مقارنه بين السيدتين
الزهراء و زينب عليهما السلام
الأول: التسمية من قبل الله سبحانه
تسمية
فاطمة ÷
عن أبى
جعفر × قال: لما ولدت فاطمة عليها السلام
أوحى الله عز وجل إلى ملك فأنطق به لسان محمد | فسماها فاطمة. ثم قال: أنى فطمتك بالعلم
([1]).
والاحاديث
كثيرة في تسمية فاطمة÷ من قبل الله عزوجل .
اما
السيدة زينب ÷
لما
ولدت زينب (÷) جاءت بها امها الزهراء (÷) الى أبيها أمير المؤمنين (× ) و قالت سم
هذه المولودة فقال ما كنت لا سبق رسول اللّه (| ) -و كان في سفر له-و لما جاء
النبي (| ) و سأله علي «× » عن اسمها فقال ما كنت لا سبق ربي تعالى، فهبط جبرئيل
يقرأ على النبي السّلام من اللّه الجليل و قال له سم هذه المولودة زينب فقد اختار
اللّه لها هذا الاسم، ثم أخبره بما يجري عليها من المصائب فبكى النبي (| ) و قال
من بكى على مصاب هذه البنت كان كمن بكى على اخويها الحسن و الحسين.
الثاني: تاريخ الولادة
ليس من
العجب ان تتفق الولادة لكلتا السيدتين الام والبنت ÷
الام في السنة الخامسة للبعثة والبنت في السنة الخامسة للهجرة
فهذا
الاتفاق يشير الى اسرار لها أهلها والعدد خمسة فيه إشارة للخامس من أصحاب الكساء ×
.
الثالث: طهارة الولادة
فالسيدتان عند ولادتهن لم يخرج ما يخرج من
النساء عند الولادة
فام
الام خديجة ÷ وسيأتيك الحديث عنها في المقارنة بين السيدة خديجة والسيدة زينب ÷
فقد عبر عنها (وعاء الامامة)
واما ام
البنت فهي معدن الطهارة وهي المطهرة للخلق بولايتها (انا قد طهرنا بولايتك) كما في
زيارتها.
الرابع: الذب عن الولاية
فالاثنتان
دافعن عن الولاية بكل أنواع الدفاع ومن
باب المثال اذكر روايتين.
قال الكرمانشاهي في المجالس في هجوم
القوم على بيت فاطمة عليها السّلام: فلما علم عمر أن رسول اللّه | أمر عليا عليه السّلام بالصبر، طلب النصرة من
أبي بكر. فهجم ثلاثمائة من المنافقين إلى باب أمير المؤمنين عليه السّلام، وجعلوا
الحبل في عنقها وجرّوها إلى المسجد. فلزمته فاطمة ÷وقالت: يا بن الخطاب! لا أترك
ابن عمي أن يذهبوا به بهذه الهيئة. فتجرّه فاطمة عليها السّلام من جانب ويجرّوا
القوم من جانب آخر على خلافها؛ فالذين يجرّون أمير المؤمنين × - وهم أربعون- يقعون
كلهم في الأرض إذا هي تجرّه. فعلم إنهم لا يقدرون على ذلك، فأمر قنفذا وخالدا أن
يضرب الزهراء ÷بالسوط. فضربها جنبها وعضدها، فصاحت وغشي عليها وسقطت على الأرض.
قال أمير المؤمنين × : يا فضة! أدركي مولاتك، فإنها أسقطت محسنا سمّاه رسول اللّه |
([2]).
اما
السيدة زينب
ولما
سقط الإمام الحسين × على الأرض خرجت السيدة
زينب من باب الخيمة نحو الميدان ، وهي تنادي : وا أخاه ، واسيداه ، وا أهل بيتاه ،
ليت السماء أطبقت على الأرض ، وليت الجبال تدكدكت على السهل.
ثم وجهت
كلامها إلى عمر بن سعد ، وقالت : يا بن سعد! أيقتل أبو عبد الله وأنت تنظر إليه؟!
فلم
يجبها عمر بشيء.
فنادت :
ويحكم!! ما فيكم مسلم؟!
فلم
يجبها أحد بشيء.
ثم
انحدرت نحو المعركة وهي تركض مسرعةً ، فتارةً تعثربأذيالها ، وتارةً تسقط على
وجهها من عظم دهشتها حتى وصلت إلى وسط المعركة ، فجعلت تنظر يميناً وشمالاً ، فرأت
أخاها الحسين عليهالسلام مطروحاً على وجه الأرض ، وهو يخور في دمه ، ويقبض يميناً وشمالاً
، ويجمع رجلاً ويمد أخرى ، والدماء تسيل من جراحاته ، فجلست عنده وطرحت نفسها على
جسده الشريف ، وجعلت تقول :
ءأنت
الحسين؟!
ءأنت
أخي؟!
ءأنت
ابن أمي؟!
ءأنت
نور بصري؟!
ءأنت
مهجة فؤادي؟!
ءأنت
حمانا؟!
ءأنت
رجانا؟!
ءأنت
ابن محمد المصطفى؟!
ءأنت
ابن علي المرتضى؟!
ءأنت
ابن فاطمة الزهراء؟
كل هذا ، والإمام الحسين لا يرد
عليها جواباً ، لأنه كان مشغولاً بنفسه ، وقد استولى عليه الضعف الشديد بسبب نزف
الدم وكثرة الجراحات.
فقالت :
أخي! بحق جدي رسول الله إلا ما كلمتني ، وبحق أبي : علي المرتضى إلا ما خاطبتني ،
وبحق أمي فاطمة الزهراء إلا ما جاوبتني.
يا ضياء
عيني كلمني.
يا شقيق
روحي جاوبني.
فعند
ذلك جلست خلفه ، وأدخلت يديها تحت كتفه وأجلسته حاضنةً له بصدرها.
فانتبه
الإمام الحسين من كلامها ، وقال لها ـ بصوت ضعيف ـ : « أخيه زينب! كسرتي قلبي ،
وزدتيني كرباً على كربي ، فبالله عليك إلا ما سكنت وسكت ».
فصاحت :
« وايلاه! يا أخي وابن أمي ، كيف أسكن وأسكت ، وانت بهذه الحالة ، تعالج سكرات
الموت؟!
روحي
لروحك الفداء! نفسي لنفسك الوقاء ».
فبينما هي تخاطبه ويخاطبها ، وإذا
بالسوط يلتوي على كتفها ، وقائل يقول : تنحي عنه ، وإلا الحقتك به ، فالتفت وإذا
هو شمر بن ذي الجوشن ( لعنه الله ).
فاعتنقت
أخاها ، وقالت : والله لا أتنحى عنه ، وإن ذبحته فأذبحني قبله.
فجذبها
عنه قهراً ، وقال : والله إن تقدمت إليه لضربت عنقك بهذا السيف.
ثم جلس
اللعين على صدر الإمام ، فتقدمت السيدة زينب إليه ، وجذبت السيف من يده.
وقالت :
يا عدو الله! إرفق به لقد كسرت صدره ، واثقلت ظهره ، فبالله عليك إلا ما أمهلته
سويعةً لا تزود منه.
ويلك!
أما علمت أن هذا الصدر تربى على صدر رسول الله وصدر فاطمة الزهراء؟!
ويحك!
هذا الذي ناغاه جبرئيل ، وهز مهده ميكائيل!!
...
دعني أودعه ، دعني أغمضه ، ... فلم يعبأ اللعين بكلامها ، ولا رق قلبه عليها([3]).
الخامس: الخطبة على رؤوس الشر
خطبة السيدة الزهراء ÷ في
مجلس الطاغية
خطبة
فاطمة الزهراء عليها السلام المعروفة بالخطبة الفدكية
روى عبد
الله بنُ الحسن عليه السلام بإسنادِه عن آبائه عليهم السلام أنَّه لَمّا أجْمَعَ
أبو بكر عَلى مَنْعِ فاطمةَ عليها السلام فَدَكَ، وبَلَغَها ذلك، لاثَتْ خِمارَها
على رأسِها، واشْتَمَلَتْ بِجِلْبابِها، وأَقْبَلَتْ في لُمَةٍ مِنْ حَفَدتِها
ونساءِ قَوْمِها، تَطأ ذُيُولَها، ما تَخْرِمُ مِشْيَتُها مِشْيَةَ رَسولِ الله
صلى الله عليه وآله، حَتّى دَخَلَتْ عَلى أَبي بَكْر وَهُو في حَشْدٍ مِنَ
المهاجِرين والأَنصارِ وَ غَيْرِهِمْ فَنيطَتْ دونَها مُلاءَةٌ، فَجَلَسَتْ، ثُمَّ
أَنَّتْ أَنَّةً أَجْهَشَ القومُ لها بِالْبُكاءِ. فَارْتَجَّ الْمَجلِسُ. ثُمَّ
أمْهَلَتْ هَنِيَّةً حَتَّى إذا سَكَنَ نَشيجُ القومِ، وهَدَأَتْ فَوْرَتُهُمْ،
افْتَتَحَتِ الْكَلامَ بِحَمدِ اللهِ وَالثناءِ عليه والصلاةِ على رسولِ الله،
فعادَ القومُ في بُكائِهِمْ، فَلَما أمْسَكُوا عادَتْ فِي كلامِها، فَقَالَتْ
عليها السلام:
الْحَمْدُ
للهِ عَلى ما أنْعَمَ، وَلَهُ الشُّكْرُ على ما أَلْهَمَ، وَالثَّناءُ بِما
قَدَّمَ، مِنْ عُمومِ نِعَمٍ ابْتَدَأها، وَسُبُوغ آلاءٍ أسْداها، وَتَمامِ مِنَنٍ
والاها، جَمَّ عَنِ الإحْصاءِ عدَدُها، وَنأى عَنِ الْجَزاءِ أَمَدُها، وَتَفاوَتَ
عَنِ الإِْدْراكِ أَبَدُها، وَنَدَبَهُمْ لاِسْتِزادَتِها بالشُّكْرِ
لاِتِّصالِها، وَاسْتَحْمَدَ إلَى الْخَلايِقِ بِإجْزالِها، وَثَنّى بِالنَّدْبِ
إلى أمْثالِها...([4]).
خطبة السيدة زينب ÷ في مجلس الطاغية
لقد روى
الشيخ الطبرسي في كتاب « الإحتجاج » خطبة السيدة زينب الكبرى ^ ، ورواها ـ أيضاً ـ السيد ابن طاووس في كتاب « الملهوف
».
الحمد
لله رب العالمين ، والصلاة على جدي سيد المرسلين.
صدق
الله سبحانه ، كذلك يقول : « ثم كان عاقبة الذين أساؤا السوئى أن كذبوا بآيات الله
، وكانوا بها يستهزئون ».
أظننت ـ
يا يزيد ـ حين أخذت علينا أقطار الأرض ، وضيقت علينا آفاق السماء ، فأصبحنا لك في
إسار ، نساق إليك سوقاً في قطار ، وأنت علينا ذو اقتدار ، أن بنا من الله هواناً ،
وعليك منه كرامةً ....الى اخر الخطبة ([5]).
السادس: عظمة الأبوين
الام ابوها| اشرف الخلق واعظم ما خلق
الله عزوجل وسيد الأنبياء والمرسلين ولا يقاس به احد على الاطلاق .
البنت ابوها × اشرف الخلق واعظم مما خلق الله بعد رسول الله | بل هو نفسه
(وانفسنا وانفسكم)وسيد الاوصياء والائمة والاولياء ولا يقاس به احد على الاطلاق.
السابع: التعظيم لهما
الرسول | كان يقوم للزهراء ÷
تعظيما لها عند رؤيتها واستقبالها
روي عن عائشة، أنها قالت: «إن فاطمة
ــ عليها السلام ــ كانت إذا دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قام لها
من مجلسه وقبل رأسها وأجلسها مجلسه، وإذا جاء إليها لقيته وقبل كل واحد منهما
صاحبه وجلسا معاً»([6]).
الإمام الحسين × كان يقوم لزينب ÷
عند رؤيتها ويقوم لاستقبالهما
يذكر الشيخ النقدي قدس سره وجاء في
بعض الأخبار أنّ الحسين (× ) كان إذا زارته زينب يقوم إجلالاً لها، وكان يجلسها في
مكانه»
«ويكفي في جلالة قدرها ونبالة شأنها
ما ورد في بعض الأخبار من أنّها دخلت على الحسين (× ) وكان يقرأ القرآن، فوضع
القرآن على الأرض وقام إجلالاً لها» ([7]).
مظلومية
السيدتين وشهادتهما
ولا يخفى على أحد ما أصاب السيدتين من مظلومية
الشهادة :
فالزهراء
شهادتها بسبب الظلم الذي تعرضت له وكذلك السيدة زينب ( إن لم تمت بالسم حال أي صوت
حق يُحاول الحكام إسكاته ) استشهدت الزهراء روحي فداها بعد الاحداث ألاليمه التي
احاطت بها بعد استشهاد الرسول (| ) ومؤتمر السقيفه . وكذلك مولاتنا زينب فقد
استشهدت بعد ما الم بها في واقعت ا لطف ألاليمه .
وقت الشهادة:
فالزهراء بعد الرسول | بفترة قليلة وزينب ع بعد الحسين × بعد سنة بقليل.
فقبر الزهراء÷ غير معلوم وقبر زينب ÷ عليه
اختلاف كبير.
فجعت
فكما
فجعت الزهراء بالاب الحنون وخاتم الانبياء ونكران حق زوجها في خلافة رسول الله .
فجعت الحوراء بخامس اصحاب الكساء والاخوه والابناء
تلوعت
كما امر
عمر ابن الخطاب خادمه بتلويع الزهراء بالسوط . امر عمر ابن سعد بضرب الحوراء وباقي
الهاشميات بالسياط
فقد ت الجنين
فجعت
الزهراء بجنينها المحسن فجعت الحوراء برضيع الحسين عندما ذبح من الوريد الى الوريد
والسيدة زينب فقدت ولديها كما ستأتيك في مصائبها.
اضرام النار
اضرموا
النار في خدر الحوراء ÷كما احرقوا الدار على الزهراء÷.
وغيرها من التشابه تي يطول ذكرها .

تعليقات
إرسال تعليق