معالم الانتظار
القواعد العقائدية والآداب الروحية من كتاب
الغيبة للنعماني رحمه
الله
الباب الثاني
في ذكر
حبل الله الذي أمرنا بالاعتصام به وترك التفرُّق عنه بقوله : ﴿وَاعْتَصِمُوا
بِحَبْلِ الله جَمِيعاً وَلَا تَفَرَّقُوا﴾
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
الله بْنِ المُعَمَّرِ الطَّبَرَانِيُّ بِطَبَرِيَّةَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ
وَثَلَاثِمِائَةٍ - وكان هذا الرجل من موالي يزيد بن معاوية، ومن النُّصَّاب -،
قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ وَالْحُسَيْنُ
بْنُ السَّكَنِ مَعاً، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ،
قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ مِينَا مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ،
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: وَفَدَ عَلَى رَسُولِ الله
(صلّى الله عليه وآله وسلّم) أَهْلُ الْيَمَنِ، فَقَالَ النَّبِيُّ (صلّى الله
عليه وآله وسلّم): «جَاءَكُمُ أَهْلُ الْيَمَنِ يَبُسُّونَ بَسِيساً».
فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى رَسُولِ
الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قَالَ: «قَوْمٌ رَقِيقَةٌ قُلُوبُهُمْ، رَاسِخٌ
إِيمَانُهُمْ، وَمِنْهُمُ المَنْصُورُ، يَخْرُجُ فِي سَبْعِينَ أَلْفاً يَنْصُرُ
خَلَفِي وَخَلَفَ وَصِيِّي، حَمَائِلُ سُيُوفِهِمْ الْمِسْكُ».
فَقَالُوا: يَا رَسُولَ الله، وَمَنْ
وَصِيُّكَ؟
فَقَالَ: «هُوَ الَّذِي أَمَرَكُمُ
اللهُ بِالْاِعْتِصَامِ بِهِ، فَقَالَ (جلَّ وعزَّ): ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ الله
جَمِيعاً وَلَا تَفَرَّقُوا﴾ [آل عمران: ١٠٣]».
فَقَالُوا: يَا رَسُولَ الله،
بَيِّنْ لَنَا مَا هَذَا الْحَبْلُ.
فَقَالَ: «هُوَ قَوْلُ الله: ﴿إِلَّا
بِحَبْلٍ مِنَ الله وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ﴾ [آل عمران: ١١٢]، فَالْحَبْلُ مِنَ
الله كِتَابُهُ، وَالْحَبْلُ مِنَ النَّاسِ وَصِيِّي».
فَقَالُوا: يَا رَسُولَ الله، مَنْ
وَصِيُّكَ؟
فَقَالَ: «هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ
اللهُ فِيهِ: ﴿أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ
الله﴾ [الزمر: ٥٦]».
فَقَالُوا: يَا رَسُولَ الله، وَمَا
جَنْبُ الله هَذَا؟ فَقَالَ: «هُوَ الَّذِي يَقُولُ اللهُ فِيهِ: ﴿وَيَوْمَ
يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ
الرَّسُولِ سَبِيلاً﴾ [الفرقان: ٢٧]، هُوَ وَصِيِّي، وَالسَّبِيلُ إِلَيَّ مِنْ
بَعْدِي».
فَقَالُوا: يَا رَسُولَ الله،
بِالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ نَبِيًّا أَرِنَاهُ فَقَدِ اشْتَقْنَا إِلَيْهِ.
فَقَالَ: «هُوَ الَّذِي جَعَلَهُ
اللهُ آيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ المُتَوَسِّمِينَ، فَإِنْ نَظَرْتُمْ إِلَيْهِ نَظَرَ
مَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ عَرَفْتُمْ أَنَّهُ
وَصِيِّي كَمَا عَرَفْتُمْ أَنِّي نَبِيُّكُمْ، فَتَخَلَّلُوا الصُّفُوفَ
وَتَصَفَّحُوا الْوُجُوهَ، فَمَنْ أَهْوَتْ إِلَيْهِ قُلُوبُكُمْ فَإِنَّهُ هُوَ،
لِأَنَّ اللهَ (عزَّ وجلَّ) يَقُولُ فِي كِتَابِهِ: ﴿فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ
النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ﴾ [إبراهيم: ٣٧]، أَيْ إِلَيْهِ وَإِلَى ذُرِّيَّتِهِ
(عليهم السلام)».
ثُمَّ قَالَ: فَقَامَ أَبُو عَامِرٍ
الْأَشْعَرِيُّ فِي الْأَشْعَرِيِّينَ، وَأَبُو غِرَّةَ الْخَوْلَانِيُّ فِي
الْخَوْلَانِيِّينَ، وَظَبْيَانُ، وَعُثْمَانُ بْنُ قَيْسٍ فِي بَنِي قَيْسٍ،
وَعُرَنَةُ الدَّوْسِيُّ فِي الدَّوْسِيِّينَ، وَلَاحِقُ بْنُ عِلَاقَةَ،
فَتَخَلَّلُوا الصُّفُوفَ، وَتَصَفَّحُوا الْوُجُوهَ، وَأَخَذُوا بِيَدِ
الْأَنْزَعِ الْأَصْلَعِ الْبَطِينِ، وَقَالُوا: إِلَى هَذَا أَهْوَتْ
أَفْئِدَتُنَا، يَا رَسُولَ الله.
فَقَالَ النَّبِيُّ (صلّى الله عليه
وآله وسلّم): «أَنْتُمْ نَجَبَةُ الله حِينَ عَرَفْتُمْ وَصِيَّ رَسُولِ الله
قَبْلَ أَنْ تُعَرَّفُوهُ، فَبِمَ عَرَفْتُمْ أَنَّهُ هُوَ؟».
فَرَفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ يَبْكُونَ
وَيَقُولُونَ: يَا رَسُولَ الله، نَظَرْنَا إِلَى الْقَوْمِ فَلَمْ تَحِنَّ لَهُمْ
قُلُوبُنَا، وَلَـمَّا رَأَيْنَاهُ رَجَفَتْ قُلُوبُنَا، ثُمَّ اطْمَأَنَّتْ
نُفُوسُنَا، وَانْجَاشَتْ أَكْبَادُنَا، وَهَمَلَتْ أَعْيُنُنَا، وَانْثَلَجَتْ
صُدُورُنَا، حَتَّى كَأَنَّهُ لَنَا أَبٌ وَنَحْنُ لَهُ بَنُونَ.
فَقَالَ النَّبِيُّ (صلّى الله عليه
وآله وسلّم): «﴿وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي
الْعِلْمِ﴾ [آل عمران: ٧]، أَنْتُمْ مِنْهُمْ بِالمَنْزِلَةِ الَّتِي سَبَقَتْ
لَكُمْ بِهَا الْحُسْنَى، وَأَنْتُمْ عَنِ النَّارِ مُبْعَدُونَ».
قَالَ: فَبَقِيَ هَؤُلَاءِ الْقَوْمُ
المُسَمَّوْنَ حَتَّى شَهِدُوا مَعَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ (عليه السلام)
الْجَمَلَ وَصِفِّينَ، فَقُتِلُوا بِصِفِّينَ (رحمهم الله)، وَكَانَ النَّبِيُّ
(صلّى الله عليه وآله وسلّم) بَشَّرَهُمْ بِالْجَنَّةِ، وَأَخْبَرَهُمْ أَنَّهُمْ
يَسْتَشْهِدُونَ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عليه السلام).
القواعد العقائدية المستخلصة من الحديث
الأول
القاعدة: الوصاية الإلهية ممتدّة بعد النبي صلى الله عليه وآله.
قول النبي صلى الله عليه واله : «ينصر
خلفي وخلف وصيّي» دليل على أن لله خلفاء بعده، وأن الوصي ليس اجتهادًا بشريًا بل منصوص
من النبي بأمر الله.
القاعدة
:الاعتصام بحبل الله هو الاعتصام بالكتاب والوصي معًا
تفسير النبي صلى الله عليه واله للآية:
«الحبل من الله كتابه، والحبل من الناس وصيّي».
القاعدة:
لا انفكاك بين القرآن والوصي، فلا يُفهم الدين إلا بهما معًا.
القاعدة:
الوصي هو جنب الله والسبيل إلى رسول الله من بعده
استشهاد النبي صلى الله عليه واله بالآيات
(الزمر:56) و(الفرقان:27).
القواعد
الروحية المقرّرة في الحديث
القاعدة
: معرفة الإمام ليست نظرًا بشريًا صرفًا، بل هي هداية قلبية من الله، يهوي القلب
نحو وليّه.
«من أهوَت إليه قلوبكم فهو الوصي» مع
الاستشهاد بقوله تعالى: ﴿فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم﴾.
القاعدة:
الرسوخ في معرفة الإمام ولايةً وطاعةً هي النجاة من النار.
القاعدة:
المؤمنون الممتحَنون بولاية الوصي مبعَدون عن النار
قول النبي صلى الله عليه واله لهم: ﴿وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم﴾،
ثم قال: «وأنتم عن النار مبعدون».
القاعدة
: لا طريق إلى حفظ الدين والارتباط بالرسول إلا عبر وصيّه.
القاعدة:
رقّة القلب علامة صفاء الانتظار
قول النبي عن أهل اليمن: «قوم رقيقة قلوبهم،
راسخ إيمانهم».
فالمؤمن المنتظِر يُظهر رقّة قلب
تجاه أولياء الله، وهذه الرقة باب الرسوخ في الإيمان.
القاعدة:
الانجذاب القلبي إلى الإمام معيار الهداية
«من أهوَت إليه قلوبكم فهو الوصي».
فالمنتظِر الصادق يختبر قلبه: أين
يهوي؟ إلى الدنيا والناس، أم إلى وليّ الله؟
القاعدة:البكاء
والرجفة والاطمئنان مظاهر المحبة الروحي للإمام
«رجفت قلوبنا… ثم اطمأنّت
نفوسنا، وانجاشت أكبادنا، وهمَلت أعيننا… حتى كأنه لنا أب ونحن له بنون».
القاعدة:
الانتظار الحق يُولّد حالة وجدانية من الخشوع والمحبة تُترجم بالبكاء والطمأنينة.
القاعدة: المؤمن يرى في الإمام
أبوة روحية جامعة
قولهم: «حتى كأنه لنا أب ونحن له بنون».
القاعدة: البشارة بالشهادة والجنّة ثمرة الانتظار الصادق
ختم الحديث بذكر شهادتهم مع أمير المؤمنين
وبشارة النبي لهم بالجنة.
القاعدة:
التمسك بالوصي بعد كتاب الله هو وسيلة لحفظ القلب من الضلال، وهو امتداد للهداية
الإلهية.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامِ
بْنِ سُهَيْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الله جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ
الْحَسَنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ
الْحِمْيَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ التَّيْمِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ عَلِيُّ
بْنُ الْحُسَيْنِ (عليهما السلام): «كَانَ رَسُولُ الله (صلّى الله عليه وآله
وسلّم) ذَاتَ يَوْمٍ جَالِساً وَمَعَهُ أَصْحَابُهُ فِي المَسْجِدِ، فَقَالَ:
يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ مِنْ هَذَا الْبَابِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ يَسْأَلُ
عَمَّا يَعْنِيهِ.
فَطَلَعَ رَجُلٌ طُوَالٌ يُشْبِهُ
بِرِجَالِ مُضَرَ، فَتَقَدَّمَ فَسَلَّمَ عَلَى رَسُولِ الله (صلّى الله عليه وآله
وسلّم) وَجَلَسَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، إِنِّي سَمِعْتُ اللهَ (عزَّ وجلَّ)
يَقُولُ فِيمَا أَنْزَلَ: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ الله جَمِيعاً وَلَا
تَفَرَّقُوا﴾ [آل عمران: ١٠٣]، فَمَا هَذَا الْحَبْلُ الَّذِي أَمَرَنَا اللهُ
بِالْاِعْتِصَامِ بِهِ، وَأَنْ لَا نَتَفَرَّقَ عَنْهُ؟
فَأَطْرَقَ رَسُولُ الله (صلّى الله
عليه وآله وسلّم) مَلِيًّا، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى
عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عليه السلام)، وَقَالَ: هَذَا حَبْلُ الله الَّذِي
مَنْ تَمَسَّكَ بِهِ عُصِمَ بِهِ فِي دُنْيَاهُ، وَلَمْ يَضِلَّ بِهِ فِي آخِرَتِهِ.
فَوَثَبَ الرَّجُلُ إِلَى عَلِيٍّ
(عليه السلام) فَاحْتَضَنَهُ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِهِ، وَهُوَ يَقُولُ: اعْتَصَمْتُ
بِحَبْلِ الله وَحَبْلِ رَسُولِهِ، ثُمَّ قَامَ فَوَلَّى وَخَرَجَ، فَقَامَ رَجُلٌ
مِنَ النَّاسِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، أَلْحَقُهُ فَأَسْأَلُهُ أَنْ يَسْتَغْفِرَ
لِي؟
فَقَالَ رَسُولُ الله: إِذاً
تَجِدُهُ مُوَفَّقاً».
فَقَالَ: «فَلَحِقَهُ الرَّجُلُ
فَسَأَلَهُ أَنْ يَسْتَغْفِرَ الله لَهُ، فَقَالَ لَهُ: أَفَهِمْتَ مَا قَالَ لِي
رَسُولُ الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وَمَا قُلْتُ لَهُ؟
قَالَ: نَعَمْ.
قَالَ: فَإِنْ كُنْتَ مُتَمَسِّكاً
بِذَلِكَ الْحَبْلِ يَغْفِرُ اللهُ لَكَ، وَإِلَّا فَلَا يَغْفِرُ اللهُ لَكَ».
القواعد
العقائدية المستخلصة
من الحديث الثاني
القاعدة: ولاية عليّ عليه السلام امتداد لحبل الله، فهي العصمة من
الضلال في الدنيا والآخرة.
قول النبي صلى الله عليه وآله: «هذا حبل
الله الذي من تمسك به عصم به في دنياه ولم يضل به في آخرته».
القاعدة: وحدة الأمة لا تكون
بالشعارات ولا بالاجتماع الظاهري، بل بالتمسك بالإمام.
الاعتصام بحبل الله شرط لعدم التفرق استنادًا
للآية: ﴿واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا﴾.
القاعدة:
لا تنفع التوبة والاستغفار بلا ولاية الإمام، لأن الولاية شرط لقبول الأعمال.
المغفرة الإلهية مشروطة بالولاية قول
الرجل: «فإن كنت متمسكًا بذلك الحبل يغفر الله لك، وإلا فلا يغفر الله لك».
القاعدة:
الهداية الأخروية متوقفة على التمسك بالإمام، لا على الاجتهاد الفردي.
الولاية هي الحماية من الضلال الأبدي«لم
يضل به في آخرته».
القواعد الروحية المقرّرة في الحديث
القاعدة:
من آداب المنتظر أن يطلب العلم النافع المتعلق بهدايته وولايته، لا الفضوليات.
السؤال عما يعني الإنسان علامة صفاء
القلب وصف النبي للرجل: «يسأل عمّا يعنيه».
القاعدة:
لا يكتفي المنتظِر بالعلم النظري، بل يترجمه إلى سلوك وموقف عملي.
المبادرة العملية عند معرفة الحق: الرجل
بمجرد أن عرف أن عليًّا هو الحبل وثب فاحتضنه.
القاعدة:
على المنتظر أن يُظهر تعلقه العاطفي والروحي بالإمام، لا مجرد التزام عقلي جاف.
الاحتضان الروحي للإمام علامة إخلاص قوله:
«اعتصمت بحبل الله وحبل رسوله».
قاعدة:
الاعتراف بفضل أولياء الإمام والالتماس دعاءهم من مظاهر الأدب الروحي للمنتظر.
طلب الاستغفار من الموالين دليل على
إيمان بالمقام: الرجل الآخر الذي تبع الصحابي لطلب الدعاء.
القاعدة:
علامة التوفيق الإلهي هي الإيمان بالولاية والسير في خطها.
التوفيق الإلهي ملازم للتمسك بالإمام
قول النبي: «إذاً تجده موفقًا».
تنبيه: ما يأتي من الروايات هو في
سياق تعليقة الشيخ النعماني على هذا الباب، وليست من جملة الأحاديث التي بوّب لها
في أصل الكتاب. غير أنّا نحاول ـ في منهجنا ـ أن نستخلص منها كذلك القواعد المتنية
العقائدية، والآداب الروحية للمنتظِر، بما ينسجم مع غاية هذا البحث وقسمت تعليقته
الى عدة اقسام.
ولو لم يدلّنا رسول الله (صلّى الله
عليه وآله وسلّم) على حبل الله الذي أمرنا الله
(عزَّ وجلَّ) في كتابه بالاعتصام به وألَّا نتفرَّق عنه لاتَّسع للأعداء المعاندين
التأوُّل فيه والعدول بتأويله وصرفه إلى غير من عنى الله به ودلَّ عليه رسوله
(صلّى الله عليه وآله وسلّم) عناداً وحسداً، لكنَّه قال (صلّى الله عليه وآله
وسلّم) في خطبته المشهورة التي خطبها في مسجد الخيف في حجَّة الوداع: «إِنِّي
فَرَطُكُمْ، وَإِنَّكُمْ وَارِدُونَ عَلَيَّ الْحَوْضَ، حَوْضاً عَرْضُهُ مَا
بَيْنَ بُصْرَى إِلَى صَنْعَاءَ، فِيهِ قِدْحَانٌ عَدَدَ نُجُومِ السَّمَاءِ،
أَلَا وَإِنِّي مُخْلِفٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ: الثَّقَلُ الْأَكْبَرُ
الْقُرْآنُ، وَالثَّقَلُ الْأَصْغَرُ عِتْرَتِي أَهْلُ بَيْتِي، هُمَا حَبْلُ الله
مَمْدُودٌ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الله (عزَّ وجلَّ)، مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ
لَنْ تَضِلُّوا، سَبَبٌ مِنْهُ بِيَدِ الله، وَسَبَبٌ بِأَيْدِيكُمْ.
إِنَّ اللَّطِيفَ الْخَبِيرَ قَدْ
نَبَّأَنِي أَنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ
كَإِصْبَعَيَّ هَاتَيْنِ - وَجَمَعَ بَيْنَ سَبَّابَتَيْهِ -، وَلَا أَقُولُ:
كَهَاتَيْنِ - وَجَمَعَ بَيْنَ سَبَّابَتِهِ وَالْوُسْطَى - فَتَفْضُلَ هَذِهِ عَلَى
هَذِهِ».
اخْبَرَنَا بِذَلِكَ عَبْدُ
الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ يُونُسَ المَوْصِلِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ
جَدِّهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى، عَنْ حَرِيزٍ،
عَنْ أَبِي عَبْدِ الله جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ
آبَائِهِ، عَنْ عَلِيٍّ (عليهم السلام)، قَالَ: «خَطَبَ رَسُولُ الله (صلّى الله
عليه وآله وسلّم)...» وَذَكَرَ الْخُطْبَةَ بِطُولِهَا، وَفِيهَا هَذَا
الْكَلَامُ.
وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ
بْنُ عَبْدِ الله، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ
الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ، عَنْ عَلِيِّ
بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله (عليه السلام)، بِمِثْلِهِ.
وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ الْحَسَنِ اِبْنِ
مَحْبُوبٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رِئَابٍ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ، عَنْ
أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَاقِرِ (عليهما السلام)، بِمِثْلِهِ.
القاعدة:
المرجعية الرسالية بعد النبي ﷺ
«إني فرطكم… ألا وإني مخلّف فيكم
الثقلين»المرجع بعد النبي ليس فراغاً، بل وديعة ثقلين متلازمين: القرآن والعترة.
القاعدة :وحدة
المصدرين في الهداية
«الثقل الأكبر القرآن… والثقل
الأصغر عترتي أهل بيتي، هما حبل الله ممدود بينكم وبين الله» العترة والقرآن صنوان
متلازمان في كونها حبل الوصل إلى الله، لا ينفك أحدهما عن الآخر.
«ما إن تمسكتم به لن تضلوا»التمسك المتكامل
بالثقلين عصمة من الضلال، وهذه قاعدة تأسيسية في نظرية الهداية الإلهية.
القاعدة:
الاستمرار إلى يوم القيامة
«إنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ
الحوض»القرآن والعترة مستمران في ملازمة الأمة إلى يوم الحساب، مما يستبطن وجود إمامٍ
معصومٍ دائم.
قاعدة:
التساوي في المرتبة الاعتبارية
«كإصبعي هاتين – وضم السبابتين»دلالة
على التساوي في المنزلة الاعتبارية من حيث المرجعية والهداية، لا تفاضل فيهما في أصل
الحجية.
قاعدة: أدب الاستعداد للقاء النبوي الأخروي
«إني فرطكم، وإنكم واردون عليّ
الحوض»على المؤمن أن يعيش يقظةً روحيةً دائمة، مستشعراً أن مسيره في الدنيا مؤدٍ به إلى لقاء النبي ﷺ عند الحوض.
قاعدة: أدب
التمسك بحبل الله الجامع
«هما حبل الله ممدود بينكم وبين
الله»التمسك لا يكون انتقائياً بل ارتباطاً قلبياً وعملياً متواصلاً بالقرآن والعترة بوصفهما حبل النجاة.
«ما إن تمسكتم به لن تضلوا»الالتزام بالثقلين ليس مجرد خيار معرفي، بل هو حصنٌ روحي ضد الانحراف، وعلى المؤمن أن يجعل هذا الالتزام شعاراً دائمًا.
قاعدة: أدب
محبة العترة والقرآن معاً
عدم التفريق بين السبابتين رمزٌ أدبي
يعلّم الأمة أن العلاقة بالقرآن لا تنفك عن العلاقة بأهل البيت عليهم السلام.
قاعدة: أدب
التطلّع إلى الاستمرار الإلهي
«لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض»على المؤمن أن يتربّى روحيًا على الثقة بامتداد الهداية الإلهية، وأن لا يعيش شعور الانقطاع أو الاضطراب.
فإنَّ القرآن مع العترة والعترة مع
القرآن، وهما حبل الله المتين لا يفترقان كما قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله
وسلّم)، وفي ذلك دليلٌ لمن فتح الله مسامع قلبه ومنحه حسن البصيرة في دينه على
أنَّ من التمس علم القرآن، والتأويل والتنزيل، والمحكم والمتشابه، والحلال
والحرام، والخاصَّ والعامَّ من عند غير من فرض الله طاعتهم، وجعلهم ولاة الأمر من
بعد نبيِّه، وقرنهم الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بأمر الله بالقرآن وقرن
القرآن بهم دون غيرهم، واستودعهم الله علمه وشرائعه وفرائضه وسُنَنه، فقد تاه
وضلَّ وهلك وأهلك.
والعترة (عليهم السلام) هم الذين ضرب
بهم رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) مثلاً لأُمَّته، فَقَالَ (صلّى الله
عليه وآله وسلّم): «مَثَلُ أَهْلِ بَيْتِي فِيكُمْ كَمِثْلِ سَفِينَةِ نُوحٍ، مَنْ
رَكِبَهَا نَجَا، وَمَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا غَرِقَ». وَقَالَ: «مَثَلُ أَهْلِ
بَيْتِي فِيكُمْ كَمَثَلِ بَابِ حِطَّةٍ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ الَّذِي مَنْ
دَخَلَهُ غُفِرَتْ ذُنُوبُهُ وَاسْتَحَقَّ الرَّحْمَةَ والزِّيَادَةَ مِنْ
خَالِقِهِ»، كما قال الله (عزَّ وجلَّ): ﴿وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُوا
حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ﴾ [البقرة: ٥٨].
وقال أمير المؤمنين وأصدق الصادقين
(عليه السلام) في خطبته المشهورة التي رواها الموافق والمخالف: «أَلَا إِنَّ
الْعِلْمَ الَّذِي هَبَطَ بِهِ آدَمُ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ وَجَمِيعَ
مَا فُضِّلَتْ بِهِ النَّبِيُّونَ إِلَى خَاتَمِ النَّبِيِّينَ فِي عِتْرَةِ
خَاتَمِ النَّبِيِّينَ، فَأَيْنَ يُتَاهُ بِكُمْ، بَلْ أَيْنَ تَذْهَبُونَ يَا
مَنْ نُسِخَ مِنْ أَصْلَابِ أَصْحَابِ السَّفِينَةِ هَذَا مَثَلُهَا فِيكُمْ،
فَكَمَا نَجَا فِي هَاتِيكَ مَنْ نَجَا فَكَذَلِكَ يَنْجُو مِنْ هَذِهِ مَنْ
يَنْجُو، وَيْلٌ لِمَنْ تَخَلَّفَ عَنْهُمْ - يَعْنِي عَنِ الْأَئِمَّةِ (عليهم
السلام) -».
وَقَالَ: «إِنَّ مَثَلَنَا فِيكُمْ
كَمَثَلِ الْكَهْفِ لِأَصْحَابِ الْكَهْفِ، وَكَبَابِ حِطَّةٍ، وَهُوَ بَابُ
السِّلْمِ، فَادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً».
قاعدة: التلازم بين القرآن
والعترة
«القرآن مع العترة والعترة مع
القرآن، وهما حبل الله المتين لا يفترقان»حجية القرآن لا تنفك عن حجية العترة، والعترة
لا تُفهم إلا بالقرآن، وهما معاً مصدر الهداية الإلهية.
قاعدة: حصرية المرجعية العلمية
والتشريعية
«من التمس علم القرآن… من عند
غير من فرض الله طاعتهم… فقد تاه وضلّ وهلك وأهلك»لا حجية في تفسير وتأويل القرآن إلا عبر أهل البيت
(عليهم السلام) الذين استودعهم الله علمه.
قاعدة :الولاية بعد النبي ﷺ
«جعلهم ولاة الأمر من بعد نبيه،
وقرنهم الرسول بالقرآن»الإمامة امتداد للنبوّة في ولاية الأمر، وهي ركن في العقيدة.
قاعدة :السفينة والنجاة مشروطة
بالركوب
«مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من
ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق»النجاة مشروطة بالركوب في سفينة أهل البيت، والابتعاد
عنهم هلاك محقق.
قاعدة: باب الحطة ولاية أهل البيت
شرط لغفران الذنوب والرحمة
«مثل أهل بيتي فيكم كمثل باب حطة…»كما أن
الدخول من باب الحطة كان شرطاً للمغفرة في بني إسرائيل، فكذلك الدخول في ولاية أهل
البيت شرط لغفران الذنوب والرحمة.
القاعدة: أدب التلقي عن العترة
على المؤمن أن يجعل طلبه للعلم
والمعرفة والتفسير من باب العترة، لا من غيرهم، طلباً خاشعاً من أهل العصمة.
القاعدة: أدب النجاة بالولاء
التعلّق بأهل البيت يشبه التعلّق
بسفينة نوح، فيستلزم إخلاص القلب وصدق الالتزام العملي، لا مجرد الدعوى.
القاعدة:أدب الخضوع والتسليم
التشبيه بباب الحطة يدل على أن
المطلوب روح السجود والخضوع، أي الدخول في ولاية أهل البيت بروح التسليم والتواضع
لله.
القاعدة:أدب الاستزادة الروحية
«وسنزيد المحسنين» إشارة إلى أن
الارتباط بأهل البيت لا يقتصر على النجاة من العذاب، بل يتضمن نيل المزيد من
الرحمة والدرجات، وهو أدب روحي في دوام التطلّع للكمال.
القاعدة:أدب البصيرة واليقظة
«دليلٌ لمن فتح الله مسامع قلبه
ومنحه حسن البصيرة»الارتباط بأهل البيت يحتاج إلى قلبٍ مفتوح ويقظةٍ روحية، لا مجرد
تقليدٍ سطحي.
وَقَالَ (عليه السلام) فِي
خُطْبَتِهِ هَذِهِ: «وَلَقَدْ عَلِمَ المُسْتَحْفَظُونَ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ
أَنَّهُ قَالَ: إِنِّي وَأَهْلَ بَيْتِي مُطَهَّرُونَ فَلَا تَسْبِقُوهُمْ
فَتَضِلُّوا، وَلَا تَخَلَّفُوا عَنْهُمْ فَتَزِلُّوا، وَلَا تُخَالِفُوهُمْ فَتَجْهَلُوا،
وَلَا تُعَلِّمُوهُمْ فَإِنَّهُمْ أَعْلَمُ مِنْكُمْ، هُمْ أَعْلَمُ النَّاسِ
صِغَاراً، وَأَعْلَمُ النَّاسِ كِبَاراً، فَاتَّبِعُوا الْحَقَّ وَأَهْلَهُ
حَيْثُمَا كَانَ، وَزَايِلُوا الْبَاطِلَ وَأَهْلَهُ حَيْثُمَا كَانَ».
فترك الناس من هذه صفتهم، وهذا المدح
فيهم، وهذا الندب إليهم، وضربوا عنهم صفحاً، وطووا دونهم كشحاً، واتَّخذوا أمر
الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) هزواً، وجعلوا كلامه لغواً، فرفضوا مَنْ فرض
الله تعالى على لسان نبيِّه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) طاعته ومسألته والاقتباس
منه بقوله: ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ [النحل:
٤٣]، وقوله: ﴿أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ
مِنْكُمْ﴾ [النساء: ٥٩]، ودلَّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) على النجاة
في التمسُّك به، والعمل بقوله، والتسليم لأمره، والتعليم منه، والاستضاءة بنوره،
فادَّعوا ذلك لسواهم، وعدلوا عنهم إلى غيرهم، ورضوا به بدلاً منهم، وقد أبعدهم
الله عن العلم، وتأوَّل كلٌّ لنفسه هواه، وزعموا أنَّهم استغنوا بعقولهم وقياساتهم
وآرائهم عن الأئمَّة (عليهم السلام) الذين نصبهم الله لخلقه هداة، فوكلهم الله
(عزَّ وجلَّ) بمخالفتهم أمره، وعدولهم عن اختياره وطاعته، وطاعة مَن اختاره لنفسه،
فولَّاهم إلى اختيارهم وآرائهم وعقولهم، فتاهوا وضلُّوا ضلالاً بعيداً، وهلكوا
وأهلكوا، وهم عند أنفسهم كما قال الله (عزَّ وجلَّ): ﴿قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ
بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ
الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً﴾ [الكهف: ١٠٣ و١٠٤]،
حتَّى كأنَّ الناس ما سمعوا قول الله (عزَّ وجلَّ) في كتابه حكايةً لقول الظالمين
من هذه الأُمَّة في يوم القيامة عند ندمهم على فعلهم بعترة نبيِّهم وكتاب ربِّهم
حيث يقول: ﴿وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي
اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ
فُلَاناً خَلِيلاً﴾ [الفرقان: ٢٧ و٢٨]، فمن الرسول إلَّا محمّد (صلّى الله عليه
وآله وسلّم)؟ ومن فلان هذا المكنَّى عن اسمه المذموم وخلَّته ومصاحبته ومرافقته في
الاجتماع معه على الظلم؟
قاعدة :الطهارة والعصمة لأهل
البيت (عليهم السلام)
«إني وأهل بيتي مطهَّرون»دلالة على عصمتهم
عن الرجس والباطل، ووجوب اتّباعهم في العلم والدين.
قاعدة: النهي عن التقدّم والتخلّف
والمخالفة
«فلا تسبقوهم فتضلّوا، ولا تخلّفوا
عنهم فتزلّوا، ولا تخالفوهم فتجهلوا»الهداية مشروطة بالتزام خطهم، وأي تجاوز أو تأخر
أو مخالفة يورث الضلال.
قاعدة: العلم عند العترة
«ولا تعلّموهم فإنهم أعلم منكم، هم
أعلم الناس صغاراً وأعلم الناس كباراً»اختصاصهم بالعلم اللدني والإلهي، لا يشاركهم
فيه غيرهم.
قاعدة: النص القرآني في طاعتهم
استشهاد الإمام بآيات: ﴿فاسألوا أهل
الذكر﴾، ﴿أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم﴾ولايتهم منصوصة في القرآن الكريم
كأهل الذكر وأولي الأمر.
قاعدة: أن الله نصّبهم هداة
«الأئمة الذين نصبهم الله لخلقه
هداة»الهداية الإلهية بعد النبي ﷺ محصورة فيهم.
قاعدة: العقوبة بالخذلان عند
مخالفتهم
«فوكلهم الله بمخالفتهم أمره،
وعدولهم عن اختياره… فولّاهم إلى اختيارهم وآرائهم»من يرفض ولايتهم يُعاقَب بأن يُترك إلى نفسه
فيتيه ويضلّ.
قاعدة: ضلال القياس والرأي في
الدين
«زعموا أنهم استغنوا بعقولهم
وقياساتهم وآرائهم عن الأئمة»الرأي والقياس لا يصلحان بديلاً عن الهداية المعصومة.
قاعدة: أدب عدم التقدّم ولا
التأخّر عن أهل البيت
المؤمن الحق يعيش مع الأئمة بخط
التوازن: لا يسبقهم، ولا يتأخر عنهم، ولا يعارضهم.
قاعدة:أدب التسليم الكامل
«ولا تخالفوهم فتجهلوا»الطريق الروحي
الصحيح هو التسليم لهم في القول والعمل.
قاعدة: أدب طلب العلم من أهله
التوجّه بالمسألة والاستضاءة إلى
الأئمة، لا إلى الآراء البشرية.
قاعدة: أدب الاقتداء بالحق
والبراءة من الباطل
«فاتّبعوا الحق وأهله حيثما كان،
وزايلوا الباطل وأهله حيثما كان»
توجيه روحي دائم بأن لا يقيّد المؤمن
نفسه بالأشخاص، بل بالحق المتمثل في أهل البيت.
قاعدة: أدب الحذر من الغرور
الديني
«وهم عند أنفسهم كما قال الله: هل
ننبئكم بالأخسرين أعمالاً…»
أخطر آفة روحية أن يحسب الإنسان أنه يحسن
صنعاً وهو في ضلال.
قاعدة:أدب التبصّر بمصير الظالمين
الإشارة إلى آيات: ﴿ويوم يعضّ الظالم
على يديه… يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلاناً خليلاً﴾وعيٌ روحي بأن كل ولاية لغير أهل
البيت ستنتهي بالندم يوم القيامة.
ثمّ قال: ﴿لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ
الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي﴾ [الفرقان: ٢٩]، أي بعد الدخول في الإسلام
والإقرار به، فما هذا الذكر الذي أضلَّه خليله عنه بعد إذ جاءه؟ أليس هو القرآن
والعترة اللذين وقع التوازر والتظافر على الظلم بهم والنبذ لهما؟ فقد سمَّى الله
تعالى رسوله ذكراً فقال: ﴿قَدْ أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً * رَسُولاً﴾
[الطلاق: ١٠ و١١]، وقال: ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا
تَعْلَمُونَ﴾ [النحل: ٤٣]، فمن الذكر هاهنا إلَّا الرسول؟ ومن أهل الذكر إلَّا أهل
بيته الذين هم محلُّ العلم؟
ثمّ قال (عزَّ وجلَّ): ﴿وَكَانَ
الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولاً﴾ [الفرقان: ٢٩]، فجعل مصاحبة خليله - الذي
أضلَّه عن الذكر في دار الدنيا وخذله في الآخرة ولم تنفعه خلَّته ومصاحبته إيَّاه
حين تبرَّأ كلُّ واحدٍ من صاحبه - مصاحبة الشيطان.
ثمّ قال (عزَّ وجلَّ من قائل) حكايةً
لما يقوله النبيُّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يوم القيامة عند ذلك: ﴿وَقَالَ
الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً﴾
[الفرقان: ٣٠]، أي اتَّخذوا هذا القرآن الذي أمرتهم بالتمسُّك به وبأهل بيتي،
وألَّا يتفرَّقوا عنهما مهجوراً.
قاعدة: تعريف الذكر الحقيقي
«ما هذا الذكر الذي أضلّه خليله عنه… أليس هو
القرآن والعترة»
الذكر في القرآن لا يختص فقط بالكتاب،
بل يشمل الرسول ﷺ وعترته كمرجع علم وحجة، أي أن الذكر الإلهي جامع للكتاب والعترة.
قاعدة: حجية أهل الذكر
«فمن أهل الذكر إلا أهل بيته الذين
هم محل العلم»الإرشاد في كل مسائل الدين والفقه والتفسير لا يتم إلا من أهل البيت،
فهم وحدهم محلّ العلم الإلهي.
قاعدة: التهاون بالذِّكر وعاقبته
استشهاد: ﴿لقد أضلني عن الذكر بعد إذ
جاءني﴾من يترك الذكر الحقيقي (القرآن والعترة) بعد أن جاءه الحق، يُضلّ ويبتعد عن الهداية
الإلهية.
قاعدة :الشيطان خذولاً في الدنيا
والآخرة
«وجعل مصاحبة خليله … مصاحبة
الشيطان»التعلق بغير أهل الذكر (العترة) بعد علم الحق يعني مصاحبة الشيطان في الدنيا
وفقدان النصرة الإلهية في الآخرة.
قاعدة: الهداية بالتزام القرآن
والعترة
﴿واتخذوا هذا القرآن مهجوراً… وأهل بيتي… وألا يتفرّقوا
عنهما مهجوراً﴾الهداية والنجاة مشروطة بالتمسّك بالقرآن وبالعترة، والابتعاد عنهما
يُسمّى "مهجورًا" ويؤدي إلى الضلال.
قاعدة: أدب التمسك بالذكر الحق
التزام القلب والروح بالقرآن
والعترة، وعدم الانصراف عنهما لأي مخلوق أو فكرة دنيوية.
قاعدة:أدب اليقظة من مصاحبة
الخليل الضال
كما أن خليله أضلّه، فيتعلّم المؤمن
أن المرافقة والرفقة بلا حذر في الدين قد تكون خذولاً وفتنة.
قاعدة:أدب إدراك الحقيقة قبل
التفرّق
عدم ترك القرآن والعترة
"مهجوراً" أي تركهما عن قصد أو إهمال، بل المتابعة والاقتداء والاهتداء
المستمر.
قاعدة: أدب الاعتراف بالخطأ
والندم
الإشارة إلى قوله ﷺ يوم القيامة: ﴿يا
ربّ إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً﴾على المؤمن أن يعترف بخطر التهاون في حياته،
ويستشعر مسؤولية التمسك بالهداية الإلهية.
أليس هذا الخطاب كلُّه والذمُّ بأسره
للقوم الذين نُزِّل القرآن على لسان الرسول إليهم، وإلى الخلق ممَّن سواهم، وهم
الظالمون من هذه الأُمَّة لعترة نبيِّهم محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم)،
النابذون لكتاب الله، الذين يشهد عليهم رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يوم
القيامة بأنَّهم نبذوا قوله في التمسُّك بالقرآن والعترة وهجروهما، واتَّبعوا
أهواءهم، وآثروا عاجل الأمر والنهي، وزهرة الحياة الدنيا على دينهم شكًّا في محمّد
(صلّى الله عليه وآله وسلّم) وما جاء به، وحسداً لأهل بيت نبيِّه (عليهم السلام)
لما فضَّلهم الله به؟
أوَليس قد روي عن النبيِّ (صلّى الله
عليه وآله وسلّم) ما لا يُنكِره أصحاب الحديث ممَّا هو موافق لما أنزله الله تعالى
من هذه الآيات قوله: «إِنَّ قَوْماً مِنْ أَصْحَابِي يَخْتَلِجُونَ دُونِي يَوْمَ
الْقِيَامَةِ مِنْ ذَاتِ الْيَمِينِ إِلَى ذَاتِ الشِّمَالِ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ
أُصَيْحَابِي أُصَيْحَابِي - وفي بعض الحديث: أَصْحَابِي أَصْحَابِي -، فَيُقَالُ:
يَا مُحَمَّدُ، إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ، فَأَقُولُ: بُعْداً
بُعْداً، سُحْقاً سُحْقاً»؟
ويُصدِّق ذلك ويشهد به قول الله
(عزَّ وجلَّ): ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ
الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ
يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ﴾
[آل عمران: ١٤٤]، وفي هذا القول من الله (تبارك اسمه) أدلُّ دليل على أنَّ قوماً
ينقلبون بعد مضيِّ النبيِّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) على أعقابهم، وهم
المخالفون أمر الله تعالى وأمر رسوله (عليه وآله السلام)، المفتونون الذين قال
فيهم: ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ
فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [النور: ٦٣]، يضاعف الله العذاب
والخزي لهم، وأبعد وأسحق مَنْ ظلم آل محمّد (عليهم السلام)، وقطع ما أمر الله به
أنْ يوصل فيهم ويدان بهم من مودَّتهم، والاقتداء بهم دون غيرهم، حيث يقول: ﴿قُلْ
لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾ [الشورى:
٢٣]، ويقول: ﴿أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا
يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ﴾ [يونس: ٣٥].
وليس بين الأُمَّة التي تستحي ولا
تباهت، وتزيغ عن الكذب ولا تعاند، خلاف في أنَّ وصيَّ رسول الله أمير المؤمنين
(عليه السلام) كان يرشد الصحابة في كلِّ معضل ومشكل ولا يرشدونه إلى الحقِّ،
ويهديهم ولا يهدي سواه، ويُفتقَر إليه ويستغني هو عن كافَّتهم، ويعلم العلم كلَّه
ولا يعلمونه.
وقد فُعِلَ بفاطمة بنت رسول الله
(صلَّى الله عليه وعليها) ما دعاها إلى الوصيَّة بأنْ تُدفَن ليلاً ولا يُصلِّي
عليها أحد من أُمَّة أبيها إلَّا من سمَّته. فلو لم يكن في الإسلام مصيبةٌ ولا على
أهله عارٌ ولا شنارٌ ولا حجَّة فيه لمخالف لدين الإسلام إلَّا ما لحق فاطمة (عليها
السلام) حتَّى مضت غضبى على أُمَّة أبيها، ودعاها ما فُعِلَ بها إلى الوصيَّة بأنْ
لا يُصلِّي عليها أحدٌ منهم فضلاً عمَّا سوى ذلك لكان عظيماً فظيعاً منبِّهاً لأهل
الغفلة، إلَّا من قد طبع الله على قلبه وأعماه لا يُنكِر ذلك ولا يستعظمه ولا يراه
شيئاً، بل يُزكِّي المضطهِد لها إلى هذه الحالة، ويُفضِّله عليها وعلى بعلها
وولدها، ويُعظِّم شأنه عليهم، ويرى أنَّ الذي فُعِلَ بها هو الحقُّ، ويعدُّه من
محاسنه، وأنَّ الفاعل له بفعله إيَّاه من أفضل الأُمَّة بعد رسول الله (صلّى الله
عليه وآله وسلّم)، وقد قال الله (عزَّ وجلَّ): ﴿فَإِنَّها لَا تَعْمَى
الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾ [الحجّ: ٤٦].
قاعدة: الذم والإنذار للمخالفين
الخطاب كله موجه لمن ابتعد عن القرآن
والعترة واتباع النبي ﷺ، وهو ذمّ مباشر للظالمين من هذه الأمة.
قاعدة :الانقلاب بعد النبي ﷺ
استشهاد بالآية: ﴿فإن مات أو قتل
انقلبتم على أعقابكم…﴾بعض الأمة سينقلبون بعد النبي على أعقابهم، أي ينقلبون على الحق ويبتعدون عن ولاية أهل البيت.
قاعدة: العذاب والفتنة للمخالفين
«فلْيحذر الذين يخالفون عن أمره أن
تصيبهم فتنة أو عذاب أليم» [النور: ٦٣]مخالفة أمر الله ورسوله وولاية أهل البيت سبب للفتنة والعذاب في الدنيا والآخرة.
قاعدة: المودة في القربى معيار
للولاية والاتباع الصحيح
﴿قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة
في القربى﴾الحب والمودّة في أهل البيت واجب شرعي، وهو معيار للولاية والاتباع الصحيح.
قاعدة: تفضيل الهداية من أهل الحق
﴿أفمن يهدي إلى الحق أحَق أن يُتبع…﴾من يهدى إلى الحق يجب اتباعه، ولا يرفع أحد نفسه على معلم الحق أو يغنيه عنه.
قاعدة: التمييز بين القلوب
المبصرة والقلوب العمياء
﴿فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى
القلوب التي في الصدور﴾ [الحج: ٤٦]
الهداية ليست بالظاهر فقط، بل بالقلب الذي يرى الحق ويستوعبه، والعياء في القلب سبب للغفلة عن الحق.
قاعدة: إثبات الإمامة والولاية
العملية
توكيد على أن وصي الرسول أمير
المؤمنين (عليه السلام) كان المهيمن على توجيه الأمة، مستغنى عن الجميع، ولا يمكن
الاستغناء عنه في معرفة الحق.
قاعدة:أدب الحذر من اتباع الهوى والأهواء
الانحراف عن القرآن والعترة
والانصراف وراء الزينة والدنيا يؤدي إلى الضلال والخذلان.
قاعدة:أدب الاعتبار بمصائب أهل
البيت
ما حصل لفاطمة الزهراء (عليها
السلام) يُعتبر علامة على موقف الأمة من الحق، وعلى المؤمن أن يتربّى على الاعتبار
بهذا الواقع التاريخي لتقوية التمسك بالعترة.
قاعدة:أدب التمييز بين الحق
والباطل
الوعي بأن من يقدّم البدائل عن أهل
البيت أو يزكّي الظالم يعتبر قلبه غافلاً أو أعمى عن الحق.
قاعدة:أدب اليقظة القلبية
كما ذكرت الآية: «القلوب التي في
الصدور» على المؤمن أن يفتح قلبه ويعي الحق، لا يكتفي بالبصر الخارجي أو بالظاهر الديني فقط.
قاعدة:أدب المودة والاقتداء
المودّة في أهل البيت ليست شعوراً
عابراً، بل هي قاعدة روحية أساسية للتقوى والنجاة، تربط القلب بالحق والولاية
الإلهية.
فالعمى يستمرُّ على أعداء آل محمّد
(صلّى الله عليه وآله وسلّم) وظالميهم والموالين لهم إلى يوم الكشف الذي قال الله
(عزَّ وجلَّ): ﴿لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ
غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ﴾ [ق: ٢٢]، و﴿يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ
مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ﴾ [غافر: ٥٢].
ثمّ أعجب من هذا ادِّعاء هؤلاء الصمّ
العمي أنَّه ليس في القرآن علم كلِّ شيء من صغير الفرائض وكبيرها، ودقيق الأحكام
والسُّنَن وجليلها، وأنَّهم لـمَّا لم يجدوه فيه احتاجوا إلى القياس والاجتهاد في
الرأي والعمل في الحكومة بهما، وافتروا على رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)
الكذب والزور بأنَّه أباحهم الاجتهاد، وأطلق لهم ما ادَّعوه عليه لقوله لمعاذ بن
جبل(١٦٥)، والله يقول: ﴿وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ
شَيْءٍ﴾ [النحل: ٨٩]، ويقول: ﴿مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ﴾
[الأنعام: ٣٨]، ويقول: ﴿وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ﴾ [يس:
١٢]، ويقول: ﴿وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَاباً﴾ [النبأ: ٢٩]، ويقول: قل:
﴿إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ﴾ [الأنعام: ٥٠]، ويقول: ﴿وَأَنِ
احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ﴾ [المائدة: ٤٩]، فمن أنكر أنَّ شيئاً من
أُمور الدنيا والآخرة وأحكام الدِّين وفرائضه وسُنَنه وجميع ما يحتاج إليه أهل
الشريعة ليس موجوداً في القرآن الذي قال الله تعالى فيه: ﴿تِبْيَاناً لِكُلِّ
شَيْءٍ﴾، فهو رادٌّ على الله قوله، ومفتر على الله الكذب، وغير مصدِّق بكتابه.
ولعمري لقد صدقوا عن أنفسهم
وأئمَّتهم الذين يقتدون بهم في أنَّهم لا يجدون ذلك في القرآن، لأنَّهم ليسوا من
أهله، ولا ممَّن أُوتي علمه، ولا جعل الله ولا رسوله لهم فيه نصيباً، بل خصَّ
بالعلم كلِّه أهل بيت الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) الذين آتاهم العلم، ودلَّ
عليهم، الذين أمر بمسألتهم، ليدلُّوا على موضعه من الكتاب الذي هم خزنته وورثته
وتراجمته.
قاعدة: شمولية القرآن لا نقصان
فيه ولا نقص علمي
استشهاد: ﴿نَزَّلْنَا عَلَيْكَ
الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ﴾ [النحل: ٨٩]، ﴿مَا فَرَّطْنَا فِي
الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ﴾ [الأنعام: ٣٨]القرآن كامل في بيان كل أحكام الدين والدنيا،
لا نقصان فيه ولا نقص علمي.
قاعدة: الإمام المبين خازن للكتاب
﴿وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي
إِمَامٍ مُبِينٍ﴾ [يس: ١٢]كل ما في القرآن من أحكام ومعارف وشرائع محفوظ ومفسَّر من
قبل الإمام المعصوم، وهم وحدهم مخازن العلم الإلهي.
قاعدة: النص على اتباع أهل البيت
«بل خص بالعلم كلّه أهل بيت الرسول ﷺ
الذين آتاهم العلم»الأمة مطالبة بالتمسّك بأهل البيت كمصدر للعلم التام وتفسير الكتاب،
وعدم تجاهلهم.
قاعدة: رفض الادعاء بالاجتهاد
المطلق بدونهم
تحذير من افتراء الكذب على الرسول ﷺ
وادعاء أنه أباح الاجتهاد المطلق القياس والاجتهاد البشري لا يغني عن الإرشاد المعصوم،
ومن أنكره يكون كاذبًا على الله ورسوله.
قاعدة :الجزاء والضلال لمن يخالف
الحق
«فالعمى يستمر على أعداء آل محمد»الابتعاد
عن أهل البيت وعن الهداية يؤدي إلى ضلال دائم وحرمان من البصيرة حتى يوم القيامة.
قاعدة:أدب التمسك بالكتاب مع أهل
بيته
الإيمان الكامل يتطلب اتباع القرآن
بالتزام مع أهل بيته الذين هم خزانته، فلا يُتبع الكتاب بمعزل عنهم.
قاعدة:أدب اليقظة من الغفلة
والادعاء
التحذير من من يزعم أنه مستغنٍ بعقله
وقياسه عن أهل البيت، فالادعاء بالاستغناء عنهم دليل غفلة وعمى قلبي.
قاعدة:أدب الاعتراف بالولاية
والإرشاد المعصوم
على المؤمن إدراك أن الإرشاد الكامل
لا يكون إلا من الإمام المعصوم، والاعتراف بالحقّ عندهم شرط لتفادي الضلال.
قاعدة: أدب التسليم للحق المطلق
«ومن أنكر شيئاً من أمور الدنيا
والآخرة… فهو مفتر على الله»المسلم يتعلّم أن التسليم للقرآن وعترته من أهل البيت
قاعدة أساسية للهداية والنجاة.
ولو امتثلوا أمر الله (عزَّ وجلَّ)
في قوله: ﴿وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ
لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ﴾ [النساء: ٨٣]، وفي قوله:
﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ [النحل: ٤٣]،
لأوصلهم الله إلى نور الهدى، وعلَّمهم ما لم يكونوا يعلمون، وأغناهم عن القياس
والاجتهاد بالرأي، وسقط الاختلاف الواقع في أحكام الدِّين الذي يدين به العباد،
ويجيزونه بينهم، ويدَّعون على النبيِّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) الكذب أنَّه
أطلقه وأجازه، والقرآن يحظره وينهى عنه حيث يقول (جلَّ وعزَّ): ﴿وَلَوْ كَانَ مِنْ
عِنْدِ غَيْرِ الله لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافاً كَثِيراً﴾ [النساء: ٨٢]، ويقول:
﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا
جَاءَهُمُ الْبَيِّناتُ﴾ [آل عمران: ١٠٥]، ويقول: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ الله
جَمِيعاً وَلَا تَفَرَّقُوا﴾ [آل عمران: ١٠٣]، وآيات الله في ذمِّ الاختلاف
والفرقة أكثر من أنْ تُحصى، والاختلاف والفرقة في الدِّين هو الضلال، ويجيزونه
ويدَّعون على رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أنَّه أطلقه وأجازه افتراءً
عليه، وكتاب الله (عزَّ وجلَّ) يحظره وينهى عنه بقوله: ﴿وَلَا تَكُونُوا
كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا﴾.
فأيُّ بيان أوضح من هذا البيان؟
وأيُّ حجَّة للخلق على الله بعد هذا الإيضاح والإرشاد؟ نعوذ بالله من الخذلان، ومن
أنْ يَكِلَنا إلى نفوسنا وعقولنا واجتهادنا وآرائنا في ديننا، ونسأله أنْ
يُثبِّتنا على ما هدانا له، ودلَّنا عليه، وأرشدنا إليه من دينه، والموالاة لأوليائه،
والتمسُّك بهم، والأخذ عنهم، والعمل بما أمروا به، والانتهاء عمَّا نُهُوا عنه،
حتَّى نلقاه (عزَّ وجلَّ) على ذلك، غير مبدِّلين ولا شاكِّين، ولا متقدِّمين لهم
ولا متأخِّرين عنهم، فإنَّ من تقدَّم عليهم مرَق، ومن تخلَّف عنهم غرَق، ومن
خالفهم مُحِقَ، ومن لزمهم لَحِقَ، وكذلك قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله
وسلّم).
قاعدة: الرجوع إلى أهل الذكر
استشهاد: ﴿وَلَو رَدُّوهُ إِلَى
الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ
يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ﴾ [النساء: ٨٣]كل ما يتعلق بالعلم الشرعي، والفقه، وأحكام
الدين يجب الرجوع فيه إلى أهل البيت أو أولي الأمر الذين نصبهم الله.
قاعدة: التمسك بالحق لمنع
الاختلاف
﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ
تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّناتُ﴾ [آل عمران:
١٠٥]الاختلاف في الدين بعد أن جاء البيان سبب للضلال، وواجب على الأمة التمسك بالمرجع
الحق.
قاعدة: الاعتصام بحبل الله
(القرآن والعترة)
﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ الله
جَمِيعاً وَلَا تَفَرَّقُوا﴾ [آل عمران: ١٠٣]التمسك بالقرآن والعترة كحبل متين يجمع
الأمة ويحصنها من الضلال.
قاعدة :النهي عن الاجتهاد المطلق
والانفراد بالرأي
التحذير من ادعاء الاجتهاد أو
التقدّم أو التأخر عن أهل البيت، لأن ذلك سبب للضلال والهلاك.
قاعدة: الجزاء للهداية أو الضلال
بحسب التمسك بأهل البيت
«من تقدّم عليهم مرَق، ومن تخلّف
عنهم غرَق، ومن خالفهم محق، ومن لزمهم لحِق»التمسك بهم سبب النجاة واللحق بالحق، والتخلف
أو المخالفة سبب الضلال والخسران.
قاعدة:أدب التوكل على الله في
التمسك بالهدى
الدعاء للثبات على هداية الله،
والرجوع إليه ولأوليائه، والاعتراف بأن الإنسان عاجز عن الوصول للحق بغيرهم.
قاعدة:أدب الحذر من الفرقة والاختلاف
الوعي بأن الفرقة والاعتماد على
الآراء الشخصية بدلاً من التمسك بالمرشدين المعصومين سبب للغفلة والضلال.
قاعدة:أدب التسليم الكامل لأهل
البيت
الاتباع بلا تقديم أو تأخير، ولا شك
أو تبديل، لأنهم المرجع الحق في الدين.
قاعدة:أدب الاعتراف بفضل الهداية
الإلهية
إدراك أن الهداية لا تكون إلا بتوفيق
الله، وأن الإغفال أو الخذلان يكون بسبب الاعتماد على النفس والعقل البشري وحده.
خلاصة
القواعد العقائدية المستفادة من الباب الثاني
القاعدة:الوصاية الإلهية ممتدّة بعد
النبي ﷺ
القاعدة:الاعتصام بحبل الله هو
الاعتصام بالكتاب والوصي معًا
القاعدة:لا انفكاك بين القرآن
والوصي، فلا يُفهم الدين إلا بهما معًا
القاعدة:الوصي هو جنب الله والسبيل
إلى رسول الله من بعده
القاعدة:الإمام هو المظهر الذي
يُفرّط فيه مَن فرّط في جنب الله،
القاعدة:ولاية عليّ عليه السلام
امتداد لحبل الله، فهي العصمة من الضلال في الدنيا والآخرة
القاعدة:لا تنفع التوبة والاستغفار
بلا ولاية الإمام، لأن الولاية شرط لقبول الأعمال
القاعدة:الهداية الأخروية متوقفة على
التمسك بالإمام، لا على الاجتهاد الفردي
القاعدة :المرجعية الرسالية بعد
النبي ﷺ
القاعدة: وحدة المصدرين في الهداية
القاعدة: العصمة في الهداية
القاعدة: الاستمرار إلى يوم القيامة
القاعدة: التساوي في المرتبة
الاعتبارية
القاعدة: التلازم بين القرآن والعترة
القاعدة: حصرية المرجعية العلمية
والتشريعية
القاعدة :الولاية بعد النبي ﷺ
القاعدة: السفينة
القاعدة باب الحطة
القاعدة الطهارة والعصمة لأهل البيت
(عليهم السلام)
القاعدة النهي عن التقدّم والتخلّف
والمخالفة
القاعدة العلم عند العترة
القاعدة النص القرآني في طاعتهم
القاعدة أن الله نصّبهم هداة
القاعدة العقوبة بالخذلان عند
مخالفتهم
القاعدة ضلال القياس والرأي في الدين
القاعدة تعريف الذكر الحقيقي
القاعدة حجية أهل الذكر
القاعدة التهاون بالذِّكر وعاقبته
القاعدة الشيطان خذولاً في الدنيا
والآخرة
القاعدة الهداية بالتزام القرآن
والعترة
القاعدة الذم والإنذار للمخالفين
القاعدة الانقلاب بعد النبي ﷺ
القاعدة العذاب والفتنة للمخالفين
القاعدة المودة في القربى
القاعدة تفضيل الهداية من أهل الحق
القاعدة إثبات الإمامة والولاية
العملية
القاعدة شمولية القرآن
القاعدة الإمام المبين خازن للكتاب
القاعدة النص على اتباع أهل البيت
القاعدة رفض الادعاء بالاجتهاد
المطلق بدونهم
القاعدة الجزاء والضلال لمن يخالف
الحق
القاعدة الرجوع إلى أهل الذكر
القاعدة التمسك بالحق لمنع الاختلاف
القاعدة الاعتصام بحبل الله (القرآن
والعترة)
القاعدة النهي عن الاجتهاد المطلق
والانفراد بالرأي
القاعدة الجزاء للهداية أو الضلال
بحسب التمسك بأهل البيت
تدلّ هذه القواعد العقائدية على أنّ
الهداية الإلهية بعد النبي ﷺ لم تُترك لاجتهاد الآراء ولا لقياس العقول، بل جُعلت
في الوصيّ والإمام المعصوم، بوصفه الامتداد الحقيقي للكتاب والسبيل المضمون إلى
الرسول. فالقرآن والعترة متلازمان لا يُفهم أحدهما إلا بالآخر، وهما معًا الحبل
الإلهي الذي يعصم من الضلال في الدنيا ويؤمّن النجاة في الآخرة. ومن ثمّ، فإنّ
المرجعية العلمية والتشريعية محصورة في أهل البيت (عليهم السلام)، والطاعة لهم شرط
لقبول الأعمال وضمان الاستقامة، أمّا الإعراض عنهم فمصيره الخذلان والفرقة
والضلال.
خلاصة
القواعد الروحية المستفادة من الباب الثاني
القاعدة: معرفة الإمام ليست نظرًا
بشريًا صرفًا، بل هي هداية قلبية من الله، يهوي القلب نحو وليّه.
القاعدة: الرسوخ في معرفة الإمام
ولايةً وطاعةً هي النجاة من النار.
القاعدة: المؤمنون الممتحَنون بولاية
الوصي مبعَدون عن النار.
القاعدة: لا طريق إلى حفظ الدين
والارتباط بالرسول إلا عبر وصيّه.
القاعدة: رقّة القلب علامة صفاء
الانتظار.
القاعدة: الانجذاب القلبي إلى الإمام
معيار الهداية.
القاعدة: البكاء والرجفة والاطمئنان
مظاهر المحبة الروحية للإمام.
القاعدة: الانتظار الحق يُولّد حالة
وجدانية من الخشوع والمحبة تُترجم بالبكاء والطمأنينة.
القاعدة: العلاقة بالإمام ليست
سياسية ولا شكلية، بل علاقة أبوة وحنان روحي تُنشئ قربًا وجوديًا عميقًا.
القاعدة: البشارة بالشهادة والجنّة
ثمرة الانتظار الصادق.
القاعدة: التمسك بالوصي بعد كتاب
الله هو وسيلة لحفظ القلب من الضلال، وهو امتداد للهداية الإلهية.
القاعدة: من آداب المنتظر أن يطلب
العلم النافع المتعلق بهدايته وولايته، لا الفضوليات.
القاعدة: لا يكتفي المنتظر بالعلم
النظري، بل يترجمه إلى سلوك وموقف عملي.
القاعدة: على المنتظر أن يُظهر تعلقه
العاطفي والروحي بالإمام، لا مجرد التزام عقلي جاف.
القاعدة: الاعتراف بفضل أولياء
الإمام والالتماس دعاءهم من مظاهر الأدب الروحي للمنتظر.
القاعدة: علامة التوفيق الإلهي هي
الإيمان بالولاية والسير في خطها.
القاعدة: أدب الاستعداد للقاء النبوي
الأخروي.
القاعدة: أدب التمسك بحبل الله
الجامع.
القاعدة: أدب الحذر من الضلال.
القاعدة: أدب محبة العترة والقرآن
معًا.
القاعدة: أدب التطلّع إلى الاستمرار
الإلهي.
القاعدة: أدب التلقي عن العترة.
القاعدة: أدب النجاة بالولاء.
القاعدة: أدب الخضوع والتسليم.
القاعدة: أدب الاستزادة الروحية.
القاعدة: أدب البصيرة واليقظة.
القاعدة: أدب عدم التقدّم ولا
التأخّر عن أهل البيت.
القاعدة: أدب التسليم الكامل.
القاعدة: أدب طلب العلم من أهله.
القاعدة: أدب الاقتداء بالحق
والبراءة من الباطل.
القاعدة: أدب الحذر من الغرور
الديني.
القاعدة: أدب التبصّر بمصير
الظالمين.
القاعدة: أدب التمسك بالذكر الحق.
القاعدة: أدب اليقظة من مصاحبة
الخليل الضال.
القاعدة: أدب إدراك الحقيقة قبل
التفرّق.
القاعدة: أدب الاعتراف بالخطأ
والندم.
القاعدة: قاعدة الذم والإنذار
للمخالفين.
القاعدة: قاعدة الانقلاب بعد النبي ﷺ.
القاعدة: قاعدة العذاب والفتنة
للمخالفين.
القاعدة: قاعدة المودة في القربى.
القاعدة: قاعدة تفضيل الهداية من أهل
الحق.
القاعدة: قاعدة إثبات الإمامة
والولاية العملية.
القاعدة: قاعدة شمولية القرآن.
القاعدة: قاعدة الإمام المبين خازن
للكتاب.
القاعدة: قاعدة النص على اتباع أهل
البيت.
القاعدة: قاعدة رفض الادعاء
بالاجتهاد المطلق بدونهم.
القاعدة: قاعدة الجزاء والضلال لمن
يخالف الحق.
القاعدة: أدب التوكل على الله في
التمسك بالهدى.
القاعدة: أدب الحذر من الفرقة
والاختلاف.
القاعدة: أدب التسليم الكامل لأهل
البيت.
القاعدة: أدب الاعتراف بفضل الهداية
الإلهية.
إنَّ القواعد الروحية المستفادة من
هذا الباب تؤكد أن العلاقة بالإمام ليست نظرًا عقليًا جافًا ولا انتماءً سياسيًا
شكليًا، بل هي هداية قلبية وبصيرة إلهية تهوي بالقلب نحو وليّه. فالمعرفة الحقّة
هي ولايةٌ تُثمر خشوعًا، بكاءً، وطمأنينة، وتُترجم إلى سلوك عملي واستعداد للشهادة
واللقاء الأخروي. والمنتظر الحق يتأدب بالتمسّك بالوصي بعد الكتاب، بالتواضع،
والتسليم، وبالابتعاد عن الغرور والفرقة، طالبًا للعلم النافع، ومستزيدًا من
البصيرة والمحبة، حتى يكون في خط العصمة ممتدًا بحبل الله، ناظرًا بعين اليقظة إلى
مصير الظالمين، مستمسكًا بذكر الله وأوليائه، فينال نور الهداية وكرامة النجاة.
القواعد العقائدية
المستخلصة من الحديث الأول
القواعد الروحية
المقرّرة في الحديث
القواعد العقائدية
المستخلصة من الحديث الثاني
القواعد الروحية
المقرّرة في الحديث
خلاصة القواعد العقائدية
المستفادة من الباب الثاني
خلاصة القواعد الروحية
المستفادة من الباب الثاني
تعليقات
إرسال تعليق