معالم
الانتظار
القواعد
العقائدية والآداب الروحية من كتاب الغيبة للنعماني رحمه الله
الباب السابع
1- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَصْرِ بْنِ
هَوْذَةَ الْبَاهِلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ النَّهَاوَنْدِيُّ
بِنَهَاوَنْدَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَ سَبْعِينَ وَ مِائَتَيْنِ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ حَمَّادٍ الْأَنْصَارِيُّ سَنَةَ تِسْعٍ وَ عِشْرِينَ وَ مِائَتَيْنِ
قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ
جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ع يَا يَحْيَى بْنَ عَبْدِ اللَّهِ مَنْ بَاتَ لَيْلَةً لَا يَعْرِفُ فِيهَا
إِمَامَهُ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً.
القاعدة العقائدية الأولى: معرفة الإمام
في كل زمان واجبٌ عقائدي لا يُعذر الإنسان بالجهل به.
→ قوله عليه السلام: «من بات ليلة لا يعرف فيها إمامه…» يدل على
وجوبٍ شرعيٍّ قطعيّ.
القاعدة العقائدية الثانية: الجهل بالإمام
يساوي الجهل بالدين، بل والارتداد إلى الجاهلية.
→ لفظ «مات ميتة جاهلية» ليس تعبيرًا أخلاقيًا بل حكمٌ عقديٌّ بأن من لا
إمام له خارجٌ عن دائرة الهداية.
القاعدة العقائدية الثالثة:وجود الإمام
في كل عصر أصلٌ من أصول الدين لا يسقط في أي زمن.
→ لأن التكليف بـ“معرفة الإمام” دائم، فوجود الإمام دائم من غير انقطاع.
القاعدة العقائدية الرابعة:الإمامة هي
الامتداد الشرعي للنبوة والهداية.
→ لأن الجهل بها يساوي الجهل بالله وبدينه كما يشير لفظ “جاهلية”.
القاعدة العقائدية الخامسة:معرفة الإمام
ليست معرفة سياسية بل معرفة دينية عقدية.
→ الحديث لم يقل “من لم يعرف خليفته”، بل “إمامه”، أي الحجة الإلهية لا الحاكم السياسي.
القاعدة العقائدية السادسة:الإمامة ليست
اختيارًا بل ضرورة إلهية لحفظ الدين.
→ لأن عدم معرفتها يؤدي إلى “الجاهلية” لا إلى مجرد نقصٍ
في الفقه.
القاعدة العقائدية السابعة: نجاة الإنسان
يوم القيامة مرتبطة بمعرفته للإمام.
→ لأن الموت على “ميّتة الجاهلية” يعني عدم قبول العمل بلا ولاية.
القاعدة الروحية الأولى:حضور الإمام في
قلب المؤمن ضمانٌ للهداية والأمان الروحي.
→ فمن فقد هذا الحضور الروحي بات في “ظلمة الجاهلية”.
القاعدة الروحية الثانية:معرفة الإمام
نورٌ في القلب لا مجرد معلومة.
→ لأن من يبيت لا يعرف إمامه يعيش ليلًا بلا نور، فيموت موتًا معنويًا قبل
المادي.
القاعدة الروحية الثالثة:الولاية تزرع
الطمأنينة في الروح، والجهل بها يورث القلق والضياع.
→ من عاش بلا إمام عاش بلا مرشد، وهذا جوهر “الميتة الجاهلية”.
القاعدة الروحية الرابعة:الإمام هو صلة
المؤمن بالله، ومعرفته تعني حياةً، وجهله موتًا.
→ الولاية حياة، كما أن الجهل بها موت قيمي وروحي.
القاعدة الروحية الخامسة:معرفة الإمام
تربي المؤمن على الدوام على حضور الحق في كل تفاصيل حياته.
→ لأن الخطاب يقول: “من بات ليلة”؛ أي المعرفة يجب أن تكون دائمة، لا موسمية.
القاعدة الروحية السادسة:الارتباط بالإمام
يحرّر القلب من الجاهلية المعاصرة: الجهل، الهوى، الضياع.
→ فمن لم يعرف إمامه فهو تابع للهوى كما كانت الجاهلية.
2- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ
بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ ابْنُ عُقْدَةَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ
بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْأَشْعَرِيُّ وَ سَعْدَانُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ سَعِيدٍ وَ أَحْمَدُ
بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ
الْقَطَوَانِيُ[5] قَالُوا جَمِيعاً حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُمَحْبُوبٍ
الزَّرَّادُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ رِئَابٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الثَّقَفِيِّ
قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ الْبَاقِرَ ع يَقُولُ كُلُّ
مَنْ دَانَ اللَّهَ بِعِبَادَةٍ يُجْهِدُ فِيهَا نَفْسَهُ وَ لَا إِمَامَ لَهُ مِنَ
اللَّهِ تَعَالَى فَسَعْيُهُ غَيْرُ مَقْبُولٍ وَ هُوَ ضَالٌّ مُتَحَيِّرٌ
وَ اللَّهُ شَانِئٌ لِأَعْمَالِهِوَ مَثَلُهُ كَمَثَلِ شَاةٍ مِنَ الْأَنْعَامِ
ضَلَّتْ عَنْ رَاعِيهَا أَوْ قَطِيعِهَا فَتَاهَتْ ذَاهِبَةً وَ جَائِيَةً وَ حَارَتْ يَوْمَهَا فَلَمَّا جَنَّهَا اللَّيْلُ
بَصُرَتْ بِقَطِيعِ غَنَمٍ مَعَ رَاعِيهَا فَحَنَّتْ إِلَيْهَا وَ اغْتَرَّتْ بِهَا
فَبَاتَتْ مَعَهَا فِي رَبَضَتِهَا فَلَمَّا أَصْبَحَتْ وَ سَاقَ الرَّاعِي قَطِيعَهُ
أَنْكَرَتْ رَاعِيَهَا وَ قَطِيعَهَا فَهَجَمَتْ مُتَحَيِّرَةً تَطْلُبُ رَاعِيَهَا
وَ قَطِيعَهَا فَبَصُرَتْ بِسَرْحِ غَنَمٍ آخَرَ مَعَ رَاعِيهَا فَحَنَّتْ إِلَيْهَا
وَ اغْتَرَّتْ بِهَا فَصَاحَ بِهَا رَاعِي الْقَطِيعِ أَيَّتُهَا الشَّاةُ الضَّالَّةُ
الْمُتَحَيِّرَةُ الْحَقِي بِرَاعِيكِ وَ قَطِيعِكِ فَإِنَّكِ تَائِهَةٌ مُتَحَيِّرَةٌ
قَدْ ضَلَلْتِ عَنْ رَاعِيكِ وَ قَطِيعِكِ فَهَجَمَتْ ذَعِرَةً مُتَحَيِّرَةً تَائِهَةً
لَا رَاعِيَ لَهَا يُرْشِدُهَا إِلَى مَرْعَاهَا أَوْ يَرُدُّهَا إِلَى مَرْبِضِهَا
فَبَيْنَمَا هِيَ كَذَلِكَ إِذَا اغْتَنَمَ الذِّئْبُ ضَيْعَتَهَا فَأَكَلَهَا وَ هَكَذَا
وَ اللَّهِ يَا ابْنَ مُسْلِمٍ مَنْ أَصْبَحَ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ لَا إِمَامَ لَهُ
مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَصْبَحَ تَائِهاً مُتَحَيِّراً ضَالًّا إِنْ مَاتَ عَلَى
هَذِهِ الْحَالِ مَاتَ مِيتَةَ كُفْرٍ وَ نِفَاقٍ وَ اعْلَمْ يَا مُحَمَّدُ أَنَّ أَئِمَّةَ
الْحَقِّ وَ أَتْبَاعَهُمْ هُمُ الَّذِينَ عَلَى دِينِ اللَّهِ وَ أَنَّ أَئِمَّةَ
الْجَوْرِ لَمَعْزُولُونَ عَنْ دِينِ اللَّهِ وَ عَنِ الْحَقِّ-
فَقَدْ ضَلُّوا وَ أَضَلُّوا فَأَعْمَالُهُمُ
الَّتِي يَعْمَلُونَهَا- كَرَمادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عاصِفٍ لا يَقْدِرُونَ
مِمَّا كَسَبُوا عَلى شَيْءٍ وَ ذلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ
عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْقَلَانِسِيِّ عَنْ
إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
بُكَيْرٍ وَ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ جَمِيعاً عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ ع بِمِثْلِهِ فِي لَفْظِهِ.
القاعدة العقائدية الأولى:لا تُقبل
عبادةٌ بلا إمام منصوص من الله.
→ نصّ الإمام الباقر عليه السلام: «فسعيُه غير مقبول».
القاعدة العقائدية الثانية:من لا
إمام له فهو ضالّ متحيّر وإن أكبّ على العبادة.
→ لأن الهداية لا تُنال إلا عبر الحجة الإلهية.
القاعدة العقائدية الثالثة:الله يبغض
أعمال من عبد بلا إمام.
→ قوله: «والله شانئ لأعماله» وهو حكم عقائدي خطير.
القاعدة العقائدية الرابعة:الإمام
ضرورة وجودية لحفظ الدين، لا فضيلة إضافية.
→ فحالة “التيه والتحيّر” تصف وجودًا بلا مرشد.
القاعدة العقائدية الخامسة:الجهل
بالإمام يساوي الجهل بالله ودينه.
→ لأن الحجة واسطة الهداية، ومن جهلها فقد الدين.
القاعدة العقائدية السادسة:من مات
بلا إمام مات ميتة كفر ونفاق.
→ نصّ الإمام عليه السلام: «مات ميتة كفر ونفاق».
القاعدة العقائدية السابعة:الإمام هو
الراعي الإلهي، والأمة قطيعٌ لا يهتدي بلا راعٍ.
→ تمثيل الشاة الضالة يعمّق هذا الأصل.
القاعدة العقائدية الثامنة:أئمة
الجور ليسوا على دين الله، وكل أعمالهم باطلة.
→ «أئمة الجور لمعزولون عن دين الله وعن الحق… كرماد اشتدت به الريح».
القاعدة العقائدية التاسعة:أتباع
أئمة الجور ضالّون مثلهم، وأعمالهم لا وزن لها.
→ لأنهم اتّبعوا غير الحجة الإلهية.
القاعدة الروحية الأولى: معرفة
الإمام نورٌ يبدّد الحيرة والضياع.
→ فالجهل به يصنع “التيه” وهو موت روحي.
القاعدة الروحية الثانية:الإمام هو
الأمان الروحي كما أن الراعي أمانٌ للغنم.
→ حضور الإمام يمنح الطمأنينة.
القاعدة الروحية الثالثة:العبد بلا
إمام يعيش اضطرابًا وجوديًا مهما كانت عبادته كثيرة.
→ “ضالّ، متحيّر” وصف لحالة روحية فاسدة.
القاعدة الروحية الرابعة:روح المؤمن
تتوق دائمًا إلى إمامها كما تتوق الشاة إلى قطيعها.
→ “حنّت إليه واغترّت بهم” تصوير لروح تبحث عن القرب.
القاعدة الروحية الخامسة:الارتباط
بالولاية يحفظ القلب من الوقوع في فتن القادة المزيفين.
→ كما ضلّت الشاة عندما التحقت بالقطيع الخطأ.
القاعدة الروحية السادسة:الولاية
تمنح الإنسان ثباتًا في الطريق، والجهل بها يفتح أبواب الخداع.
→ كما اغترّت الشاة بقطيعٍ ليس لها.
القاعدة الروحية السابعة:الاختلاط
بأهل الباطل يميت البصيرة ويقطع الصلة بالحق.
→ لأن الشاة “اغترّت بهم” فكانت بداية الهلاك.
القاعدة الروحية الثامنة:افتراس
الذئب صورةٌ روحية للهلاك الداخلي قبل الخارجي.
→ وهو مماثل لهلاك القلب عند اتباع غير الحجة.
القاعدة الروحية التاسعة:الولاية
تحفظ الإنسان في الدنيا والآخرة، فهي ملجأ القلوب.
→ كما يحفظ الراعي قطيعه من الذئب.
القاعدة الروحية العاشرة:من عرف
إمامه عاش حياةً مستقيمة بلا اضطراب.
→ ضدّ التيه والتحيّر في النص.
3- وَ بِالْإِسْنَادِ الْأَوَّلِ عَنِ
ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْخَزَّازِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ
أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: قُلْتُ لَهُ أَ رَأَيْتَ مَنْ جَحَدَ إِمَاماً مِنْكُمْ مَا
حَالُهُ فَقَالَ مَنْ جَحَدَ إِمَاماً مِنَ اللَّهِ وَ بَرِئَ مِنْهُ وَ مِنْ دِينِهِ
فَهُوَ كَافِرٌ مُرْتَدٌّ عَنِ الْإِسْلَامِ لِأَنَّ الْإِمَامَ مِنَ اللَّهِ وَ دِينَهُ
مِنْ دِينِ اللَّهِ وَ مَنْ بَرِئَ مِنْ دِينِ اللَّهِ. فَدَمُهُ مُبَاحٌ فِي تِلْكَ
الْحَالِ إِلَّا أَنْ يَرْجِعَ أَوْ يَتُوبَ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى مِمَّا قَالَ.
القاعدة العقائدية الأولى:جحدُ
الإمام جحدٌ لله، لأن الإمامة من الله لا من البشر.
→ نصّ الإمام: «الإمام من الله».
القاعدة العقائدية الثانية:من جحد
إمامًا واحدًا فقد جحد جميع الأئمة.
→ لأن الإمامة سلسلة واحدة من الله، وجحد جزء منها جحدٌ للبقية.
القاعدة العقائدية الثالثة:جحدُ
الإمام كفرٌ وردّةٌ عن الإسلام.
→ النصّ: «فهو كافر مرتدّ عن الإسلام».
القاعدة العقائدية الرابعة: من جحد الإمام فقد خرج من دائرة الإسلام
الشرعية.
→ لأن الردّة هنا ردّة عقائدية لا فقهية.
القاعدة الروحية الأولى:البراءة من
الإمام تُميت القلب قبل أن تُميت الجسد.
→ لأن الجاحد يعيش بلا نور الولاية.
القاعدة الروحية الثانية:الارتباط
بالإمام هو حياةُ الروح ومعنى الدين.
→ لأن دينه من دين الله، فمن برئ منه برئ من الله.
القاعدة الروحية الثالثة:العلاقة مع
الإمام ليست سياسية بل علاقة عبودية.
→ فالعقوبة ليست سياسية بل عقائدية.
القاعدة الروحية الرابعة:جحد الإمام
يعكس مرضًا روحيًا عميقًا في القلب.
→ إذ لا يجحد الإمام إلا من ماتت بصيرته.
القاعدة الروحية الخامسة:التوبة إلى
الله عبر طريق الإمام تعيد النور للقلب.
→ «إلا أن يرجع أو يتوب»، والتوبة هنا توبة ولائية.
القاعدة الروحية السادسة:معرفة
الإمام تحفظ القلب من الزيغ.
→ والزيغ من الإمام زيغٌ عن الله.
القاعدة الروحية السابعة:الولاية
تحصّن الإنسان من السقوط في الجاهلية والردة.
→ مخالفتها سقوطٌ تام.
القاعدة الروحية الثامنة:ارتباط
القلب بالإمام هو أصل سكينة الإيمان.
4- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ شَيْبَانَ سَنَةَ ثَلَاثٍ
وَ سَبْعِينَ وَ مِائَتَيْنِ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ
قَالَ حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْيَنَ قَالَ: سَأَلْتُ
أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ الْأَئِمَّةِ فَقَالَ مَنْ أَنْكَرَ وَاحِداً مِنَ الْأَحْيَاءِ
فَقَدْ أَنْكَرَ الْأَمْوَاتَ.
القاعدة العقائدية الأولى:ولاية
الأئمّة وحدة واحدة لا تتجزأ؛ إنكار واحد منهم إنكارٌ للجميع.
→ قوله: «من أنكر واحدًا من الأحياء فقد أنكر الأموات».
القاعدة العقائدية الثانية:الإمامة
ليست أفرادًا منفصلين، بل هي امتداد واحد للهداية الإلهية.
→ فالإنكار في جزء السلسلة هو إنكار للسلسلة كلها.
القاعدة العقائدية الثالثة:الاعتقاد
بالسابقين لا يتحقّق إلا بالاعتقاد باللاحقين.
→ لأن إنكار الإمام الحيّ ينسف الإيمان بأئمّة الماضي.
القاعدة العقائدية الرابعة:عدم
الإيمان بالإمام الحاضر يبطل الإيمان بالإمام الغائب أو الميت.
→ فولاية الماضي لا تُقبل بدون ولاية الحاضر.
القاعدة العقائدية الخامسة:إمامة كل
إمام تثبت إمامة من قبله، ويثبتها إمامُ من بعده.
→ وحدة اتصال عقدي بين الأئمّة.
القاعدة العقائدية السادسة:التصديق
بالإمامة لا يكون انتقائيًا؛ بل هو التزام بكل الأئمّة.
→ لا يصحّ الإيمان ببعض وترك بعض.
القاعدة الروحية الأولى:الإمام الحيّ
هو بوابة الولاية الروحية؛ فمن أغلقها ضاعت كل الأبواب.
→ لأن العلاقة بالله تمرّ عبر حجّة العصر.
القاعدة الروحية الثانية:الروح التي
تنكر الإمام الحيّ فاقدة للاتصال بالنور القديم.
→ إنكار الحاضر قطعٌ عن نور الماضي.
القاعدة الروحية الثالثة:الإيمان
بالإمام الحيّ يحيي القلب، كما أنكرُه يميت كل صلات الولاية.
→ فالحياة الروحية مربوطة بالتلقي من الإمام الموجود.
القاعدة الروحية الرابعة:الإمام
الحاضر ينفخ في القلب نور الإيمان الذي يربط بالماضي والمستقبل.
→ لأن الإمام ليس زمنًا، بل هداية.
القاعدة الروحية الخامسة:الولاية
ليست تاريخًا نؤمن به، بل حضورًا نعيشه.
→ إنكار الحاضر يكشف أن الولاية لم تكن حقيقية في النفس أصلًا.
5- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ
عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّى عَنِ ابْنِ جُمْهُورٍ عَنْ صَفْوَانَ
عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ قَالَ: سَأَلْتُ الشَّيْخَ ع عَنِ الْأَئِمَّةِ
ع قَالَ مَنْ أَنْكَرَ وَاحِداً مِنَ الْأَحْيَاءِ فَقَدْ أَنْكَرَ الْأَمْوَاتَ.
القاعدة العقائدية الأولى: الإمامة
خطّ واحد متصل، فمن أنكر إمامًا واحدًا فقد أنكر جميع الأئمة.
→ نصّ الإمام: «مَنْ أَنْكَرَ واحدًا من الأحياء فقد أنكر الأموات».
القاعدة العقائدية الثانية: الإمام
الحيّ هو حجّة الله القائمة، وبه يُعرف صدق الإيمان بسائر الأئمّة.
→ لأن الاعتقاد بالأموات لا ينفع بلا الاعتقاد بالحاضر.
القاعدة العقائدية الثالثة:الإيمان
بالأئمة لا يتجزأ، فهو وحدة عقدية واحدة.
→ فقبول بعضهم ورفض بعضهم يبطل أصل الولاية.
القاعدة العقائدية الرابعة:الإمام
الحيُّ معيار الإيمان الحقّ، وبه تُوزن العقائد.
→ لأن إنكاره ينسف ما قبله، ويكشف بطلان ولاية الماضي.
القاعدة العقائدية الخامسة:ولاية
الماضي لا تُقبل إلا عبر بوابة ولاية الحاضر.
→ الولاية ليست تاريخًا، بل عهدًا مستمرًا.
القاعدة الروحية الأولى: الإمام
الحيّ هو صلة الروح بالله؛ من قطعها انقطع نوره.
→ إنكار الحاضر يعني موت الصلة الروحية بالماضي.
القاعدة الروحية الثانية:حقيقة
الإيمان ليست ذكريات، بل ولاء حيّ متجدد.
→ لأن إنكار إمام اليوم دليل أن علاقة القلب بالأئمة لم تكن حقيقية.
القاعدة الروحية الثالثة:الارتباط
بالإمام الحاضر يفتح أبواب الهداية الإلهية في القلب.
→ أما إنكاره فيورث الحيرة والظلمة.
القاعدة الروحية الرابعة: نور
الولاية سلسلة متصلة؛ إن انقطع طرفها انقطع نورها من القلب.
→ المعنى الروحي لإنكار “الأحياء = إنكار الأموات”.
6- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ مِنْ كِتَابِهِقَالَ حَدَّثَنَا
الْعَبَّاسُ بْنُ عَامِرٍ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ
وَهْبٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص مَنْ مَاتَ
لَا يَعْرِفُ إِمَامَهُ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً.
القاعدة العقائدية الأولى: معرفة
الإمام شرطٌ للنجاة، ومن مات بلا معرفة إمامه مات ميتة جاهلية.
→ نصّ الحديث: «من مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية».
القاعدة العقائدية الثانية: الإمام
وجودٌ واجب في كل عصر، ومعرفته تكليفٌ لا يسقط عن أحد.
→ لأن التكليف بالمعرفة شامل لكل من “مات”.
القاعدة العقائدية الثالثة:الجاهلية
هنا ليست مجرد جهل، بل حالة خروج عن الإسلام الحق.
→ لأن “الميتة الجاهلية” تُطلق على من يموت بلا ولاية.
القاعدة العقائدية الرابعة: الولاية
ليست خيارًا، بل ضرورة عقدية تمسّ مصير الإنسان الأبدي.
→ الجهل بها يساوي الهلاك.
القاعدة العقائدية الخامسة: الإمام
هو الحجة الإلهية والمعرّف بطريق الدين.
→ لذا لا تُعرف الشريعة بدونه.
القاعدة العقائدية السادسة: الدين لا
يكتمل إلا بمعرفة الإمام؛ فمن فقدها فقد جوهر الدين.
→ الميتة الجاهلية = موت بلا دين.
القاعدة العقائدية السابعة: معرفة
الإمام ليست معرفة اسم فقط، بل معرفة حقّ وولاية والتزام.
→ لأن مجرد العلم النظري لا يكفي للنجاة.
القاعدة الروحية الأولى: معرفة
الإمام حياة للقلب، والجهل به موتٌ روحي.
→ “الميتة الجاهلية” صورة للموت المعنوي قبل الجسدي.
القاعدة الروحية الثانية:الولاية نور
يهدي الروح، ومن فقد النور عاش في الظلام.
→ الجهل بالإمام = العودة إلى ظلمة الجاهلية.
القاعدة الروحية الثالثة: الإمام هو
مصدر الاطمئنان الروحي، والجهل به يورث الضياع.
→ من لا يعرف إمامه لا يعرف مرشده.
القاعدة الروحية الرابعة:الروح لا
تجد الاستقامة إلا بالارتباط بالحجة الإلهية.
→ لأن الحجة باب الهداية.
القاعدة الروحية الخامسة:معرفة
الإمام تتجاوز العقل إلى التعلّق القلبي والروحاني.
→ المعرفة الحقيقية هي اتباع ومحبة.
القاعدة الروحية السادسة:الإنسان بلا
إمام يعيش تيهًا روحيًا يعيده إلى جاهليته النفسية.
→ والجاهلية هنا مستوى وجودي لا تاريخي.
القاعدة الروحية السابعة:نور الولاية
يعصم القلب من السقوط والانحراف.
→ فمن فقده مات قلبه قبل بدنه.
7- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ
قَالَ حَدَّثَنِي عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ
أَبِي نَصْرٍ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ ع فِي قَوْلِهِ تَعَالَى- وَ مَنْ أَضَلُّ
مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ قَالَ يَعْنِي مَنِ
اتَّخَذَ دِينَهُ رَأْيَهُ بِغَيْرِ إِمَامٍ مِنْ أَئِمَّةِ الْهُدَى.
القاعدة العقائدية الأولى:من اتّخذ
دينه من رأيه بلا إمام فهو في ضلال محض.
→ تفسير الإمام للآية: «يعني من اتخذ دينه رأيه بغير إمام».
القاعدة العقائدية الثانية: الهدى
الإلهي لا يُنال إلا بواسطة الإمام.
→ «بغير هدى من الله» = الهدى من الله هو الإمام.
القاعدة العقائدية الثالثة:الابتداع
في الدين نتيجة لغياب الإمام، لا لغياب المعرفة فقط.
→ لأن دين الرأي ينشأ حين يغيب المرجع المعصوم.
القاعدة العقائدية الرابعة:العقل
وحده لا يكفي لصنع الدين؛ العقل بلا إمام يصبح تابعًا للهوى.
→ الهوى يتغلّف بعبارة “رأي” حين لا يكون هناك
إمام.
القاعدة العقائدية الخامسة:كل طريق
ديني غير مبني على إمام هدى هو “هوى” ولو ظنه الإنسان هدى.
→ لأن المرجعية العقدية لا تكون إلا للمعصوم.
القاعدة العقائدية السادسة:الإمام هو
معيار تمييز الحق من الباطل، والهدى من الهوى.
→ بدون الإمام لا يوجد معيار إلهي ثابت.
القواعد الروحية المستخلصة:
القاعدة الروحية الأولى: اتباع الهوى
هو موتٌ روحي، وسببه غياب الإمام في قلب الإنسان.
→ الهوى = ضياع البوصلة.
القاعدة الروحية الثانية:الإمام هو
هدى الروح، ومن افتقده سار خلف ظلمة النفس.
→ “هوى” مقابل “هدى”.
القاعدة الروحية الثالثة:الدين
بالرأي يطفئ نور القلب ويجعل الإنسان عبدًا لظنونه.
→ لأن الرأي غير المعصوم يجرّ للضلال.
القاعدة الروحية الرابعة:الارتباط
بالإمام يخلّص القلب من العشوائية الروحية.
→ الإمام ينظّم القيم ويهدي إلى الحق.
القاعدة الروحية الخامسة:معرفة
الإمام تحمي الروح من خداع الهوى الذي يشبه الهدى لكنه ليس كذلك.
→ الضلال أحيانًا يلبس لبوس الحق.
القاعدة الروحية السادسة:الإنسان
الذي يتبع رأيه دون إمام يعيش صراعًا داخليًا بين الرغبة واليقين.
→ الإمام يحسم الصراع ويثبت الروح على الهدى.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ
قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ سِنَانٍ عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ[3] عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ:
مَنْ أَشْرَكَ مَعَ إِمَامٍ إِمَامَتُهُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مَنْ لَيْسَتْ إِمَامَتُهُ
مِنَ اللَّهِ كَانَ مُشْرِكاً.
القاعدة العقائدية الأولى:الإمامة
منصبٌ إلهي، فلا تُشرَك فيه جهة بشرية.
→ نصّ الحديث: «إمامته من عند الله».
القاعدة العقائدية الثانية:من جمع
بين إمامٍ إلهي وإمامٍ غير إلهي فقد وقع في الشرك.
→ «كان مشركًا» حكم صريح.
القاعدة العقائدية الثالثة:تعدّد
المرجعيات الدينية يعادل تعدّد الآلهة من حيث الحقيقة العقدية.
→ لأن الدين لا يُؤخذ إلا من حجة واحدة.
القاعدة العقائدية الرابعة:الإمام
الباطل لا يشارك الإمام الحق في أي شرعية دينية.
→ لا يجتمع الحق والباطل في إمامة واحدة.
القاعدة العقائدية الخامسة:الولاية
الحقة لا تتسع إلا لإمام واحد، لأنه الطريق الوحيد إلى الله.
→ تعدّد الأئمة شرك في الربوبية والتشريع.
القاعدة العقائدية السادسة:اتباع
إمام غير منصوص من الله خلعٌ لطاعة الله.
→ لأن من ليس إمامًا من الله فهو إمام من الهوى.
القاعدة الروحية الأولى:الإمام الحقّ
توحيد، والإمام الباطل ظلمة؛ الجمع بينهما ظلمة فوق ظلمة.
→ القلب لا يحتمل نورين متضادين.
القاعدة الروحية الثانية:الروح لا
تستقيم إلا إذا سلّمت لأمام واحد.
→ تعدّد الولاءات يشتّت القلب.
القاعدة الروحية الثالثة:الشرك
بالولاية يُفقد القلب إخلاصه لله.
→ لأن مصدر الدين يجب أن يكون واحدًا.
القاعدة الروحية الرابعة:الاتباع
الروحي المزدوج يخلق ازدواجًا في الهوية الإيمانية.
→ وهذا هو معنى الشرك الخفي.
القاعدة الروحية الخامسة:الإمام من
عند الله هو النور الذي يملأ القلب، والإمام من عند الناس يطفئه.
→ لأن القلب نور واحد لا يجتمع معه باطل.
القاعدة الروحية السادسة:الولاية
الباطلة تقطع الإنسان عن التسليم واليقين.
→ هي جذور الاضطراب الداخلي.
9- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ
عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ
اللَّهِ ع رَجُلٌ قَالَ لِيَ اعْرِفِ الْآخِرَ مِنَ الْأَئِمَّةِ وَ لَا يَضُرُّكَ
أَلَّا تَعْرِفَ الْأَوَّلَ قَالَ فَقَالَ لَعَنَ اللَّهُ هَذَا فَإِنِّي أُبْغِضُهُ
وَ لَا أَعْرِفُهُ وَ هَلْ عُرِفَ الْآخِرُ إِلَّا بِالْأَوَّلِ.
القاعدة العقائدية الأولى:الإمامة
كلٌّ واحد، لا يُعرَف آخرها إلا بمعرفة أولها.
→ قول الإمام: «وهل عُرف الآخر إلا بالأول؟».
القاعدة العقائدية الثانية:الاعتقاد
بإمامٍ واحد دون من قبله اعتقاد باطل، وهو انحراف عن أصل الإمامة.
→ لأن كل إمام يثبت إمامة من قبله.
القاعدة العقائدية الثالثة:من قال
بعدم ضرورة معرفة السابقين فهو ملعون بعين نص الإمام.
→ «لعن الله هذا… وإني أبغضه».
القاعدة العقائدية الرابعة:الإمامة
سلسلة إلهية لا يجوز أن يُفصل بعضها عن بعض.
→ كل إمام مبني على النص السابق له.
القاعدة العقائدية الخامسة:الجهل
بالأئمة الأوائل جهل بحقيقة الإمامة نفسها.
→ لأن معرفة الآخر متوقفة على معرفة الأول.
القاعدة العقائدية السادسة:الإمامة
ليست مجرد أسماء، بل منظومة متصلة لا تنفصل.
→ هذا يمنع التبعيض في الولاية.
القاعدة العقائدية السابعة:كل من
يدعو لمعرفة إمام دون إمام آخر هو داعٍ إلى بدعة وضلال.
→ لعن الإمام يدل على خطورة الفكرة.
القاعدة الروحية الأولى: الولاية
نورٌ متصل، لا يُستضاء بآخره دون أوله.
→ النور الإلهي يبدأ من الأول فصاعدًا.
القاعدة الروحية الثانية:القلب لا
يستقيم في محبة الإمام الحاضر إن لم يكن مرتبطًا بأئمة الماضي.
→ الولاية ترابط روحي عبر الزمن.
القاعدة الروحية الثالثة:رفض التسلسل
الروحي للأئمة يقطع الإنسان عن الجذور الروحية للدين.
→ فالأول هو أصل النور، والآخر امتداده.
القاعدة الروحية الرابعة:التدين
الانتقائي يميت القلب؛ إذ يجعل الإنسان يقطع سلسلة النور.
→ اختيار إمام وترك آخر يورث ظلمة داخلية.
القاعدة الروحية الخامسة:معرفة الأول
تفتح أبواب المحبة والفهم للآخر.
→ من عرف البداية هُدي إلى النهاية.
القاعدة الروحية السادسة:ولاية
الأئمة تُعاش كتسلسلٍ من الفيوضات، لا كعلاقة منفصلة.
→ كل إمام يكمل الدور الروحي لمن قبله.
10- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ
قَالَ حَدَّثَنَا عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍعَنِ الْحُسَيْنِ
بْنِ سَعِيدٍ عَنْ أَبِي وَهْبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ قَالَ: سَأَلْتُهُ يَعْنِي
أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً
قالُوا وَجَدْنا عَلَيْها آباءَنا وَ اللَّهُ أَمَرَنا بِها قُلْ إِنَّ اللَّهَ لا
يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ أَ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَقَالَ فَقَالَ
هَلْ رَأَيْتَ أَحَداً زَعَمَ أَنَّ اللَّهَ أَمَرَهُ بِالزِّنَا وَ شُرْبِ الْخَمْرِ
أَوْ شَيْءٍ مِنْ هَذِهِ الْمَحَارِمِ فَقُلْتُ لَا قَالَ فَمَا هَذِهِ الْفَاحِشَةُ
الَّتِي يَدَّعُونَ أَنَّ اللَّهَ أَمَرَهُمْ بِهَا قُلْتُ اللَّهُ أَعْلَمُ وَ وَلِيُّهُ
قَالَ فَإِنَّ هَذَا فِي أَوْلِيَاءِ أَئِمَّةِ الْجَوْرِ ادَّعَوْا أَنَّ اللَّهَ
أَمَرَهُمْ بِالايتِمَامِ بِقَوْمٍ لَمْ يَأْمُرْهُمُ اللَّهُ بِالايتِمَامِ بِهِمْ
فَرَدَّ اللَّهُ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ وَ أَخْبَرَ أَنَّهُمْ قَدْ قَالُوا عَلَيْهِ الْكَذِبَ
وَ سَمَّى ذَلِكَ مِنْهُمْ فَاحِشَةً.
القاعدة العقائدية الأولى:أعظم
الفاحشة هي ادّعاء أن الله أمر باتّباع من لم يُنصّبهم إمامًا.
→ نصّ الإمام: «هذه في أولياء أئمة الجور… سمّى ذلك منهم فاحشة».
القاعدة العقائدية الثانية:أئمة
الجور ليسوا من أمر الله باتّباعهم، ومن اتّبعهم فقد نسب إلى الله ما لم يأمر به.
→ «قوم لم يأمرهم الله بالائتمام بهم».
القاعدة العقائدية الثالثة:الإمامة
أمرٌ إلهي، ومن ادّعى غير ذلك فقد كذب على الله.
→ «فأخبر أنهم قد قالوا عليه الكذب».
القاعدة العقائدية الرابعة:اتباع
إمام غير منصوص يعادل نسبة الفاحشة إلى الله.
→ لأنها “فاحشة” في التشريع، لا في الجسد.
القاعدة العقائدية الخامسة:الآية لا
تتحدث عن الزنا وشرب الخمر، بل عن فاحشة في العقيدة: إمامة غير المأمور بهم.
→ الإمام ينفي أن أحدًا يدّعي أن الله أمر بالمحرمات؛ فالفاحشة شيء آخر أشد.
القاعدة العقائدية السادسة:أئمة
الجور يضلّون الناس بادعاء الشرعية الإلهية الزائفة.
→ قول الإمام: «ادّعوا أن الله أمرهم بالائتمام بهم».
القاعدة الروحية الأولى: الاتّباع
الأعمى لأهل الجور يُميت البصيرة الروحية.
→ لأن الإنسان ينسب ما ليس من الله إلى الله.
القاعدة الروحية الثانية: الانحراف
عن الإمام الحق انحرافٌ عن نور الله وهدايته.
→ الاتّباع الباطل = ظلمة.
القاعدة الروحية الثالثة:القلب الذي
يسلّم لغير الإمام الحق يعيش فاحشة باطنية: فاحشة الروح.
→ فاحشة نسبة الهدى إلى غير أهله.
القاعدة الروحية الرابعة:إرجاع
التشريع لأهواء البشر يورث اضطرابًا روحيًا وقلقًا داخليًا.
→ لأن الإنسان بلا مرجع معصوم يتذبذب.
القاعدة الروحية الخامسة:معرفة
الإمام الحقّ تطهر القلب من فاحشة الكذب على الله.
→ الولاية تطهر العقيدة والروح.
القاعدة الروحية السادسة:اتباع
الإمام الحق هو الطريق إلى الصفاء الروحي، واتباع غيره يورث نجاسة معنوية.
→ الفاحشة هنا فاحشة روحية.
11- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ
قَالَ حَدَّثَنَا عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَيْنِ
بْنِ سَعِيدٍ عَنْ أَبِي وَهْبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ قَالَ: سَأَلْتُ عَبْداً
صَالِحاً عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ-
إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَ ما بَطَنَ قَالَ
فَقَالَ إِنَّ الْقُرْآنَ لَهُ ظَاهِرٌ وَ بَاطِنٌفَجَمِيعُ مَا حَرَّمَ
اللَّهُ فِي الْقُرْآنِ فَهُوَ حَرَامٌ عَلَى ظَاهِرِهِ كَمَا هُوَ فِي الظَّاهِرِ
وَ الْبَاطِنُ مِنْ ذَلِكَ أَئِمَّةُ الْجَوْرِ وَ جَمِيعُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ تَعَالَى
فِي الْكِتَابِ فَهُوَ حَلَالٌ وَ هُوَ الظَّاهِرُ وَ الْبَاطِنُ مِنْ ذَلِكَ أَئِمَّةُ
الْحَقِ.
القاعدة العقائدية الأولى:للقرآن
ظاهر وباطن، ولا يصحّ فهمه إلا بالجمع بينهما.
→ الإمام: «إن القرآن له ظاهر وباطن».
القاعدة العقائدية الثانية:الفاحشة
في ظاهر القرآن هي المحرمات الأخلاقية؛ وفي باطنه فاحشتها العظمى هي أئمّة الجور.
→ «والباطن من ذلك أئمة الجور».
القاعدة العقائدية الثالثة:أعظم
الفواحش الباطنية: تنصيب إمامٍ لم ينصبه الله.
→ لأن الإمام يجعله في مقابل الحلال والحق.
القاعدة العقائدية الرابعة:أئمة الحق
هم معنى الحلال في باطن القرآن، كما أن الحلال في ظاهره مباح.
→ «والباطن من ذلك أئمة الحق».
القاعدة العقائدية الخامسة:الحقّ
واحد لا يتعدد، كما أن الحلال واحد. أما تعدد الأئمة فهو فاحشة باطنية.
القاعدة العقائدية السادسة:اتباع
أئمة الجور = اتباع الفاحشة الباطنية = معصية ذات بعد عقدي، لا مجرد معصية
أخلاقية.
القاعدة العقائدية السابعة:العقيدة
أساس التشريع: باطن الحلال والحرام قائم على الولاية والبراءة.
القاعدة الروحية الأولى:القلب الذي
ينسجم مع إمام الحق يصبح طاهرًا ظاهرًا وباطنًا.
→ لأن الحلال باطنه أئمة الحق.
القاعدة الروحية الثانية:اتباع أئمة
الجور يُدخل ظلمة روحية في النفس، تشبه الفاحشة الأخلاقية في أثرها الداخلي.
→ فالجور فاحشة باطنية.
القاعدة الروحية الثالثة:الولاية
الحقة تطهّر الباطن كما تطهر الطاعة ظاهر الإنسان.
القاعدة الروحية الرابعة:الروح تتلوث
باتباع إمام باطل كما يتلوث الجسد بارتكاب الفواحش.
القـاعدة الروحية الخامسة:معرفة باطن
الأحكام تقود إلى عمق العلاقة مع الله، لأن الإنسان يرى أن وراء كل حكم نورًا أو
ظلمة.
القاعدة الروحية السادسة:القرآن لا
يكتمل أثره الروحي إلا عبر الإمام، لأنه يكشف باطنه.
12- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ ابْنِ
مَحْبُوبٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ ثَابِتٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ
ع عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ
اللَّهِ أَنْداداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ[6] قَالَهُمْ وَ
اللَّهِ أَوْلِيَاءُ فُلَانٍ وَ فُلَانٍ اتَّخَذُوهُمْ أَئِمَّةً دُونَ الْإِمَامِ
الَّذِي جَعَلَهُ اللَّهُ لِلنَّاسِ إِمَاماً وَ لِذَلِكَ قَالَ- وَ لَوْ يَرَى الَّذِينَ
ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً وَ أَنَّ اللَّهَ
شَدِيدُ الْعَذابِ. إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا
وَ رَأَوُا الْعَذابَ وَ تَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ. وَ قالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا
لَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَما تَبَرَّؤُا مِنَّا كَذلِكَ يُرِيهِمُ
اللَّهُ أَعْمالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ وَ ما هُمْ بِخارِجِينَ مِنَ النَّارِثُمَّ
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع هُمْ وَ اللَّهِ يَا جَابِرُ أَئِمَّةُ الظُّلْمِ وَ أَشْيَاعُهُمْ.
القاعدة العقائدية الأولى:الأنداد في
القرآن هم أئمّة الجور الذين نُصِّبوا بغير أمر الله.
→ الإمام: «هم والله أولياء فلان وفلان اتخذوهم أئمة دون الإمام الذي جعله
الله».
القاعدة العقائدية الثانية:محبة أئمة
الجور هي محبة محرّمة، وهي نوع من الشرك القلبي.
→ «يحبّونهم كحبّ الله» أي يجعلون طاعتهم ندًّا لطاعة الله.
القاعدة العقائدية الثالثة:اتخاذ
إمامٍ غير المنصوص عليه من الله ظلمٌ وعدوانٌ على الدين.
→ لأن الإمام دعاهم إلى الآية: «ولو يرى الذين ظلموا…».
القاعدة العقائدية الرابعة:اتباع
أئمّة الجور يقود إلى الندامة يوم القيامة، وقطيعة كل الروابط.
→ «تقطعت بهم الأسباب» أي أسباب التولّي الفاسد.
القاعدة العقائدية الخامسة:الولاية
الفاسدة تنقلب يوم القيامة إلى تَبَرٍّ متبادل بين القائد والأتباع.
→ «تبرأ الذين اتُّبعوا من الذين اتّبعوا».
القاعدة العقائدية السادسة:تمنّي
الرجعة للبراءة من أئمة الجور لا ينفع أصحابها.
→ «لو أن لنا كرة…» أي بعد رؤية الحقيقة.
القاعدة العقائدية السابعة:أعمال
المتبعين لإمام الباطل تتحوّل إلى حسرة عليهم، لا تقبل ولا تُثاب.
→ «يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم».
القاعدة العقائدية الثامنة:الولاية
الحقة معيار النجاة من النار، والولاية الباطلة طريقها النار المحتومة.
→ «وما هم بخارجين من النار».
القاعدة العقائدية التاسعة:أئمة
الظلم وأشياعهم هم المقصودون في الآيات التي تصف الندامة والقطيعة يوم القيامة.
→ قول الإمام في ختام الحديث:
«هم والله يا جابر أئمة الظلم
وأشياعهم».
القاعدة الروحية الأولى: المحبّة في
الدين ميزان الهداية، فإذا وُضعت في غير موضعها أضلّت القلب.
→ محبة أئمة الجور = ضلال روحي.
القاعدة الروحية الثانية:القلب الذي
يختار إمامًا باطلاً سيذوق الحسرة الروحية قبل العذاب الأخروي.
→ «حسرات عليهم» نتيجة حبّ غير الله.
القاعدة الروحية الثالثة:الولاية
الفاسدة تقطع الإنسان عن كل رحمة، لأن “الأسْباب” تنقطع عنه.
القاعدة الروحية الرابعة:من يتّخذ
إمامًا باطلاً يفقد النور الباطني الذي يهتدي به في الدنيا.
→ لأن الحبّ غير الصحيح يُعمي البصيرة.
القاعدة الروحية الخامسة:البراءة من
أئمة الجور ليست موقفًا سياسيًّا، بل تطهير روحي من الشرك القلبي.
القاعدة الروحية السادسة: الرؤية
الحقيقية يوم القيامة تكشف حقيقة الولاية: نورًا أو ظلمة.
القاعدة الروحية السابعة:الحبّ
الإلهي لا يجتمع مع حبّ إمامٍ باطل، لأن الأول يوحّد القلب والثاني يشتّته.
13- عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ
عَنْ حَبِيبٍ السِّجِسْتَانِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ
جَلَ لَأُعَذِّبَنَّ كُلَّ رَعِيَّةٍ فِي الْإِسْلَامِ دَانَتْ بِوَلَايَةِ
كُلِّ إِمَامٍ جَائِرٍلَيْسَ مِنَ اللَّهِ وَ إِنْ كَانَتِ الرَّعِيَّةُ فِي أَعْمَالِهَا
بَرَّةً تَقِيَّةً وَ لَأَعْفُوَنَّ عَنْ كُلِّ رَعِيَّةٍ فِي الْإِسْلَامِ دَانَتْ
بِوَلَايَةِ كُلِّ إِمَامٍ عَادِلٍ مِنَ اللَّهِ وَ إِنْ كَانَتِ الرَّعِيَّةُ فِي
أَعْمَالِهَا ظَالِمَةً مُسِيئَةً.
القاعدة العقائدية الأولى:الولاية
ميزان القبول والردّ عند الله، لا مجرد الأعمال.
→ «لأعذبن كل رعية… دانت بولاية كل إمام جائر… وإن كانت أعمالها برّة تقية».
القاعدة العقائدية الثانية:اتباع
الإمام الجائر سبب للعذاب الإلهي مهما صلحت أعمال الإنسان.
→ لأن أعمال البرّ لا تُجبر خلل العقيدة في الولاية.
القاعدة العقائدية الثالثة:ولاية
الإمام العادل من الله سبب للعفو الإلهي، حتى لو قصرت الأعمال.
→ «ولأعفون عن كل رعية… دانت بولاية كل إمام عادل… وإن كانت أعمالها ظالمة مسيئة».
القاعدة العقائدية الرابعة:الإمامة
ليست اختيارًا بشريًا؛ بل تعيين إلهي، والميزان “من الله”.
→ الحديث قيد: «ليس من الله»، «من الله».
القاعدة العقائدية الخامسة:ولاية
الجائر خطأ في أصل الدين، وليست مسألة سياسية.
→ لأنها توجب العذاب رغم صلاح العمل.
القاعدة العقائدية السادسة:قبول
الولاية الباطلة يجعل الإنسان مسؤولاً أمام الله كـ"رعية" ضالّة.
→ الخطاب موجّه للرعية، لا للحكّام وحدهم.
القاعدة
العقائدية السابعة:الولاية هي الحدّ الفاصل بين
الإيمان والضلال، وبين العفو والعذاب.
القاعدة العقائدية الثامنة:العمل
بدون ولاية حقّة مجرّد جسد بلا روح، لا يقبل عند الله.
القاعدة الروحية الأولى: طريق النجاة
يبدأ من القلب لا من كثرة العمل.
→ لأن الله يعفو عن المسيء بسبب ولاية الحقّ.
القاعدة الروحية الثانية:اختيار
الوليّ العادل يفتح باب الرحمة الإلهية ولو مع كثرة الذنوب.
القاعدة الروحية الثالثة:العمل بلا
بصيرة يصبح حجابًا لا نورًا، إذا افتقد صاحبه الولاية الصحيحة.
القاعدة الروحية الرابعة:ولاية الحق
تُطهّر القلب، وولاية الجائر تُفسد النيّة مهما كان العمل حسنًا.
القاعدة الروحية الخامسة:الانتماء
الروحي الحقيقي هو انتماء إلى أهل العدل الإلهي، لا إلى أهل القوة.
القاعدة الروحية السادسة:النية في
الولاية تكشف جوهر القلب: هل يسعى لله أو للناس؟
القاعدة الروحية السابعة:العفو
الإلهي مرتبط بالولاء الصحيح: رحمة الولاية تسبق غضب العمل.
14- وَ بِهِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ
عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعَبْدِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَعْفُورٍ قَالَ: قُلْتُ
لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع إِنِّي أُخَالِطُ النَّاسَ فَيَكْثُرُ عَجَبِي مِنْ أَقْوَامٍ
لَا يَتَوَلَّوْنَكُمْ وَ يَتَوَلَّوْنَ[7] فُلَاناً وَ فُلَاناً لَهُمْ أَمَانَةٌ
وَ صِدْقٌ وَ وَفَاءٌ وَ أَقْوَامٍ يَتَوَلَّوْنَكُمْ لَيْسَ لَهُمْ تِلْكَ الْأَمَانَةُ
وَ لَا الْوَفَاءُ وَ لَا الصِّدْقُ قَالَ فَاسْتَوَى أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع جَالِساً
وَ أَقْبَلَ عَلَيَّ كَالْمُغْضَبِ[8] ثُمَّ قَالَ لَا دِينَ لِمَنْ دَانَ
بِوَلَايَةِ إِمَامٍ جَائِرٍ لَيْسَ مِنَ اللَّهِ وَ لَا عَتْبَ عَلَىمَنْ دَانَ
بِوَلَايَةِ إِمَامٍ عَادِلٍ مِنَ اللَّهِ[1] قُلْتُ لَا دِينَ
لِأُولَئِكَ وَ لَا عَتْبَ عَلَى هَؤُلَاءِ قَالَ نَعَمْ لَا دِينَ لِأُولَئِكَ وَ
لَا عَتْبَ عَلَى هَؤُلَاءِ ثُمَّ قَالَ أَ مَا تَسْمَعُ لِقَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ
جَلَّ- اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ
يَعْنِي مِنْ ظُلُمَاتِ الذُّنُوبِ إِلَى نُورِ التَّوْبَةِ وَ الْمَغْفِرَةِ لِوَلَايَتِهِمْ
كُلَّ إِمَامٍ عَادِلٍ مِنَ اللَّهِ ثُمَّ قَالَ- وَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ
الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ فَأَيُّ
نُورٍ يَكُونُ لِلْكَافِرِ فَيَخْرُجُ مِنْهُ إِنَّمَا عَنَى بِهَذَا أَنَّهُمْ كَانُوا
عَلَى نُورِ الْإِسْلَامِ فَلَمَّا تَوَلَّوْا كُلَّ إِمَامٍ جَائِرٍ لَيْسَ مِنَ اللَّهِ
خَرَجُوا بِوَلَايَتِهِمْ إِيَّاهُمْ مِنْ نُورِ الْإِسْلَامِ إِلَى ظُلُمَاتِ الْكُفْرِ
فَأَوْجَبَ اللَّهُ لَهُمُ النَّارَ مَعَ الْكُفَّارِ فَقَالَ أُولئِكَ
أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ.
القاعدة العقائدية الاولى :الولاية هي معيار الدين، لا الأخلاق
المجردة
«لا دين لمن دان بولاية إمام جائر
ليس من الله»
→ العمل الأخلاقي لا يُغني عن الانحراف في أصل الدين.
القاعدة العقائدية الثانية: الولاية
العادلة من الله تُسقط اللوم عن صاحبها
«ولا عتب على من دان بولاية إمام
عادل من الله»حتى مع قلة أعماله أو وجود تقصير.
القاعدة العقائدية الثالثة: من تولّى
إمامًا جائرًا من غير الله خرج من "نور الإسلام" إلى "ظلمات
الكفر"
وهو تصريح صريح بأن الانحراف في
الولاية انحراف في أصل الإيمان.
القاعدة العقائدية الرابعة:من تولّى
الجائر تنقلب ولايته إلى كفر وخروج من الإسلام
«خرجوا بولايتهم إياهم من نور
الإسلام إلى ظلمات الكفر»
تصريح بأن الضلال في الولاية = كفر.
القاعدة العقائدية الخامسة:الخلود في النار مرتبط بالولاية الجائرة
«أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون»
لأنهم خرجوا من نور الإسلام بمتابعة
الجائرين.
القاعدة الروحية الاولى :قيمة
الأعمال تتحدّد بالمرجعية الروحية التي تُقدَّم لها
الأمانة والصدق ليست كافية إذا كانت
الاتجاه الروحي باطلاً.
القاعدة الروحية الثانية:الولاية النورانية تُطهّر السلوك وتثمر
التوبة والمغفرة
«يخرجهم من ظلمات الذنوب إلى نور
التوبة والمغفرة»
الولاية الحقّة ليست مجرد اعتقاد؛
إنما نور يغيّر القلب.
القاعدة الروحية الثالثة :ولاية
الطاغوت تُطفئ نور الأعمال وتحولها إلى ظلمات
مهما بدا الإنسان مستقيمًا في
الظاهر.
القاعدة الروحية الرابعة: التديّن بلا بصيرة يؤدي إلى الانزلاق نحو
الشياطين من حيث لا يشعر
وهذا معنى غضب الإمام حين سُئل عن
هؤلاء الذين يتولّون الجائر “مع أمانة وصدق”.
15- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ
عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ جُمْهُورٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ صَفْوَانَ عَنِ
ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّهُ
قَالَ: إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يُعَذِّبَ أُمَّةً دَانَتْ بِإِمَامٍ لَيْسَ
مِنَ اللَّهِ وَ إِنْ كَانَتْ فِي أَعْمَالِهَا بَرَّةً تَقِيَّةً وَ إِنَّ اللَّهَ
يَسْتَحْيِي أَنْ يُعَذِّبَ أُمَّةً دَانَتْ بِإِمَامٍ مِنَ اللَّهِ وَ إِنْ كَانَتْ
فِي أَعْمَالِهَا ظَالِمَةً مُسِيئَةً.
القاعدة العقائدية الأولى:الولاية
معيار قبول الدين والأعمال، لا مجرد العمل الصالح.
«إن الله لا يستحيي أن يعذب أمة دانت
بإمام ليس من الله وإن كانت في أعمالها برّة تقيّة»
هذا يثبت أن صحة الإمامة مقدمة على
صحة العمل.
القاعدة العقائدية الثانية:اتباع
الإمام الجائر يُعدّ انحرافًا في أصل الدين لا في فروعه.
عذاب الأمة هنا ليس على الأعمال، بل
على اتباع إمام باطل.
القاعدة العقائدية الثالثة:الإمام
الحقّ من الله هو الضامن لنجاة الأمة، حتى مع وجود التقصير.
«وإن الله يستحيي أن يعذب أمة دانت
بإمام من الله وإن كانت في أعمالها ظالمة مسيئة»
القاعدة العقائدية الرابعة:الولاية
الحقّة من الله تمثل "الأصل" الذي تُبنى عليه بقية الأعمال.
فالظلم والإساءة مع الولاية الحقّة
لا يسقطان الإنسان عن أصل الإيمان، بخلاف العكس.
القاعدة العقائدية الخامسة:العقوبة
الإلهية مرتبطة بالولاء العقدي قبل العمل السلوكي.
فالإمامة من الله شرطٌ جوهريّ، مثل
التوحيد والنبوة.
القاعدة الروحية الأولى :الولاية
نورٌ يحفظ الإنسان حتى لو عثر في الطريق.
المؤمن بإمام من الله يبقى في دائرة
الرحمة وإن أساء.
القاعدة الروحية الثانية:اتباع
الإمام الجائر ظلمة تحرق ثمار الأعمال مهما كانت صالحة.
فالولاية الباطلة تجعل العمل بلا أثر
روحي.
القاعدة الروحية الثالثة:الروحانية
الحقيقية ليست في كثرة العمل، بل في الانتماء للحق.
المقياس الروحي هنا هو: إلى مَن
تنتمي؟ لا: ماذا عملت؟
القاعدة الروحية الرابعة:الإمام من
الله هو باب الرحمة، ومن فقد بابه فقد الرحمة.
فلا معنى للبرّ والتقوى دون مصدر
الهداية.
القاعدة الروحية الخامسة:الاستحياء
الإلهي هنا كناية عن سعة الرحمة لمن تعلق بالولاية الحقّة.
الولاية تجعل العبد قابلًا للمغفرة
دائمًا.
16- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ
عَبْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رَبَاحٍ قَالَ حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحِمْيَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ أَيُّوبَ عَنْ
عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ عَمْرٍو الْخَثْعَمِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَعْفُورٍ
قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام رَجُلٌ يَتَوَلَّاكُمْ وَ يَبْرَأُ
مِنْ عَدُوِّكُمْ وَ يُحَلِّلُ حَلَالَكُمْ وَ يُحَرِّمُ حَرَامَكُمْ وَ يَزْعُمُ أَنَّ
الْأَمْرَ فِيكُمْ لَمْ يَخْرُجْ مِنْكُمْ إِلَى غَيْرِكُمْ إِلَّا أَنَّهُ يَقُولُ
إِنَّهُمْ قَدِ اخْتَلَفُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ-وَ هُمُ الْأَئِمَّةُ الْقَادَةُ فَإِذَا
اجْتَمَعُوا عَلَى رَجُلٍ فَقَالُوا هَذَا قُلْنَا هَذَا فَقَالَ ع إِنْ مَاتَ عَلَى
هَذَا فَقَدْ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً.
القاعدة العقائدية الأولى:الاعتقاد
بأن الإمامة يمكن أن تنتقل بالشورى أو باجتماع الناس هو جهلٌ يخرج بصاحبه من خطّ
الولاية.
«فَإِذَا اجْتَمَعُوا عَلَى رَجُلٍ
فَقَالُوا هَذَا قُلْنَا هَذَا… فإِنْ مَاتَ عَلَى هَذَا فَمَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً»
القاعدة العقائدية الثانية:مجرد
تولّي أهل البيت والبراءة من أعدائهم لا يكفي إذا لم يقترن بالإيمان بأن الإمامة
بالنصّ الإلهي فقط.
الرجل المذكور في السؤال يوالي ويبرأ
ويحرم الحرام، ومع ذلك: مات ميتة جاهلية.
القاعدة العقائدية الثالثة:الإمامة
منصب إلهي، لا يملك الناس حقّ تعيينه أو تغييره.
فالاجتماع على إمامٍ غير منصوص لا
يُنشئ شرعية دينية.
القاعدة العقائدية الرابعة:إنكار
نظام الإمامة الإلهية يُعدّ جحدًا لأصل من أصول الدين.
ولهذا ترتّبت عليه "الميتة
الجاهلية" وهي حكم يرتبط بأصول العقيدة لا الفروع.
القاعدة العقائدية الخامسة:الإمام
الحقّ واحد معيّن من الله، لا بالاختلاف ولا بتعدد الآراء.
المعيار هو النص، لا اتفاق العامة أو
الخاصة.
القاعدة الروحية الأولى:الولاية
الصحيحة ليست شعورًا وجدانيًا بل بناءٌ معرفي قائم على التسليم لله لا للناس.
فالرجل كان محبًا ومتدينًا، لكن نقص
معرفته أهلكه.
القاعدة الروحية الثانية:الاستقامة
الروحية لا تتحقق إلا بالثبات على خط الإمامة الحقّة دون التفاف أو تردد.
الاضطراب في مبدأ الإمامة اضطراب في
الروح.
القاعدة الروحية الثالثة:الإنسان قد
يجتمع فيه العمل الحسن والموقف الروحي الخاطئ، فيطغى الأخير على الأول.
ولهذا مات الرجل «ميتة جاهلية» رغم
كل أعماله.
القاعدة الروحية الرابعة:الولاية
تعلم الإنسان أن يكون تابعًا للحق لا للجموع.
الروح المؤمنة لا تتأثر بكثرة
القائلين، بل بحقيقة ما قاله الله ورسوله.
القاعدة الروحية الخامسة:المعرفة
الصحيحة للإمام تُنقذ الروح من الحيرة والجاهلية.
فمن جهل الإمام ضلّت خطواته كلها
مهما أحسن ظاهرًا.
17- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ
عَبْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقُرَشِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا
أَبُو جَعْفَرٍ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ سَعْدَانَ عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ سِنَانٍ عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: قُلْتُ
لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع رَجُلٌ يَتَوَالَى عَلِيّاً وَ يَتَبَرَّأُ مِنْ عَدُوِّهِ
وَ يَقُولُ كُلَّ شَيْءٍ يَقُولُ إِلَّا أَنَّهُ يَقُولُ إِنَّهُمْ قَدِ اخْتَلَفُوا بَيْنَهُمْ
وَ هُمُ الْأَئِمَّةُ الْقَادَةُ فَلَسْتُ أَدْرِي أَيُّهُمُ الْإِمَامُ فَإِذَا اجْتَمَعُوا
عَلَى رَجُلٍ أَخَذْتُ بِقَوْلِهِ وَ قَدْ عَرَفْتُ أَنَّ الْأَمْرَ فِيهِمْ قَالَ
إِنْ مَاتَ هَذَا عَلَى ذَلِكَ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً ثُمَّ قَالَ لِلْقُرْآنِ
تَأْوِيلٌ يَجْرِي كَمَا يَجْرِي اللَّيْلُ وَ النَّهَارُ وَ كَمَا تَجْرِي الشَّمْسُ
وَ الْقَمَرُ فَإِذَا جَاءَ تَأْوِيلُ شَيْءٍ مِنْهُ وَقَعَ فَمِنْهُ
مَا قَدْ جَاءَ وَ مِنْهُ مَا لَمْ يَجِئْ.
القاعدة العقائدية الأولى:الولاية
الصحيحة لأمير المؤمنين عليه السلام لا تُقبل مع الجهل بالإمام الحقّ في كل زمان.
«يَتَوَالَى عَلِيّاً وَ يَتَبَرَّأُ
مِنْ عَدُوِّهِ… فَإِنْ مَاتَ عَلَى ذَلِكَ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً»
المعنى: تولّي عليّ لا يكفي إن لم يُعرف
الإمام المعصوم في كل عصر.
القاعدة العقائدية الثانية:الاختلاف
بين الناس لا يُنشئ إمامة، ولا يصلح معيارًا لتعيين الإمام.
«إِنَّهُمْ قَدِ اخْتَلَفُوا
بَيْنَهُمْ… فَإِذَا اجْتَمَعُوا عَلَى رَجُلٍ أَخَذْتُ بِقَوْلِهِ»
هذا المنهج باطل عند الإمام.
القاعدة العقائدية الثالثة:الإمامة
ليست بالشورى ولا بالاجتماع، بل بالنصّ الإلهي المحض.
الرجل ينتظر “اجتماعهم” على رجل،
بينما الإمام الصادق يحكم عليه بالميتة الجاهلية إن مات على هذا.
القاعدة العقائدية الرابعة:الجهل
بالإمام الحقّ في الحقيقة جهل بأصل الدين كلّه.
ولهذا أطلق الإمام الحكم: الميتة
الجاهلية.
القاعدة العقائدية الخامسة:الإمام
واحد، منصوصٌ من الله، والمعيار ليس اتفاق المختلفين بل النصّ والحق.
القاعدة العقائدية السادسة:للقرآن
تأويل مرتبط بالإمامة، وظهورُ هذا التأويل يتحقق بظهور حقائق الإمامة.
«لِلْقُرْآنِ تَأْوِيلٌ… فَإِذَا
جَاءَ تَأْوِيلُ شَيْءٍ مِنْهُ وَقَعَ»
✦ هذا يدلّ على أن
الآيات المتعلقة بالإمامة لها تأويل جوهري يظهر في وقته.
القاعدة العقائدية السابعة:بعض آيات
القرآن تحقق تأويله في حياة الأمة، وبعضه لم يأتِ تأويله بعد (وهو متعلق بالمهدي
عليه السلام).
«فَمِنْهُ مَا قَدْ جَاءَ وَ مِنْهُ
مَا لَمْ يَجِئْ»
القاعدة الروحية الأولى:الروح
المؤمنة لا تكتفي بالمحبة الشعورية، بل تبحث عن معرفة الإمام الحق معرفة يقين.
وإلّا ماتت على الجاهلية.
القاعدة الروحية الثانية:الحيرة في
أمر الإمام مرضٌ روحيّ خطير يفسد القلب مهما أصلح الإنسان من الأعمال.
الحيرة = الجهل = الجاهلية.
القاعدة الروحية الثالثة:العقل
الروحي للمؤمن يجب أن يتصل بالحق الثابت لا بالمتغيرات والاختلافات بين الناس.
الاعتماد على “اجتماعهم” يعكس نفسًا
مفتونة بالناس لا بالله.
القاعدة الروحية الرابعة:السير إلى
الله يكون بهداية الإمام الحق، ومن لم يعرفه يضلّ كما يضلّ من فقد النور في
الظلمة.
القاعدة الروحية الخامسة:التعامل مع
القرآن يحتاج إلى قلب يعرف “تأويله”، لا مجرد ظاهره.
أي أن الولاية تفتح البصيرة لفهم
التأويل، لأن التأويل مرتبط بخط الإمامة.
القاعدة الروحية السادسة:الحق الإلهي
يجري في حياة المؤمن كما يجري الليل والنهار والشمس والقمر؛ أي ثباتٌ واستمرارٌ
واتساق.
18- وَ أَخْبَرَنَا سَلَامَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ
قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ
بْنِ بَابَوَيْهِ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْخَطَّابِ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ زَائِدَةَ عَنِ الْمُفَضَّلِ
بْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع مَنْ دَانَ اللَّهَ
بِغَيْرِ سَمَاعٍ مِنْ عَالِمٍ صَادِقٍ أَلْزَمَهُ اللَّهُ التَّيْهَ إِلَى الْعَنَاءِ
وَ مَنِ ادَّعَى سَمَاعاً مِنْ غَيْرِ الْبَابِ الَّذِي فَتَحَهُ اللَّهُ لِخَلْقِهِ
فَهُوَ مُشْرِكٌ بِهِ وَ ذَلِكَ الْبَابُ هُوَالْأَمِينُ الْمَأْمُونُ عَلَى سِرِّ اللَّهِ الْمَكْنُونِ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ
الْكُلَيْنِيُّ عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
الْحَسَنِيِّ عَنْ مَالِكِ بْنِ عَامِرٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ زَائِدَةَ عَنِ الْمُفَضَّلِ
بْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع مَنْ دَانَ بِغَيْرِ
سَمَاعٍ مِنْ صَادِقٍ ...
القاعدة العقائدية الأولى:الدين لا
يُؤخذ إلا من عالمٍ صادقٍ منصوبٍ من الله، لا من أي مصدر آخر.
«مَنْ دَانَ اللَّهَ بِغَيْرِ
سَمَاعٍ مِنْ عَالِمٍ صَادِقٍ…»
هذه قاعدة تأسيسية في نظرية المعرفة
الدينية عند أهل البيت.
القاعدة العقائدية الثانية:الانحراف
عن مصدر الهداية الإلهي يؤدي إلى التيه والضلال مهما كان الإنسان مخلصًا.
«أَلْزَمَهُ اللَّهُ التَّيْهَ إِلَى
الْعَنَاءِ»أي: يضلّ ويقع في العناء الروحي والعقائدي.
القاعدة العقائدية الثالثة:ادّعاء
التلقي الديني من غير الإمام المعصوم هو نوع من الشرك.
«مَنِ ادَّعَى سَمَاعاً مِنْ غَيْرِ
الْبَابِ… فَهُوَ مُشْرِكٌ بِهِ»لأنّه جعل غير الإمام ندًّا في مقام الهداية.
القاعدة العقائدية الرابعة:الإمام هو
الباب الوحيد الذي فتحه الله لعباده للمعرفة الصحيحة.
«الْبَابُ هُوَ الأمِينُ المَأمُونُ
عَلَى سِرِّ اللَّهِ المَكْنُونِ»فلا يُعرف الله ولا دينه إلا من هذا الباب.
القاعدة العقائدية الخامسة:العالِم
الصادق في مدرسة أهل البيت هو من يتلقى عن الإمام المعصوم، لا عن الرأي والهوى.
القاعدة العقائدية السادسة:كل معرفة
دينية خارج دائرة الإمام المعصوم ليست من الدين في شيء.
هذا ينسجم مع قواعد أحاديث الإمامة
السابقة.
القاعدة الروحية الأولى:الروح التي
لا تتصل بمصدر النور الإلهي (الإمام) تعيش حالة التيه الروحي وإن كثرت عباداتها.
التائه لا يرى الطريق وإن مشى فيه.
القاعدة الروحية الثانية:الهداية
الحقيقية نورٌ يتسرّب إلى القلب عبر الإمام، لا عبر الممارسات الفردية.
القاعدة الروحية الثالثة:معرفة “الباب الإلهي” هي مفتاح
السكينة الروحية، والجهل به سبب العناء والقلق.
19- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ شَيْبَانَ فِي شَعْبَانَ
سَنَةَ ثَلَاثٍ وَ سَبْعِينَ وَ مِائَتَيْنِ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَيْفِ
بْنِ عَمِيرَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْيَنَ أَنَّهُ قَالَ: وَصَفْتُ
لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع رَجُلًا يَتَوَالَى أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ يَتَبَرَّأُ
مِنْ عَدُوِّهِ وَ يَقُولُ كُلَّ شَيْءٍ يَقُولُ إِلَّا أَنَّهُ يَقُولُ إِنَّهُمُ
اخْتَلَفُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ وَ هُمُ الْأَئِمَّةُ الْقَادَةُ وَ لَسْتُ أَدْرِي
أَيُّهُمُ الْإِمَامُ وَ إِذَا اجْتَمَعُوا عَلَى رَجُلٍ وَاحِدٍ أَخَذْنَا بِقَوْلِهِ
وَ قَدْ عَرَفْتُ أَنَّ الْأَمْرَ فِيهِمْ رَحِمَهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً فَقَالَ إِنْ
مَاتَ هَذَا مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً- وَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ سَيْفٍ عَنْ أَخِيهِ
الْحُسَيْنِ عَنْ مُعَاذِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع مِثْلَهُ.
القاعدة العقائدية الأولى: المعرفة
الصحيحة بالإمام ليست اختيارية، بل شرطٌ لصحة الدين والنجاة.
«إِنْ مَاتَ هَذَا مَاتَ مِيتَةً
جَاهِلِيَّةً»الحكم بالميتة الجاهلية حكمٌ عقائديّ يدل على خطورة الجهل بالإمام
الحق.
القاعدة العقائدية الثانية:الاختلاف
بين الناس لا يغيّر حقيقة الإمامة، ولا يصنع إمامًا شرعيًا.
الرجل يقول: «اخْتَلَفُوا فِيمَا
بَيْنَهُمْ…»الإمام لا يعترف بهذا كعذر، بل يرفض مبدأ الاضطراب في معرفة الإمام.
القاعدة العقائدية الثالثة:اجتماع
المتنازعين على رجل لا يثبت له الإمامة.
«وَإِذَا اجْتَمَعُوا عَلَى رَجُلٍ…»هذه
قاعدة تنفي الإمامة بالشورى أو التصالح بين الأطراف.
القاعدة العقائدية الرابعة:الإمامة
نصٌّ إلهيّ واحد لا يتعدد، ومن لم يعرف الإمام المعيّن فهو جاهل بالدين.
القاعدة العقائدية الخامسة:التولي
والبراءة لا يكفيان ما دام أصل الإمامة لم يُفهم على وجهه الصحيح.
الرجل يتولى عليًا ويتبرأ من أعدائه،
ومع ذلك: مات ميتة جاهلية.
القاعدة العقائدية السادسة:أئمة أهل
البيت عليهم السلام لا يُساوون بغيرهم، ومن حقّهم أن يُعرف كل واحدٍ منهم باسمه
ونصّه.
لا يجوز الاكتفاء بعنوان “هم القادة” دون تمييز.
القاعدة الروحية الأولى:الروح التي
لا تعرف إمام زمانها تعيش في ظلمة الجاهلية مهما أظهرت من التدين.
التدين الظاهري بلا إمام = ظلمة
روحية.
القاعدة الروحية الثانية:الحيرة في
أمر الإمام مرض روحي، يفسد علاقة الإنسان بالله.
الحيرة = باب الجاهلية.
القاعدة الروحية الثالثة:الثبات على
إمام واحد يحقق الطمأنينة الروحية، والاضطراب بين الآراء يهدم اليقين.
القاعدة الروحية الرابعة:الولاية
حالة قلبية وروحية لا تتحقق بمجرد الشعارات، بل بمعرفة الإمام الحق اسمًا ونهجًا.
القاعدة الروحية الخامسة:قول الرجل
"رحمهم الله جميعاً" يدل على عاطفة صحيحة، لكن العاطفة وحدها لا تعوّض
عن البصيرة الروحية.
الإمام يردّ عليه بعقيدة لا بعاطفة.
فليتأمل متأمل من ذوي الألباب و العقول
و المعتقدين لولاية الأئمة من أهل البيت ع هذا المنقول عن رسول الله ص و عن أبي جعفر
الباقر و أبي عبد الله ع فيمن شك في واحد من الأئمة ع أو بات ليلة لا يعرف فيها إمامه
و نسبتهم إياه إلى الكفر و النفاق و الشرك و أنه إن مات على ذلك مات ميتة جاهلية نعوذ
بالله منها و قولهم إن من أنكر واحدا من الأحياء فقد أنكر الأموات.
و لينظر ناظر بمن يأتم و لا تغويه الأباطيل
و الزخارف و يميل به الهوى عن طريق الحق فإن من مال به الهوى هوى و انكسر انكسارا لا
انجبار له و ليعلم من يقلد دينه و من يكون سفيره بينه و بين خالقه فإنه واحد و من سواه
شياطين مبطلون مغرون فاتنون كما قال الله عز و جل- شَياطِينَ الْإِنْسِ وَ الْجِنِيُوحِي
بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراًأعاذنا الله و إخواننا من الزيغ عن
الحق و النكوب عن الهدى و الاقتحام في غمرات الضلالة و الردى بإحسانه إنه كانَ بِالْمُؤْمِنِينَ
رَحِيماً

تعليقات
إرسال تعليق