القائمة الرئيسية

الصفحات

فنّ الشكر في مدرسة الانتظار

 





فنّ الشكر في مدرسة الانتظار

شكرُ المنتظِر

إنّ الشكر خُلُق رفيع يُنعش الأرواح ويُرسِّخ المودّة، إذ هو تقدير للنِّعَم واحترام للعطاء، ودافع لاستمرار الخير في المجتمع. غير أنّ الشكر في مدرسة الانتظار يأخذ بُعدًا أسمى، فيتحوّل من كلمةٍ تُقال إلى رسالةٍ تُبنى عليها هوية المنتظر الممهد للإمام المهدي عجل الله فرجه.

فالمنتظِر الواعي لا يقف عند حدود المجاملة اللفظية، بل يجعل من كل "شكرٍ" يُوجَّه إليه منطلقًا لتفعيل ثقافة الانتظار؛ فإذا قال له أحدهم: "شكرًا"، أجابه بلطف: "إن أردتَ شكرَ المنتظِر فاذكر الإمام، أو انشر فكرة مهدوية، أو أعنْ أخاك المنتظر". وهكذا يُزرع حب الإمام في القلوب، وتُبنى جسور المودة على قاعدة العقيدة، ليتحوّل الموقف البسيط إلى شعاع يمتدّ في قلوب الناس جميعًا.

وثمرة هذا النهج المهدوي تتجلّى في أمور:

  1. الأثر النفسي: ينال المنتظر التقدير الطبيعي من الآخرين، فيطمئن قلبه أنّ جهده لم يذهب سُدى.

  2. الأثر الرسالي: يُضيف إلى المجتمع فكرة مهدوية جديدة، فيسهم في تعجيل التمهيد.

  3. الأثر التذكيري: يُعيد إلى القلوب الذاهلة ذكر الإمام، فينتشلها من ضوضاء الحياة.

  4. الأثر الروحي: يذوق حلاوة الرضا الداخلي، إذ يرى نفسه مشعلًا مضيئًا يقود الآخرين نحو نور صاحب الزمان.

بهذا يصبح "شكر المنتظِر" مدرسةً عملية تُحوّل أبسط المواقف اليومية إلى فرصة عظيمة للارتباط بالقضية المهدوية. وما أجمل أن نهدي أعمالنا هذه إلى الإمام الغائب الذي يرانا، فيرضى عنا، فيكون رضاه أعظم الشكر وأرقى المكافآت.

تعليقات