القائمة الرئيسية

الصفحات

زيارة الناحية شرحٌ لزيارة عاشوراء

 




زيارة الناحية شرحٌ لزيارة عاشوراء



من كتاب وقفات في محطات في زيارة الناحية الجزء الاول 

 الوقفة الخامسة: زيارة الناحية شرحٌ لزيارة عاشوراء

إذا تأملنا في متن زيارة عاشوراء نلاحظ بوضوح أن محور اللعن والبراءة يحتل مساحة واسعة من النص، إذ يتكرر ذكر اللعن بصيغٍ متعددة، تشمل الأشخاص، والطوائف، والمواقف، والصفات، حتى يُخيَّل للزائر أنّ الزيارة كلها دائرة في فلك البراءة من أعداء الحسين عليه السلام.

وهنا يبرز السؤال المشروع في ذهن المتدبّر:

لماذا كل هذا الإصرار على اللعن، بهذا الإطناب والتكرار، وهذه الصور المتنوعة المتواصلة؟

الجواب على هذا السؤال يُفصح عنه الإمام الحجّة عجل الله تعالى فرجه في زيارة الناحية المقدّسة، التي يمكن عدّها بحقّ الشرح المعصومي لزيارة عاشوراء.

فزيارة عاشوراء تُلقي الضوء على الموقف (البراءة من الظالمين والولاء للمظلوم)، بينما زيارة الناحية تُفصّل الموضوع (عظمة المظلوم ومقدار ما جرى عليه).

فإذا كانت عاشوراء تُعلن الموقف، فإنّ الناحية تُبيّن المضمون الذي يبرّر ذلك الموقف.

إنّ تكرار اللعن في زيارة عاشوراء لا يصدر عن انفعالٍ عاطفيٍّ لحظي، بل عن وعيٍ معرفيٍّ بعد استحضار عمق الجريمة التي ارتُكبت بحقّ الإنسان الكامل، وريث النبوّة، وسليل العصمة، أبي عبد الله الحسين عليه السلام.

وهذا العمق هو ما تكشفه زيارة الناحية بتفصيلٍ مؤلمٍ ودقيقٍ:

فهي تصف كيف سقط الإمام على رمضاء كربلاء، وكيف توالت عليه السهام، وكيف قطّعت السيوف أوصاله، وكيف فُجع بأهل بيته واحدًا بعد آخر... حتى تُنشئ في وجدان الزائر حالة وعي مأساويّ عميق تجعله يدرك سرَّ التكرار في اللعن، وعلّة التأكيد على البراءة.

 

من هنا، يمكن القول إنّ زيارة الناحية المقدّسة هي البيان التفصيلي للبعد المعنوي في زيارة عاشوراء:فـ«السلام» في عاشوراء يجد روحه في تحية الإمام المهدي لجده الحسين بأوصافٍ تمثّل ذروة الأدب والخضوع.

و«اللعن» في عاشوراء يجد علّته في التفصيل المأساوي الذي تسرده الناحية، حيث تتضح فداحة الجريمة في مقابل قداسة المقتول.

و«الولاية» التي تُختتم بها عاشوراء تجد تجلّيها في نبرة الحزن الإلهي التي تفيض بها زيارة الناحية، لتجعل الزائر شريكًا وجدانيًا في مصاب آل محمد عليهم السلام.

 

وبذلك يتضح أن زيارة الناحية ليست مجرد زيارة تأبينية، بل وثيقة عقائدية وروحية صدرت من لسان الحجّة المنتظر عليه السلام، لتكون شرحًا تأويليًا وتطبيقيًا لزيارة عاشوراء، ومرجعًا لمعرفة حقيقة المصاب الحسيني من منظور المعصوم نفسه.

إذا تأملنا في متن زيارة عاشوراء نلاحظ بوضوح أن محور اللعن والبراءة يحتل مساحة واسعة من النص، إذ يتكرر ذكر اللعن بصيغٍ متعددة، تشمل الأشخاص، والطوائف، والمواقف، والصفات، حتى يُخيَّل للزائر أنّ الزيارة كلها دائرة في فلك البراءة من أعداء الحسين عليه السلام.

وهنا يبرز السؤال المشروع في ذهن المتدبّر:

لماذا كل هذا الإصرار على اللعن، بهذا الإطناب والتكرار، وهذه الصور المتنوعة المتواصلة؟

الجواب على هذا السؤال يُفصح عنه الإمام الحجّة عجل الله تعالى فرجه في زيارة الناحية المقدّسة، التي يمكن عدّها بحقّ الشرح المعصومي لزيارة عاشوراء.

فزيارة عاشوراء تُلقي الضوء على الموقف (البراءة من الظالمين والولاء للمظلوم)، بينما زيارة الناحية تُفصّل الموضوع (عظمة المظلوم ومقدار ما جرى عليه).

فإذا كانت عاشوراء تُعلن الموقف، فإنّ الناحية تُبيّن المضمون الذي يبرّر ذلك الموقف.

إنّ تكرار اللعن في زيارة عاشوراء لا يصدر عن انفعالٍ عاطفيٍّ لحظي، بل عن وعيٍ معرفيٍّ بعد استحضار عمق الجريمة التي ارتُكبت بحقّ الإنسان الكامل، وريث النبوّة، وسليل العصمة، أبي عبد الله الحسين عليه السلام.

وهذا العمق هو ما تكشفه زيارة الناحية بتفصيلٍ مؤلمٍ ودقيقٍ:

فهي تصف كيف سقط الإمام على رمضاء كربلاء، وكيف توالت عليه السهام، وكيف قطّعت السيوف أوصاله، وكيف فُجع بأهل بيته واحدًا بعد آخر... حتى تُنشئ في وجدان الزائر حالة وعي مأساويّ عميق تجعله يدرك سرَّ التكرار في اللعن، وعلّة التأكيد على البراءة.

 

من هنا، يمكن القول إنّ زيارة الناحية المقدّسة هي البيان التفصيلي للبعد المعنوي في زيارة عاشوراء:فـ«السلام» في عاشوراء يجد روحه في تحية الإمام المهدي لجده الحسين بأوصافٍ تمثّل ذروة الأدب والخضوع.

و«اللعن» في عاشوراء يجد علّته في التفصيل المأساوي الذي تسرده الناحية، حيث تتضح فداحة الجريمة في مقابل قداسة المقتول.

و«الولاية» التي تُختتم بها عاشوراء تجد تجلّيها في نبرة الحزن الإلهي التي تفيض بها زيارة الناحية، لتجعل الزائر شريكًا وجدانيًا في مصاب آل محمد عليهم السلام.

 

وبذلك يتضح أن زيارة الناحية ليست مجرد زيارة تأبينية، بل وثيقة عقائدية وروحية صدرت من لسان الحجّة المنتظر عليه السلام، لتكون شرحًا تأويليًا وتطبيقيًا لزيارة عاشوراء، ومرجعًا لمعرفة حقيقة المصاب الحسيني من منظور المعصوم نفسه.

تعليقات