْفُكَ وَجارُكَ وَاَنْتَ يا مَوْلايَ كَريمٌ مِنْ اَوْلادِ الْكِرامِ وَمَأْمُورٌ بِالضِّيافَةِ وَالاِْجارَةِ فَاَضِفْني وَاَجِرْني صَلَواتُ اللهِ عَلَيْكَ وَعَلى اَهْلِ بَيْتِكَ الطّاهِرينَ .


شعاع من نور يوم الجمعة

ورد في الجمعة (خير يوم طلعت عليه الشمس) (سيد الأيام وأعظمها عند الله:)(الخير والشر يضاعف في يوم الجمعة) (فضّل الله يوم الجمعة على غيرها من الأيام،) (إن للجمعة حقاً وحرمة).

يوم كوني مميز، وزماني سيّد، وعبادي مضاعف الأثر، مختار إلهياً، وله حق وحرمة

قراءة أولية

المكانة الكونية:

تعبير "خير يوم طلعت عليه الشمس" يكشف عن أن الجمعة ليس مجرد تقويم زمني، بل هو يوم له امتياز كوني ينسجم مع حركة الوجود، وكأن الزمن فيه يأخذ إشراقاً خاصا

السيادة الزمنية:

حين يصفه النص بـ "سيد الأيام وأعظمها عند الله" فذلك يشير إلى أنّ الأيام ليست سواء في الميزان الإلهي، بل بعضها يتفاضل على بعض. والجمعة يوم سيادة روحية وزمانية تجعله معياراً لبقية الأيام.

مضاعفة الأثر:

القول "الخير والشر يضاعف في يوم الجمعة" يكشف عن حساسية هذا اليوم من جهة العمل، فهو يوم يشتد فيه أثر السلوك البشري؛ فيكون محفزاً لمضاعفة الطاعة، ومحذّراً من خطورة المعصية.

الاصطفاء الإلهي:

النص "فضّل الله يوم الجمعة على غيرها من الأيام" يضع الجمعة في موضع الاصطفاء، أي أنه مختار بامتياز من بين بقية الأيام، فيرتبط بالفيض الإلهي والرحمة الخاصة.

الحق والحرمة:

التنبيه إلى أن "للجمعة حقاً وحرمة" يبين أن لهذا اليوم أحكاماً عملية ومقامات معنوية ينبغي للمؤمن أن يلتزم بها، فلا يُتعامل معه كبقية الأيام، بل هو أمانة تستوجب صونها.

يَوْمُ الْجُمُعَةِ وَهُوَ يَوْمُكَ

(هذا يَوْمُ الْجُمُعَةِ وَهُوَ يَوْمُكَ الْمُتَوَقَّعُ فيهِ ظُهُورُكَ وَالْفَرَجُ فيهِ لِلْمُؤْمِنينَ عَلى يَدَيْكَ وَقَتْلُ الْكافِرينَ بِسَيْفِكَ)

البُعد المهدوي للزمن:

الزيارة تكشف أن يوم الجمعة ليس فقط يوماً مفضَّلاً كعبادة، بل هو يوم مرتبط بالوعد الإلهي المهدوي، أي أنه زمن مشروط بظهور الإمام الحجة عجل الله فرجه، فتتحول قدسيته من فضيلة أسبوعية إلى محطة انتظار كبرى.

انتظار الفرج وتجدد الأمل:

بقولها "وهو يومك المتوقع فيه ظهورك" تضع الزيارة المؤمن في حال يقظة وجدانية وروحية، حيث يتجدد الانتظار أسبوعياً، فلا يتحول إلى عادة بل إلى تجديد عهد بالرجاء الإلهي.

 

تحقق العدالة الإلهية:

الزيارة تربط يوم الجمعة بـ الفرج للمؤمنين وقتل الكافرين، فيبرز بعدان متلازمان: رحمة للمؤمنين بعد طول ابتلاء، وتجلي العدل الإلهي بالقضاء على الظلم. فهو يوم انتصار النور على الظلمة.

اقول هذه قراءة أولية تشويقية، ستأتي تفاصيلها وبسط معانيها في طيات هذا الكتاب إن شاء الله.


تعليقات