من كتاب هذا يوم الجمعة شرح زيارة صاحب الزمان عجل الله فرجه يوم الجمعة
هذا يوم
الجمعة
وهو يومك المتوقع فيه ظهورك
شرح زيارة صاحب الزمان عجل
الله فرجه يوم الجمعة
عباس عزيز الحلفي
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ
اللهِ في اَرْضِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عَيْنَ اللهِ في خَلْقِهِ، اَلسَّلامُ
عَلَيْكَ يا نُورَ اللهِ الَّذي يَهْتَدي بِهِ الْمُهْتَدُونَ وَيُفَرَّجُ بِهِ
عَنِ الْمُؤْمِنينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الْمُهَذَّبُ الْخائِفُ،
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الْوَلِيُّ النّاصِحُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا
سَفينَةَ النَّجاةِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عَيْنَ الْحَياةِ، اَلسَّلامُ
عَلَيْكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْكَ وَعَلى آلِ بَيْتِكَ الطَّيِّبينَ الطّاهِرينَ،
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ عَجَّلَ اللهُ لَكَ ما وَعَدَكَ مِنَ النَّصْرِ وَظُهُورِ
الاَْمْرِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ، اَنَا مَوْلاكَ عارِفٌ بِاُولاكَ
وَاُخْراكَ اَتَقَرَّبُ اِلَى اللهِ تَعالى بِكَ وَبِآلِ بَيْتِكَ، وَاَنْتَظِرُ
ظُهُورَكَ وَظُهُورَ الْحَقِّ عَلى يَدَيْكَ وَأَسْأَلُ اللهَ اَنْ يُصَلِّيَ عَلى
مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاَنْ يَجْعَلَنى مِنَ الْمُنْتَظِرينَ لَكَ
وَالتّابِعينَ وَالنّاصِرينَ لَكَ عَلى اَعْدائِكَ وَالْمُسْتَشْهَدينَ بَيْنَ
يَدَيْكَ في جُمْلَةِ اَوْلِيائِكَ، يا مَوْلايَ يا صاحِبَ الزَّمانِ صَلَواتُ
اللهِ عَلَيْكَ وَعَلى آلِ بَيْتِكَ هذا يَوْمُ الْجُمُعَةِ وَهُوَ يَوْمُكَ
الْمُتَوَقَّعُ فيهِ ظُهُورُكَ وَالْفَرَجُ فيهِ لِلْمُؤْمِنينَ عَلى يَدَيْكَ
وَقَتْلُ الْكافِرينَ بِسَيْفِكَ وَاَنَا يا مَوْلايَ فيهِ ضَيْفُكَ وَجارُكَ
وَاَنْتَ يا مَوْلايَ كَريمٌ مِنْ اَوْلادِ الْكِرامِ وَمَأْمُورٌ بِالضِّيافَةِ
وَالاِْجارَةِ فَاَضِفْني وَاَجِرْني صَلَواتُ اللهِ عَلَيْكَ وَعَلى اَهْلِ
بَيْتِكَ الطّاهِرينَ .
ما دام لكلّ يومٍ من أيّام الأسبوع صلةٌ بأحد المعصومين (عليهم السلام)، فتعطيره بزيارة ذلك الإمام هو تجديدٌ للولاية عن وعيٍ ومعرفة، وارتواءٌ من أنوارهم عن حبٍّ وشوق، لنحيا العمر كلّه بالقرب من أهل بيت النبوّة، ونستنير بهم في العقل والقلب معاً.
إنّ زيارة إمام العصر والزمان (عجّل
الله تعالى فرجه الشريف) في يوم الجمعة، ليست مجرّد عبادة مستحبّة، بل هي ممارسة
معرفيّة وعقديّة عميقة؛ إذ تُرسّخ في الوجدان حقيقة الإمامة المستمرة، وتُجدّد في
القلوب البيعة للوليّ الحاضر الغائب، وتُبرهن على أنّ الارتباط به هو إثبات للحقّ
الإلهي في الأرض، وامتثال لوصيّة النبيّ الأعظم (صلّى الله عليه وآله) في وجوب
التمسّك بالحجّة الإلهي. فالزيارة في هذا اليوم المبارك تمثّل شاهداً حيّاً على
دوام الحُجّة، وعلى أنّ معرفته شرطٌ في الدين، وأنّ الإقرار بولايته هو سبيل
الثبات على الصراط المستقيم.
بل زيارة مولانا صاحب العصر والزمان
(أرواحنا فداه) في يوم الجمعة، نافذةٌ من نور تفتح لنا أبواب القرب، وتسكب في
أرواحنا ماء الطمأنينة. هي تجديد عهد، ونبضُ محبّة، واعترافٌ بأنّ الحقّ قائمٌ في
حضرته، وأنّ الأرض لا تخلو من وليّ الله. في كلّ سلام نُرسله إليه، نشهد أنّه
الحبل الموصول بين السماء والأرض، ونُعلن شوقنا إلى لقائه الذي هو لقاء النور
بالقلوب، ولقاء الحقّ بالعارفين به.
احاديث المعصومين عليهم السلام في يوم الجمعة
عن الإمام
جعفر الصادق : «الجمعة عيد للمسلمين وهو أفضل من الفطر والأضحى» : وسائل الشيعة، حديث رقم9635.
بيان: العيد في حقيقته عودة إلى
الأصل، ويوم الجمعة هو عودة الوجود إلى مقام التوحيد والاجتماع على الله، لذلك كان
أفضل من أعياد مرتبطة بواقعة أو شعيرة.
وبعبارة اخرى الأعياد الأخرى (الفطر، الأضحى) مرتبطة بواقعة
مخصوصة أو عبادة محددة كالصيام والحج، أمّا يوم الجمعة فليس مقيدًا بحادثة معينة،
بل هو رجوعٌ دوريّ إلى أصل الاجتماع الإلهي. ومن هنا كان الجمعة عيدًا في ذاته،
لأنه يوم عودة الكون والإنسان إلى الله عبر الصلاة الجامعة، ويوم الانتظار لظهور
المخلّص الإلهي الذي يحيي سنن الأنبياء ويملأ الأرض عدلًا بعد ظلم.
ما طلعت الشمس بيوم أفضل من يوم الجمعة
وجاء في الكافي عن أبي بصير قال:
سمعت أبا جعفر -الإمام محمد الباقر - يقول: «ما طلعت الشمس بيوم أفضل من يوم
الجمعة» . الكليني: الكافي ج3صـ413.
تفوّق الجمعة على الزمان فكما أنّ
الكعبة مركز المكان، فالجمعة مركز الزمان، فهو لحظة يتجلّى فيها الكمال الإلهي على
دورة الأيام.
فقول الإمام الباقر (عليه السلام):
«ما طلعت الشمس بيوم أفضل من يوم الجمعة» يدل على أن يوم الجمعة ليس يوماً عادياً
بل هو يوم مصطفى من بين الأيام. وهذا الاصطفاء سنة إلهية جارية؛ كما اصطفى الله
أنبياء من بين البشر، وأوصياء من بين الأمم، وأماكن مخصوصة للعبادة، فقد اصطفى
أيضاً زماناً مخصوصاً للفيض الإلهي الأوسع.
اختارالله عزوجل من الأيام الجمعة
وفيه عن الإمام جعفر الصادق قال: « إن الله اختار من كل شيء شيئاً، فاختار من الأيام الجمعة»
. الكليني: الكافي ج3صـ413.
الجمعة ليست مجرّد يومٍ زمنيّ، بل هي
تجلٍّ لمقام الاصطفاء الإلهي؛ فيه ينكشف وجه خاص من العناية الربّانية.
وهذا الوجه هو ارتباط الجمعة بالحجّة
الإلهية في الأرض، إمام الزمان (عجّل الله تعالى فرجه الشريف).
أولاً: الجمعة هو يوم الاجتماع،
والاجتماع لا يتمّ إلا بإمامٍ جامعٍ للحقّ، وصاحب الزمان هو الإمام الجامع الذي به
يلتئم شمل الأمة، وبه تُرفع أسباب الفرقة (أينَ جامِعُ الكَلِمَةِ عَلى التَّقوى).
ثانياً: الجمعة هو يوم الوعد، ومن
أسمى وعود الله قيام القائم بالدولة الكريمة التي يملأ الله بها الأرض قسطاً
وعدلاً كما مُلئت ظلماً وجوراً. ففضيلة يوم الجمعة تستمدّ كمالها من أنّه يومُ
الظهور الموعود.
ثالثاً: الجمعة هو وعاءٌ لفيض خاص،
كما أنّ الإمام هو وعاء الفيض الإلهي المستمر. والارتباط بين الفيض الزماني
(الجمعة) والفيض الشخصي (الإمام) يكشف أن اختيار الجمعة ليس صدفة بل هو تجلٍّ
لحقيقة الولاية.
عن الإمام علي الرضا قال: قال رسول
الله : «إن يوم الجمعة سيد الأيام يضاعف الله فيه الحسنات ويمحو فيه السيئات ويرفع
فيه الدرجات ويستجيب فيه الدعوات ويكشف فيه الكربات ويقضي فيه الحوائج العظام» .
الكليني: الكافي ج3صـ413.
النبي صلى الله عليه وآله يصف الجمعة
بأنّه سيد الأيام، والسيادة هنا ليست سيادة كمية (بكثرة الحسنات أو تعدّد البركات)
بل هي سيادة كيفية، تعني أنّ يوم الجمعة هو اليوم الذي تتكثّف فيه الأسرار وتتحوّل
فيه الحدود إلى آفاق مفتوحة:
الحسنات فيه لا تبقى محدودة بعدد، بل
تتحوّل إلى نور ممتدّ.
السيئات لا تمحى بمعيار الحساب
العادي، بل تُمحى جذورها من النفس.
الدعوات لا يُستجاب منها ما يوافق
الظاهر فحسب، بل ما يفتح على أبواب الغيب.
الكربات لا تُكشف جزئياً، بل تُرفع
بكشف ستار الضيق ليظهر سعة الرحمة.
وهذا المعنى يرتبط مباشرةً بـ إمام
الزمان (عجّل الله فرجه):
فهو سيد الزمان كما الجمعة سيد
الأيام، وكما يجمع الجمعة البركات في ظرف يومٍ واحد، يجمع الإمام كلّ الفيض الإلهي
في شخصه الشريف.
الجمعة يوم رفع الدرجات وقضاء
الحوائج العظام، وهذا لا يتمّ إلا بتمام الولاية؛ إذ إنّ تمام الحوائج هو في بسط
العدل الإلهي، ولا يكون ذلك إلا في الدولة المهدوية الكريمة.
الجمعة يوم كشف الكربات، وأعظم كربة
للأمة هي كربة الغيبة، وأعظم كشف هو كشفها بالظهور المبارك.
فالسيادة الكيفية ليوم الجمعة إنّما
تكمل وتتجلّى بتمامها في زمن الظهور: حين يمحو الله بسيادة القائم كلّ ظلم وجور،
ويُضعف الحسنات بفيض دولته، ويكشف الكربة الكبرى عن العالم، ويقضي الحاجة العظمى
للبشرية بالعدل والقسط.
عن عبدالله بن سنان قال: قال أبو عبدالله –جعفر الصادق
-: «فضّل الله الجمعة على غيرها من الأيام، وإن الجنان لتزخرف وتزيّن يوم الجمعة لمن
أتاها، وإنكم تتسابقون إلى الجنة على قدر سبقكم إلى الجمعة،
وإن أبواب السماء لتفتح لصعود أعمال العباد» . الكليني: الكافي ج3صـ413.
قوله (عليه السلام ): «فضّل الله
الجمعة على غيرها من الأيام»
وهذا الاصطفاء يكشف أنّ الجمعة حامِل
سرٍّ غيبي يتجاوز الظاهر، وهو الارتباط بـ إمام الزمان، الذي هو بدوره المصطفى من بين
الخلق. فالجمعة سيد الأيام، كما أنّ المهدي سيد الزمان.
قوله (عليه السلام ): «وإن الجنان
لتزخرف وتزيّن يوم الجمعة لمن أتاها»
أنّ الجنّة تتزيّن لاستقبال الواردين
يوم الجمعة، أي أنّ البرزخ والآخرة يتفاعلان مع الزمان الدنيوي. وهذا المعنى يفتح لنا
أفقاً مهدوياً: كما أنّ الجنان تستعدّ يوم الجمعة للداخلين، فإنّ الأرض أيضاً تستعدّ
يوم الجمعة لاستقبال وعد الظهور. فالجمعة هو يوم تهيئة الأرض والسماء، وهو رمز اليوم
الموعود الذي فيه تُزخرف الأرض بزينة العدل بعد طول الجور.
التسابق إلى الجنّة بقدر التسابق إلى الجمعة
قوله (عليه السلام ): «وإنكم
تتسابقون إلى الجنة على قدر سبقكم إلى الجمعة»
السبق إلى الجمعة ليس في الحضور الجسدي
فقط، بل في السبق إلى معرفة صاحب الجمعة، أي السبق في إدراك حجّة الله في الزمان. فالمؤمنون
يتفاوتون في مقاماتهم في الآخرة، كما يتفاوتون في مقاماتهم في الدنيا بمدى وعيهم بولاية
صاحب العصر عجل الله فرجه. فالسباق الحقيقي ليس إلى مكان الصلاة فحسب، بل إلى مقام
الإمام الذي هو "باب الله" و"باب الجنة".
قوله (عليه السلام): «وإن أبواب
السماء لتفتح لصعود أعمال العباد»
فتح أبواب السماء يوم الجمعة يرمز إلى
انفتاح العلاقة بين الأرض والسماء، وانعدام الحجب. وهذا لا يتمّ في صورته التامة إلا
بظهور الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، الذي به ينفتح باب السماء الأعظم: باب الدولة
الكريمة، حيث ترتفع الأعمال خالصة، وتتنزّل البركات بتمامها. وكأنّ الجمعة صورة مصغّرة
لذلك الفتح الكوني الأعظم.
يبعث الله الجمعة يوم القيامة أمام الايام يشهد ويشفع
كتاب العروس: للشيخ الفقيه أبي محمد
جعفر بن أحمد بن علي القمي باسناده عن الصادق جعفر بن محمد عليه السلام قال: أما
إذا كان يوم القيامة بعث الله الأيام في صور يعرفها الخلق أنها الأيام، ثم يبعث الله الجمعة أمامها يقدمها كالعروس ذات جمال وكمال
تهدى إلى ذي دين ومال، قال: فتقف على باب الجنة والأيام خلفها يشهد، ويشفع لكل من
أكثر الصلاة فيه على محمد وآل محمد عليهم السلام، قيل له وكم الكثير من هذا وفي أي
أوقات أفضل، قال: مائة مرة، وليكن ذلك بعد صلاة العصر قال:فكيف أقول: قال تقول:
اللهم صل على محمد وآل محمد، وعجل فرجهم.( بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٨٦
- الصفحة ٣٥٣)
بيان: يقول الحديث: "فتقف على
باب الجنة والأيام خلفها يشهد، ويشفع لكل من أكثر الصلاة على محمد وآل محمد".
يوم الجمعة ليس مجرد وقت، بل هو كيان
حيّ يشهد ويشفع، أي أن الزمان نفسه خاضع للأمر الإلهي ويشارك في التكريم الإلهي
للأعمال الصالحة.
ربط بالإمام المهدي: الإمام المهدي
هو وسيط عالمي بين الأرض والسماء، يشهد للحق ويقود البشر إلى البرّ، ويُستكمَل
بذكره والصلاة عليه ما يحقق الشفاعة والمقام العظيم. فالجمعة تهيئ الإنسان للتفاعل
مع الفيض الإلهي الذي يكشفه الإمام.
يوم الجمعة فان الله يجمع فيه الاولين
والآخرين للحساب
عن الحسن بن عبد الله ، عن آبائه ،
عن جده الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام في حديث طويل قال : جاء نفر من
اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فسأله أعلمهم عن أشياء فكان فيما سأله
أخبرنا عن سبع خصال أعطاك الله من بين النبيين وأعطى امتك من بين الامم ؟ فقال
النبي : أعطاني الله عزوجل فاتحة الكتاب والاذان والجماعة في المسجد ويوم الجمعة
والصلاة على الجنائز والاجهار في ثلاث صلوات والرخصة لامتي عند الامراض والسفر ،
والشفاعة لاصحاب الكبائر من امتي .
قال اليهودي : صدقت يامحمد فما جزاء
من قرأ فاتحة الكتاب ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه واله من قرأ فاتحة الكتاب
أعطاه الله عزوجل بعدد كل آية نزلت من السماء ثواب تلاوتها وأما الاذان فإنه يحشر
المؤذنون من أمتي مع النبيين والصديقين والشهداء و الصالحين . وأما الجماعة فإن
صفوف امتي في الارض كصفوف الملائكة في السماء ، و الركعة في جماعة أربع وعشرون
ركعة كل ركعة أحب إلى الله عزوجل من عبادة أربعين سنة ، وأما يوم الجمعة فان الله
يجمع فيه الاولين والآخرين للحساب فمامن مؤمن
مشى إلى الجماعة إلا خفف الله عزوجل
عليه أهوال يوم القيامة ثم يجازيه الجنة وأما الاجهار فإنه يتباعد منه لهب النار
بقدر ما يبلغ صوته ويجوز على الصراط ويعطي السرور حتى يدخل الجنة ، وأما السادس
فإن الله عزوجل يخفف أهوال يوم القيامة لامتي كما ذكر الله في القرآن ، وما من
مؤمن يصلى على الجنائز إلا أوجب الله له الجنة إلا أن يكون منافقا أو عاقا ، وأما
شفاعتي ففي أصحاب الكبائر ما خلا أهل الشرك والظلم .
قال : صدقت يا محمد وأنا أشهد أن الا
إله إلا الله وأنك عبده ورسوله خاتم النبيين وإمام المتقين ، ورسول رب العالمين ،
فلما أسلم وحسن إسلامه أخرج رقا أبيض فيه جميع ما قال النبي صلى الله عليه وآله
وقال : يا رسول الله والذي بعثك بالحق نبيا ما استنسختها إلا من الالواح التي كتب
الله عزوجل لموسى بن عمران ولقد قرأت في التوراة فضلك حتى شككت فيه يا محمد ، ولقد
كنت أمحو اسمك منذ أربعين سنة من التوراة وكلما محوته
وجدته مثبتا فيها ، ولقد قرأت في
التوراة أن هذه المسائل لا يخرجها غيرك ، وأن في الساعة التي ترد عليك فيها هذه
المسائل يكون جبرئيل عن يمينك وميكائيل عن يسارك ووصيك بين يديك ، فقال رسول الله
صلى الله عليه وآله : صدقت هذا جبرئيل عن يميني وميكائيل عن يساري ووصيي علي بن
أبي طالب بين يدي فآمن اليهودي وحسن إسلامه . (الخصال - الشيخ الصدوق - الصفحة ٣٥٥)
الجمعة بين النبوّة والمهدي
بيان: الرواية تصرّح: «وأما يوم
الجمعة فإن الله يجمع فيه الأولين والآخرين للحساب»فيوم الجمعة رمز لليوم الآخر،
ويوم القيامة هو يوم الظهور الأعظم للعدل الإلهي.
الإمام المهدي هو مرآة القيامة،
ظهوره يوم الجمعة يشير إلى أنّ عصره هو البداية الفعلية لتجلي عدل القيامة في
الدنيا قبل الآخرة. فالجمعة رمز الجمع، وظهوره جمعٌ للكلمة، وقطعٌ للفرقة.
الرواية عدّت يوم الجمعة من أعظم
المنح الإلهية للنبي وأمته فالجمعة ليست يومًا عاديًا، بل هو يوم الميثاق مع الله
ورسوله.
ويوم الجمعة هو يوم صاحب الزمان؛ فيه
يقرأ دعاء الندبة، وتُجدد فيه البيعة، وتُرتقب فيه أنوار ظهوره. فهو يوم الانتقال
من الرسالة الأولى إلى الرسالة المتجددة في ولاية القائم.
جمع الله عزوجل الخلق لولايتنا يوم الجمعة
حدثنا أبي رضي الله عنه قال : حدثنا
محمد بن يحيى العطار ، عن سهل ابن زياد الادمي قال : حدثنا أبوالحسن عمر [ و ] بن
سفيان الجرجاني رفع الحديث إلى أبي عبد
الله عليه السلام أنه قال لرجل من مواليه : يا فلان مالك لم تخرج ؟ قال : جعلت
فداك اليوم الاحد ، قال : وما للاحد ؟ قال الرجل : للحديث الذي جاء عن النبي صلى
الله عليه وآله أنه قال : احذروا حد الاحد فإن له حدا مثل حد السيف ، قال : كذبوا
كذبوا ما قال ذلك رسول الله صلى الله علية وآله فإن الاحد اسم من أسماء الله عزوجل
، قال : قلت : جعلت فداك فالاثنين ؟ قال : سمي باسمهما ، قال الرجل : فسمي باسمهما
ولم يكونا ، فقال له أبو عبد الله : إذا حدثت فافهم أن الله تبارك وتعالى قد علم
اليوم الذي يقبض فيه نبيه صلى الله عليه وآله واليوم الذي يظلم فيه وصيه فسماه
باسمهما ، قال : قلت : فالثلثاء قال : خلقت يوم الثلثاء النار وذلك قوله تعالى
" انطلقوا إلى ماكنتم به تكذبون * انطلقوا إلى ظل ذي ثلث شعب لا ظليل ولا
يغني من اللهب " قال : قلت :
فالاربعاء ؟ قال : بنيت أربعة أركان النار يوم الاربعاء ، قال : قلت : فالخميس ؟
قال : خلق الله الجنة يوم الخميس ، قال :
قلت : فالجمعة ؟ قال : جمع الله عزوجل الخلق لولايتنا يوم الجمعة قال : قلت :
فالسبت ؟ قال : سبتت المللائكة لربها يوم السبت فوجدته لم يزل واحدا .( الخصال -
الشيخ الصدوق - الصفحة ٣٨٤ )
الولاية هي سرّ الوجود
بيان: الخلق الولاية هي الغاية
النهائية للخلق، وهي العروة الوثقى التي بها يُقبل العمل أو يُرد.
فعَنْ أَبِي عَبْداللَّه عليه السلام قال : ولايتنا وِلَايَة اللَّهِ
الَّتِي لَمْ يَبْعَثْ نَبِيًّا قَطُّ إلَّا بِهَا (الكافي - الشيخ الكليني - ج ١
- الصفحة ٤٣٧).
وعَنْ أَبِي الْحَسَنِ عليه السلام قال : وِلَايَة عَلِيّ عَلَيْهِ
السَّلَامُ مَكْتُوبَةً فِي جَمِيعِ صُحُف الْأَنْبِيَاء وَلَن يَبْعَثُ اللَّهُ
رَسُولًا إِلا بِنُبُوَّة مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَوَصِيَّة
عَلِيّ عَلَيْهِ السَّلَامُ .( الكافي - الشيخ الكليني - ج ١ - الصفحة ٤٣٧).
الولاية ليست حكمًا عابرًا أو مسألة تاريخية بعد وفاة النبي، بل هي أصل
مكتوب في جميع صحف الأنبياء.
أي أن الأنبياء جميعًا كانوا
ممهِّدين لهذا العهد.
فكما أن ولاية علي كانت مكتوبة في
صحف الأنبياء، كذلك دولة القائم مكتوبة في صحف الأنبياء (إذ بشّروا به وبدولته).
فالإمام المهدي هو الامتداد الطبيعي لوصاية علي عليه السلام " (ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن
الأرض يرثها عبادي الصالحون).
ويخرج قائمنا أهل البيت يوم الجمعة
حدثنا أبي رضي الله عنه قال : حدثنا
سعد بن عبد الله ، عن يعقوب بن - يزيد ، عن محمد بن أبي عمير ، عن غير واحد ، عن
أبي عبد الله عليه السلام قال : السبت لنا ، والاحد لشيعتنا ، والاثنين لاعدائنا ،
والثلثاء لبني امية ، والاربعاء يوم شرب الدواء ، والخميس تقضى فيه الحوائج ،
والجمعة للتنظف والتطيب ، وهو عيد المسلمين وهو أفضل من الفطر والاضحى ، ويوم
الغدير أفضل الاعياد ، وهو ثامن عشر من ذي الحجة وكان يوم الجمعة ، ويخرج قائمنا
أهل البيت يوم الجمعة ، ويقوم القيامة يوم الجمعة ، وما من عمل يوم الجمعة أفضل من
الصلاة على محمد وآله .( وسائل الشيعة (آل البيت) - الحر العاملي - ج ٧ - الصفحة
٣٨١)
بيان: ظهور الإمام المهدي عليه السلام يوم الجمعة ليس
اعتباطيًا، بل تجسيد لمبدأ الولاية الجامعة، فهو اليوم الذي يجتمع فيه الخلق على
ميثاق الولاية.
والإمام يمثل استمرار الوصاية
الإلهية بعد النبي، ويوم الجمعة هو موعد انبلاج هذه الولاية للعالم.
الجمعة لله تعالى ولساير الناس جميعا
عن محمد بن علي بن الشاه، عن أبي بكر
بن عبد الله النيشابوري عن عبد الله بن أحمد بن عامر، عن أبيه وعن أحمد بن إبراهيم
الخوزي، عن إبراهيم ابن مروان، عن جعفر بن محمد الفقيه، عن أحمد بن عبد الله
الهروي وعن الحسين بن محمد الأشناني العدل، عن علي بن محمد بن مهرويه، عن داود بن
سليمان كلهم عن الرضا، عن أبيه، عن الصادق عليه السلام قال: السبت لنا، والأحد
لشيعتنا، والاثنين لبني أمية، والثلاثا لشيعتهم، والأربعا لبني العباس، والخميس
لشيعتهم، والجمعة لله تعالى ولساير الناس جميعا، وليس فيه سفر، قال الله تبارك
وتعالى (فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله) يعنى يوم السبت
. (وسائل الشيعة (آل البيت) - الحر العاملي - ج ١١ - الصفحة ٣٥٧)
بيان: هذا التعبير يضع الجمعة في
موقع التحرر من الانتماءات الفئوية والسلطوية، فبينما نُسبت أيام أخرى إلى فِرق أو
سلطات (الأحد للشيعة، الاثنين لبني أمية، الثلاثاء لشيعتهم، الأربعاء لبني
العباس...)، فإنّ الجمعة منسوبة إلى الله مباشرة.
المعنى: يوم الجمعة لا يُختَزَل في
لون سياسي أو هوية مذهبية، بل هو يوم الانفتاح الإلهي العام على البشرية كلها.
احاديث المعصومين عليهم السلام في يوم الجمعة
ما طلعت الشمس بيوم أفضل من يوم الجمعة
اختارالله عزوجل من الأيام الجمعة
التسابق إلى الجنّة بقدر التسابق إلى الجمعة
يبعث الله الجمعة يوم القيامة أمام الايام يشهد ويشفع
يوم الجمعة فان الله يجمع فيه الاولين
والآخرين للحساب
جمع الله عزوجل الخلق لولايتنا يوم الجمعة
ويخرج قائمنا أهل البيت يوم الجمعة
الجمعة لله تعالى ولساير الناس جميعا
الجُمُعَةِ سَيِّدُ الأَيّامِ وفيه ِ خَمسُ
خِصالٍ
الجمعة كصلة بين العبادة والولاية
قراة السور القرانية في يوم الجمعة
كل ملك مقرب ونبي مرسل يدعوا لقارئ آية الكرسي على التنزيل يوم الجمعة .
الامام السجاد عليه السلام إذا أصبح لا
يقرأ غيرها حتى تزول الشمس
قرأ ة سورة الصافات في كل يوم جمعة
قرأ سورة إبراهيم والحجر في كل جمعة
قرأة الجحد عشرا قبر طلوع الشمس
أكثروا المسألة يوم الجمعة والدعاء،
دعاء في يوم الجمعة ثوابه لم يكتب عليه
ذنب سنة.
الجمعة عيد من أعياد أمة محمد صلوات الله
عليه وآله
من السنة الصلاة على محمد وآل محمد ألف
مرة في يوم الجمعة
أفضل عمل يوم الجمعة الصلوات على محمد
وآل محمد،
الصلاة على يوم النبي واله صلوات الله
عليهم الجمعة مائة مرة
زيارة النبي صلى الله عليه وآله والأئمة
عليهم السلام
تنزل ملائكة من السماء معها أقلام الذهب
وصحف الفضة
الصلاة يوم الجمعة، والانتشار يوم السبت
صلاة جعفر بن أبي طالب أفضل أوقاتها يوم
الجمعة
في الجمعة يغفر للعباد وتنزل الرحمة
غسل الجمعة مع الدعاء كان طهرا له من الجمعة
إلى الجمعة
غسل الجمعة ليس شئ من التطوع أعظم منه
غسل الجمعة: قضاؤه جائز وتركه فسق
غسل الرأس بالخطمى يوم الجمعة أمان من الصداع
من اغتسل يوم الجمعة محيت ذنوبه وخطاياه
والله لانت أعجز من تارك الغسل يوم الجمعة
وعليكم بالسنن يوم الجمعة، وهي سبعة
من قص أظافيره نفى الله عنه الفقر
قص الشارب، ونتف الإبط، وتقليم الأظافير،
والغسل، ولبس أفضل ثيابك، وتطيب للجمعة
أعطي بكل قلامة وجزازة عتق رقبة من ولد
إسماعيل
أخرج الله من أنامله الداء، وأدخل فيه
الدواء
لله حق على كل محتلم في كل جمعة
ان الله يطلع على الأرض يوم الجمعة ليضاعف
الحسنات
الصدقة يوم الجمعة تضاعف أضعافا
فضل يوم الجمعة على غيره من الأيام
النساء عليهن التطيب والتزين في الجمعة
العجوز والعائق عليهما من التطيب يوم الجمعة
النبي صلى الله عليه وآله إذا أراد أن
يدخل البيت دخل يوم الجمعة
أكل رمانة يوم الجمعة على الريق
أكل سبع ورقات هندباء يوم الجمعة
من تمثل ببيت شعر من الخنا يوم الجمعة
لم تقبل منه صلاة في يومه
في يوم الجمعة ساعة لا يحتجم فيها أحد
إلا مات
يوم الجمعة عنوان واسم لسورة كاملة من
القرآن الكريم
الارتباط بين الجمعة والامام المهدي عجل
الله فرجه
لم يمت حتى يدرك القائم المهدي عليه السلام
المقام الاول : السَّلامُ عَلَيكَ يا حُجَّةَ الله في أرضِهِ،
المقام الثاني : السَّلامُ عَلَيكَ يا
عَينَ الله في خَلقِهِ،
المقام الرابع: السَّلامُ عَلَيكَ أيُّها المُهَذَّبُ الخائِفُ،
المقام الخامس: السَّلامُ عَلَيكَ أيُّها
الوَليُّ النّاصِحُ،
المقام السادس: السَّلامُ عَلَيكَ يا سَفينَةَ
النَّجاةِ،
المقام السابع :السَّلامُ عَلَيكَ يا عَينَ
الحياةِ،
المقام الثامن: السَّلامُ عَلَيكَ صَلّى
اللهُ عَلَيكَ وَعَلى آلِ بَيتِكَ الطَّيِّبينَ الطَّاهِرينَ،
المقام التاسع: السَّلامُ عَلَيكَ، عَجَّلَ
الله لَكَ ما وَعَدَكَ مِنَ النَّصرِ وَظُهورِ الأمرِ،
المقام العاشر: السَّلامُ عَلَيكَ يا مَولايَ
أنا مَولاكَ عَارِفٌ بِأُولاكَ واُخراكَ.
مقام العبد ووظيفته مقام العهد والانتظار
المقام الاول : أتَقَرَّبُ إلى اللهِ تَعالى بِكَ وَبِآلِ بَيتِكَ،
المقام الثاني: وَأنتَظِرُ ظُهورَكَ وَظُهورَ
الحَقِّ عَلى يَدَيكَ،
المقام الخامس: وَالنَّاصِرينَ لَكَ عَلى
أعدائِكَ،
المقام السادس: وَالمُستَشهَدينَ بَينَ
يَدَيكَ في جُملَةِ أوليائِكَ،
"الجمعة موعد الضيافة المهدوية"
"الجمعة: وعد الظهور وبشارة الفرج"
"الموعود في الجمعة: إشراقة الظهور"
الضيافة والإجارة… عهد بين العبد والحجة"
تعليقات
إرسال تعليق