مقام الايمان
في سره حقيقة الايمان * سر تعالى شأنه عن شان
ايمانه المكنون سام اسمه * الا المطهرون لا يمسه([1]).
ايمانه في الكتاب الكريم
(وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ
الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْماعِيلُ رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ
أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ رَبَّنا وَاجْعَلْنا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ
ذُرِّيَّتِنا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ) ([2]).
من الحجج القاطعة على إيمان آباء
النبيّ وأبي طالب قوله هذه: الآية، فغير جائز أن تنقطع هذه الآية المسلمة إبراهيم
وإسماعيل إلى يوم القيامة، فمن زعم بعد تلاوة هذه الآية من كتاب الله تعالى أنّ
النبيّ d ولد من كفّار فقد زعم أنّ الأمّة المسلمة من ذرّيّة إسماعيل قد
انقطعت في وقت من الأوقات فقد زعم أنّ دعوة إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام لم
تستجب، ومن قال بذلك فما آمن بالله ولا برسوله ولا عرف حقّ أنبيائه ولا منازل حجج هوكفى
بهذا ضلالا لمن اعتقده؛ فهذا جميعه دليل على إيمان عبد الله وعبد المطّلب وأبي
طالب وآمنة بنت وهب وإنّما كان أهل الفساد والعدول عن الرشاد يقطعون على أبي طالب
بالكفر ويرمونه بالشرك تحاملا على ولده على أمير المؤمنين ×
والله متمّ نوره
ولو كره المشركون.
وهذه فيها ددلالة واظحة في ان آباء
النبي والولي كانوا مسلمين كإبراهيم (×)
* إنّ المسلمين ثلاثة أنواع: حقيقي،
وتحقيقي، وتقليدي.
1 ـ فأمّا الحقيقي:فهم المسلمون
الذين جعلهم الله مسلمين له، داعين إلى الإسلام، فهم المسلمون حقيقيّاً.
2 ـ وأمّا التحقيقي:فهم المسلمون
الذين جعلهم مدعوّين إلى الإسلام، فلمّا قبلوا دعوة الإسلام تحقيقاً فصاروا مسلمين
له تحقيقيّاً.
3 ـ وأمّا التقليدي: فهم المسلمون
الذين جعلهم الله مدعوّين إلى الإسلام فصاروا مسلمين؛ اتّباعاً وتقليداً لآبائهم
المسلمين، فهم المسلمون تقليديّاً.
وإنّ الله لم يجعل مسلمين له داعين
إلى الإسلام إلاّ الأنبياء والمرسلين، فالمسلم الحقيقي نبي، والنبي مسلم حقيقي.
وإنّ إبراهيم وإسماعيل كانا قبل
دعائهما هذا نبيَّيْن، يعني مسلمَين لله، داعين إلى الإسلام، فظهر أنّهما أراد من
دعائهما هذا:
ـ أنْ يثبّتهما الله على نبوّتهما
مدّة عمرهما.
ـ وأراد أنْ يجعل الله من
ذرِّيَّتهما جماعة المسلمين له داعين إلى الإسلام، يعني جماعة النبيّين.
كما قال صاحب آلاء الرحمان (ره):(والإسلام
الحقيقي: هو الإذعان في النفس المساوق للإيمان وهو المراد هنا، أي اجعلنا مسلمَين
لك مدّة عمرنا بمعنى ثبِّتنا بهدايتك وتوفيقك على الإسلام كما هديتنا له)([3]).
فكذلك كانت غايتهما أنْ يجعل الله
بعض ذرِّيّتهما جماعة المسلمين له حقيقيّاً أنبياء كإبراهيم وإسماعيل.انبياء بني
إسماعيل كانوا بمكّة
* قال اليعقوبي:
ذكرتْ الرواة والعلماء:
فلمّا فرغ إبراهيم من حجّه أراد أنْ
يرتحل، فأوصي إلى ابنه إسماعيل أنْ يقيم عند البيت الحرام ويقيم للناس حجّهم
ومناسكهم.
إلى أنْ قالوا:
وافترق وُلد إسماعيل بعد (قيدار)
يطلبون السعة في البلاد، وحبس قومٌ أنفسهم على الحرم، فقالوا لا نبرح من حرم الله،
ولمّا توفّي (نابت) وقد تفرّق وُلد إسماعيل وَلِي البيت (مضاض بن عمرو الجرهمي)
جدّ ولد إسماعيل، وذلك أنّ مَن بقى في الحرم كانوا صغاراً، وكانت جُرْهُم تطيعهم
في أيّامهم، ولم يكن أحد يقوم بأمر الكعبة في أيّام جُرْهُم غير ولد إسماعيل،
تعظيماً لهم منهم، ومعرفةً بقدرهم، فقام بأمر الكعبة بعد نابت:
ـ (أمين) ابنه.
ـ ثمّ (يشحب بن أمين).
ـ ثمّ (الهميسع).
ـ ثمّ (أَدَد)، فعظُم شأنه في قومه
وجلّ قدره، وأنكر على جُرْهُم أفعالها، وهلكتْ جُرْهُم في عصره. ـ ثمّ (عدنان بن
أَدَد).
ـ ثمّ (معد بن عدنان) أشرف ولد
إسماعيل في عصره، وكانت أًمّه من جُرْهُم، ولم يبرح الحرم.
ـ وكان (نزار بن معد) سيّد بني أبيه
وعظيمهم ومقامه بمكّة.
ـ وأمّا (مضر بن نزار) فسيّد ولد
أبيه، وكان كريماً حكيماً.
ـ وكان (إلياس بن مضر) قد شرف وبَانَ
فضله، وكان أوّل مَن أنكر على بني إسماعيل ما غيّروا من سنن آبائهم، وظهر منه أمور
جميلة حتّى رضوا به رضاً لم يرضوه بأحد مِن ولد إسماعيل بعد أدد، فردّهم إلى سنن
آبائهم حتّى
رجعت سننهم تامّة على أوّلها، وهو
مَن أهدى البُدْن إلى البيت، وأوّل مَن وضع الركن بعد هلاك إبراهيم.
ـ وكان (مدركة بن إلْياس) سيّد ولد
نزار، قد بانَ فضله وظهر مجده.
ـ وكان (خزيمة بن مدركة) أحد حكّام
العرب ومَن يعدله الفضل والسدد.
ـ وظهر في (كنانة بن خزيمة) فضائل لا
يُحصى شرفها، وعظّمتْه العرب.
ـ وأمّا (النضر بن كنانة) فكان أوّل
من سُمّي القرشي، ويُقال إنّه سُمِّي القرشي؛ لتقرّشه وارتفاع همّته.
ـ وكان (مالك بن النضر) عظيم شأن.
ـ وظهر في (فهر بن مالك) علامات فضل
في حياة أبيه، فلمّا مات أبوه قام مقامه.
ـ فلمّا مات فهر شَرُفَ (غالب بن
فهر) وعلا أمره، ولؤي بن غالب سيّداً شريفاً بَيِّن الفضل.
ـ فلمّا مات غالب بن فهر قام (لؤي بن
غالب) مقامه.
ـ فلمّا قام (كعب بن لؤي) فكان أعظم
ولد أبيه قدراً وأعظم شرفاً، وكان أوّل مَن سَمّى يوم الجمعة بالجمعة، وكانت العرب
تُسمّيه (عروبة)، فجمعهم فيه وكان يخطب عليهم.
ـ وكان (مرّة بن كعب) سيّداً
هُمَامَاً.
ـ وشرف (كلاب بن مرّة) وجلّ قدره،
واجتمع له شرف الأب والجد من قِبل الأُم؛ لأنّهم كانوا يجيزون الحجّ ويحرّمون
الشهور ويحلّلونها.
ـ فولي (قصي بن كلاب) البيت وأَمْر
الكعبة والحكم، وجَمَعَ قبائل قريش، ومات قصي فدُفن بالحجون.
ـ ورُأِّسَ (عبد مناف بن قصي) وجلّ
قدره وعظم شأنه. ولمّا كبر عبد مناف أمر ابنه (هاشماً)، وشرف هاشم بعد أبيه وجلّ
أمره، واجتمعتْ قريش على أنْ يُولَّى هاشم بن عبد مناف الرياسة والسقاية والرفادة
(ضيافة الحجّاج).
ـ فقام (عبد المطّلب) بعد أبيه بأمر
الكعبة، وشَرُفَ وَسَادَ وأطْعَمَ الطعام وسقى اللبن والعسل، حتّى علا اسمه وظهر
فضله، وأقرّتْ له قريش بالشرف، فلم يزل كذلك، فكانت قريش تقول: عبد المطّلب
إبراهيم الثاني، وكان المبشّر لقريش بما فعل الله بأصحاب الفيل.
ـ (عبد الله بن عبد المطّلب) أبو
رسول الله (d )فقال عبد المطّلب: قد جاءكم عبد الله بشيراً نذيراً فأخبرهم بما
نزل بأصحاب الفيل، فقالوا: إنّك كنت لعظيم البركة ولميمون الطائر منذ كنت([4]).
* قال الديار بكرى:
وكان عبد المطّلب بعد هاشم يلي
الرفادة، فلمّا توفّي قام بذلك أبو طالب في كلّ موسم حتّى جاء الإسلام([5]).
ادّعاء أمير المؤمنين (×) نبوّة
آبائه
* قال المسعودي:
خطب أمير المؤمنين (×) في انتقال نور
محمّد (d) مِن آدم إلى أنْ يولد.
إلى أنْ قال:
(حتّى قبله (تارَخ) أطهر الأجسام
وأشرف الأجرام، ونقلتَه منه إلى (إبراهيم)، ثمّ خصصتَ به (إسماعيل) دون ولد
إبراهيم، فلم تزل تنقله من أب إلى أب حتّى قبله (كنانة) عن (مدركة)، فأخذتَ له
مجامع الكرامة ومواطن السلامة، وأحللتَ له البلد الذي قضيتَ فيه مخرجه، فسبحانك لا
إله إلاّ أنت أيّ صلب أسكنتَه فيه ولم ترفع ذكره، وأي نبي بُشّر به فلم تقدّم في
الأسماء اسمه، لم تزل الآباء تحمله والأصلاب تنقله، كلّما أنزلته ساحة صلب جعلتَ
له صنعاً يحثّ العقول على طاعته ويدعو إلى مقته، حتّى نقلته إلى هاشم خير آبائه
بعد إسماعيل، فأيّ أبٍ وجدٍّ ووالدِ أسرةٍ ومجتمع عترة ومَخرج طُهْر ومَخْرج فَخْر
يا ربّ جعلتَ هاشماً، لقد أقَمْتَه لدن بيتك وجعلتَ له المشاعر والمتاجر، ثمّ
نقلته من هاشم إلى عبد المطّلب، فأنْهَجْتَه سبيل إبراهيم وأَلْهمْته رشداً
للتأويل وتفصيل الحقّ، ووهبتَ له عبد الله وأبا طالب وحمزة وفديتَ في القربان بعبد
الله كَسِمَتِكَ في إبراهيم بإسماعيل، ووسمتَ في بأبي طالب في ولده كَسِمَتِكَ في
إسحاق لتقديمك عليهم وتقديم صفوة لهم)([6]).
فقد ظهر من هذه التواريخ لا سيّما من
هذا الحديث:
(كلّما أنزلته ساحة صلب جعلتَ له
صنعاً يحثّ العقول على طاعته ويدعو إلى مقته): إنّ الله أجاب دعوة إبراهيم
وإسماعيل، أنْ جعل من ذرِّيَّتهما آباء النبي والولي إلى عبد الله وأبي طالب مسلمَين
له داعين إلى الإسلام حقيقيّاً، ومنذرَين من عذابه وسخطه، أي نبيّين كما جعل
إبراهيم وإسماعيل مسلمَين له داعين إلى الإسلام.
فيظهر أنّ الله جعل آباء النبي
والولي من لدن إبراهيم وإسماعيل أبي عبد الله وأبي طالب أنبياء، لا سيّما جعل عبد
المطّلب مثيل إبراهيم، وعبد الله مثيل إسماعيل، وأبا طالب مثيل إسحاق أنبياء (عليهم السلام ).
كان أبو طالب (عليه السلام) أُمّة مسلمة
كإبراهيم (عليه السلام )
قال الطريحي: وأُمّة رجل جامع للخير
يُقتدى به.
ايمانه في الحديث المعصومي
الشك في ايمان ابي طالب عليه السلام
ورُوي عن
عبد العظيم بن عبد الله العلوي (رضوان الله عليه ) أنه كان مريضا فكتب إلى الإمام الرضا (عليه السلام)
يقول: ”عرّفني يابن رسول الله عن الخبر المروي: أن أبا طالب في ضحضاح من نار
يغلي منه دماغه؟ فكتب إليه الرضا عليه السلام: بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد، فإنك إنْ
شككت في إيمان أبي طالب كان مصيرك إلى النار“!([7]).
الإقرار بإيمان ابي طالب (عليه السلام ) شرط دخول الجنه :
عن أبان
بن محمد ، قال : كتبت إلى الإمام علي بن موسى الرضا ( ×) : « جعلت فداك ، إني شككت
في إيمان أبي طالب ؟ قال : فكتب : بسم الله الرحمن الرحيم و من ( يتبع غير سبيل
المؤمنين نوله ما تولى ) ، إنك إن لم تقر بإيمان أبي طالب كان مصيرك إلى النار ( [8]) .
وروي كذلك عن الإمام الرضا عليه السلام قوله عن
آبائه عليهم السلام بعده طرق: ان نقش خاتم أبي طالب عليه السلام کان:«رضيت بالله
رباً وبابن أخي محمد نبياً، وبابني علي له وصياً» ([9]).
عن مولي المؤمنين وأميرهم علي بن أبي
طالب عليه السلام أنه قال:«والله ما عبد أبي ولا جدي عبدالمطلب،
ولا هاشم، ولا عبد مناف صنماً قطّ».
قيل له: فما کانوا يعبدون؟
قال:کانوا يصلون إلي البيت علي دين
إبراهيم عليه السلاممتمسکين به ([10]).
سُئِل
الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام عن أبي طالب، أکان مؤمناً؟.
فقال:نعم.
فقيل له:
إن هاهنا قوماً يزعمون أنه کافرٌ؟!.
فقال ×:وا
عجباً کل العجب أيطعنون علي أبي طالب أو علي رسول الله d وقد
نهاه الله تعالي أن يقرّ مؤمنه مع کافر في غير آيه من القرآن ولا يشک أحد أن فاطمه
بنت أسد رضي الله عنها من المؤمنات السابقات، فانها لم تزل تحت أبي طالب حتي مات
أبو طالب × ([11]).
عن أبي
بصير قال: قلت لأبي جعفر الباقر × : سيدي ان الناس يقولون: إن أبا طالب في ضحضاح
من نار يغلي منها دماغه؟!. فقال × :کذبوا والله إنّ إيمان أبي طالب لو وضع في کفه
الميزان وإيمان هذا الخلق في کفه ميزان لرجح إيمان أبي طالب علي إيمانهم ([12]).
قال أبو
علي فخار بن معد الموسوي في كتابه المذكور ما ملخّصه: إنّ الأخبار المختصّة بذكر
الضحضاح من النار وما شاكلها من متخرّصات ذوي الفتن وروايات أهل الضلال وموضوعات
بني أميّة وأشياعهم الناصبين العداوة لأهل بيت النبيّ ^ وهي في أنفسها تدلّ على
أنّ مفتعلها والمجترئ على الله لتخرصها قليل المعرفة باللغة العربيّة التي خاطب
الله بها عباده وأنزل بها كتابه لأنّ الضحضاح لا يعرف في اللغة إلّا لقليل الماء
فحيث عدل به إلى النار ظهرت فضيحته واستبان جهله وتحامله، وأيضا إنّ هذه الأحاديث
المتضمّنة بأنّ أبا طالب في ضحضاح من نار مختلفة أصلها واحد وراويها متفرّد بها
لأنّ جميعها تستند إلى المغيرة بن شعبة الثقفي لا يروي أحد منها شيئا سواه وهو رجل
ظنين في حقّ بني هاشم، متّهم فيما يرويه عنهم لأنّه معروف بعداوتهم، مشهور ببغضه
لهم والانحراف عنهم، وهو مع بغضه لبني هاشم والاشتهار بالانحراف عنهم رجل فاسق
وثبوت فسقه معلوم عند الأمّة. ثمّ قال فخار بن معد رحمه الله: فكيف يجوز اعتقاد ما
يرويه المغيرة وهذه صفته ويترك ما اتفق عليه أهل بيت رسول الله d وشيعتهم الذين هم أهل الرواية ومظانّ الدراية.
و روى العلامة الاميني في الغدير الإمام الحسن
بن علي العسكري × يقول في حديث طويل عن
آبائه الأطهار: (إنّ الله تبارك وتعالى أوحى إلى الرسول: إني قد أيدتك بشيعتين:
شيعة تنصرك سرّاً وشيعة تنصرك علانية, فأما التي تنصرك سراً, فسيدهم وأفضلهم عمك
أبو طالب وإما التي تنصرك علانية فسيدهم وأفضلهم ابنه علي بن أبي طالب × .. وانّ أبا طالب كمؤمن آل فرعون يكتم إيمانه)([13]).
وقال
العلّامة المتتبّع السيّد محمّد صادق آل بحر العلوم الطباطبائي النجفي دامت
إفاضاته فيما كتبه آخر كتاب «الحجّة على الذاهب إلى إيمان أبي طالب» لفخار بن معد
المطبوع في النجف الأشرف سنّة 1351 الذي قد علّق عليه ـ زاد الله توفيقه ـ تعليقات
ثمينة ما هذا نصّه: ألّف الأعلام ورجال الفنّ كتبا ورسائل ممتعة في إيمان شيخ
الأبطح أبي طالب عليه السلام عمّ النبيّ d
وكافله وكلّ منهم أدلى بحججه الساطعة
وبراهينه
القويّة ما يشكره عليه كلّ مؤمن غيور وقد زيّف بها ما لفّقه المخالفون من الأدلّة
السرابيّة التي لا قيمة لها في سوق الحقائق، ولعمري لم يكن للخصم غرض سوى التمويه
على البسطاء السذّج الذين ينعقون مع كلّ ناعق وإيقاعهم في هوة الجهل والضلالة من
حيث لا يشعرون.
إلى أن
قال في تعداد ما ألّف في إيمان أبي طالب من الكتب والرسائل:
منها:
«الحجّة الذاهب» تأليف السيّد الجليل الإمام شمس الدين أبي علي فخار بن معد
الموسوي المتوفّى سنة 630.
ومنها:
«منى الطالب في إيمان أبي طالب» لأبي سعيد محمّد بن أحمد بن الحسين الخزاعي
النيسابوري، ذكر في أمل الآمل ومنتهى المقال وروضات الجنّات.
ومنها:
«البيان عن خيرة الرحمان» لأبي الحسن عليّ بن بلال بن أبي معاوية المهلّبي الأزدي،
ذكر في فهرست الشيخ والنجاشي.
ومنها:
كتاب «إيمان أبي طالب» لأحمد بن القاسم، ذكره النجاشي وقال: رأيناه بخطّ الحسين بن
عبد الله.
ومنها:
كتاب «إيمان أبي طالب» لأبي عليّ الكوفي أحمد بن محمّد بن عمّار الثقة، ذكر في
فهرست الشيخ والنجاشي.
ومنها:
كتاب «إيمان أبي طالب» لأبي محمّد سهل بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن سهل
الديباجي، ذكره الشيخ في الفهرست والنجاشي.
ومنها:
كتاب «إيمان أبي طالب» للسيّد الجليل أبي عبد الله المفيد محمّد بن محمّد بن
النعمان العبكري البغدادي المتوفّى سنة 413، ذكر في فهرست الشيخ والنجاشي وعندنا
نسخة.
ومنها:
كتاب «إيمان أبي طالب» للسيّد الجليل أبي الفضائل أحمد بن طاوس الحسني المتوفّى
سنة 677، ذكره في كتاب بناء المقالة العلويّة لنقض الرسالة العثمانيّة
وهو
كتاب في الإمامة ألّفه في الردّ على رسالة أبي عثمان الحافظ.
ومنها:
«منية الطالب في إيمان أبي طالب» للسيّد الجليل الحسين الطباطبائي اليزدي الحائري
الشهير بالواعظ المتوفّى سنة 1307، فارسيّ مطبوع ذكر في «كشف الحجاب».
ومنها: «مقصد
الطالب في إيمان آباء النبي وعمّه أبي طالب» للميرزا محمّد حسين الگرگاني الشهير
بشمس العلماء، فارسيّ مطبوع في بمبئي سنة 1311، ذكر في كشف الحجاب.
ومنها:
«القول الواجب في إيمان أبي طالب» للعلّامة الشيخ محمّد عليّ بن الميرزا جعفر علي
الفصيح الهندي نزيل مكّة المعظّمة ذكر في كشف الحجاب. ومنها: «بغية الطالب في
إسلام أبي طالب» للعالم الجليل المفتي السيّد محمّد عبّاس التستري الهندي المتوفّى
سنة 1206 ذكر في كشف الحجاب.
ومنها:
كتاب «إيمان أبي طالب» لأبي نعيم عليّ بن حمزة البصري التميمي اللغوي المتوفّى سنة
375 وهو علم من أعلام السنّة وكبير من كبارهم، ذكره ياقوت الحموي في معجم الأدباء،
والسيوطي في بغية الوعاة، والصفدي في الوافي للوفيات، وغيرهم والكتاب مخطوط موجودة
نسخته.
ومنها:
«بعض فصول الإصابة» في ترجمة أبي طالب وذكره أيضا القاضي ابن دحلان بهامش السيرة
الحلبيّة (1: 29) من طبع مصر سنة 308.
ومنها:
«أسنى المطالب في نجاة أبي طالب» للعلّامة أحمد بن السيّد زيني ابن أحمد دحلان
الشافعي المتوفّى سنة 1304 أقام فيه البراهين الساطعة على إيمان أبي طالب وتصديقه
بالنبوّة وزيف كلّ شبهة تمسّك بها القائلون بعدم إيمانه، طبع سنة 1305.
ومنها:
«مواهب الواهب في فضائل عليّ بن أبي طالب» للعلّامة الأديب الشيخ
جعفر النقدي دامت معاليه، كتاب جليل
حافل بالأدلّة والبراهين القويّة الدالّة على إيمان أبي طالب عليه السلام، طبع في
النجف سنة 1341.
ومنها:
«شيخ الأبطح أو أبو طالب» للعلّامة المفضال السيّد محمّد علي آل شرف الدين الموسوي
العاملي دام علاه، طبع في بغداد سنة 1349 وهو خير كتاب ألّف في هذا الموضع وبحقّ
ظهر للوجود وحيدا في بابه تاريخيّا فلسفيّا علميّا مفرغا في قالب بديع متين وأسلوب
جذّاب وألفاظ قويّة بليغة أثبت إيمان أبي طالب عليه السلام بأدلّة قطعت الخصام
وبراهين سطعت فأماطت عن وجه الحقيقة سترة الظلام ولذا لم يمض على طبعه أكثر من شهر
واحد حتّى انتشر في الأقطار الإسلاميّة وبعد مضي خمسة أشهر من تاريخ طبعه ترجمه في
لكنهو إحدى حواضر الهندي الكبرى العالم الفاضل السيّد ظفر مهدي إلى اللغة الهنديّة
ونشره بتلك اللغة أوّلا في الجزء الثامن والتاسع والعاشر من المجلّد الخامس من
مجلّة «سهيل يمن» ثمّ طبعه ثانيا مستقلّا.
ومنها:
«ضياء العالمين في فضائل أئمّة المصطفين» للعلّامة الجليل الشيخ أبو الحسن الفتوني
النجفي جدّ العلّامة الفقيه الشيخ صاحب الجواهر من قبل أمّه وهذا الكتاب في ثلاث
مجلّدات ضخام مخطوط، كتاب وحيد في بابه يكشف لنا عن علمه الجمّ وفضله الكثار وقد
أفرد في الجزء الثاني منه فصلا خاصّا استوجب ثلاثين صحيفة في إيمان أبي طالب
بأدلّة قويّة قطعت الخصام من طرق الفريقين وأورد شطرا وافيا من أشعاره الدالّة
بالصراحة على إيمانه وتصديقه بالنبوّة.
ومنها:
«الشهاب الثاقب لرجم مكفّر أبي طالب» للعالم الفاضل الشيخ ميرزا نجم الدين نجل
العلّامة الحجّة الشيخ ميرزا محمّد الطهراني نزيل سامرّاء دام علاه، مخطوط.
انتهى
ما ذكره العلّامة المذكور في آخر «الحجّة على الذاهب» للفخار بن معد.
قال
العلّامة الدحلاني في كتابه أسنى المطالب ([14]) بعد أن ذكر الأخبار
الصريحة في إيمانه × ما هذا لفظه: فلولا أنّه مصدّق بدينه لما رضي لابنيه أن يكونا
معه وأن يصلّيا معه بل ولا كان يأمرهما بالصلاة فإنّ عداوة الدين أشدّ العداوة كما
قيل:
كلّ
العداوة قد ترجى إمانتها
إلّا
عداوة من عاداك في الدين
ثمّ
قال: وهذه الأخبار كلّها صريحة في أنّ قلبه طافح وممتلئ بإيمان.
الدحلاني في أسنى المطالب حيث روى عن
محمّد بن سلامة القضاعي أنّ بغض أبي طالب كفر، وعن الأجهوري والتلسماني إذ لا
ينبغي أن يذكر أبو طالب إلّا بحماية النبيّ صلى الله عليه وآله لأنّه حماه ونصره
بقوله وفعله، وفي ذكره بمكروه أذيّة للنبيّ صلى الله عليه وآله ومؤذي النبيّ صلى
الله عليه وآله كافر والكافر يقتل، إلى آخر ما أفاد([15]).
قصة سؤال المتوكّل لعنة الله عليه عن إيمان أبي طالب عليه السلام
سؤال المتوكّل الإمام عليه السلام عن
إيمان أبي طالب عليه السلام: روى السيّد في مدينة المعاجز عن الحسين بن حمدان
الحضيني بإسناده عن عليّ بن عبد الله الحسينيّ قال: ركبنا مع سيّدنا أبي الحسن
عليه السلام إلى دار المتوكّل في يوم السّلام، فلمّا أراد أن ينهض قال له
المتوكّل: اجلس يا أبا الحسن أريد أن أسألك. فقال عليه السلام: سل، فقال له: في
الآخرة شيء غير الجنّة والنار يحلّون به الناس؟فقال أبو الحسن: لا يعلمه إلّا
الله.
فقال
له: فعن علم الله أسألك.
فقال
له: ومن علم الله أخبرك.
قال: يا
أبا الحسن، ما رواه الناس أنّ أبا طالب يوقف إذا حوسب الخلائق بين الجنّة والنار
وفي رجله نعلان من النار يغلي منهما دماغه لا يدخل الجنّة لكفره، ولا يدخل النار
لكفالته رسول الله وصدّه قريشا عنه. قال له أبو الحسن: ويحك، لو وضع إيمان أبي
طالب في كفّة ووضع إيمان الخلق في كفّة أخرى لرجح أيمان أبي طالب على إيمانهم
جميعا
قال له المتوكّل: ومتى كان مؤمنا.
قال له:
دع ما لا تعلم واسمع ما لا يردّه المسلمون ولا يكذّبون به، إنّ رسول الله صلى الله
عليه وآله حجّ حجّة الوداع فنزل بالأبطح بعد فتح مكّة فلمّا جنّ عليه الليل أتى
القبور قبور بني هاشم وقد ذكر أباه وأمّه وعمّه أبا طالب عليه السلام فداخله حزن
عظيم عليهم ورقّة، فأوحى الله إليه: إنّ الجنّة محرّمة على المشرك بي وإنّي أعطيك
يا محمّد ما لم أعطه أحدا غيرك، فادع أباك وأمّك وعمّك أبا طالب فإنّهم يجيبونك
ويخرجون من قبورهم أحياء لم يمسّهم عذابي لكرامتك عليّ فادعهم إلى الإيمان ورسالتك
وموالاة أخيك والأوصياء منه إلى يوم القيامة يجيبونك ويؤمنون بك فأهب لك كما سألت
وأجعلهم ملوك الجنّة كرامة لك يا محمّد.
فرجع
النبيّ إلى أمير المؤمنين، فقال له: قم يا أبا الحسن، فقد أعطاني ربّي هذه الليلة
ما لم يعطه أحدا من خلقه في أبي وأمّي وأبيك عمّي، وحدّثه بما أوحى الله إليه
وخاطبه به فأخذه بيده وصار إلى قبورهم فدعاهم إلى الإيمان بالله وبه وآله عليهم
السلام والإقرار بولاية عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين عليه السلام والأوصياء منه
فآمنوا بالله وبرسوله وأمير المؤمنين والأئمّة منه واحدا بعد واحد إلى يوم
القيامة، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله: عودوا إلى الله ربّكم وإلى
الجنّة فقد جعلكم الله ملوكها، فعادوا إلى قبورهم، فكان والله أمير المؤمنين يحجّ
عن أبيه وأمّه وعن أب رسول الله صلى الله عليه وآله حتّى مضى ووصّى الحسن عليه
السلام والحسين عليه السلام بمثل ذلك، وكلّ إمام منّا يفعل ذلك إلى أن يظهر الله
أمره. فقال له المتوكّل: قد سمعت هذا الحديث وسمعت أنّ أبا طالب في ضحضاح من نار،
أفتقدر يا أبا الحسن أن تريني أبا طالب بصفة حتّى أقول له ويقول لي.
قال أبو
الحسن: إنّ الله سيريك أبا طالب في منامك الليلة وتقول له ويقول لك.
قال له
المتوكّل: سيظهر صدق ما تقول فإن كان حقّا صدّقتك في كلّ ما تقول.
قال له
أبو الحسن: ما أقول لك إلّا حقّا ولا تسمع منّي إلّا صدقا.
قال له
المتوكّل: أليس يأتي في هذه الليلة في منامي؟
قال له:
بلى.
قال:
فلمّا أقبل الليل قال المتوكّل: أريد أن لا أرى أبا طالب الليلة في منامي فأقتل
عليّ بن محمّد بادّعائه الغيب وكذبه، فقلت في نفسي: ماذا أصنع فما لي إلّا أن أشرب
الخمر وآتي الذكور من الرجال والحرام من النساء فلعلّ أبا طالب لا يأتيني.
قال:
ففعل ذلك كلّه وبات في جنابة فرأى أبا طالب في النوم، فقال له: يا عمّ، حدّثني كيف
كان إيمانك بالله ورسوله بعد موتك؟ قال: ما حدّثك به ابني عليّ بن محمّد في يوم
كذا وكذا، فقال: يا عمّ، تشرحه لي، فقال له أبو طالب: فإن لم أشرحه لك تقتل عليّا
والله قاتلك، فحدّثه، فأخّر السؤال عن أبي الحسن ثالثا لا يطلبه ولا يسأله.
قال:
فحدّثنا أبو الحسن بما رآه المتوكّل في منامه وما فعله من القبايح لئلّا يرى أبا
طالب في منامه، فلمّا كان بعد ثلاث أحضره، فقال له: يا أبا الحسن، قد حلّ لي دمك.
قال: ولم؟ قال: في ادّعائك الغيب وكذبك على الله، أليس قلت لي إنّي أرى أبا طالب
في منامي فأسأله، فلم أره في ليلتي وعملت الأعمال الصالحة في الليلة الثانية
والثالثة فلم أره فقد حلّ لي قتلك وسفك دمك. فقال له أبو الحسن: يا سبحان الله،
ويحك، ما أجرأك على الله تعالى، ويحك! سوّلت لك نفسك اللوّامة حتّى أتيت الذكور من
الغلمان والمحرّمات من النساء وشربت الخمر لئلّا ترى أبا طالب في منامك فتقتلني
فأتاك وقال لك وقلت له، وقصّ ما كان بينه وبين أبي طالب في منامه حتّى لم ينقص منه
حرفا، فأطرق المتوكّل ثمّ قال: كلّنا بنو هاشم وسحركم يا آل أبي طالب من دوننا
عظيم، فنهض عنه أبو الحسن × ([16]).
[1] /ارجوزة الاصفهاني .
[2] / سورة البقرة - الآية 127.
[3] / الاء الرحمن في تفسير القران ج1ص127-128.
[4] / تاريخ اليعقوبي - اليعقوبي - ج ١ - الصفحة ٢٢٢.
[5] / تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس ج : 1
ص : 157
[6] / نبوة ابي طالب عبد مناف (عليه السلام) -
الصفحة 125.
[7] /مستدرك سفينة البحار للنمازي ج6 ص558.
[8] / بحار
الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٥ - الصفحة ١١٠,
[9] / الغدير: ج 7،
ص 395، نقلاً عن کتاب: تضمير أبو الفتوح الرازي: ج 4، ص 211؛ الدرجات الرفيعه
للمدني: ص 60؛ إيمان أبي طالب للشيخ الأميني: ص 89.
[10] / إکمال الدين للصدوق: ص 175؛ تفسير البرهان
للسيد البحراني: ج 3، ص 95؛
[11] / شرح نهج البلاغه لابن أبي الحديد: ج 14، ص 69؛
البحار: ج 35، ص 115.
[12] / شرح نهج البلاغه لابن أبي الحديد: ج 3، ص 211؛
الغدير للأميني: ج 7، ص 389 390.
[13] / أخرجه العلامة الأميني في الغدير 7 : 395 .
[14] /أسنى المطالب: 7.
[15] / أنظر تعليقة كتاب الحجّة (ص 100).
[16] / مآثر الكبراء في تأريخ سامرّاء - ج 1ص158.
تعليقات
إرسال تعليق